|
نزف الربيع !! |
|
|
يا مَنْ تجنَى في الحياة عَليَّا |
لكنْ أراكَ تحومُ حولي تارةً |
|
|
وأراك أخرى في رحابِ ثريا |
كم صِدتَ لي حُلوَ الرغائب بُكرةً |
|
|
وزجرتها عنْ ناظريَّ عشِيـا |
كم صاح نزوُك في عقارب ساعتي |
|
|
فتجافلتْ تطـوي فضاءَك طيا |
سافرْ على متن التناقض فالمَدَى |
|
|
يُغري وشأوك لا يزال فتـِيا |
وابحثْ عن الصُّبح الذي هتفتْ له |
|
|
أركانُ صمتِك وارتضتْه صَفِيا |
وانبشْ ضَريحا في الضباب تجِدْ به |
|
|
إشعاعَ فجرك ثَمَّ يصرخُ حيا |
واروهُ في جُنح الخطيئة عنْوةً |
|
|
والشكّ يقعدُ للعزاء وَلـيَّـا |
والغيرةُ الحـَمقاءُ تعـلمُ أنَه |
|
|
ما مات لكنْ شَيَّبَتْهُ صـبيـا |
وأنا وأنتَ يفيضُ نزفُ ربيعـِنا |
|
|
ينسابُ في قَـفر الخريف نَدِيا |
يجْتث منا باسـقاتِ رغابـنا |
|
|
ويمُـجُّهن بحافـَتيه جـِثِيـا |
تلك الأمـانيُّ العِذاب تساقطتْ |
|
|
أتظلُّ تسقيها الدمــوعَ سخيا ؟ |
فإذا أبيتَ سوى المقام مَعي هُنا |
|
|
فـإليَّ بالحبل المـتين إليـَّـا |
سـنلُمُّها حـطبًا ونضْرمُ نارَها |
|
|
ونُحـيلها نورًا هناك سَـنِيا |
يأوي إليـه التائهون كمثـلنا |
|
|
ويرون ما خلفَ الضباب جَليـا |
ونذرُّ فـي عين الجُنون رمادَها |
|
|
وبجمْرها نكوي الغـِـواية كيَّا |
لا عـيشَ إلا لـلقويِّ وربمـا |
|
|
بدهائه عاشَ الضعـيـفُ قويا !! |