يا أُمّي
هل يحِقُّ لي ..
أن أقتلَ الموتَ بالموتِ
أن أتجردّ منّي
حتى لا أجدُني
أن أهرب من هويّتي
حتى لا أعرِفُني
مِن خلفِ أسوار الوهم
أنوءُ بعالمٍ لا يحمِلُ شيئا من معالمهم الطينيّةُ
أن أكتنزُ العماء
فلا أُبصِرُ جغرافيّةً جزأتها الدماء
مومياء تنتشرُ كما الريحُ
تعصَفُ بالأشياء
بيدٍ من دَمٍ ووهمٍ من كتابٍ
أعلنَت آلهةُ السّلام منه البراء..
إنسانيّةٌ تتصعّدُ
قلوبا علاها الزيفُ والرياء
مقصلة الحُزنِ تطبق بوحشية
على رقاب الفرح
أشلاءٌ أعيَتها مناظِرُ الأشلاء
جنائزيّة دمعٍ
أغاني السماء
أضرحةٌ تكتَنِزُ مأتمَ البراءة
المقتولِ في الأرجاء..
يا أمي
هذا الوطن
الضَيّق باتساعه
لا أحد ضمّد جراحاته
لا أحد صلى لأوجاعه
لا أحد شهقَت أفراحه من آهاته
لا أحد سقى زهر الحب في تضاريسه
هذا الوطن
يعاتبُنا بكلِّ مراراته
يَلوم صمتَنا في ضجيجِ أنّاته
ينعي وطنيّةً ماتَت
يغرس الودّ فسائلا
في مدينة جَدباء قلوبها..
يبكي ذلّنــا المجنّح في سماواته..
يستحي من حزبيّةٍ نسبوها إليه..
وعليها وعلى الوهم
أدمَوا جميع الأرصفة
وأدوا برائته
وبعثروا آماله الفارهه..
ضميني أيتها الأفراح العارية
ثَمِلَةٌ حُزنَــا فأفيقي كوابيسي
دثّريني بوخزات الصقيعِ
لأشعر برعشة الدفء
زَمّليني بوهمِ الحياةِ من كل هذا الألم...ِ