شبابنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد قراءة ومعرفة كل ما يمكن الاستفادة منه في تكوين رأي خاص ، وشامل حول دور الشباب في بناء المجتمعات فهل يمكننا قول شيء في مساحة هذا الكلام وفي غابات هذه الأحداث المدهشة هل هناك فسحة للكتابة ونلتقط أنفاسنا من عبء الأفراح وتكرار تلك الأصوات المتقاربة والمتنابذة فغريب في عصر الخوف وزمن تسلطت فيه الكلمات الرسمية والخطب اليومية في جيل يقف علي بوابة الانتظار أن تولد كلمة الأمل من رحم الوجع ، وابتسامة المرارة . غريب ولعله ليس غريب أن نحاول بكل عزم وقوة مداوات وتضميد جراحاتنا لنصنع مستقبل أكثر إشراق وأمل إننا حينما نتكلم عن الشباب العربي فأننا نتكلم عن هذه السواعد التي سوف تنفض الغبار عن وجه الأمة فنجد الكثير منا اليوم يتحدث عن الواقع الراهن الذي يعيشه الشباب العربي . ويستسهلون إصدار الأحكام المختلفة بصددها ، وكأنهم انهوا هذا الوضع ، والحال أن تشابك العناصر المحيطة بالشباب العربي . وان كان نريد أن نصل بالشباب إلي ارقي المراتب وتحمل المسئولية والعمل قدما علي تحقيق أهداف امتنا وبناؤها البناء الامثل والأصلح لابد أن ننظر إلي الشباب وما الذي يعيق حركة تقدمه ، وأداء دوره وما هي ألازمات والمشاكل التي يعاني منها الكثير .
فعندما نتحدث عن ألازمة التي يعيشها شبابنا العربي لا نستطيع فصل عن حديثنا ألازمة السياسية في الوقت الراهن لأنها هي ألازمة الحقيقية التي يعيشها الوطن بكاملة وهذا لا يحتاج فقط لتقييم نظري أو شكلي للازمة التي تعاني منها ألان لأن ذلك يقودنا بكل تأكيد في فخ لنبدأ اجترار كل ما قيل في هذا المجال ولكننا نستطيع أن نضع أيدينا علي أهم بؤر التي تنبع منها هذه ألازمات وذلك من صراع عربي صهيوني ومشاريع للتطبيع ....مع الدول العربية وفرض الهيمنة السياسية والاقتصادية والإعلامية بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك تخبط القوي السياسية في محاولاتها للوصول إلي الديمقراطية ، وتدخل القوي الأمريكية في فرض سياستها لتحقيق مصالحها داخل الوطن العربي وذلك بالترهيب والتهديد الذي نجده واضح في جميع تعاملاتها ومن ذلك يتجلى لنا موقف الشباب العربي من هذه ألازمة موقف الحائر من مجريات هذه الأحداث التي سوف تؤل إليها الأمور .
وان لا نحصر في عصر أطلق عليه الكثير من الكتاب عصر الخوف حينما أعلنوا ماذا نكتب في ظل الخوف وماذا نسجل في عتمة الفزع وماذا .....؟ وهذا جله يربطنا بمشكلة ولها نفس أبعاد ومرتبطة بالأزمة السابقة فالشباب يعاني من تدهور الأوضاع الاقتصادية ويدفع ضريبة ذلك من جهده ووقته ونجده يغترب ويهاجر ليحصل علي القليل وهو الذي يملك الكثير ، والآلاف يموتون جوعا وفقرا وأموال تذهب هنا وهناك . وبقدر ما نؤمن بأن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان فأننا نؤمن أيضا بأنه بغير الخبز لا يحيا الإنسان .
وان من يتحكم في هذا قادر علي التحكم في فكره وتعطيل عقله فالغذاء أصبح سلاحا للسيطرة علي الشعوب ببراعة وبلا ضمير لإخضاعها ولاستغلالها وهناك الكثير من الدلائل التي تشير بـأننا سنزداد تعرضا للابتزاز يوم بعد يوم لأن قدرتنا علي إنتاج ما يكفي تقل ، وهذا شيء مخجل .
ناهيك عن وضع شبابنا الثقافي والفكري الذي ضاع مع هذا التحديث التقني ولأننا نعلم أن أصبحت لثقافة سوق للتبرير والتخدير والتضليل والتغريب لمجتمعاتنا العربية وتنمية روح الاستهلاك والابتذال والسلبية والإذعان يمكن أن نحدد هذه الثقافات التي بدأت تسيطر في مجتمعاتنا وهي ثقافة تفتقد الموضوعية والرؤية الشاملة كما نجدها ثقافة جامدة تفتقد الحس التاريخي الذي يحمل خبرة ثقافية طويلة أصبح شبابنا يحمل ثقافة يغلب عليها الطابع التقني الخالي من العنق الإنساني وتكون بالتالي ثقافة استهلاكية سطحية تفتقد الحس العميق بالهوية الذاتية ، وبمثل هذه الثقافة الهشة يتم تزيف الوعي لدي الشباب العربي ويتم تغيب هذا الخطر المحدق بالأمة ويختفي وجه الوطن والتراث والقيم
وها نحن شباب هذا الوطن نبحث عن مخرج أو خلاص رغم التخبط الذي تعيش فيه الأمة وحاليا يخيل إلينا انه ربما وصل المفكر العربي بأول الخيط ولكن سرعان ما يتكشف حلمنا إلي وهم وسراب ومع حاجتنا إلي صحوة إلي الخروج من هذه الدائرة التي وضعنا أنفسنا فيها . وليكن الأمل في شباب الأمة بعد وجع ومرار وطول انتظار .......
بقــــــــــــــلم / سالمين القذافـــــــــــي...