إذا كـنتَ تعـلمُ أنَّ الحـيـاةَ ابْـ
ــتِلاء ، سـتبكِي على ما مضَى
وتـذكــر أنَّ الحياةَ ستمضِي
و ما فازَ فيها الذي أعرضَا
فكمْ مِحنة خَلَّفتْ لـلفـتى
نعـيمًا ، وكانَ لها مُبغِضَا
فسُبحانَ منْ أمرهُ حِكمةً
أقامَ بِها الكون لمَّا قضَى
فإنْ ضاقتِ الأرضُ في سَاعةٍ
تأمَّل بعينيكَ حجمَ الفضَا
وَحتَّى وإنْ طالَ همُّ اللَّيالِي
سَيأتِي الصَّباحُ وقد أومضَا
فلا تقعدنَّ على كُلِّ دربٍ
إذا كنتَ تقدِرُ أنْ تنهضَا
لأنَّ التَّشاؤم يُعمِي الفَتى
وهلْ يبصرُ النَّورَ منْ أغمضَا
فَما دُمتَ حيًا أيَا صاحِبِي
فلا تمنعِ القلبَ أن ينبُضَا
تزوَّد بزادِ التُّقى إنَّهُ
يُحِيلُ سوادَ الدُّجى أبيضَا
فلنْ تَجنِ غيرَ الذي قدْ أرادَ الْـ
إلهُ ، فخذهُ بقلـب الرِّضَا