أرق وسَجائر
وَ الوَقْتُ يَعْبُرُ فَوْقَ صَدْرِي حَـامِلَا
صُحُفًا مِنَ الأحْــــــلَامِ و الأَيــّـامِ
كَالرِّيح هَزّ وُرُودَهَا فَـتَــطَــايَرَتْ
بَيْـنَ النُّجُومِ وَ لـَــوّحَتْ بِسَـــــلَامِ
مُرِّي عَلَيْهَا وَاقْرَئِي يَــا رِيحُ فِي
شَجَنٍ وَلوْ سَطرًا مِنَ الأحْـــلَامِ
مَاعُدْتُ أرْمقُ فِي السَّمَاءِ بَرِيقَهَا
أو بَدْرَهَا الفِضّيَّ عِنْدَ تَــــــمَامِ
ضَوءُ المدِينَـةِ كَادَ يُطْفِئُ سِحْرهَا
بِضَبَابةٍ تغْشَى المدَى المـُـتَرَامِي
وَ تَجُولُ أَشْبَــاحُ الرَّتَـابَةِ تَحْــتَهَا
تَخْـــــتَالُ دُونَ مَلائِكِ الإلْـــهـَـامِ
فِي الصُّبْحِ أَغْفُو مِثْلَمَا ضَوْضَائِهَا
وأدُورُ فِي دَوَّامَـــةِ الأَيــَّـــــــامِ
يَومٌ ... يـمُرُّ كَمَا الإِشَاعَة . يَنْقَضِي
حِينًا لِــيَرْجعَ فِـي صَـــــدَى الآلاَمِ
واللَّيْلُ يَفْتَحُ كَالعُيُونِ جِراحَــــــهَا
كَيْفَ المنَامُ وَهُنَّ غَيرُ نِــــــــيَـــامِ ؟
****
يَا شَمْعَةً تَضْـوِي وَ تَحْرقُ دَاخِلي
وتَمِيلُ فِيَّ كَــمُحْزِنِ الأنْغَـــــــامِ
هلْ أنْتِ مِنْ قَبَسِ الشَّبَابِ المنْقَضِي
وشِغَافُ رُوحٍ أُشْــعِــلـَتْ بِــظَــــلامِ ؟
لا زَالَ لَيْـلُكِ رَاشِفًا أَرَقِي وهَـمْ
مي*فَاسْكُبِي شِعْرِي كَـزَيتٍ حَامِي
فِي ليْلَةٍ جمَـــدَتْ كَواكِبُــهَا وَطَـــا
فَتْ رِيِحُهَا بِالــدُّورِ و الآكَـــــــامِ
وكَأَنَّهَا رِيحُ الخَرِيفِ بِـــــدَاخِــــــلِي
تَحْــــكِي مَع َالأَوْرَاقِ دُونَ كَــــــلاَمِ
دَخَّنْتُ كُلّ سَجَائِري و مَضَــيتُ فِي
سُفُنٍ مِنَ الدُّخّـــانِ وَ الأوْهَـــــامِ
رَحَلَتْ بِيَ الأفْكَــــارُ صَاخِبَة كَمَا
لوْ أَنَّهَا فِي الصَّمْتِ خَفْــقُ حَــمَامِ
وَأَنِسْتُ باِلأَجْرَامِ أَرْسُـــمُ وَجْـهــهَا
وأَصُبُّ منْ كَأْسِ الشُّعَاعِ مُدَامِي
نَقَلَ الظَّلَامُ حَدِيثَـهَا نَجْوَى هَفَتْ
مِثْلَ النِّـــسِـيمِ بِلَيْــــلِــهَا الــنَّمَـامِ
أَرْنُو إِلَى قِطَعِ السَّكِــينَةِ و الدُّجَى
وَيَرَوْنَــنِي مِنْ لَــــوْحَةِ الــرَّسَــامِ
أُنْسٌ تَخَلّقَ مِنْ تَقَــــــــاسُمِ ِوحْدَةٍ
نُدَمَـــاؤُهَـا سِــربٌ مِنَ الأجْــــرَامِ
قَطَعَ الصَّبَاحُ حَدِيــــثَهَا لمـَّا غَفَتْ
و تَفَرَّقَتْ مِثَــلَ الظُّنُـونِ أَمَــــامِي