يا ملهم الساعات
توارى الهـوى في لجَّة البعـد ثاويـا
وما عاد مثل الأمس يشــدو القوافيا
وأدمن في الأسـحار صحبـة نــازف
سـعى في ظـلام الليل يسـفك جاريـا
وألهب ظهـر الفجـر جلداًُ إذ انتضى
من عتمـة الديجـور ضـوءاً مواليــا
******
أعــاتب من في القلب أدمن نشـوة
واطـــلالة كالفجـــر تبهـــر ســاريا
تفـــرَّد حتـى بـــات يســـتر صمتــه
بهمــس رقيــق كالجـــداول حانيــا
فألقى على وجــه الثـوانيَ رعشــة
أطـاحـت بأحـلام رســمن الخوافيــا
وأخلــف دربـــا كان عمــرا يقــوده
ليخطف من حلمي الصغير جوابيــا
وكنت أذا غابت عن الروح ضحكة
تقحَّم خطوي من ثرى الحِبِّ واديــا
أســـائله .... والعيــن تعرف أنهـــا
في العتمــة الملقــاة تعــلم مـا بيـــا
فيـــرتـد طـــرفي كالفريسـة هاربـــا
ويــدفن بالكفيــن وجهـــا مواريــا
فيا قلب لـو أفصحت عن سـر كرمة
جعلتَ لها في الروض ماءك جاريـا
وأســـلمتني حبـــل القيـــادة مــــرة
لعلـى إذا لاقيـــتُ كنــتَ المــلاقيـــا
*******
سأغرق قلبيَ المشتاق للعشق عنوة
وعهـداً بأن أبقـيه في الليل سـاقيـا
فتلـك الكئـــوس الظــامئـات لِزقِّــــه
بكـين جوىً من بعــد دمــع خواليـــا
وتلك الليـــالي الموحشــات خَنََقنَــه
وأرَّقــن صــــبا للمواســـم صاديـــا
تخلـى عن التــرحيب بالبـــدر مـــرَّة
فعــاش فصـولا قـد لبسن الدواهيــا
فيــا ملهم الساعات هيِّئ عواصفـــا
تســتلُّ من ســيل المواجــع ثاويـــا
وحلـــق بآمـــال ذرفــن مـواجعــــــا
لعــل الـذي ينــأى يعــودك راضيـــا
ويعلــم أن القلـب مــا زال عـاشـــقا
يوضب في الأسـحار فجرا موازيـــا