شَرِيدٌ فِيْ فَيَافِيْ العُمْرِ
يَرْكُضُ وَالِهاً ظَمْآنْ
يُلاحِقُ طَيْفَ أُمْنِيَةٍ
وَطَاوُوسَاً مِنَ الحِرْمَانْ
يُعَاتِبُ غَيْمَةَ التِّحْنَانِ
إنْ جَفَّتْ مِنَ التَّحْنَانْ
يَحِيكُ مِنَ النَّدَى ثَوْبَاً
يَشِفُّ بَرَاءَةَ الإنْسَانْ
وَيْنْثُرُ كُلَّ مَا فِيْ القَلْبِ
مِنْ حُبِّ وَمِنْ غُفْرَانْ
يُضَوِّعُ بالنَّسِيمِ دُنًى
يُكَمِّمُ عِطْرَهَا الطُّغْيَانْ
يُخَضِّبُ بالبَيَاضِ الحُلْمَ
يَغْزُو حُلْكَةَ الألْوَانْ
يُؤَذِّنُ فِيْ اغْتِرَابِ النَّاسِ
حَيُّوا نَسْتَقِيْ الإحْسَانْ
وَيصْرُخُ إنْ تَنَاءَى الوُدُّ
يَسْألُ، مَنْ لِقَلْبي الآنْ!
يَمُرُّ عَلَى ضِفَافِ الرُّوحِ
تَلْفِظُ خَطْوَهُ الشُّطْآنْ
يُصَافِحُ كَفَّهُ الحَانِيْ
مَحَارُ اللَّهْفَةِ الوَسْنَانْ
عَلَى مَرأى مِنَ الأمْوَاجِ
تَكْوِيْ جُرْحَهُ النِّيرَانْ
تَقُولُ لَهُ بَقَايَا الآهِ
كَمْ ضَاقَتْ بنَا الأبْدَانْ
كِلانَا خَارِجَ الرُّوحِ
انْشِطَارٌ يَمْلؤُ الوِجْدَانْ
وَنَشْكُوا كَيْفَمَا نَشْكُوا
وَلا طَوْقٌ، وَلا أْقْرَانْ
وَحِيدَانِ الرَّجَا، تَبْدُو
عَلَيْنَا صَبْغَةَ الأحْزَانْ
نَرَى بالقَلْبِ لا بالعَيْنِ
مَا أشْقَى رُؤَى العمْيَانْ
نُهَادِنُ بالرَّجَا نَايَاً
فَتَلْفَحُنَا لَظَى الألْحَانْ
نُخَادِنُ شَدْوَ عُصْفُورٍ
فَتَعْلُو سَطْوَةَ الغِرْبَانْ
غَرِيقٌ فِيْ هُمُومِ الآهِ
يَقْتُلُ حُلْمَهُ الطُّوفَانْ
كَأنَّ الحُلْمَ أُحْجيَةٌ
وَوسْوَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانْ!
أحمد البرعي