أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تجليات التناص والإيقاع الموسيقي

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي تجليات التناص والإيقاع الموسيقي

    تجلّيات التناصّ والإيقاع الموسيقيّ للشاعر فواز حجو ـــ بقلم سها جلال جودت
    4من البداية تتعمق الصورة الشعرية بمؤشرات العنوان المنسجمة مع النصوص بفضاءاتها النفسية والرؤيوية الجادة المنعزلة عن صور الحياة المتبعثرة بين الجملة الشعرية وحاملها المتناغم بين الدال والمدلول من حيث المضامين التي تسرد تحولات الذات الحاسة برهافة الكلمة ومن أهم السمات التي امتاز بها الشاعر فواز حجّو في ديوانه (الصعود إلى دم الحلاّج) الصادر عن منشورات اتحاد الكتاب العرب، هذه الغنائية في تقانة اللغة الشعرية التي توازن داخل النص بين الفنية والمضمون لأنه غير غافل عن إدخال عنصر الصراع في عمله الشعري: /إنه ينهض الآن من جانب الطور/ يأخذ شيئاً عزيزاً عليه/ ويمضي على عجل. ص5.‏
    فالصراع هنا قائم على الشمولية في الحركة المستديرة الجامعة لكل مستغرقات الذات الناهضة من دائرة الرفض للظلم بين نوازع الصراع وكأنه يعكس بمرآة إحساسه المرهف التصاعد الدرامي على عمود شاقولي ببعده الإبداعي على حامل الزمن كلوحة تاريخية تضمنت في حركتها الشعرية نصاً لم تلعب به المخيلة كمرتكز أساسي فحسب، بل قامت بنائية القصيدة على فكر صوفي، يرسم من خلال صورته الشعرية المعاناة الجمعية بأشكالها الظاهرة والمخفية: /إنه الآن يمضي إلى حيث يستوطن الرهبوت/ ويلقي عصاه اختياراً/ ومن توّهٍ قام يحمل أُتْرُجَّةَ الوحي/ ثمّ يطوف بها في البلاد/ ص 7.‏
    وتبرز قصدية "الصعود إلى دم الحلاّج" باعتبارها أولى القصائد والتي ارتبطت بقصة الحلاّج كدلالة رمزية موظفة لخدمة النص من الفكرة التي استثارت مشاعر الشاعر الإنسانية تخرج مصوغة من دم الحلاّج كاشفة عن مكامن توضّع التلوث الإنساني الاجتماعي من خلال التاريخ في صراعه المرير ضد الغرباء وعصا الانقياد لتكون الرؤية الحسية الشعرية متصاعدة على عمودها الشاقولي إلى ما لا نهاية.‏
    وإنه وإن ترك الصعود إلى الحبيب الروحي السماوي حتّى مرحلة الغياب، فإنه لم يترك قمر البهاء هكذا في سحره السرمديّ. بل غاص في خدره حتّى التوضؤ وقد مازج بين نشيد اللقاء: "أقبل البدر علينا/ حتّى روحانية تواصله مع الله: /يا ربَّاه/ فؤادي يعاقر آلامه/ في مقام الهوى. ص11.‏
    كأنه يستعرض واقعاً ذاتياً متدفقاً في مخزونه الديني كدلالة متشوقة إلى الحب والعدالة والطهارة والضياء.‏
    ويلاحظ هذا التناص مع الشعر التراثي والذي ظهر بشكل معاصر، كما أنه لم يغفل التناصّ مع اللغة القرآنية: /قمر يتوضأ بالنور الأخضر/ ويرتّل: إنّا أعطيناك الكوثر.‏
    أما في قصيدة (الشيخ الأكبر) فإن الخطاب الشعري بفنيّته الواعية لكل تقنيات المعاصرة والذي اعتمد على التفعيلة يسوق إليك المضمون بمأثوره عبر وحدة الزمان والمكان اللامتخيلة والمتجذّرة في الأعماق من خلال بحثه اللائب عن الانتماء الروحي في أصالة الشخصية المتفردة غير المتبرجزة أو المتسلطة: /وفي دمه/ توق لعناق الحرية/ ويلوب.. يلوب بلا جدوى/ بحثاً عن زمن أنضر/ زمن للشيخ الأكبر. ص 13.‏
    هو يستلهم القصيدة من وجدانه الشاعر بنزيف الألم من ممارسات بعض السلطات القمعية كنموذج حيّ في اختياره لشخصيات دينية، قام باستدعائها في شعره.‏
    وقد بدا واضحاً تمازج الإيقاع من خلال (استخدامه إيقاعين مختلفين في قصيدة واحدة)، فالمقطع الأول له إيقاع والمقطع الثاني له إيقاع مختلف؛ وهذا التنوع له مسوغاته لأن المقطع الأول يقدم الحالة النفسية انطلاقاً من شخصية الحلاّج التي تتوق إلى الانعتاق والحرية، وهي تبحث عن زمن آخر، أما المقطع الثاني بإيقاعه المختلف عن الأول فإنه يتناسب مع تجليات ذلك التوق، الذي يبدأ باجتراح الغناء بكل لغات الأرض، ومن ثمّ توقه لترجمة أشواقه التي تذكرنا بديوانه: (ترجمان الأشواق).‏
