أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مدرسة التجديد في العروض

  1. #1
    الصورة الرمزية صلاح الوليد شاعر وناقد عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2009
    المشاركات : 101
    المواضيع : 65
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي مدرسة التجديد في العروض

    الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفصح من نق بالضاد بيد أنه من ولد عدنان وعلى آله وأصحابه موازين العدل وبحور الفضل والإحسان من أقاموا عمود الدين وشيَّدوا منه الأركان فرضي الله عنهم وفتح لهم مصاريع الجنان وبعد :
    فالشعر دبوان العرب ومظهر من مظاهر حضارتهم ورقيهم وموضع اعتزازهم في جاهليتهم وإسلامهم ولقد كان الشعراء قبل ابتكار الخليل ينظمون على سليقتهم حتى فشت العجمة واعترى الشعر ما اعترى غيره من أمور العربية فخشي الخليل أن يصيبه ما أصاب غيره فشرع في إنشاء علم يحافظ على الشعر من الضياع فكان علم العروض الذي يعد عملا جليلا يستحق الشكر والعرفان وجاء بعد الخليل علماء اقتفوا أثره متبعين اتباعًا حرفيًا رافضين كل تعديل أو تبديل أو تقويم وكأنهم يقولون : غن علم الخليل وحي لا يقبل النسخ ظانين ان ذلك من احترامهم للخليل وهذا ما لم نجده عند علماء في علوم أخرى إذ لم يقف أهل النحو أو الصرف بل الفقه واصوله وحتى الحديث وعلوم القرآن بل كلما جالء عالم استدرك على من كان قبله وهذا لم يكن في يوم من الأيام تاولا على مؤسس العلم بل خدمة أخرى مشكورة يقدمها المستدرك لمن استدرك عليه
    ومعذرة لضيق الوقت
    وللحديث بقية في الحلقة القادمة إن شاء اللله تعالى

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    موضوع جميل ،

    نؤجل التعليق على ما ورد في هذا التقديم ، حتى تأتينا بالبقية .

    همسة / هناك أخطاء -كيبوردية - يمكن تفاديها بمراجعة النص قبل إدراجه .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية صلاح الوليد شاعر وناقد عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2009
    المشاركات : 101
    المواضيع : 65
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي مدرسة التجديد

    [size="5"][color="blue"][align=justify]إن الجمود الذي أصر عليه علماء العروض القدامى أورث لدى طالب هذا العلم السآمة والملل مما حدى بالمخلصين أن يصرحوا بالمناداة بالإصلاح والتجديد ولعل منهم العالم العروضي صفاء خلوصي إذ قال ألا ليت يد الإصلاح تتناول العروض يومًا ما وقد بينت ذلك بأرجوزتي التي افتتحت بها كتابي إزالة الغموض عن علم العروض إذ قلت :

    ربِّ يسِّرْ وأعنْ ( رجز )

    باسمِ الإلهِ الواحدِ الديّان=مَنْ عمَّنا بالخيرِ والإحسانِ
    منور القوب والأبصار = وذكر ه المشهود بالأسحار
    نحمَدُه أنْ منَّ بالإنعامِ = وقدْ هدانا سبُلَ السلامِ
    ثمَّ الصلاةُ بعدُ والسلامُ =على نبيٍّ للهدى إمامٌ
    مُحَمَّدٍ وصحبهِ ذوي الهدى=وآلهِ ومن بهديهِ اقتدى
    وبعدُ فالشِّعرُ لهُ أوزانٌ=يُعنى بها علمٌ هو الميزانُ
    قد اهتدى رائدُهُ (الخليلُ)=إليه وهْوَ المطلبُ الجليلُ
    وجاء بعدَهُ شيوخٌ فاقتفوا =آثارَهُ بما رووه واكتفوا
    أصابَهُ شيءٌ منَ الجمودِ=بما بَنوا لهُ منَ السدودِ
    مُحرِّمينَ فيه الاجتهادا=وحذَّروا منْ ينفخُ الرمادا
    مَنْ رامَهُ حُذِّرَ أن يجتازا=فصارَ شيئًا أشبهَ الألغازا
    لا بدَّ للطالبِ حتى يفهمَهْ مِنْ أن يكونَ حاذقًا في الطلسمهْ
    وظلَّ هذا بُعبُعًا مُخيفا=أورثَ عنهُ الهجرَ والعزوفا
    حتّى أتى مَنْ قدْ أزالَ ما خفي =منهُ هوَ الشيخُ(جلالُ الحنفي)
    خلَّصهُ مِنْ تلكمِ الأوهامِ=فباتَ خيرَ موردٍ للظامي
    لهُ مِنَ المولى جزيلُ الأجرِ=ومِنْ أولي العلمِ جميلُ الذِّكرِ
    وذا كتابٌ واضحٌ صنَّفتُهُ=من كلِّ ما أشكلَ قدْ هذَّبتُهُ
    يسهُلُ فهمُهُ على الطلابِ= من غيرِ إيجازٍ ولا إسهابٍ
    سمَّيتُه (إزالةَ الغموضِ) =ممهِّدَ السبيلِ للعَروضِ
    واللهَ أرجو أنْ يكونَ نافعا =وأنْ يكونَ جامعًا ومانعا

