صبابة ٌ وشوق
نامَ الأنامُ وخاطري لا يهجعُ * ويرى أنينَ الموجعاتِ ويسمعُ
يا حمصُ يا نبضَ الفؤادِ وروحه * إنّي الهيامُ ، وكلّي قلبٌ مُوَلَّعُ
لمَّا تَمَلَّكَني الحنينُ أتيْتُها * زحْفاً على شوْكِ المآسي أقطع
والشوقُ يعروني يَهُزُّ صبابتي * وكأنَّ قلبي من جُذورٍ يُقْلَعُ
قدْجِئْتُ أغرسُ في رُباكِ محبّةً * يا كُلَّ عُشَّاقِ الهوى فلْتزْرعوا
ومحبَّتي أصلٌ وفرعٌ ثابِتٌ * ولِكُلِّ فرعٍ في هواها أفْرُعُ
من عتمةِ الأيّامِ لُذتُ بِضوئِها * في قلبها الخمريِّ نجمٌ يسطعُ
وأهادِنُ الدمعَ السخيَّ بِمُقْلَتي * والقلْبُ عيْنٌ من أساها تدمَعُ
وتُقَطِّرُ الوجْدَ القديمَ بحرقةٍ * مشبوبةٍ تكوي الفؤادَ وتلسَعُ
لكأنَّ من ذبحَ الحنينُ فؤادَهُ * من شِدَّةِ الأوْجاعِ لا يتوجَّعُ
حُمِّلْتُ ألفَ تحيّةٍ من عاشِقٍ * يُهدي حُشاشةَ قلْبِهِ ويُوَزِّعُ
إيمانُهُ بالحُبِّ نفْحُ قداسةٍ * وعقيدةٌ في القلبِ لا تتزعْزَعُ
يا ليتَ شعري كيفَ أُنْجِزُ وعْدَهُ * وأَبُثَّ من قُبَلِ الغرامِ وأطبعُ ! ؟
وطفِقْتُ أشْربُ من كؤوسِ تَغَرُّبٍ * وأغُصُّ من طعمِ المرارِ وأبْلَعُ
فأقمْتُ بنيانَ التذكُّرِ للهوى * وبناءُ روحي في دمي يتصدَّعُ
لا القُرْبُ يُطفِيءُ لوعةً في خافِقٍ * لا الصبرُ من تلكَ المواجِدِ ينفعُ
يا ليتني طفلاً أعودُ لصدرها * وأعُبُّ من ثديِ الحنانِ وأرضعُ
هيام 23 / 9 / 2013