الإسلام هو الحل .... نعم. (لماذا تستعجبون؟!)
وهذه الأمة العربية (بالذات) لن تنهض إلا به. (أجل ... هذا حق)
قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف:44]
قيل: معناه أن هذا القرآن شرف لك ولقومك ... أي لقريش والعرب.
وهذا معنى واضح صريح ... بأن لهذه الأمة العربية خصوصية ما .. ومسؤولية عظيمة. فالتشريف هنا يقتضي التكليف. ولذا فالتقصير والإدبار حسابه مضاعف. وهذا ما نراه كلنا في هذا الزمان. فنحن في حالة عقاب في مجمل الأمر. أو لنقل (حالة تقويم ودفع فواتير).
ِِ
ولكن ما المقصود بالإسلام هنا؟
المقصود هذه النظرة الكونية الشاملة ... والمنظومة الأخلاقية الكاملة التي تسمى بـ (الإسلام). أنا أتكلم لا للمسلمين فقط. فإخواننا من أهل الكتاب الذين هم بين ظهرانينا... نعلم ويعلمون.. أن جوهر الدين - من الناحية الأخلاقية - مشترك بين ديننا ودينهم.
ِ
البعض يظن أن الغرب متفوق حتى من الناحية الأخلاقية. ولكنه في الحقيقة ليس في تفوق رغم بعض الإيجابيات المهمة. الغرب والعالم كله يعاني من أزمة أخلاقية عظيمة. لعلها هي مسألة العالم الكبرى التي على الكل أن يشغلوا بها أنفسهم (لولا انشغالهم بالمال والسياسة!).
ِِ
هي أزمة ... (أزمة) ... العالم مشكلته الأساسية مشكلة أخلاقية.
يعني تماما ... العالم كالمصروع في ميدان الأخلاق ... يترنح ويقع ويقوم ويجلس ويضرب رأسه في مليون حائط ... ومع ذلك ... هو يعلم يقينا أنه لم يطلع بنتيجة حقيقية يطمئن لها القلب في كل محاولاته.
فهي معضلة ... معضلة بكل معنى الكلمة.
ِِ
ولكن الأمر أسهل مما يصوره كثير من الإسلاميين. رسالة الإسلام واضحة تماما ... وأولويات الإسلام التي خوطبنا بها جميعا ... وطولبنا بحسن الاعتناء بها .. أولويات بيّنة مسطّرة في الكتاب المبين ... في جميع سوره. (يعني الأمر لا يحتاج إلى جدليات وكلام فروعي فارغ. ويستطيع كل إنسان أن يقرأ القرآن أو ترجمة معانيه لتصل الرسالة إليه كالماء المنساب).
ِِ
أنت .... أنت ... هل أنت راض عما يجول في نفسك وخاطرك؟
هل أنت حقا راض عن أعمالك التي من المفروض أنها في النهاية تعبّر عن إنسانيتك؟
ِِ
لن أخوض في قضية (التغيير هل يكون من فوق أم من تحت) ومسائل الحكم والخلافة وأمثال تلك الجدليات التي أُتخمنا بها من كثرة ما قرأنا عنها وفكرنا فيها.
ِ
خلونا في الإنسان ... أنت أيها الإنسان .... ماذا تستطيع أن تعمل للتغيير الأخلاقي... ولو على مستوى نفسك فقط .. مؤقتا.
أنت ... أنت .... مسؤول عن أنت. (فتعملش فيها شيخ) ... انظر إلى قدراتك ... ودعك من الآخرين ... (لست عليهم بمسيطر).
اكسر سلاحك ... لأنه من الواضح أنك تحمله على عمى. وواضح أنك ربما لا تعلم شيئا عن (التفكّر) الصادق بين يدي الله. فحاول.
ولا تدين ولا تحكم على الآخرين ... فالآن أنت عليل النفس ... وعلّتك متفاقمة ... قد تعني حياتك أو موتك ... فهل ستنقذ نفسك ... أم ستظل مشغولا بالآخرين؟ سواء اجتماعيا أو سياسيا.
ِِ
وحتى لا تغضب ... أنا لا أقول لك أن لا عليك من السياسة مطلقا ... ولكن كن صادقا في ما هي أولوياتك الآن. هل هذا وقت أن تخوض في السياسة. هل هذا هو حقا ما تحتاجه الآن ..... أم أنك مريض النفس بشتى الآفات كعشق الدنيا والمال، والغيرة والحسد والإعجاب بالنفس والحقد والتقاعس وقلة الأمانة وقلة الصدقيّة؟!
إن اقتنعت بشيء أو بمذهب سياسيّ ما ... جميل ... ولكن ما الذي يجعلك واثقا جدا من قناعاتك رغم علمك يقينا أن هذه النفس التي (اقتنعت) هي نفس عليلة .. أو لنقل طفولية في السلوك والأخلاق ... وتحتاج منك إلى شغل كثير في هذا الباب. ولذلك عليك أن تخاف من اقتناعاتها لأنها ليست بعد مؤهلة للأحكام النزيهة.
ِ
الكلام يطول ....
والصادق .. لا بد سيفهم ...
وشيئا فشيئا ... سيعمل ويتعلم.
والله من وراء القصد
________________
بقلم الأستاذ يسار إبراهيم الحباشنة -حفظه الله تعالى-
بتاريخ : 09/03/2015