قُيودُ الصَّمْت
---------------
ما بَيْنَ قُيودِ الصَّمْتِ
وَصَرخاتِ الأَنينِ
اِنْطَلَقَتْ هَمَساتي
تَحْمِلُ الأَحْزانَ
أَنَّاتٍ... آهاتٍ
سَأُطْلِقُها صَفَّاراتِ إِنْذارٍ
تَجوبُ الآفاقَ
مَهْما دارَتْ بي
حَلَقاتُكَ الـمُفْرَغَةُ
وَأَوْقَفَتْني
عِنْدَ نُقْطَةِ البِدايَةِ
سَأُتابِعُ السَّيْرَ بِعَزْمٍ
في دُروبِ الاِنْعِتاقِ
أُلَـمْلِمُ أَشْلاءَ أُنوثَتي
وَأُجَمِّعُ رَمادَ روحي
الذي نَثَرَتْهُ جَبَروتُكَ
هَباءً
سَأُعيدُ لِلرَّمادِ
وَهَجَ الاِحْتِراقِ
أَتَذْكُرُ؟ ....
أَيَّامَ اشْتَقْتُكَ فيها
فَرَسَمْتُ مَلامِحَكَ في الـمُقَلِ
وَأَغْمَضْتُ عَيْنَيَّ
حَتَّى لا أَرى غَيْرَكَ
وَصَمَمْتُ أُذُنَيَّ
فَما تَسْمَعانِ إِلَّا هَمْسَكَ
عَبَسَتْ مَلامِحُكَ
مُعْلِنَةً انْدِثارَ الاِشْتِياقْ
اِسْتَصْرَخَتْ كَرامَتي هَمَساتِكَ
حَلَّقَتَ هُناكَ بَعيدًا
أَغْلَقْتَ دونَ قَلْبي أَبْوابَكَ
وَأَحْكَمْتَ بِالقَسْوَةِ
أَقْفالَ الإِغْلاقْ
جَعَلْتَ عَبَراتِيَ الثَّكْلى
تَئِنُّ في دَمي
تَجْري عَلى الخَدَّيْنِ
دَمْعًا مُسْتَباحًا
يُواري انْهِزامَ مَشاعِري
اِرْحَلْ.. اِرْحَلْ.. اِرْحَلْ
بِالصَّبْرِ سَأُداوي
نَزْفَ الأَشْواقِ