.
.
أشرقتَ حتى أشرقتْ ظلُماتي
وهللت حتى ضُم زهرُ شتاتي
.
ونشرتَ مسكا من شذاك نميرُه
وجمعتَ مابيني وبين جهاتي
.
فلأنتَ يا شهرَ الصيام حكاية
تروي فصولك جدتي للداتي.
ولأنت نسج من نقاء سكينتي
سوسنت روحي بالهدى وفلاتي
.
عفرتَ جنبْيَ بالأمان وخافقي
وأحلتَ روحي حبرة لدواتي
.
قدكنتُ ميتاً دون قبرٍ فانهمر
تَ كمزنة تحيي جديب مواتي
.
فكأنني لما أتيتَ تَضُمني
أيقظتَ نهرا في سراب حياتي
.
وكأنني لما ارتشفتكَ خمرة
خلع الربيعَ على غصون شفاتي
.
ما طبت حتى شدتُ فيك عبادتي
وبنيت صرحا مترعا بصَلاتِي
.
ما طِبْتُ حتى قُدّ ثوب ندامتي
ولبسْتُ ثوبا حيك بالطاعاتِ
.
هدّمتُ في زمن الصيام زوارقِي
وركبت بحريَ مشرعا أناتي
.
سلمت في شهر الصيام أزمّتي
وأنخْت في مِحْرابه عبراتي
.
شَذّبت في أفيائه بوحي وفي
باحاته هامت بها باحاتي
.
لله !!يا شهر الصيام وقفت بي
في سدرة الغفران والرّحمات
.
حررت في نفسي معابد غفلتي
فأقمت أنزف دمعتي وشكاتي
.
كم كنت أختط المدائن بغيتي
ألقى خليلا لا يبيع صِلاتي
.
حتى نزلت فكنت أعظم واصل
نامت على راحاته راحاتي