أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: من خصائص اللغة العربية

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    المشاركات : 16
    المواضيع : 8
    الردود : 16
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي من خصائص اللغة العربية

    من خصائص اللغة العربية


    تنفرد العربية بخصائص رائعة عجيبة دون غيرها من لغات العالم .ولا غرابة في ذلك فهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم,فكان في بيانها إعجاز بهر عقول الفصحاء والبلغاء من العرب . . . .
    وأولى هذه الخصائص خصيصة لغوية فريدة , تتبدى في هيئة الفعل و آليته (حركة الفعل ) فأنت لاتسألني عن كيفية (الضرب)_ مثلاً _ عندما أقول :"لكمه ، ركله ،لطمه ،وكزه ..." بل كل كلمة من هذه الكلمات ذات مدلول خاص عن كيفية هذا الضرب وعن الهيئة التي تم بها ...
    وحرصاً على هذه الخصيصة الفريدة , جهد العرب قديماً في وضع كتب لها , بغية إغناء اللغة , وخدمة لمعانيها , فألفوا وصنفوا في معاجم المعاني ، وبلغت هذه المعاجم غايتها من التكامل والنضج في أواخر القرن الهجري الرابع , وخلال النصف الأول من القرن الهجري الخامس على يد " الثعالبي " في كتابه "فقه اللغة" و "ابن سيدة الأندلسي " في كتابه "المخصص " ؛ وغيرها من الكتب القيمة في هذا الباب ...
    وتوضيحاً لذلك نورد بعض الأمثلة بياناً لتحديد مدلولات هذه الألفاظ , وماتمتاز به من فروق كائنة بينها :
    جاء في الفصل الخامس والعشرين من الباب التاسع عشر عند الثعالبي في تفصيل كيفية الطيران وأشكاله وهيئاته في اختلاف أحواله : " إذا حرك الطائر جناحيه ورجلاه في الأرض قيل : دفّ ، فإذا طار قريباً على وجه الأرض قيل : أسفّ ، فإذا كان مقصوصاً , وطار كأنه يرد جناحيه إلى ما خلفه قيل : جدّف "ومنه سمي مجداف السفينة " , فإذا حرك جناحيه في طيرانه قريباً من الأرض , وحام حول الشئ يريد أن يقع عليه قيل : رفرف ، فإذا بسط جناحيه في الهواء وسكنهما فلم يحركهما ,كما تفعل الحدأ والرخم قيل :صفّ[وفي القرآن: "والطير صافات "_ سورة النور الآية 41 ]، فإذا ترامى بنفسه في الطيران قيل : زف زفيفاً؛ فإذا انحدر من بلاد الحر قيل : قطع قطوعاً وقطاعاً ، يقال : كان ذلك عند قطاع الطير ..."
    من ذلك تبين أن الثعالبي جهد معتنياً في تحديد مدلول كل لفظة , ومواطن استعمالها . فاللغة العربية إذن تمتاز بقدرة فائقة على التعبير الواضح في الفروق الدقيقة بين المفاهيم المتقاربة . وكذلك كتاب " المخصص " إلا أن هذا الكتاب أكثر إحكاماً من " فقه اللغة " من حيث التبويب والتنظيم ، وأدق مافيه تأكيده على السمة المنشودة التي انفردت بها العربية ؛ وهي : استخدام اللفظ المناسب في التعبير المراد ، وأكثر ماتبدو هذه الخصيصة في القرآن الكريم ، ألا ترى معي قوله تعالى : " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص ... ( سورة المائدة الآية 45 ) .
    أن الشاهد النحوي هنا كائن في كيفية تقديرنا لتعليق شبه الجملة _ الجار والمجرور باسم محذوف مقدر حسب المعنى المراد كأنْ نقول : النفس مقتولة بالنفس , والعين مفقوءة بالعين, والأنف مجدوع بالأنف , والأذن مصلومة بالأذن , والسن مقلوعة بالسن . وهذه دقة في التقدير أي دقة ، وهذا _ بالتالي _ دليل واضح على أن العربية لغة الإحكام والدقة والبيان .
    ولهذا ينبغي أن نحافظ على دقة اللغة وإحكام استعمالها في موضعها المناسب ؛ إذ كثيراً ما يعتري هذه اللغة ركاكة في اللفظ وفساد المعنى , عندما لا نكون حريصين على مراعاة استعمال ألفاظها في الموضع الذي يليق بمعناها من جهة , وفي موضع استخدامها اللغوي من جهة أخرى , فكثير من الناس من يعبر عن صلم الأذن وجدع الأنف بقوله:_قطعت أنفه أو أذنه _ فيجعل الصلم والجدع بمنزلة القطع ، وهو في ذلك ربما كان مصيباً في التعبير لكنه مخطئ _ لامحالة _ في الاستخدام اللغوي _ من حيث اللفظ لهذا التعبير وهذا _ في الواقع _ إماتة للغة , وإجحاف في حق كيفية استخدامها .