    ولدى إهدائه قصيدة (نهلة من ماء العرفان) للشاعر عبد القادر الحصني، ترى ما يحمله الشاعر من صفات حميدة في عرفانه بالجميل، فالسُّكر هو إسقاط روحي نفسي شاعري بمدلوله الوظيفي الروحي يعطي أبعاداً من المغريات تجعلها قريبة إلى النفس معتّقة بصفاء الحب الروحي: /أنهل من ماء العرفان وأسكر/ ومن الكأس يفوح العنبر/ ويدي حين تعانق كأس الماء/ تعانقها النشوة..‏
    النقاء واضح بدلالته الحسية المعنوية فكأس الماء تتحول لفرط الحب والشعور بالوفاء إلى خمرة لا تنام عليها الكلمات بل تنفجر نشوة تعانق مشاعر الشاعر الداخلية لتخرج بهذه الصورة الغنائية الجميلة، وقد بدت القصيدة كأنها مشغولة بصوتين متناوبين: صوت الشاعر عبد القادر الحصني، والذي ظهر من خلال خمسة مقبوسات تتخلل صوت الشاعر في القصيدة ليكون تناصّه مع المنجز الشعري المعاصر واضحاً.‏
    وكأنه ملتصق بالعرفان كمصطلح صوفي لا يستطيع عنه فكاكاً، نراه يتابع في قصيدته (شمس العرفان) تواصله مع الشجون والأحلام مع الأحلام والهذيان، مع العرفان والإيمان، ليكون إيقاعه الشعري متناغماً مع الصورة الحسية والمعنوية بتقانة فنية تحمل في (تناصها) ارتقاءً غير مباشر نحو تربية الوجدان الروحي بسماته الفاضلة وذلك من خلال إيقاظ الأحاسيس الداخلية نحو المشاعر الإنسانية.‏
    وفي قصيدته (تحولات بيد القمح) تأتلق الصورة الحسية مع اشتقاقها الطبيعي بحركاتها المستلهمة من الحدث البيئي الذي تتجلى فيه حياة الفلاح، متمثلة بقوله: /بورك فأسك/ تهوي على الأرض. ص24.‏
    وقولـه: /والحلم يأخذ شكل الرغيف/ المغمس بالدم/ تحمله للعيال الجياع../ بكلتا يديك المشققتين. ص26؛ فالصورة الحسية الإنسانية المعذبة والتي التهبت جوانحها بعصارة الكدّ والجهد، لم تخرج عن دائرة هذا الصراع إلاَّ ببذل الدماء رخيصة طيّعة ليطّهر وجه التراث لأن ما يقصده واضح الملامح الدنيوية: /وتعلم أنّ البيادر/ يسطو عليها/ دهاة اللصوص/ وأن سنابل قمحك تُشحن في الليل/ ثمّ تعود إليهم../ على شكل سيارة فارهة. فهو ينفلت من مباشرته إلى رؤيا إبداعية مركزة على إيماءات معبرة، لم ترتكز بعزفها الدلالي على حياة الفلاح والأرض، بل تعدتها إلى الوجه الآخر من الحياة، والتي لم تخرج عن ثنائية البياض والسواد.‏
    وإلى جانب كلّ هذا فإن تعامل في تناصّه مع الشعر التراثي، كما في قصيدة (قمر البهاء)، الّتي ظهرت بشكل معاصر؛ إضافة إلى تناصّه مع اللغة القرآنية: /قمر يتوضأ بالنور الأخضر/ ويرتل: إنّا أعطيناك الكوثر.‏
    وهكذا يستمر تداوله الشاقولي معرّياً الواقع بتناصّه مع الواقع الثقافي المعاصر، كما في قصيدة (حدث في مثل هذا اليوم).‏
    ولأنه تعامل مع نصوصه بحرية فإننا نلاحظ الإيقاع الموسيقي المتنوع بشكل ملحوظ، فهناك الشكل العمودي، كما في قصيدة (شمس العرفان)، والشكل التفعيلي، كما في قصيدة (الصعود إلى دم الحلاّج) إضافة إلى المزج بين العمودي والتفعيلة، وهذا ما وجدناه في قصيدة (قمر البهاء).‏
    أما عن قصيدته (الانتظار) وهي –كما قال- (ترجمة غير أمينة لقصيدة عزيز نيسن) فعبارة (غير أمينة) توضح ما قصده الشاعر في ترجمته الخاصة بفكره وشعريته، هو في مكوناته الإبداعية الزاخمة بالتراثي المزاوج بين الأمس والحاضر.‏
    ويتجلى هذا في ومضاته الّتي جاءت إما نثرية كما في (السيد بالون)، (السقوط) أو ذات إيقاع كما في (طقوس الحرب)، (زوادة) المتصارعة فيما بينها بالقفلة الداهشة المتسارعة بسخرية جادة، كما في قصيدة (الجسد المعاق): /الموت والحياة يتجاوران/ في ذلك الجسد/ الّذي أصابه شلل نصفيّ/ وفي كلّ يوم يقول الجسد: نصفي حيٌّ/ فتغمر الحياة نصفه الميت/ وذات يوم قال الجسد: نصفي ميت/ فتقدّم الموت/ وأودى بما تبقى من حياة/ في ذلك الجسد.‏
    وهو يقدم محاوراته بمنظوم إيقاعي أو غير إيقاعي تبعاً لمخزونه المعرفي والشعري، من خلال رؤيا منسكبة بدلالتها الموظفة راصداً بهذا مشاعر الشاعر الإنسانية، نحو الحلم والواقع الاجتماعي المعيش، متحداً مع ذاته المتيقظة الواعية لكل مسارب القمع والاضطهاد

