بغدادُ..أنتِ ذؤابةُ
النُّعمان!
يا أختَ قُدسٍ خافقي ولساني
إنِّي أغنّي فاسمعي لأغانِ
***
طلعت عليك الشمسُ أجلى نورَها
فوقَ الجبينِ ذؤابةُ النعمانِ
***
أهدى إليك القلبُ أسنى قبلةٍ
حتى تقطّر في اللِّقاء جَناني
***
ما للعيونِ إذا رأتْكِ تهتكتْ
وإذا القلوبُ تجيشُ بالنيرانِ
***
بغداد يا سحرَ البلادِ وآيِها
في الحسنِ طراً لا يلي إثنانِ
***
غضّ السُّها حتى استبُيِتِ بطرفهِ
والشمسُ تخطفُ نورها بثوانِ
***
فأناخَ تاريخٌ بسفرك كلكلاً
وشكا تقاصرَ عمرهِ المتفاني
***
ياقبلةَ العظماءِ في لجُج الضُّحى
فردوسَ دُنيا خالدَ الحدثانِ
***
يممت عينَكِ يا بُغيدُ وجانحي
شوقاً إليكِ وطارفي الجفنانِ
***
جفلتْ عيونُ الغيدِ من ذئبِ الشّرى
أن تختلي الغزلانُ بالسِّيدانِ
***
جاستْ عيونُ الذئبِ دربكِ بالقذى
لا تقتفي دربَ القذى العينانِ
***
أنّّى أشرتِ إلى النُّجومِ تطالعتْ
وأتتْ إليكِ الشمسُ طوعَ بنانِ
***
هلا ّ جلوتِ الصبحَ من عتمِ الدّجى
ذهباً بغالي سعرهِ الرّنانِ
***
يسعى إليكِ المجدُ أسلسَ قائدٍ
فشددتِ من جذرٍ ذرى عدنانِ
***
نسجتْ رموشُ القدسِ دمعكِ رايةً
اللهُ أكبرُ رافعُ الآذانِ
***
رفقاً بقلبي إن تلاحقَ شوقهُ
فسبقتُ عمري في انطلاقِ لساني
***
تيهاً إليك ِ قصائدي ونفائسي
فإذا قَصَرْتُ هتفتُ يا خلانّي
***
مرآة طُهرٍ في القلوبِ تعلّقتْ
فرأيتُ دجلةَ والفراتُ رواني
***
من كان مثلي في الهوى مرحى له
فإذا أطقتَ إلى الذّرى فالقاني
***
في قبةٍ نسجَ الكماةُ خيوطَها
بمدادِ عشقٍ أو مدادِ سنانِ
***
نطقَ الفؤادُ بعشقها فاستمطرتْ
تلك العيونُ وأقبلتْ شفتانِ
***
مكي النزالُ إذا تقاطرَ قوسُهُ
قيسَ النزالِ تقاطُرَ الأخوانِ
***
إنّي بقربكما تُظلُّ سحابةٌ
فيءُ الرَّشيدِ..تقاطرَ النّهرانِ
***
سألَ المزيدَ لخمرِها ظمأٌ بهِ
لبَّيتُ مرحى شاكرَ السَّلمانِ
***
يتسطّرُ التاريخُ منكِ حروفَهُ
وعلومَهُ وتسابقَ الثَّقلانِ
***
يا تِرْبَ مكةَ في القلوبِ تعلّقي
والقدسَ عقدَ لآلىءِ الإيمانِ
***
يا بوشُ أَقصِرْ فالكلابُ رخيصةٌ
يأبى الكرامُ وسابقُ الإحسانِ
***
أمريكا راقصةٌ تقودُ بعُريِها
فَتُساوقُ الشيطانَ في الإنسانِ
***
هذا هزيجُ عصابةٍ عزفت بهِ
طبلٌ ومزمارٌ وردفُ قِيانِ
***
ماذا احتلمتمْ في نوازفِ عُريِها
أثداءُ تحلبُ في قفا السَّعدانِ
***
ماكانَ أعجبَ رقصَكم في عُرسِها
كتراقصِ الأوهامِ بالألوانِ
***
هل كان حقاً فارتأيتمْ وعدَها
كوعودِ هرٍ في حمى جُرذانِ
***
يا لاطماً وجهَ الشماتةِ بالحذا
برّتْ يمينٌ أطلقتهُ يدانِ
***
خفٌّ تأوَّلَ للجبينِ وسامةً
لا تعجَلنْ هذا الوسامُ الثاني
***
يا أيها الطاغوتُ حَسبُكَ لحظةً
فيطيرُ حلمُك في عديدِ ثوانِ
***
خابت بلادٌ أن دعتكَ لسعيها
فإذا البلادةُ شيمةُ الخذلانِ
***
وثنٌ تألى في البلادِ عِبادةً
وكذاكَ يُزرى عابدُ الأوثانِ
***
طوبى لمن صقلَ الرُّجولةَ سيفُهُ
وأبى إزارَ الذُّلِّ درعَ هوانِ
***
سبقاً إلى عزٍ يجلُّ مكانةً
وارتادَ تاجاً في ذُرى عنوانِ
***
لا تأتلي أثرَ الكلابِ لعزةٍ
كلبٌ وعزٌ في الوغى ضدانِ
***
من يأتزر في الحقِّ ثوبَ كريهةٍ
يختالُ عشقاً فيه ذكرُزمانِ
***
بغدادُ أنتِ القلبُ يصدحُ خافقي
وصَعِدتُ أشدو من رُبى عمّانِ