|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ( 1 )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
الفجرُ يختمُ قصةَ الليلِ الحزينةْ |
يحنو عليكَ ، ويسكب الآمالَ في عمقِ الجراحِ ليملأَ الدنيا سكينةْ |
والشمسُ تَنْسُجُ ثوبَك الزاهي الجديدْ |
وخيوطُه ما في الحياةِ من الحنانْ |
والطـيرُ ترسلُ شَدْوَها ، فتُجِيبُهَا الأغصـانُ نَشْوى بالتمايلِ والدَّلَالْ |
والنهرُ يَسْكُبُ ماءَه العذبَ الزلالْ |
يَروي العِطَاشَ ، ويُطْفِئُ اللَّهَبَ الْمُؤَجَجَّ بالظَّمَأْ |
ويَظَلُّ يسرِي في العروقِ ، ليشرحَ القلبَ المعذَّبَ بالطهـارةِ والأمانْ |
أرأيتَ يومًا كيفَ يَعْتَنِقُ الشعاعُ مع الصَّفَاءْ |
في مَنْظَرِ الشمسِ المصوَّرِ فوقَ صَفْحَاتِ المياهْ ؟ |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ( 2 )ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
الريحُ تَعْصِفُ بالأماني الْمُفْجَعَاتِ فَتَلْتَوِي نحوَ الْأُفولْ |
وتكادُ تخضعُ للأفولِ ، لرغبةِ الليلِ المعدِّ السيفَ سيفَ الغدرِ يُنْذِرُ بالفَنَاءْ |
لا .. لا بَقَاءْ |
تتسارعُ الأحداثُ .. يرفع سيفَه الباغي لِيَجْتَثَّ الْأُصُولْ |
وتَرَى الأماني تُغْمِضُ الْأَجْفَانَ مِنْ خُوفِ المصيرْ |
ويَهُزُّ صوتُ الفجرِ كَفَّ الليلِ .. يَسْقُطُ سيفُه ، لِيَشُقَّ قلباً قد تحَََََََََجَّر بالسوادْ |
وتُجِيبُهُ الْأَرْجَاءُ تُظْهِرُ بَسْمَةَ الْفَرَحِ الكبيرْ |
( أَقْبِلْ إِلَيَّ .. فَمِنْ هنا يَنْسَابُ سيلُ النورِ يَغْمُرُ كُلَّ أرجاءِ الوُجودْ ) |
أَوَلَسْتَ تَسْمَعُ ما تقولُ الشمسُ فِي كَبِدِ السَّماءْ ؟ |
هِيَ كُلَّ يومٍ في الحديثِ وفي البيانْ |
( أَقْبِلْ فَفِي جَنْبَيْكَ يَخْفِقُ قلبُك القلبُ العنيدْ ) |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ( 3 )ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
تَتَجَدَّدُ اللُّقْيَا ، فَتَأْنَسُ بالضِّياءْ |
لولا الفراق لما شَعَرْتَ بقيمةِ اللُّقْيَا ، ولا ذُقْتَ الهناءَ مع الحبيبْ |
يا صاحبي تحلو الحياةُ مع الصراعِ .. مع التدافعِ و التَضَادْ |
ما قيمةُ البحرِ الذي لا موجَ فيه ولا حياةْ ؟ |
يَتَصَارَعُ الشُّوقُ المجنِّحُ بالحنينِ مع البِعَادْ |
فالشوقُ يَدْفَعُ للمَنَالِ ، ويَرْسُمُ الحظَّ الجميلْ |
ويُدَافِعُ البُعدُ المخيفُ تَقَدُّمَ الآمالِ ، يَكْوِيْها ، يُكَبِّلُها ، ويُمْعِنُ في الحِصَارْ |
فتُسَافِرُ الآمالُ ، تَسْتَعْلِي على كلِّ القُيُودْ |
وبذاك تحلو رحلةُ العمرِ القصيرْ |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ( 4 )ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
في مشْهدِ الفجرِ المنيرِ ، وفي ضياءِ الشمسِ يَعْكِسُهُ الصفاءُ مَعَ الشروقْ |
في منظرِ النهرِ الْمُصَفِّقِ للطيورِ الشادياتِ على الغصونْ |
حيثُ المشاهدُ كلُّها ترنُو إليكَ بنظرةِ الأُنْسِ الجميلْ |
( أنتَ الخليلْ ) |
صورٌ من الأفراحِ يملؤُها الحنينْ |
أفراحُ روحٍ هزَّها صوتُ الهدايةِ ؛ فاستفاقتْ من سُبَاتِ الغافلينْ |
وتَطَلَّعَتْ لِلْعيشِ في كَنَفِ الإلهِ الخالقِ البـَّرِ الرحيمْ |
وحُدَاؤُها يَهَبُ التَّطَلُّعَ للكَمالْ : |
" سُبحَانَ مَنْ نَفَخَ الحياةَ ، وأَودَعَ الكونَ الجَمَالْ " |
|