علال المديني
الوجود الإنساني في هذا الكون ليس عبثي و دون معنى وعدمي و إنما هو وجود تكريمي تشريفي له غاية عظمى عجزت كل المخلوقات القيام بهي و التوسم بوسه .
هذا التكريم الوجودي لا يقتصر على فئة دون فئات و لا يتشرف به أصحاب دين عن دين أول لون عن لون أو عرق عن عرق ، و إنما هو تشريف عام لكل إنسان بمجرد كونه إنسان "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) (الإسراء)
هذا التكريم الوجودي للإنسانية في الإسلام يقتضي الإيمان بما يقتضيه هذا المقام من إحترام للقيم الإنسانية و احترام حقوق الإنسان و إنسانية الإنسان .
و من هنا فمكانة الإنسان في الفلسفة الإسلامية ننجاوج في سموها كل الفلسفات والنظريات الوضعية التي سعت إلى مقاربة المسألة الحقوقية للإنسان وتلك الني دعت مثلا تمثل هذه القيم في ممارسات دمقراطية و حرية الرأي و حقوق الإنسان،إلا وللأسف الشديد تبقى هذه الممارسات قاصرة و إنتقائية تقسم البشرية إلى فسطاسين فسطاس الكمال و التطور و هو العنصر الغربي "السبير مان" وفسطاس باقي البشر الذين لم يكتمل نضجهم بعد و يجوز فيهم ما يجوز في باقي المخلوقات فدورها خدمة الصفوة المختارة....
إن من مقتضيات هذا التكريم الإلهي المساولة الحقيقية بين بني البشر أولا في أصل الخلقة وثانيا في الحقوق و الواجبات دون مرعاة لأي شيئ { اللون أو الدين أو العرق أو الوسط الاجتماعي} أما التقوى و الإيمان فجزاؤهما عند رب العالمين .
سياق الكلام هنا مجال أخر وهو صحة الإنسان النفسية و توازنه الفردي سواء مع نفسه أو تعامله في
وسطه الاجتماعي فالإيمان بعقيدة التكريم الإلهي للإنسانية جمعاء يولد لدى الفرد الشعور بالوجود الحقيقي وبالراحة النفسية نتيجة لهذه المساواة ولهذا التكريم ....
يتبع