ــ لن أزورك مرة أخرى.أففف وأنت تسكن هذا الحى البائس.وحولك البشر الفقراء..تركتنا لتعيش مثلهم..
ونظرإليه المضيف مشفقا فى صمت
بصق الزائر على وجه الأرض ،والتفت مودعا. مضى فى طريقه مسرعا نحو سيارتة الفاخرة ،التي اتخذت من جانب الحى الآخر متكئًا لها. يفصلهما شارع الأسفلت ، ولكن بين سكانهما آلاف السنين. هناك تحرسهم الكلاب الضخمة المهجنة. خوفا على ثرواتهم. هنا تحرسهم الماعز القابعة فى ظل سور البيوت الطينية تجتر فى سلام.هى كل ثروتهم .قال الحاج عبد الباقى ظريف الحى الفقير: أنه شاهد بأم عينه الماعز تطارد كلاب الحى الراقى أثناء خروجها للتنزه حيث تفرغ فضلاتها فى الميدان الذى يمارس فيه أطفال الفقراء العابهم البسيطة. صرير إحتكاك سيارة مسرعة على الأسفلت أعقبه ارتطام جسم الزائر الذى سقط مغشيا عليه لثوانى ..حين فتح عينيه وهو على الأرض رأى الأقدام المتسخة والأسمال البالية من حوله لم يتأفف.. نظر مفزوعا من هول الصدمة إلى الأيادى النحيلة فرآها نظيفة بيضاء. ممتدةة لترفعه من سقطته ، تعلق بها فأرتفعت روحه ليحيا لأول مرة.