يا فرج الله
*
/
*
عدَّد نقوده ،ثم داهمته فكرة بعد أن وجدها لا تكفي شيئا ، لمعت تلك الفكرة في رأسه فقام يمثِّلُها أمام الصبية ، أُنظروا يا صغاري : ليس هناك ثياب أو ملابس هذا العيد،
فبهتوا ثم مهمهوا ثم ردُّوا : كيف كيف؟
قال :ولكن من يرضى سأعطيه عيديةً ممتازة ،
فسأله الأكبر :كمْ يعني ستعطينا يا أبي ؟!
قال: سأنقدك أنت عشرين جنيها ثم الصغرى خمسة عشرا ثم الأوسط عشرة ثم الصغرى خمسة ثم ثم فوجد أنه أخطأ والأصغر رغم حداثته صرخ :وانا سأخذ كم يا أبتي ؟!
فقال :على وجه السرعة نعيد الحسبة إذن
الأكبر ثلاثين والأصغر منه خمسة وعشرين والأوسط عشرين والصغري خمسة عشر وأنت أيها الشقيّ الأصغر عشرة جنيهات .
فرد الأصغر :أنا أنفقها في أيام غير العيد يا أبي كيف تعطينيها في العيد ؟!
و رد الأكبر :إجمالي المبلغ أقل مما أنفقته أنا في العيد الماضي بالثلث لقد أنفقت مائة وخمسين جنيها ما هذا يا أبي إنها قسمة ضيزى
فوضع يديه على أم رأسه صارخا:يالله ،ورمى بنفسه على الكرسيِّ واستدرك إذن:إذن فصمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير،فقال: سأزيدكم مائة ،هه مائة،مائة جنيه كاملةً فوق ما تم حسابه لكم وعلا صوته بها وأجاد الطرح عليهم جيدا هذه المرة و اصبح التمثيل حقيقة
فمهمه الأطفال واستبشروا وفرحوا وأخذ بعضهم يضرب كفه بكف الآخر كأنهم ربحوا الشوط منه ،
فاستدرك :ولكن لا تطالبوني باللحم في العيد فصعقوا مع مغادرته البيت
ينادونه ويستصرخونه: وماذا نأكل في الأضحى يا أبي؟! يا أبي ؟
وجلسوا مبلسين يتمتمون ويحدِّقون في أُمِّهِم :يافرج الله يا فرج الله وهل هذا عيد؟! بدون ملابس ولحم كيف،لا نتحصل عليهم طوال السنة ،و في الأضحى أيضا؟!يسمعهم على مضض فخرج مسرعا مطرقا كئيبا"
/
*
*
*
دمتم مبدعين
وعيدكم سعد ونصر وتمكين أمين