أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: العالم مشكلته الأساسية أخلاقية - الأستاذ يسار الحباشنة -

  1. #1
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.31

    Lightbulb العالم مشكلته الأساسية أخلاقية - الأستاذ يسار الحباشنة -


    الإسلام هو الحل .... نعم. (لماذا تستعجبون؟!)
    وهذه الأمة العربية (بالذات) لن تنهض إلا به. (أجل ... هذا حق)
    قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف:44]
    قيل: معناه أن هذا القرآن شرف لك ولقومك ... أي لقريش والعرب.
    وهذا معنى واضح صريح ... بأن لهذه الأمة العربية خصوصية ما .. ومسؤولية عظيمة. فالتشريف هنا يقتضي التكليف. ولذا فالتقصير والإدبار حسابه مضاعف. وهذا ما نراه كلنا في هذا الزمان. فنحن في حالة عقاب في مجمل الأمر. أو لنقل (حالة تقويم ودفع فواتير).
    ِِ
    ولكن ما المقصود بالإسلام هنا؟
    المقصود هذه النظرة الكونية الشاملة ... والمنظومة الأخلاقية الكاملة التي تسمى بـ (الإسلام). أنا أتكلم لا للمسلمين فقط. فإخواننا من أهل الكتاب الذين هم بين ظهرانينا... نعلم ويعلمون.. أن جوهر الدين - من الناحية الأخلاقية - مشترك بين ديننا ودينهم.
    ِ
    البعض يظن أن الغرب متفوق حتى من الناحية الأخلاقية. ولكنه في الحقيقة ليس في تفوق رغم بعض الإيجابيات المهمة. الغرب والعالم كله يعاني من أزمة أخلاقية عظيمة. لعلها هي مسألة العالم الكبرى التي على الكل أن يشغلوا بها أنفسهم (لولا انشغالهم بالمال والسياسة!).
    ِِ
    هي أزمة ... (أزمة) ... العالم مشكلته الأساسية مشكلة أخلاقية.
    يعني تماما ... العالم كالمصروع في ميدان الأخلاق ... يترنح ويقع ويقوم ويجلس ويضرب رأسه في مليون حائط ... ومع ذلك ... هو يعلم يقينا أنه لم يطلع بنتيجة حقيقية يطمئن لها القلب في كل محاولاته.
    فهي معضلة ... معضلة بكل معنى الكلمة.
    ِِ
    ولكن الأمر أسهل مما يصوره كثير من الإسلاميين. رسالة الإسلام واضحة تماما ... وأولويات الإسلام التي خوطبنا بها جميعا ... وطولبنا بحسن الاعتناء بها .. أولويات بيّنة مسطّرة في الكتاب المبين ... في جميع سوره. (يعني الأمر لا يحتاج إلى جدليات وكلام فروعي فارغ. ويستطيع كل إنسان أن يقرأ القرآن أو ترجمة معانيه لتصل الرسالة إليه كالماء المنساب).
    ِِ
    أنت .... أنت ... هل أنت راض عما يجول في نفسك وخاطرك؟
    هل أنت حقا راض عن أعمالك التي من المفروض أنها في النهاية تعبّر عن إنسانيتك؟
    ِِ
    لن أخوض في قضية (التغيير هل يكون من فوق أم من تحت) ومسائل الحكم والخلافة وأمثال تلك الجدليات التي أُتخمنا بها من كثرة ما قرأنا عنها وفكرنا فيها.
    ِ
    خلونا في الإنسان ... أنت أيها الإنسان .... ماذا تستطيع أن تعمل للتغيير الأخلاقي... ولو على مستوى نفسك فقط .. مؤقتا.
    أنت ... أنت .... مسؤول عن أنت. (فتعملش فيها شيخ) ... انظر إلى قدراتك ... ودعك من الآخرين ... (لست عليهم بمسيطر).
    اكسر سلاحك ... لأنه من الواضح أنك تحمله على عمى. وواضح أنك ربما لا تعلم شيئا عن (التفكّر) الصادق بين يدي الله. فحاول.
    ولا تدين ولا تحكم على الآخرين ... فالآن أنت عليل النفس ... وعلّتك متفاقمة ... قد تعني حياتك أو موتك ... فهل ستنقذ نفسك ... أم ستظل مشغولا بالآخرين؟ سواء اجتماعيا أو سياسيا.
    ِِ
    وحتى لا تغضب ... أنا لا أقول لك أن لا عليك من السياسة مطلقا ... ولكن كن صادقا في ما هي أولوياتك الآن. هل هذا وقت أن تخوض في السياسة. هل هذا هو حقا ما تحتاجه الآن ..... أم أنك مريض النفس بشتى الآفات كعشق الدنيا والمال، والغيرة والحسد والإعجاب بالنفس والحقد والتقاعس وقلة الأمانة وقلة الصدقيّة؟!
    إن اقتنعت بشيء أو بمذهب سياسيّ ما ... جميل ... ولكن ما الذي يجعلك واثقا جدا من قناعاتك رغم علمك يقينا أن هذه النفس التي (اقتنعت) هي نفس عليلة .. أو لنقل طفولية في السلوك والأخلاق ... وتحتاج منك إلى شغل كثير في هذا الباب. ولذلك عليك أن تخاف من اقتناعاتها لأنها ليست بعد مؤهلة للأحكام النزيهة.
    ِ
    الكلام يطول ....

