بقعةُ ضوءٍ فوقَ
سرابْ!
خلفَ القضبانِ أُحاكمُ عقلي في لحظاتِ
سكونْ
مسكونٌ بالوهمِ أنا لأسافرَ في تعبِ
الصحراءِ بعيدا
أيُّ فراغٍ تحياه النفسُ بلا قنديلٍ يمسح عن أفقي عتمةَ
حزنٍ آخرْ
يتراقصُ أملٌ في أفقي في الحفل الصاخبِ يدعوني
كي أرقصَ فيهْ
قدماً قدماً تنقلني الخطوةُ في الفلواتْ
فاحتلَ بأفقي بعدُ
سرابْ
فأشاهدُ أمسي محترقا خلفي
في درب الحاضرِ يدفعني
لغدٍ يرسمهُ المستقبلُ
خطواتْ
تتساقطُ أوراقي رغماً عنّي
وغصوني تتكسر في أشجاري
غصناً غصناً من سخطِ
الرِّيحْ
إن أحببتكِ سرتُ بدربكِ أي
مسافةْ
فاختصري الحزنَ بأيامي
شبراً شبراً
كي أعفوَ عنكْ
كي أُحسنَ أن أقرأَ ذاتي
سطراً سطراً في سفرِ
جنونْ
وحدي أقطع آفاق الصحراءِ بلا قربةِ ماءٍ يحملها عطشُ الآهاتِ على
صدري من وهجِ
القدسْ
أغترفُ سرابا من عمري الزاحفِ نحو الموتِ على عجلٍ
كي أروي ظمأً في خوفِ
صلاةْ
في بقعة ضوءٍ عائمةٍ تتلألأ فوقَ
سرابْ
علمني المستقبلُ أن لا أحملَ ذاتي المستلقيَ فوقَ
ظنونْ
في عُرض البحرِ نوارسُ تتدلى من قرصِ الشمسِ
تناديني في موكبِ فرْحٍ كي أشدوَ لعروسِ
البحرْ
كفي تمتدُّ إليكِ بعيداً في
الصَّلواتْ
أحببتُكِ من خلفِ القضبانِ
تسافرُ في عيني
الدنيا
لشراعٍ يمخرُ للمستقبلِ
في بوصلةٍ ضلتْ في
الأعماقْ
قد كنتُ وحيداً في الشاطىءِ إذْ جَنَّ
الليلْ
ولى المستقبلُ من
عمري
ومعي الحاضرُ والماضي نرزحُ في قبضةِ
سجّانْ
فملأتُ سلالَ القهرِ بلا
عودةْ
وقضينا الليلَ بلا
قنديلْ