  5. #5
    الصورة الرمزية صلاح الوليد شاعر وناقد عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2009
    المشاركات : 101
    المواضيع : 65
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي مدرسة االلتجديد في العروض الحلقة الثالثة

    ) وقد تحققت هذه الأمنية في أواخر القرن الرابع الهجري / النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي على يد علامة بغداد وشيخ مدرستها العروضية الشيخ جلال الحنفي البغدادي حين خرج على الناس بكتابه الموسوم ( العروض تهذيبه وإعادة تدوينه ) فخرج هذا العلم للناس في حلة زاهية خالية من كل الشوائب وبطريقة يسهل على الدارس استيعابها ثم وقفني الله عز وجل للنسج على هذا المنوال وإن لم يكن ذلك اتباعا حرفياً ومطابقة تامة إذ لو حصل هذا لخرجنا من تقليد إلى تقليد فإن الشيخ الحنفي لم يقل يجب اتباعي وهو الذي تجرأ على اقتحام هذا السور العظيم وهدمه بيده أفيجعل لنفسه سوراً جديداً ؟ هذا ما لا يقبل فلذلك كان لي بفضل الله إسهام بالإضافة تجده حينما تجري مقارنة بين كتاب الشيخ آنف الذكر وبين كتابي ( إزالة الغموض عن علم العروض) و إني هنا أرد على ما علق في أذهان العروضيين من خيالات وأوهام وأحصر هذه التصورات الخاطئة في مسألتين :
    أ ــ شبهتان في أصل وضع هذا العلم هما :
    1ــ ادعاؤهم أن الخليل قد حسد تلميذه سيبويه على ما بلغ من مرتبة في النحو فأراد أن يعوض ذلك بعلم العروض عله يستعيد مكانته المفقودة حسب زعمهم .
    أما هذه الشبهة فإنها واضحة البطلان وينكرها كل من له جنان ولا أدري كيف يدعي هؤلاء احترامهم للخليل وهم ينسبون إليه منقصة لا تليق بصغار العلماء لا بأئمة أعلام فلا أدري أيقصرون احترامهم للخليل على جمودهم وتجميدهم لهذا العلم وتحنيطه ولا يبالون بما سوى ذلك ومع ذلك فنحن نقول : ما الذي يدعو الخليل إلى حسد تلميذه وتفوق التلميذ يعود الفضل فيه إلى الأستاذ أليس يقال هذا تلميذ فلان ؟ وهذه مسألة معروفة لدى الطلبة والأساتذة فالطالب الذي ينبغ يفخر به أستاذه فهل فاتت الخليل هذه المسألة ولم يعد يحتمل أن يرى تلميذه متفوقًا على أقرانه ناشرًا بين الناس ما تعلمه من أستاذه ؟ إذا سلمنا بهذه المقدمة فإن المقدمة الثانية تقول من يقول إن الخليل فعلا تأخر في مجال النحو وتقدم عليه تلميذه سيبويه فالدعوى من أساسها الذي بنيت عليه تحتاج إلى دليل ولم يقدموا دليلا على تلك الدعوى
    والدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء
    فليأتوا بدليل على هذا التفوق ودليل على تأخر الخليل وخمول ذكره وهو الذي برع في فنون عديدة غير النحو والعروض فلماذا لا يتكلم عن ما اخترعه في اللغة وغيرها فلربما حسد تلميذًا آخر فوضع تلك العلوم ؟ إن الذي يطلع على سيرة الخليل وعلو خلقه ينفي نفيًا قاطعًا هذه الفرية ، والحق الذي لا مرية فيه أن حرصه على الشعر العربي وخوفه عليه من الضياع هو الذي دفعه لابتكار هذا العلم .
    2 ــ ادعاؤهم أن الخليل تعلم هذا العم لما مر بسوق الصفارين فأخذ الأوزان من ضرب مطارقهم على الطشوت . وكما شككوا في الدافع لاختراع هذا العلم شككوا في الوسيلة التي توصل بها إلى معرفة هذا العلم وهي أنه مر بسوق الصفارين وأخذ قواعد هذا العلم من ضرب المطارق على الطشوت ولا أدري ما يمكن أن تكشف له المطارق والطشوت من أوزان ومن قواعد لها أكثر من أنه يسمع أصواتًا موحدة لا تكشف له عن سر مكنون ومثل الخليل ليس بحاجة إلى أن يسمع المطارق ليستخرج بحور الشعر التي لم تكن تلك المطارق تهدي إليها ولكن الخليل كان يحفظ كمًّا هائلا من الشعر العربي مكنه أن يستقرأه ويحصره في هذه البحور الستة عشر .