    والصادق .. لا بد سيفهم ...
    وشيئا فشيئا ... سيعمل ويتعلم.
    والله من وراء القصد


    ________________

    بقلم الأستاذ يسار إبراهيم الحباشنة -حفظه الله تعالى-
    بتاريخ : 09/03/2015

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.24
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    شكرا لمرورٍ جميل أستاذنا الحبيب د.سمير العمري .. نعم تشابهت عقولُ أولي الألباب وأولي النهى فوقفوا على ذاتِ الخلل ورأوه كما يرى الأطبّاءُ البارعون علّة مريض ويتّفقون في وصفتها ..

    المقال أعلاه للأستاذ يسار فيه محاولة تخصيص وإشارة الى ذات كلّ فرد أن يوجّه سلاحه وتغييره الى نفسه أوّلاً، لأنّ مشكلة الكثيرين في الأمّة - وما أبرّئ نفسي- مشكلتهم هي عدم سلوك باب التغيير الفرديّ وتصحيح المسار الذاتي وتقويم الأخلاق الشخصية .. ثمّ يحملون مشاعل التغيير الجمعية والسياسية والاجتماعية ويمضون بغير رجعة ونفوسهم تئِنُّ من عللٍ كبرى ممّا ذكرهُ الأستاذ حفظه الله تعالى وغيرها .. ولعلّ علل النّفوس تمنعُ أصلاً اصحابها أن يروا الأمور صحيحة وسليمة من غير ضبابية وتشوّه.

    وما قصدي سوى أن ينتفع من ينتفع بتلك العبارات الصادقات الواعيات السهلة التعبير البسيطة التوضيح المباشرة الخالصة لوجه الله سبحانه لا ترومُ سوى أن تنبّه إلى ما يغفله الكثيرون في غمرة التماوج السياسي والاجتماعيّ واستنساخ الأفكار القاصرة بغير تمحيص أو عمق نظرٍ ..

    الكلامُ كما قال صاحبه يطولُ، والكلامُ يبقى مجرّد كلام، ولكن يبقى في بعض الكلامِ إشاراتٌ ولفتاتٌ جدّ مفيدة، وربّما قد تقدحُ في فردٍ أو أفراد ما يدفعهم الى نقلة تغيير .. ولا بدّ أن يقعَ صادق الكلِم في قلوب العطشى إليه ..

    بارك الله حضوركم وبارك فكركم المشرق الدّال على الحصافة والرؤية المستشرفة لما يجري بالواقع ..

    تحاياي وتقديري


  4. #4
    الصورة الرمزية محمد أحمد السقاف قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 109
    المواضيع : 4
    الردود : 109
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    صدقت فجزاك الله خيرا على ماطرحت
    إن لم نغير مابأنفسنا فلن نستطيع تغيير الوضع الذي نعيش ومالحاكم والرؤساء إلا أفرادا من الشعب ونفس أخلاقهم
    فمن سعى واجتهد لكسب محاسن الأخلاق وتنقية نفسه من عيوبها واستعان بالله أعانه الله على شر نفسسه وهداه إلى الخلق القوي والصراط المستقيم
    وينبغي للمؤمن أن يحذر من الأحزاب والمذاهب وإن اختلط عليه الأمر فعليه بكتاب الله وسنة رسوله فليتمسك بهما بقوة لينجيه الله
    أحيانا قد تعجبنا قناعات لمذهب معين لكن أن نعتنق هذه القناعات وتصبح كمعتقد نعتقده ومبدأ فهي مسألة وقت قد يغيرها الزمن لأن القناعات تتبدل إن نضج التفكير واستوعب ووعى ورأى بعين البصيرة وفتح الله عليه ليميز الحق من الباطل
    ومن يشتغل على نفسه ويربيها على مايحبه الله ويرضاه عنه كان خيرا وأولى من أن ينقد الآخرين ويشتغل بالسياسة دون علم وخبرة ومهارة ولكن إن رأى الباطل واستطاع إنكاره فليفعل فالمؤمن يهذ نفسه ويصلحها مع الأمر بالمعروف للناس ونهيهم عن المنكر فيعمل على نفسه وعلى نصح الآخرين
    احترامي