    أما الخصيصتان البارزتان الأساسيتان في العربية فهما " الإيجاز ، والإعراب " وقد أفرد لها أستاذ العربية في جامعة دمشق الدكتور " مازن مبارك " بحثاً مطولاً في كتابه " نحو وعي لغوي " تحت عنوان : ( من خصائص اللغة العربية ) وفيه يدل على أن العربية لغة الإيجاز , سواء أكان ذلك في حروفها أم في ألفاظها أم في تراكيبها منطوقة كانت أم مكتوبة ، وبذلك يميط اللثام عن التهم والشبهات التي أثارها أعداء العربية , على أن لغتنا لغة تعاب بالإطالة والإسهاب ، وقد غرب عن بالهم أن العرب قديماً افتنوا افتناناً بالغاً في الإيجاز حتى قالوا : ( البلاغة الإيجاز) و (خير الكلام ما قل ودل ) ، وقد أشار النبي "عليه الصلاة والسلام" _ وهو أفصح من نطق الضاد _ لذلك بقوله : " وأعطيت جوامع الكلم " وهذه السمة ضرب من البيان في كلامه _صلى الله عليه وسلم _ ، وللجاحظ كلمة أوردها في معرض حديثه عن أوجه الفن في فصاحة كلام النبي "صلى الله عليه وسلم " فقال : " وهو الكلام الذي قل عدد حروفه وكثرعدد معانيه ..."
    ثم يوازن الدكتور " مازن مبارك " بين حروف وألفاظ وتراكيب العربية , وحروف وألفاظ وتراكيب اللغتين _ الإنكليزية والفرنسية _ ويؤكد في ذلك سمة الإيجاز التي اتسمت بها العربية؛ولكنه يشترط لقبول الموازنة أن تتساوى اللغتان في :
    1 _ حجم الحرف ...
    2 _ في الصفات الفنية للكتابة أو الطباعة .
    3 _ في قدرة الكاتبين كل واحد في لغته ، على التعيير .
    4 _ في استعمال الاصطلاحات والرموز .... ويقول الدكتور " يعقوب بكر " في كتاب " العربية لغة عالمية " : " إذا ترجمنا إلى العربية كلاماً مكتوباً بإحدى اللغات الأوربية , كانت الترجمة العربية أقل من الأصل بنحو الخمس أو أكثر..." .
    هذا ، في سمة الإيجاز أما في سمة الإعراب ؛ وهي الحركات التي تشكل بها أواخر الكلمات العربية بغية الإبانة عن المعاني ، بقول الدكتور مازن : " وتتميز اللغة العربية _ فيما تتميز به_ بحركات الإعراب التي هي في حقيقة الأمر ضرب من ضروب الإيجاز , إذ يدل بالحركة على معنى جديد , غير معنى المادة اللغوية للكلمة , وغير معنى القالب الصرفي لها ، وهو معناها أو وظيفتها النحوية كالفاعلية أو المفعولية .. فنحن حين نقول : جاء صاحب الدار ، فإنما ندل بضم الباء على معنى غير المعنى اللغوي المستفاد من مادة " صحب " وغير معنى اسم الفاعل المستفاد من صيغة ( صاحب ) , وهو معنى إسناد المجئ إلى الصاحب أي معنى الفاعلية ، وذلك هو المعنى المستفاد من الضم ... " .
    وللسيوطي في كتابه ( المزهر في علوم اللغة ) باب واسع في معرفة خصائص اللغة العربية ؛ يشير فيه إلى أن العربية أفضل اللغات وأوسعها ؛ فللسيف أو الأسد أو الفرس ـ مثلا ـ في اللغة الفارسية اسم واحد ؛ بينما نجد في العربية خمسمائة اسم للأسد ؛ ويعلل السيوطي هذا الاتساع بأن غير العرب لم تتسع في المجاز اتساع العرب . ويستفيض السيوطي فيما اختصت به هذه اللغة دون غيرها , كاختصاصها بالعروض التي هي ميزان الشعر , وبالهمز في عرض الكلام , وبالتصريف , وبمخالفة ظاهر اللفظ معناه , وبالزيادة في حروف الاسم للمبالغة, وبإضافة الفعل إلى ما ليس فاعلا , وبالتعويض ( إقامة الكلمة مقام الكلمة), وبمطابقة اللفظ اللفظ . وغير ذلك كثير مما ساقه السيوطي من سنن العرب في الكلام . ( المزهر ج1/321 ) .
    وأخيراً ، : لايخفى على أرباب الفكر والأدب ما للعربية من وقع مستحب لدى النفس الإنسانية , فهي ترضي أذواق المفكرين والأدباء على مختلف منازعهم ومشاربهم ؛ فالأديب والشاعر يجدان في العربية ما يرضي ذوقهما , فإذا بالخاطر يسر , وبالنفس تمتع , وبالوجدان يثور، والفيلسوف والعالم يجدان في العربية مبتغاهما أيضا ,ً إذ يسيران أغوار أعماقها , ويغوصان في معانيها البعيدة بألفاظ تناسب مرادهما تناسباً كاملاً ، ... ومن هنا لا غرابة أن نسمع صوت الفيلسوف العالم الرياضي المشهور " البيروني " الذي ألف في الرياضيات والجغرافية والفلك والتاريخ ..لا غرابة أن نسمعه يقول : " والله لأن أُهجَى بالعربية أحب إلي من أن أمدح بالفارسية " .


