مكتبه يطل على شرفة بيت انفجرت فيه الألعاب النارية فوق رأسها ، و في عرض رائع من الألوان و الأصوات صدحت الدهشة من حولها ..و في رشاقة أخذت تتجول بين الضيوف تنظر إلى كل من يتحدث على أنه جزء أساسي من هذه الحفلة .
و تسمر في مكانه مذعورا حينما رأى تلك الشقراء الرشيقة التي تستلقي بين الأراك و الخمائل في الليلة القمراء ، قد أوشكت على السقوط ، و صرخ صرخة مدوية يستنجد بالحاضرين في الحفلة ..أغيثوها ..فلم يسمعه أي منهم..
فهرع مهاتفا رجال الإنقاذ يستنجد بهم .
تكاثر الجمع ، و ازدحمت السيارات و ارتفع صوت أبواقها ، إنها تقف بأعلى سور الشرفة .
نسائم تداعب شعرها الأشقر و يتلألأ القمر في عينيها وتعكس نظراتها الخائفة نوره.
و شرع الناس يسألون : من تكون ؟
لماذا صعدت للأعلى ؟ هل تريد الانتحار؟ يسألون و ينصرفون!
حينما رآها رجل الإنقاذ أشفق عليها و خالط عينيه سيال وديع ، أسرع في همة لينقذها ، حملها على كتفه فأصدرت أنينا خافتا و دفنت رأسها في سترته ولم تقاوم رغبتها بالارتماء بين ذراعيه ،ثم عانقها و ربت على شعرها الأملس مصحوبا بقبلة فوق رأسها .
و على كتفه هدأت بعد اضطراب قطة شقراء كانت تشعر بطنين الخوف من صوت الألعاب النارية ..