المتسول ..لمحة من الأدب الروسي
قيل أن متسولاً كفيف البصر اعتاد الجلوس في زاوية إحدي الحدائق العامة بإحدي المدن .. حتي أنه أصبح جزءاً من جغرافيا المكان ..يحضر في الصباح ويلتحف ملابسه الثقيلة علّها تقيه البرد القارص وتظل يده ممدودة لكل العابرين فيضعون في ثنايا كفه ما تيسر من المال ..وفي المساء يلملم أشيائه وما جمعه من مال ويرحل ليعود ثاني يوم لمواصلة التسول ..وفي ذات مرة مر به رجل رق لحاله فأدخل يده في جيبه بحثاً عن أي شيء يعطيه له ..لكنه لم يجد شيئاً .. أدخل يده داخل جيب سترته وظل يبحث في ثنايا ملابسه عن أي شيء دون جدوي .. في تلك اللحظة فاضت مشاعره بإنسانية عارمة فانكب علي يد المتسول يقّبلها ويضغط عليها بمحبة وهو يردد عبارة أنا آسف جداً .. لم أجد ما أعطيه لك .. أخذ المتسول يد الرجل وضمها إلي صدره وهو يقول في تأثر بالغ ( طوال خمسة أعوام وأنا أمد يدي ولم يعطني أحد ..أنت الوحيدالذي أعطاني ..أنت الوحيد الذي أعطاني ..).