    ب ــ تصورات خاطئة وافتراضات جعلوها قواعد لهذا العلم .
    ونوجزها فيما يأتي :
    1 ــ الألقاب العروضية : وهذه الألقاب تزدحم بها كتب العروض ولا أدري سببًا وجيهًا لإيرادها وإرهاق الطالب أهو تنفير متعمد ليبتعد الطالب عن دراسة هذا العلم أم ماذا ؟ وهذه الألقاب منها ما قد نجد له تمثيلا على أرض الواقع ومنها ما لا نجد له ذلك هذه الألقاب قسمان هما الزحافات والعلل التي تصيب التفعيلة حسب قولهم فتجعل الأولى متسعًا ضمن الوزن الواحد وتوسع الثانية دائرة الأوزان ولو أن الأمر اقتصر على التسمية لتحملنا ثقل هذه الألقاب وأثرها على نفس القارئ أو السامع أو الطالب أو المدرس على حد سواء ولكن الأمر يتعدى ذلك لأن غالبيتها لا نجد له حقيقة فإن وجدنا لبعضها كالخبن والطي والإضمار والوقص والخزل مثلا والذين يسمى كل منها زحافًا مفردًا فإنا لا نسلم لهم تسليمًا مطلقًا ولا نقر لهم بأن يطلقوا العنان للزحافات أن تتلاعب بالأوزان كيفما شاءت نعم إذا سلمنا لهم فيما نجد فيه بعض الجواز فإنما بشرط وضابط هو أن لا يخرج عن نطاق الوزن فضلا عن نطاق البحر فإذا أتانا شخص مثلا بالبيت الآتي :
    قالت بنات الحي يا سلمى وإن كان فقيرًا معدمً قالت وإن
    وقال هذا البيت فيه طي وهو كان فقيـ ( مفتعلن ) قلنا لا بأس ونقول لكم أن تصطلحوا ما تشاؤون مع أننا لا نحبذ هذه الألقاب ونستبدل بها أن تفعيلة مفتعلن هذه من بدائل مستفعلن
    وكذلك لو أتانا بالبيت الآتي :
    من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وإمامها
    وقال : إن هذا البيت من بحر الكامل ولكن التفاعيل الثلاث الأول والتفعيلة الخامسة كلهن إضمرن فصرن متْ فاعلن فليس هناك بأس لأننا بقيت لدينا تفعيلتان سليمتان علمًا أننا نكتفي بتفعيلة واحدة تبقى شاهدًا على أن هذا البيت من بحر الكامل لقلنا ليس لنا معكم كبير خلاف
    وكذلك حينما يأتي بالبيت الآتي
    لكل ما يؤذي وإن قل ألم ما أطول الليل على من لم ينم
    وقال في هذا البيت خبن وهو (لكل ما ) مفاعلن وطي (قل ألم ) مفتعلن و لقلنا لا بأس أيضًا ولا مشكلة مع تفضيلنا ترك هذه الألقاب ، ولكن إذا جاء بهذا البيت :
    إني امرؤ من خير عبس منصبً شطري وأحمي سائري بالمنصل
    وقال إن هذا البيت من بحر الكامل وإن تفعيلة متفاعلن أصابها إضمار فإننا نقول له هل يمكن أن يصبح الاستثناء شاملا وكما هو معلوم أن الزحاف مسألة استثنائية فكيف يسيطر الاستثناء ويحتل جميع المواقع وهذه مسألة لا يختلف عليها اثنان فالاستثناء يكون بمقدار معين حتى نعرف أن هذا هو الأصل وهذا هو الاستثناء أما أن ينعدم الأصل فذلك ما لا يقبل وبخاصة إذا كان هذا التحويل من الأصل إلى الاستثناء يحول الوزن أو البحر بأكمله إلى بحر آخر فحينما يقال هذا البيت فيه إضمار ووجدنا تفعيلة متفاعلن قد أصبحت جميعها متْ فاعلن نقول ما الذي يميزها عن مستفعلن لأن متفاعلن أصلها مست فعلن زيد عليها مقطع بأن جعل المقطع الأول الزوجي مقطعين بإزالة السكون وتحريكهما فإذا بقيت تفعيلة واحدة فإنها تحافظ على البيت وتميزه وتمنع انسلاخ هوية البحر أما إذا تتغيرت جميعها فما الذي يميزها عن أي بيت من بحر الرجز ومن المعلوم أن البيت الشعري وحدة قائمة بذاتها ولا معنى لأن يقال إن اللاعتداد لإنما بالقصيدة فلو قيل لك من أي بحر قول الشاعر :