  5. #5
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    الفاضل محمد السقاف تشرّفتُ بمروركم وتفاعلكم .. والعمدة كما تفضّلتم في الاستعانة بالله تعالى.

    الله سبحانه تعبّدنا ولكنّه لم يتعبّدنا بأنفسنا بل تعبّدنا بالاستعانة به سبحانه.

    كلّما أخذت عبادتنا معنى أكبر من الاستعانة بالله تعالى كلّما تحوّلت إلى عبودية صادقة ممدودة من الله تعالى مؤيّدة منه ..
    كما قال تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].

    والأستاذ يسار في المقال أعلاه تطرّقَ الى مسألة الصدق مع النّفس.

    الصدق مع النّفس يفرضُ نفسه على صاحبه أن يسّاءلَ هل ما هو عليه من أخلاقٍ ظاهرة وأخلاق باطنة يبعثُ على الرّضا حقّاً ؟

    هل نفسُه بين جنبيه هي نفسٌ مطمئنّة على الأقلّ ؟

    فالنّفوس مراتب هناك النّفس الأمّارة بالسوء وهناك بعدها نفس لوامة وبعدها تأتي النفس الملهمة ثمّ تأتي النّفس المطمئنّة ثمّ الراضية ثمّ المرضية ، ثمّ أخيراً النفس الكاملة وهي نفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المعصومة.

    فالصادق مع نفسه ينظُرُ بصدقٍ ومحاسبةٍ أيّ النّفوسِ يملكُها حقّاً، بعد معرفة حقيقة ومرتبة كلّ نفس ومواصفاتها.

    ومن ثمّ فالأخلاق هي انعكاسٌ لهذه المراتب التي تتقلّبُ فيها النفس. والله اعلى واعلم.

    بارك الله فيكم .. وبارك مروركم الوارف الكريم

    كن بخير أخي الفاضل ..




  6. #6
    الصورة الرمزية إيمان ربيعة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2014
    المشاركات : 527
    المواضيع : 38
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    أنت .... أنت ... هل أنت راض عما يجول في نفسك وخاطرك؟
    هل أنت حقا راض عن أعمالك التي من المفروض أنها في النهاية تعبّر عن إنساني
    .................................................. .................................................. ...........

    مهما كان معيار الأخلاق سواء العقل أو الدّين و نحن كمسلمون نلجأ إلى الدّين لأنّ العقل أساس نسبيّ و لقد نعلم أنّ الرّسالة جاءت تَتِمّة للأخلاق


    22 - في مسند أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) ورواه الحافظ الخرائطي بإسناد جيد: بلفظ : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).( 2 / 215 )
    و يقول الشاعر :وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا .....


    يقول مرماديوك باكتول

    " المسلمون يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها سابقاً
    بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول؛ لأن
    هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام حضارتنا "

    .................................................. .

المواضيع المتشابهه

  1. الداعشيين .. المسخ الحقيقي - بقلم الأستاذ يسار الحباشنة
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-06-2015, 09:25 PM
  2. فلينظر كل منا عمن يأخذ دينه - بقلم الأستاذ يسار الحباشنة
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-05-2015, 12:43 PM
  3. أشرف العلوم هو العلم بالنفس - بقلم الأستاذ يسار الحباشنة
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-05-2015, 11:23 PM
  4. الضمير هو فقد الدافع إلى الإثم -بقلم الأستاذ يسار الحباشنة
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-05-2015, 11:31 PM
  5. هذه الأمة كانت على وشك النهوض.. ولكن.. (الأستاذ يسار الحباشنة)
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-03-2015, 01:59 PM