    د. نبيل قصاب باشي
    سورية - حماة 1975م

  2. #2
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    شكرًا لمقالكَ المنقول وأمانتكَ في نسبه لدارسه, وله الشكر مد الأفق على هذا الزخم المتسربل بروعة!

    شكري وتقديري لكما
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : فوق الأرض..وتحت السماء..وحيث اللحاف..النجوم!
    العمر : 32
    المشاركات : 2,044
    المواضيع : 86
    الردود : 2044
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    تبقى اللغة العربية بحراً واسعاً لا يدرك قعره...

    جزيل الشكر لحضرتك على مقالك الممتع

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    د.نبيل قصاب باشي ..جزاك الله على هذا البحث الهام والذي يفتح الأفق للإبحار في لغتنا الجميلة ، ولايخفى ماللأحرف من صفات أيضاً تجعلنا نقف معجبين بهذه اللغة التي عقّها أبناؤها.

    لك عاطر التحية ،

  5. #5
    الصورة الرمزية عبدالرحمان بن محمد قاص
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    العمر : 47
    المشاركات : 253
    المواضيع : 23
    الردود : 253
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    منقول مهم
    أكيد أن اللغة العربية مميزة عن سائر اللغات
    وها بين أيدينا القرءان المعجزة الذي أنزل بلسان عربي مين

    أشكركم أخي الكريم على جهدكم المبارك
    أسعدكم الله دوما

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    مقالة مهمة أخي الأديب المبدع ، ومطالعة أولى متأخرة وإبداء إعجاب مستحق.

    والحقيقة أنني وبخبرة من يتحدث بعض لغات غير الغربية ويكتب بها أقول بأن خصائص اللغة العربية أوسع وأشمل من أن تحصى ، وربما نعود معا في إثراء هذا الموضوع بالمزيد من تسليط الضوء على خصائص هذه اللغة السماوية.

