|
أثمَلْتُ ذائِقَتي ، وَفُزْتُ بجَنَّتي |
وَهَجَرْتُ بَعْضَ الظَّنِّ ، بُحْتُ بهِجْرتي |
بَيَّضْتُ بالأمَلِ الفَصيحِ صَحَائِفي |
فَزَهَتْ تُصافِحُ بالمَدامِعِ مُقلتي |
نافَحْتُ عَنْ رُفَقاءِ قَلبيَ مُخْلِصًا |
حتَّى وَلو أغنَتْ رؤاهُم عَبْرَتي !! |
أزْلَفْتُ للرَّبْعِ العَفيفِ جَنَائني |
وَسَقَيْتُ غَرْسَ الصَّبْرِ حُسْنَ مَوَدَّتي |
فَإذا استفاضَت بالوئامِ بَيادري |
شَمَّ الزَّمانُ مَعَ البَلابِلِ وَرْدتي |
يا دَعْدُ : هل ذُقتِ العيونَ مَشاعرًا |
عَينايَ ترنو ، والفؤادُ ، وَمُهجَتي |
هذي مَضاربُ مَن تغنَّى باسمِنا |
إن شِئتِ فاستمِعي المَقامَ حَبيبَتي |
أو فاقرأي طَلَلَ المَجَازِ مُرَفَّــــــــــلًا |
وَخُذي عنِ الأثَرِ البَهيِّ حَقيقَتي |
أو رُبَّما تَجدينَ شَيْئًا من لُقىً |
إن زُرْتِ يا دَعْدَ الوفا فَلُّوجَتي |
وَهُنا ، حِذارَ بأن يَغالَكِ ظِلُّنا |
وَأريجُ ذكرى يستظلُّ بلَهْفَتي |
وَهُنا تَأنَّيْ ، وَقْعُ نَبْضِكِ مؤلِمٌ |
كي لا تَمُسَّ نَدى الأزاهِرِ زَفْرتي |
أثمَلتُ ذائقتي بكأسِ فراتِها |
طابَتْ على فمِها المُباركِ قُبلَتي |
وَطَبَعْتُ في جَسَدي شَعائرَها التي |
ضَجَّتْ ، فَأثرتْ بالمَحاسِنِ دَوْحَتي |
رَبِحَتْ قوافينا العِذابَ مَآذنٌ |
عَدَّ النَّواحِي في ضَواحي غُرْبتي |
فَأنَا المَــــليمُ بيومِ غافَصَني النَّوى |
لَمْ أدْرِ أنَّ الَّيلَ أمطرَ تُرْبتي |
وَقفَلْتُ ألتمسُ الرِّياحَ مَرَاكبًا |
لِأَزُفَّ من وَجعِ القوافي أوْبتي |
لا آخَذَ البَاري جِراحي حيثُما |
أهدَتْ لها الأيّامُ نَفْحَ كَريهةِ |
إيهٍ حَبيبَةَ ناظريَّ ترفّقي |
تاهت بيَ الأشواقُ ، مادت غَيْرتي |
في رِبْقَةِ الخَلَجاتِ صَدري واجمٌ |
وَلِذا تبادَرَتِ المَواقفَ رِقْبَتي |
لكِ دهشتي ومروءتي ومحبّتي |
لكِ روحُ صَفْوي ما حَييتُ هديتي |
حَتَّى إذا اندَمَلَ الهَوى خَلُصَ الِّلقا |
وَاسْتَعْذَبَ الكأسُ المُعَتَّقُ حِكْمَتي |
أثمَلْتُ ذائِقَتي بصُحْبةِ مَن لَها |
طَرِبَتْ قَراطيسُ الحَنينِ ، وَصَبْوَتي |
لمّا اصطفَاني للمِنَصَّةِ عِطْرُهُا |
حِدَقًا ، وَأفكـــــــارًا ، وَعُرْسَ قَريحةِ |
سَمَحَتْ لومْضي أن يُلاطِفَ جَوَّها |
واليوم أحسبُني فَنيتُ بوَمْضَتي |
أنَا سَادَتي الغِرِّيدُ في ساحاتِها |
رَغْمَ الأزيزِ ، وَمِهْرَجَانِ المُــــثْـلــةِ !! |
كَرِهُوا مُقامي ، هَجَّرُوني مُكْرَهًا |
زَعَموا بأنَّي مِنْ " يَزيدٍ " نُطْفَتي !! |
فَتَوارثَ النَّاسُ الطَّغامُ خطيئةً |
فيها استوى الماضي وَحَاضِر غَفْلتي ! |
فالطَّالِحاتُ وَإنْ ترَهَّلَ مَتْنُها |
كالصَّالحاتِ لَدى مَغازي لَوْعَتي ! |
يا حَيْرَةً يَنْعى الجَنائِبَ بَثُّها |
لولا " رَفِعْتِ الحالَ " نَحْوَ " الحِيرَةِ " ! |
فاستَخْبري يا دَعْدُ أنسامَ الصِّبا |
هل كان مِنها حاطِبٌ في لَيْلَتي ؟! |
أم إنَّ في الطرُقاتِ ما أغرى المَها |
كَــتَنــابُـــــزِ الأخْدانِ عندَ الكَــنَّــــــةِ ؟!! |
فاقرَأْ ضَميرَ الدَّهْرِ بَعضَ شَوَاغلي |
فالشَّكُّ يَمضي ، وَاليَقِينُ ، وَهِجْرَتي |