|
إلي بَحْرِ غزٍّ طارَ بالشَّوقِ طَائِري |
|
|
وَ غنَّى فَأَشْجَانِي فَثَارَتْ ثَوَائِري |
شَظَايَا حُدَاهُ قَدْ أَثَرْنَ مَوَاجِعِي |
|
|
فَمَارَ اشْتِعالًا جَوْفَ قَلْبي وَ خَاطِري |
مَدَدْتُ يَمِينًا أَسْتَحِثُّ سُكُونَهُ |
|
|
فَزَادَ حُدَاءً فَانْسَكَبْتُ بِنَاظِري |
بِقَصفٍ أَهَالَ السَّقْفَ فِي رَأْسِ إِخْوَتِي |
|
|
وَ زَحْفٍ لِخوَّانٍ كَفُورٍ وَ مَاكرِ |
وَ نَشْعٍ بِأَكْفَانٍ تَمُرُّ إِلي العُلا |
|
|
تمنَّيتُ أكفاني بها وَ مَقابري |
أمدُّ جَنَاحِي نَحْوَ طِفْلِي مُهَدْهِدًا |
|
|
فَمَا مَسَّ كَفِّي غيرَ أشلاءِ قَاصري |
جموعٌ ،فُرادى نحو ربٍّ دعاهمو |
|
|
سِرَاعًا لِحُسْنَى ليس منهم بصابرِ |
تُرى فُتِّحتْ فردوسُهم من جهاتها |
|
|
فرضوانُ سعدٍ قد أتاهم بفاخرِ |
ويجتثُّ أعداءُ الحياةِ عوائِلًا |
|
|
مِنَ الجَذْرِ ، بُشرى الله غرسُ الآواخرِ |
و أُسدُ الوغى هُمْ قابضون جِمارَها |
|
|
بصدٍّ وقصفٍ قاصمٍ كلَّ صاغرِ |
رجالٌ كتاب الله زكَّى نفوسَهم |
|
|
يضيئ قلوبا منهمُ في السَّرائرِ |
وربُّ الورى يصطفى ما يشاءُه |
|
|
فجاءوا كزرعٍ مبهرٍ ،غرسُ باهرِ |
رجالٌ أشدَّاءٌ أحاطو بغزَّةٍ |
|
|
كأُسْدٍ يُكشِّرْنَ النيوبَ لفاجرِ |
وصاروا ضياءً في جبينٍ لِأُمَّتي |
|
|
أضاءو مدَاهُم فاهتدى كلُّ سَائِرِ |
و في حُفرةِ الحيَّاتِ قد شَبَّ حِرْصُهُم |
|
|
أَعدُّوا فما هَانو بتثبيطِ غادرِ |
و من كثرةِ الَّلدْغاتِ مصلٌ حماهمو |
|
|
وفي روعةِ الفرقان جبرُ المشاعرِ |
تنادوْ جهادًا في ضيا الآيِ مُثْبَتًا |
|
|
وأَمْرًا لِمَبْعُوثِ النَّصيرِ القَادِرِ |
يَصُدُّونَ جوْرًا قد أتاهم بقضِّه |
|
|
بِهِ سطَّروا التاريخَ أوفى المَفَاخرِ |
يَدورُ الخؤونُ الجارُ يُذري بِنَصْرِهِمْ |
|
|
ولكنَّ في الهمَّاتِ نصرُ المًثابرِ |
وفي حِقْدِهِ المَسْمُومِ شَفْرَاتُ غَادِرٍ |
|
|
وفي حُلْمِهِ المَوْهومِ عِبْرَاتُ غَابرِ |
هُوَ اللهُ يُملِي في خفاءٍ لماكرٍ |
|
|
سَيَنْزِعُ مُلكًا حينَ يؤتِي لصابرِ |
ثباتًا رباطًا يُقسِمُ الظُّلمَ حَدُّه |
|
|
وكونوا يمينَ اللهِ أستارَ قَاهِرِ |
وَ فُوزُوا بِثَأْرٍ قَدْ عَنَاكُمْ مِنَ اْلوَرَى |
|
|
لِتَشْفُوا صُدُورَ المُؤمنينَ بِجَابِرِ |
أَتَبْغُونَ نَصْرًا قَدْ أَتَتْكُمْ ظِلَالُه |
|
|
تَرُومُونَ عزًّا فَوْقَ كلَّ مُقامرِ |
فَهَيَّا اصْبِرُوا وَ امْحُوا التَّنَازُعَ مُرَّهُ |
|
|
فِإِنْ تَنْصُرُوا الرَّحْمَنَ فُزْتُمْ بِنَاصِرِ |
غَدًا تَاجُ نَصْرٍ تَلْبَسُونَ فَخَارَهُ |
|
|
مُلُوكًا بِحَقٍّ غَابَ مِنْ سِحْرِ سَاحرِ |
لَأَنْتُمْ حِرَابُ الدِّينِ تَأْبَى تَكَسُّرًا |
|
|
وَ أَنْتُمْ جُنُودُ اللهِ فَخْرٌ لِثَائِرِ |