    لم أدر جني سباني أم بشر أم شمس ظهر أشرقتا لي أم قمر
    فهل تقول أنظر غيره من أبيات القصيدة ؟ لا شك أنك ستجيب مباشرة إن هذا البيت من بحر الرجز فقل لي بربك ما الفرق بين هذا البيت و بين البيت الذي يأتون به مثالا للإضمار ؟ المشكلة التي لا يريد العروضيون التخلص منها تكمن في أحد أمرين: أحدهما : أن يكون راوي الشعر أخطأ في روايته ثانيهما أن يكون الشاعر أخطأ وليس ثمة شاعر معصوم ولو أنهم عدلوا عن إيجاد هذه النعليلات وتعاملوا مع هذه المسألة بواقعية لوفروا على أنفسهم وعلى غيرهم عناء لا جدوى منه . نعم هناك الكم الهائل من الشعر الذي يوجد فيه البدائل بل إن الشعر لا يحلو إذا خلا من البدائل واقتصر على التفاعيل الأصيلة فخذ مثلا هذا البيت الذي تجتمع فيه أصناف البدائل لتفعيلة مستفعلن :
    وخرجت من خدرها فأشرقت شمس ضحى تزيل كل حالك
    فعلتن مستفعلن مفاعلن مفتعلن مفاعلن مفاعلن
    فأنت ترى تفعيلة مستفعلن تحيط بها بدائلها الثلاث مفاعلن ومفتعلن وفعلتن حسب مصطلحنا أو التفعيلات التي أصابها الزحاف فخبنها ( مفاعلن ) أو طواها ( مفتعلن ) أو خبلها ( فعلتن ) وما الذي يمنع من العدول عن هذه الألقاب إلى ما نحن عليه ؟
    وإذا جاءنا بالبيت الآتي
    يذب عن حريمه بسيفه ورمحه ونبله ويحتمي وقال : إن هذا البيت من بحر الكامل وقصت جميع تفاعيله فصارت مفاعلن فنقول إن تفعيلة مفاعلن كما هو معلوم تفعيلة بديلة لمستفعلن وأنتم تسمونها التفعيلة المخبونة وليس هنا المشكلة لكن أن تكون في آن واحد تفعيلة بديلة عن تفعلتين وليس هناك ما يميز نياتها عن هذه التفعيلة وعن تلك فذلك ما لا يقبل .
    وكذلك حينما يقول قائل إن تفعيلة متفعلن تخزل وذلك ما يسمونه بالزحاف المركب أو المزدوج فتصبح مفتعلن ويأتي بالبيت الآتي مثالا على ذلك :
    منزلة صم صداها وعفت أرسمها إن سئلت لم تجب
    وإذا بجميع التفعيلات أصبحت مفتعلن وحجتهم أن البيت جاء في قصيدة من بحر الكامل لكن لماذا لا تأتون ببيت اجتمعت فيه متفاعلن مع مفتعلن حتى نقتنع أن هذا البيت من بحر الكامل ونحن نجد الكم الهائل من هذه الأبيات في بحر الرجز وبعد أن تعرضنا للزحافات فنبين قولهم في العلل التي أورثت عللا في النفوس حتى أوردتها الرموس من ذلك قولهم في الكسف أو الكشف أنه يصيب تفعيلة مفعولات فيحولها إلى مفعولا تنقل إلى مفعولن نقول لهو اءتونا بمثال على ذلك يأتون بالبيت التالي :
    ويل ام سعد سعدا صرامة وحدّا
    وفاتهم أن هذا البيت من بحر الرجز لأنه من أوزانه الرباعية مستفعلن مفعولن ومن تلك العلل المزعومة الوقف الذي يصيب مفعولات أيضًا فيحولها إلى مفعولاتْ ونطالبهم بشاهد على ذلك فيأتوننا بالبيت الآتي :
    ويهًا بني عبد الدار ويهًا حماة الأدبار
    وهذا البيت كسا بقه من بحر الرجز أيضًا فكيف يحافظ البحر على استقلاليته ويمتنع عن الانسلاخ وذوبان الشخصية ؟ . ونكتفي بهاتين العلتين عن سرد بقية العلل .
    وأمثلة ذلك أكثر من أن تحصر .