    ولكن لعلني ذكرني موضوعك بما اعتدت قوله لكل من سألني المقارنة بين العربية واللغات الغربية إذ كنت أقول ببساطة: في اللغات الأخرى يوجد عادة عدة معاني لمفردة واحدة وفي العربية يوجد عدة مفردات لمعنى واحد.
    طبعا هذا تجاوزا عن دقة المعاني التي اشرت إليها في أمثلتك التي سقت وإيحاءاتها فاللغة لا تقف عند حدود دقة المعنى المحدد بل ومجال الإيحاء وفقه اللغة فيها واسع بما يذهل كل متفكر فيه.

    أعد بعودة أو بأكثر في مرات أخرى إن لم ينسني الشيطان هذا.

    دمت مبدعا مثريا!

    وأهلا ومرحبا بك مبدعا دائما في أفياء واحة الخير.



    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    فأهم خصائص اللغة العربية إذا تتلخص في
    هيئة الفعل وآليته بما تكفل من معنى يغني عن الشرح، وهذه واحدة من أدلة الخاصية الثانية
    وهي الإيجاز والتي تتجلى علاوة على هيئة الفعل وآليته ببلاغة التعبير في أقل القول ، والتي تعين عليها الخاصية الثالثة
    وهي الإعراب حيث يستغنى عن مزيد تفصيل بدلالات التشكيل !

    شرح تفصيلي موجز في بعض أهم خصائص اللغة .. وهل أروع من اجتماع التفصيل والإيجاز!
    وبحث يحثّ على التقصّي و الغوص أبعد وراء مزيد من الدرّ في الكنوز التي فتحها كاتب المقالة

    دمت والروعة أيها الكريم
    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    و أهم خاصّية أنها لغة القرآن
    فبها أنزل الله كلامه وهذا يترتب عنه أشياء عدّة
    تطوير اللغة إنطلاقا من النصوص القرآنية من أساليب و قواعد و غيرها و هذا ما لم يتأتّى للغة غيرها و تأثر نصوص الكتّاب و الشّعراء بها حيث نجد مثلا أنّ أشعار من تربّى في الإسلام أقوى وأبلغ من شعر غيرهم
    فيه دلالة على قوة اللغة العربية على احتواء كل العلوم كيف و قد حوت علوم الدين بأسره, عكس ما يروّج له

    و من خصائصها العجيبة ثباتها عبر الزّمن و يتجلّى ذلك في فهم المعاصرين للنّصوص القديمة و بالخصوص أحاديثه صلّى الله عليه و الكثير من كتب العلماء كابن القيّم مثلا و انظر إلى كتاب الجواب الكافي
    و هذا بسبب حفظ الدّين أولا فحفظ الدّين من حفظ اللغة العربية كون أصلِ هذا الدّين كلام الله الذي يُتعبّد به و لا يجوز أن يكون التّعبّد بغيره و الصّلاة عماد الدّين فإذا ضاعت اللغة ضاع الدّين و هذا يبيّن سبب تكالب الغرب على اللغة العربية و محاولة إبعاد المسلمين عنها فما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب

    هي اللغة الوحيدة التي فيها نصوص كاملة لا تقبل النّقد و التّغيير لا من جانب المبنى و لا من جانب المعنى إطلاقا و باقي اللغات كل نصوصها واجبة النّقد دون استثناء و هذا مما يحسدنا علية أدباء الغرب فيحاولون جعل النّصوص القرآنية نصوصا أثرية و من الفنون القديمة في أحسن أحوالهم و منهم من يجعلها من دون ذلك بكثير فإذا لم تستطع مواجهة شيء فحاول أن تُنزل صورته عند الناس أو الجهلة و تَصرف أنظارهم عن بريقه.

