المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه
برد
الرّيح تعوي، والأطفال يصرخون، والخيام تهتزّ وتهزّ معها فؤاد الأمّ القابعة تحت خيمة مزّق بعضا منها سكّين الأنين.
امتزجت الأصوات، ولم تدرك أنّ من تحتضنها قد سكت صدرها عن الزّفير، وظلّت شفتاها مرتجفتين يحرّكهما ناب البرد، وسيف الدّعاء إلى أن لفتت الزّرقة نظرها، فهبّت تستغيث، لكنّ صوتها المرتجف ابتلعته صرخات الرّيح وما من مغيث!
حدّقت في وجه ابنتها منتحبة وصارخة :
إن التحف الضّمير الإنسانيّ يا ابنتي ببرد المشاعر، فمن أين لنا بدفء المساكن؟!
السلام عليكم
كاملة العزيزة
هالني ما قرأت
إنها بالضبط قصة أمي الحقيقية ,وقد كانت في السادسة عشرة من عمرها يوم النكبة في 48
وكان لها طفلة أنجبتها في الغربة وهي بكرها ,عمرها كان شهران .
ماتت في حضنها وهي تحاول أن تمنحها بعض الدفء من صدرها وقلبها .
أمي ما تزال تبكي ذلك الموت الأزرق ,حتى بعد مضي هذا الزمن الطويل ,إنها شفقة الأم !!!
يا لها من مأساة ,
إنها تتكرر كل حين مع شعوبنا المسكينة ,
لا أحد مثلي قد تأثر بقصة أمي وحزنها مع أنني لم أكن قد ولدت بعد ,
ولا أحد مثلي قد تأثر بقصتك عزيزتي كاملة ,
وبهؤلاء الذين نراهم قد هربوا من الموت الأحمر ليواجهوا الموت الأزرق والأصفر والأسود وكل الألوان الباهته ,
شكرا لك
ماسة