    2ــ في معاني أسماء البحور وتعليلاتهم لها : إن الناظر في أسماء البحور يرى أن قسمًا منها واضح الدلالة على مسماه والقسم الآخر غير واضح الدلالة على مسماه ولا يعدو كونه مصطلحًا علميًا أما ما هو واضح في الدلالة على مسماه مثاله الرجز والكامل والسريع والهزج والرمل والمجتث والمقتضب فنقول نعم الرجز من وقوف البعير على ثلاث أرجل ويقولون بعير راجز أي واقف على ثلاث وكون أصل هذا البحر ثلاثة شطور والكامل كونه كان رجزًا فتكامل بانضياف المقطع الخامس إلى التفعيلة والسريع كان رجزًا فحذف من عروضه وضربه مقطعهما الأول(مس) فبقيت (تفعلن ) تعادل فاعلن فأصبح سريعًا والهزج والرمل لونان من الغناء معروفان من الجاهلية ويستعمل هذان البحران فيهما والمجتث كونه اجتث من غيره كالخفيف والبسيط فاجتثاثه من الخفيف مثاله :
    ما قاله وهو إفك من كذوب وهو باغ
    فهو مجتث من البيت الآتي :
    قد سمعنا ما قاله وهو إفك من كذوب ذي فرية وهو باغ
    واجتثاثه من البسيط مثاله :
    إذ جانب العيش طلق ومورد اللهو صاف
    فهو مجتث من البيت الآتي :
    إذ جانب العيش طلق من طلاقتنا ومورد اللهو صاف من تصافينا
    والمقتضب أيضًا واضح معناه وهو صغر حجمه .
    إذا عرفنا أن من البحور ما تنطبق أسماؤها عليها فإنا نجد بحورًا أخرى لا نعرف سببًا وجيهًا لتسميتها بهذه الأسماء غير أنها تسميات فنية أو علمية لا غير فلو قال قائل : ما سبب تسمية الطويل بهذا الاسم لأجابوا لطول ما يركبه الشعراء ونحن نرى أن غيره يشاركه في الوصفين فالشعراء ركبوا الطويل والبسيط والكامل وأكثرا فيها النظم ومن أين تلك الإحصائية التي تقول إن نظمهم في بجر الطويل أكثر من غيره وأما طول البيت فليس هناك فرق واضح في طول بيت الطويل عن البسيط وأما البسيط فيقولون لانبساط أوتاده وهذه الأجزاء في البيت الشعري من أسباب وأوتاد وفواصل توجد في البسيط وفي غيره وأما الخفيف فيقولون سمي بذلك لخفته ولا أدري ماذا تعني عندهم الخفة وهناك بحور أخف منه وهي كثر أوضح من أن توضح ثم ماذا تعني تسمية بحر المنسرح والمديد والمتقارب والمتدارك .
    3 ــ آراؤهم في بعض البحور الشعرية من ذلك قولهم إن بحر المتدارك تداركه الأخفش تلميذ سيبويه أي تلميذ تلميذ الخليل وهنا نقول إما أن يكون الأخفش ذكر أوزانًا للمتدارك لم يذكرها الخليل أو أن الخليل سئم هذا البحر لكثرة تشعباته فنسب إلى الأخفش ابتكار أصل البحر أما أن يكون الخليل لا يعرف هذا البحر فهذا لا يمكن وهو على جانب واسع من حفظ الأشعار العرب في الجاهلية وصدر الإسلام والعرب نظمت على هذا البحر كما نظمت على غيره ومن ذلك قولهم في بعض البحور أن أصله كذا وصار كذا وهذا كثير حتى يكاد أن لا يسلم بحر من ذلك ونأخذ بعض الأمثلة على ذلك الوافر يقولون أن أصله : مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
    فقطفت تفعيلتا عروضه وضربه فصارتا مفاعل حولتا إلى فعولن ونحن نقول أين هذا الأصل المزعوم ائتونا بشواهد على ذلك بشرط أن تكون شواهد حقيقية لا صناعية لأن المروي من الشعر كله على خلاف هذا الأصل المزعوم هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الذوق السليم يحكم بعدم صحة هذا الادعاء وكذلك قولهم أن أصل البسيط :
    مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
    ولكن عروضه وضربه قبضتا فصارا فعلن وما الداعي لهذا التكلف في تصور أصل ثم إحداث هذه التغييرات وما الدليل النقلي على صحة ما تقولون وذلك شرط أن لا يؤتى ببيت صناعي وينسب إلى الجاهلية أو صدر الإسلام وإنما نريد نصوصًا مقبولة والقول في غير هذين البحرين كثير ولكنا اكتفينا بهما مخافة السآمة .

