لايستطيع الطبيب أن يعالج المرضى إلا بعد أن يدخل ليتعلم مهنة [ علاج المرضى ] تحت إشراف أطباء كبار ضمن سنوات طوال في كلية الطب .
لايستطيع المفتي أن يرشد البسطاء إلا بعد أن يدخل ليتعلم مهنة [ فقه الواقع ] تحت إشراف فقهاء كبار ضمن سنوات طوال في كلية الشريعة أو حلقات المساجد .
لايستطيع الحلاق أن يقص شعر البشر إلا بعد أن يدخل ليتعلم مهنة [ التجميل ] تحت إشراف متخصص ضمن سنوات قد تطول في معاهد الحلاقة .
وهكـــــــــــــــذا : لكل فن علومه التخصصية ومهاراته ... كذلك هي السياسة : علم له قواعده وضوابطه .
ولكن واقع بلداننا لايعترف بهذا الشرط ، فعالم السياسة قد يدخله البعض وهو لا يمتلك الحد الأدنى من مؤهلات العمل السياسي .. وعندما يخطئ الطبيب فإنه يقتل عشرات أو مئات المرضى ، وعندما يخطئ الحلاق فإنه قد يقضي على جمالية المنظر لرؤؤسنا ثم ما يلبث الشعر أن ينمو من جديد !!
ولكن السياسي حين يخطئ في تصوره العمل السياسي قد يقتل أحلام شعوبنا ويقضى على آمال الناس ويشوه موقعهم بين الأمم ويهدر ثرواتهم فضلاً عن سرقة الزمان والمكان من بين ايديهم ...
حين يصوت المواطن في بلداننا فإنه لايعرف أنه قد دخل نفق الخوف والمجهول ، لأنه لايعرف أنه مسؤؤل عن خياره الانتخابي فالمنتخب - المسكين - يعرف الناخب من خلال صورته الاجتماعية وفي الغالب لا يعرف برنامجه الانتخابي ورؤيته في إنهاض البلاد والعباد لسبب بسيط هو : أن الناخب لايملك مثل هذا البرنامج فهو بعيد كلياً عن عصره وتحدياته بمسافة كذا سنة ضوئية....
حين يصوت المواطن في بلداننا فإنه - بمعنى آخر - جعل رقبته ومعها رقاب عائلته لحد السيف الانتخابي - أو بمعنى أدق - ديكتاتورية الصوت الانتخابي في لحظة بائسة قد تعيد الموطن ذاته للابادة والتشريد والتضييق في اللحظة التي يعلن على الملأ أنه تم خداعــــه بلعبة الصندوق الانتخابي .
حين يصوت المواطن في بلداننا فإنه سيكتشف أن عقله يسير وفق رؤية مسبقة اختارها له المسؤول عنه من دون خطة مدروسة ، فصاحب القائمة المستقلة لابد له أن يتواطء مع احزاب تلغي استقلاليته .. وأما المتحزبون فكانوا لجحيم التنظير الحالم يجعلون المواطن ذاته : حطباً .
حين يصوت المواطن في بلداننا ... لايعرف ولايفقه ولايتعلم ولا يدرك أن السياسة قد ينقصها الأخلاق ( لاحظ أن : قد حذفت هذه الأيام )
كل ماسبق هو تشخيص لواقعنا المؤلم ..
ومايعوزنا : أن نربط التشخيص السليم ... بالعلاج الآمن المجدي ( لاحظ : الآمن ولاحظ المجدي )
فماذا تقترحون : أحبتي ؟