أنــا الـمجروح مـن زمـنٍ ... ودمــع الـعين يـغشاني
وقـهـر الـظـلم يـغـمرني ... وهــذا الـذئـب سـجاني
أنا المصلوب في أرضي ... عـلى جـرحي وأحزاني
أعـاني كسرتي وحدي ... وكــل الـنـاس تـنساني
أنــــا حـطـيـن تـعـرفـني ... وكـــل الــعُـرب تـهـواني
أنــــا مــســرى نـبـيـكـمُ ... وعـيسى بين أحضاني
أنــــا الـتـاريـخ يـعـرفـني ... يـدنـدن عــذب ألـحـاني
انــا أقـصى ومـن قـدسٍ ... ودمـــع الـعـين عـنـواني
فـمن يـا عُـرب يـذكرني ... إذ الأحــــزان تـغـشـاني
................................
ومـن يـا أقـصى ينساك ... قــلـوب الــعُـرب تــهـواك
وفـــي الـشـريـان أوردةٌ ... سـتـنبض مــن مـحـيّاك
فــأنـت الـقـبـلة الاولــى ... ورب الـــكـــون يـــرعــاك
ورغـم الأسـر يـا أقـصى ... ورغــــم الــهــم أبــكــاك
فـــأنــت الـــعــز نــعـرفـه ... ويــسـري فـــي ثـنـاياك
سـنـنـشد نـصـرنا يـومـا ... عـلـى أعـتـاب مـسـراك
...........................
غــــدوٌّ غــاشـمٌ يــهـذي ... ويــهــدم كـــل أركــانـي
بـنو صـهيون قـد أضـحوا ... كــشـوكٍ بـيـن أوطـانـي
يــحـرّق زهــرتـي كـفـرا ... ويـنـشر حـلمه الـجاني
ويأتي الليل بعد الليل والقلب بلا مأوى بلا دربٍ وعنوانِ
أذوق الهم بعد الهم من قتلٍ وتشريدٍ وصلبٍ فوق أغصاني
أيا عربا كفى جبنا كفاني منكمُ ذلّا يقطع نبض شرياني
شبابٌ ضمه القبرُ وشيخٌ هدّه الفقرً وطفلٌ نام في حضني
ليرشف سيل أشجاني
أيا قومي سأعذركم أغضّ الطرف كي أنسى
بأني في ضمائركم أنا المعراج والمسرى
وأعلم أنني باقٍ ورغم المحنة الكبرى
فلا التاريخ يجهلني ولا الأعوام تقهرني ولا المعبود ينساني
.................................................. ............................
أيــا اقـصـي فـلا تـغضب ... فـعـزك فــي الـدنـا بـاقِ
ومـهـمـا حــاولـوا ظـلـما ... وغــدرا حـجب أحـداقي
فـانـت الـقـلب تـسـكنه ... وتــغـزو بــحـر أعـمـاقـي
وأذرف دمـعـتـي جــمـرا ... لـهـيـبـا فـــوق أوراقـــي
أيــا أقـصـى كـفى دمـعا ... فــإنـك حـلـمـنا الـبـاقي
سـنـغـدو مـثـل أجـنـحةٍ ... تـعـانق نـجـمك الـراقي
سنأتي نهرك الصـــافي ... فأنت السُقيَا والساقي
ونكتب نصرنا فخرا ونرسم فتحنا فجرا يدندن بعد إشراقِ
.................................................. ...............
بــكـي الـتـاريـخ قـتـلانـا ... هـنـا الـصـفحات تـنـعانا
طــيـور الــجـو تـنـشـدنا ... مــن الـحـسرات ألـحـانا
فكم من مسلمٍ ضحى ... عــلـى أعــتـاب أقـصـانا
وكـم مـن طـفلةٍ تـصحو ... وفـــي الأحــداق نـيـرانا
وتـبحث عـن أبٍ ضحّى ... مـتـى أمــــــــــاه يـلـقانا
أســوف يـعـود يــا أمـي ... ومـــــن أمـــــاه يــرعـانـا
أصـــار الـقـبـر مـسـكنه ... وصــــار الــلـيـل أكـفـانـا
وبـــات الـحـزن يـجـمعنا ... ويــغـدو الــهـم أحـضـانـا
لأجـل الـقدس مـسعاه ... فـــمــا أتــقــاه إنــسـانـا