    4 ــ في الرموز للمقاطع الشعرية فيستخدمون الركز والخطوط وهذه لا تدل على المراد دلالة واضحة ولا تنطبق انطباقًَا تامًّا مثل الأرقام التي تبين المراد وتوضحه 5فحينما يجعل للحرف المتحرك خط وللساكن ركزة أو العكس فلا يعني ذلك أكثر من أن هذا حرف ساكن وهذا متحرك ولا يبين أن هذا مقطع فردي وهذا زوجي في حين أن الأرقام ذات دلالة واضحة على المراد فحينما يوضع رقم (1 ) تعرف أن هذا مقطع فردي وحينما يوضع رقم (2 ) تعرف أن هذا مقطع زوجي وحينما يوضع رقم ( 3 ) تعرف أن هذا مقطع ثلاثي فضلا عن سهولة حفظ الأرقام . 5 ـ حصرهم التفعيلات في ثمانية فعلا وعشرة كتابة فيقولون التفعيلات الأصيلة عشرة : مستفعلن ومتفاعلن ومفاعيلن ومفاعلتن وفاعلاتن ومفعولات ويكررون فاعلاتن ومستفعلن هكذا فاع لاتن ومستفع لن لأجل أن يأتوا بمثال للوتد المفروق وهكذا شأنهم كلما عسر عليهم أمر عالجوه بهذه الادعاءات ولا أدري لماذا لا يعودون القاعدة ويتراجعون عنها حينما يتبين لهم عدم صحتها ؟ ولماذا يرسمون التفعيلتين رسمًا مغايرًا ؟ فهل يغير الرسم من واقعهما شيئًا ؟ فالعبرة ليست بالرسيم إنما بالنطق . إن القواعد إنما أخذت من الاستقراء وليس العكس . طريقة كتابة البيت الشعري وذلك أن يكتب البيت الآتي :
    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوا بين الدخول فحومل هكذا قفانب كمنذكرى حبيبو ومنزلي بسقطل اللوا بيند دخول فحوملي وهذه الطريقة تشوه البيت وكان بالإمكان كتابته مقطعًا حسب المقاطع حرفًا حرفًا وذلك للمبتدئين كطريقة اولية تترك بعد ذلك ولا يحتاجها المتمرس فيقطعه وهو على حاله بما صار لديه من أذن موسيقية . هذا ما أردت بيانه وأرجو ممن وجد خطأً أو هفوة بيان ذلك ورحم الله امرءً أهدى إلي عيوبي والله أعلم .

  6. #6
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.52

    افتراضي

    أستاذنا الكريم صلاح الوليد
    جزاك الله كل خير لهذه الفوائد القيمة التي تتحف بها الواحة وأدبائها .
    سيدي الخط بلون فاقع مبهر للنظر متعب في القراءة ، إن أذنت لي عدلته إلى لون آخر .
    لك بالغ التحية والتقدير
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

المواضيع المتشابهه

  1. ندوة مدرسة العروض رقميا للاستفسارات و الاقتراحات و الملاحظات
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 17-02-2013, 08:40 AM
  2. التجديد الأصولي بين البوطي والمرزوقي... ( منقول )
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 13-10-2012, 11:15 PM
  3. الفرق بين العروض وعلم العروض
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-09-2012, 02:00 AM
  4. التجديد في عصر الهزائم
    بواسطة الجوهرة القويضي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-08-2005, 02:34 PM
  5. مدرسة العروض
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-12-2002, 01:43 AM