معذورةٌ .. وهْوَ آنَ الشوقِ معذورُ
ووصلُهُ حينما يلقاكِ مبرورُ
لاتعذليهِ إذا ما زارَ أضرحةً
فكلُّهُ بانكسارِ النفسِ ممهورُ
يرى النجومَ نواقيساً معلقةً
تدقُّها – بعد كأسٍ حرَّةٍ - حورُ
لاتطلبيهِ نزالاً .. كيف يدركهُ
وسيفُهُ , في زمان القهرِ , مكسورُ
ماشاغلتْهُ عناقيدٌ مضرجةٌ
فخمرُهُ من شفاهِ الطيفِ معصورُ
بحقلهِ عطشُ الدنيا برمتهِ
فيما تشامخَ حقلٌ وهو ممطورُ
ظبيٌ يطارحُ نسراً وهو في قفصٍ
أو يستميلُ لليثٍ وهو مأسورُ
وأن قلبيَ لو خلاهُ شاغلهُ
عشٌّ , تهب عليه الريحُ , مهجورُ
*****
وإنما الحبُّ لولا نحوَ أفئدةٍ
ذنبٌ عصيٌّ عليه الطينُ مفطورُ
لاتسقني قدح الدنيا سئمت بها
وما استوت في محياها التباشيرُ
نزهتُ شعريَ , بررتُ الغرامَ بهِ
وربما بذيول الشعر تبريرُ
خلِّ الملامَ ولاتبقيْ عليَّ فما
غيرُ الشرابِ وهذا الكون سكيرُ
قدستُ عينيكِ ,. ماذا غيرُ سانحةٍ
قد قيَّدتْها على الناس الدساتيرُ
أتاكِ يقطرُ شعراً , مُسكراً ,قدحاً
من السلافِ , وروح الخمر تقطيرُ
أرادَ منك عزاءً كان ينشده
فقلبه من بنات الإنس مشطورُ
وإن أيَّ فؤادٍ صادقٍ وَرِعٍ
عبدٌ ,على عتباتِ الحبِّ, مأمورُ
يخونني حرفيَ الملتاعُ أعذرُهُ
كم خانَ صبَّاً أمام الحبِّ تعبيرُ
مغدورةٌ ..وهْو في بلواهُ ..مغدورُ
أراقَ وجهَ حروفِ الشعر مسحورُ
واثنانِ تحت نعالِ الناسِ ..مُفتَقَرٌ,
وشاعرٌ تحت ظل الحرفِ , مغمورُ