    مقاومتها للإستعمار أكثر من أي لغة و هذا من ثباتها و من كراماتها فمثلا الجزائر لا تزال فيها قائمة بعد مكوث الإحتلال الفرنسي فيها أكثر من قرن و ثلاثين سنة و هذا ما كان ليتسنّى للغة أخرى, وهذا يدلّ على أنّها مؤيّدة من عند الخالق حتّى يحفظ هذا الدّين.
    فهي لغة لا تتأثّر بالأحداث و الأزمان إلاّ يسيرا بسبب مخالطة العجم و غيرها من العوارض و لا تزال النّصوص الأصلية موجودة من آيات قرآنية و أحاديث وهي أهم مراجع اللغة العربية ضف إلى ذلك مؤلّفات النّحويين منذ أكثر من عشرة قرون فإذا سلمت المراجع بقيت اللّغة و سهل العودة إليها.
    و من ثباتها أنّها لا تتأثّر بتطوّر العلوم كغيرها من اللغات الأخرى إلا بما يصلح لخصوصيات الفن خلافا للّغات الأخرى التي تتطلّب تكييفا عميقا باستمرار و تبسيطا ملحوظا على غرار الإنجليزية, فالعربية يمكن أن تكتب بها ما تريد من علوم و لو بلغة ابن حجر و ابن تيمية فانظر إلى كتاب إبن سينا وكتاب الطب النبوي في الطبّ و مقدمة إبن خلدون في علم الاجتماع و غيرهم بأي بلاغة كتبت و هذا من خصائصها, ونجد في الأنجليزية تقسيما ليس في غيرها بين لغة تقنية و لغة أدبية و لغة تجارية كفروع تُدرس للمتخصّصين و ما هذا إلا لقصورها عن احتواء جميع العلوم بلغة واحدة متفرّدة و هذا من ضعفها و ليس من قوّتها و هو ما لا يوجد في سائر اللغات كونها لم تتمكن من استدراك هذا العجز بسبب غلبتها عليهم و اختصارا للوقت و الجهد و المال حيث تُدْرَسُ العلوم المتطورة و البحوث بها ـ الإنجليزية, ليس بسبب مدّة التّرجمة و لكن بسبب عدم تفريعها الذي يحتاج وقتا و جهدا كبيرين و بسبب عجزها عن احتواء العلوم على حالتها الأصلية. و يتسّنى حينئذ للعربية دراسة مختلف البحوث و العلوم دون الحاجة إلى تفريعها و هذا ما قصّرنا فيه كثيرا.
    و من ثباتها العجيب ثبات مخارج و صفات حروفها بدقّة عجيبة حيث يمكن للمرء من وقتنا هذا نطق الحروف مثل العرب الأقحاح و ما هذا إلا لحفظ هذا الدّين العظيم,
    يعني حتّى النّطق طاله ثباتها و صمودها بصورة لا مثيل لها حتى ليُفرّق بين الظاء و الضاد.
    هي أقل اللغات استعمالا للحروف على الأطلاق و ما ذلك إلا لوجود التّشكيل الذي يعد من خصائصها فقولنا "فَ" يحتاج في لغة أخرى إلى حرف إضافي على الأقل (FA) و هذا من قلّة تكاليفها و هو من باب استعمال أقل الموارد لأكبر الفوائد و هي تحمد عليه ضف إليه جوامع الكلم يعني كتاب بالإنجليزية يكمن أن يترجم إلى أقل من ذلك كتابة (قلّة الحروف) و قراءة (الإيجاز).
    والله تعالى أعلم.
    فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
    أبو عبد الله

  9. #9
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,035
    المواضيع : 310
    الردود : 21035
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    إذا فالترادف والتضاد ودقة التعبير والاشتقاق وإمكانية الأعراب والإيجاز
    وسعتها الزاخرة بمفراداتها ، والتمييز بين الذكر والأنثى
    والقدرة على استيعاب اللغات الأخرى ـ كلها خصائص اللغة العربية
    شكرا لمقال رائع ومهم ومفيد وممتع عرفنا على أهم خصائص لغتنا الجميلة
    ويجعلنا نفخر بأننا من أبنائها
    بوركت ـ ولك كل التحية والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. ملامحُ منْ منهجيّةِ خصائصِ الأدبِ الإسلاميِّ
    بواسطة د.نبيل قصاب باشي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-10-2014, 04:01 AM
  2. علوم اللغة في دفتر إعداد معلم اللغة العربية
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-10-2012, 10:51 AM
  3. خصائص اللغة العربية
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-12-2006, 02:15 AM
  4. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 10:20 PM