كم يحرقني الشوق، وتهفو نفسي إليك ..
أتمنى لو تخترق ذراعاي المسافات لأضمك وأغيب في أحضانك وبين
يديك ـ لا تقولي كبرتي .. أنا لست سوى صغيرتك التي يحرقها الحنين
لضياء وجهك .. لنور عينيك.
ملعونة تلك الغربة التي تبعدني عنك..
لا حيلة لي إلا أن أهاتفك لأنتشي بسماع صوتك الحبيب مرددة اسمي في
حنان ـ خافقة القلب أحكي .. تحكي .. تنساب عبراتي ـ وأعرف أن دمعك
ينهمر سخينًا .. أسألك فأسمع صوتك يحكي حمدًا .. أما صمتك فيقول شيئًا
آخر لا تقوله الكلمات .. يحكي عن ليل طويل موحش، ووحدة قاتلة،
وجدران باردة، ويشكو من قل الخلان.
تفزعني هواجسي ويزلزلني شعوري بالتقصيرـ أتجداك أن تأتي عندي
لأعرف كيف أرعاك، لنؤنس وحشة شتاء العمر، لأحمل همك كما حملتِ
عنا طوال العمر.. فيأتيني صوتك الحاني في إباء .. أأترك بيتي، وذكريات
عمري، وعطر أنفاس أبيك في كل مكان ؟؟!!
لا تخشِ علىّ يا ابنتي مازلت قوية ـ أتصارع مع الأيام.
أتمنى أن تعاتبي أو تلومي، ولكنك لا تلومي أحدا ـ إن النهر الدافق لا
ينتظر من أحد شيئًا وهو المعطاء.
كشرنقة القز أجدني ملفوفة بخيوط من حرير تكبلني ـ وكثور مربوط
في ساقية أجدني ألف في محيط مسئوليات وقيود..
سامحيني أمي .. كم أخجل من تقصيري
قدمت لنا عمرك كله فماذا قدمت أنا إليك؟؟
لا أستطيع حتى تقبيل يديك
ملعونة تلك الغربة التي تبعدني عنك.