أنا في العيد لا أرجو طعامي
وقد صام الجميع عن الكلام
فلون الموت أرّق كل عينٍ
وبان الحقد في صوت السلام
فجنديٌ يموت على صيامٍ
على أرض الطهارة والكرامِ
وفي يده سلاحٌ كان يحمي
بلاد النيل من شر اللئام
فمصر اليوم قد ذاقت وبالا
ونار الفقد في الموت الزؤام
وفي الشهباء قتل قد تنامي
فكيف أصون في الأعياد شامي
عراق الخير في الأوغال يهمى
وسيف الموت في الأركان نامي
وطفلٌ من هوان النفس يبكى
وضاع الصوت من هول الزحام
وفي شريان أمتنا نزيفٌٌ
ينادي الموت من بعد السقامِ
تنامى في الفؤاد بقايا جرحٍ
وأصبح مثل لون الأرض دامي
تمور الأرض من قتلٍ وذبحٍ
وتقذف بالدماء على الركام
فكيف يسيغ للنفس التهني
وكل العُرب تسقط كالحطام