زليختي
مكي النزال
زليختي مهرةٌ تعدو براح يدي
وتنثر النجم في أفقي بلا عددِ
*
أميرةٌ لم تزل تغوي لهيب دمي
بحسنها وتنادي النارفي كبدي
*
تداعب الألق المخبوء لاهيةً
وتستبيح حصون العقل والرشَدِ
*
رزينةً تأسرُ الألبابَ إن نظرت
لم تنجرف بالهوى العاتي ولم تحد
*
ولم يكن مكرُها إلا برقتها
وباقتحامِ حدود النارِ بالبرَدِ
*
تقدّ من قُبُلٍ ثوبي بنظرتها
وتغلق الباب بالإيحاءِ عن بُعُدِ
*
ولستُ ذاك الفتى في حسن طلعته
تقطّع الكفّ فيه نسوة البلدِ
*
لكنه قدري أن كنتُ فتنتها
بالشِّعرِ يرفدُ حسن الروح بالمدد
*
تعلّقت شيبتي تلهو بهيبتها
ولم يكن همها مالي ولا جسدي
*
وكيف لي أن أماري في محبتها
وقد أفاق اللظى من غفوةِ الأبدِ؟
*
رأيتها فاستبدّ النبض منتفضًا
واشتدّ عصفُ الرؤى في نوميَ النكِدِ
*
نهضتُ من رِقدتي أهفو لمقدمها
مع النسائم مأخوذًا بغيب غدي
*
أؤمّلُ العينَ أزهارًا ملوّنةً
تشفى بألوانها من ماكث الرمدِ
*
صغيرتي، لستُ أبغي الوصل في سفهٍ
وإن هفوتُ لريٍّ من يديك ندي
*
أبقي المسافةَ، إني فيك مصطبرٌ
أخشى عليكِ صروف اللومِ والرصدِ
*
فلستُ مثل (كليم الله) في ورعٍ
مع التي مدّها بالعون والسندِ
*
تدلّه بالحصى، خجلى، وتتبعهُ
تقول: يا أبتي لولاه لم نردِ
*
يا ليتني أستقي بالعزم وقفته
وأقتفي خطوَهُ بالصبر والجلَدِ
*
لا تقربيني ففيّ النار مسجرةٌ
تريّثي في الخطى في سيرك، اتّئدي
*
أرقيك من أعينٍ قتّالةٍ دأبت
على الرماية بالتنكيلِ والحسدِ
*
أمدُّ كفّي لثغر الريح، تُلجمهُ
أخشى على فرعك المياس من أوَدِ
*
تفنّني بخفيّ البوح مُطرقةً
والعينُ ترسلُهُ كالطائرِ الغرِدِ
*
لم أُلقَ في البئر يومًا، بَيْدَ أن يدًا
مُدّت إليّ بماءٍ والفؤادُ صدي
*
والذئبُ في أضلعي يعوي بلا كللٍ
وإخوَتي يغمرون العمرَ بالرغَدِ
*
أرى ابتساماتهم في البؤس ساجدةً
تُرقي لياليّ من ريحٍ ومن رعدِ
*
وأنت ماكثةٌ عونًا على زمنٍ ،
من قبل أن تشتريني، موحشٍ وَ رَدي
*
زليختي، غلّقي الأبواب واقتربي *** من النوافذِ تلفيْني مددتُ يدي