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    السلام عليكم
    كنت أبحث عن مواضيع خاصة بالإيقاع الشعري فوجدت موضوعك أستاذة سها فتركت تحيتي لك وللأستاذ فوازر حجو
    صباح الخير
    فرسان الثقافة

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    مرورسريع وتحية كبيرة للموضوع الرائع
    وشكر أكبر للمبدعة ريمة الخاني لرفعه

    وليعودة أكيدة لقراءة متأنية أكثر وعيا واستيعابا

    دمتما بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
    الصورة الرمزية مرشدة جاويش أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 467
    المواضيع : 36
    الردود : 467
    المعدل اليومي : 0.10

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سها جلال جودت مشاهدة المشاركة
    تجلّيات التناصّ والإيقاع الموسيقيّ للشاعر فواز حجو ـــ بقلم سها جلال جودت
    4من البداية تتعمق الصورة الشعرية بمؤشرات العنوان المنسجمة مع النصوص بفضاءاتها النفسية والرؤيوية الجادة المنعزلة عن صور الحياة المتبعثرة بين الجملة الشعرية وحاملها المتناغم بين الدال والمدلول من حيث المضامين التي تسرد تحولات الذات الحاسة برهافة الكلمة ومن أهم السمات التي امتاز بها الشاعر فواز حجّو في ديوانه (الصعود إلى دم الحلاّج) الصادر عن منشورات اتحاد الكتاب العرب، هذه الغنائية في تقانة اللغة الشعرية التي توازن داخل النص بين الفنية والمضمون لأنه غير غافل عن إدخال عنصر الصراع في عمله الشعري: /إنه ينهض الآن من جانب الطور/ يأخذ شيئاً عزيزاً عليه/ ويمضي على عجل. ص5.‏
    فالصراع هنا قائم على الشمولية في الحركة المستديرة الجامعة لكل مستغرقات الذات الناهضة من دائرة الرفض للظلم بين نوازع الصراع وكأنه يعكس بمرآة إحساسه المرهف التصاعد الدرامي على عمود شاقولي ببعده الإبداعي على حامل الزمن كلوحة تاريخية تضمنت في حركتها الشعرية نصاً لم تلعب به المخيلة كمرتكز أساسي فحسب، بل قامت بنائية القصيدة على فكر صوفي، يرسم من خلال صورته الشعرية المعاناة الجمعية بأشكالها الظاهرة والمخفية: /إنه الآن يمضي إلى حيث يستوطن الرهبوت/ ويلقي عصاه اختياراً/ ومن توّهٍ قام يحمل أُتْرُجَّةَ الوحي/ ثمّ يطوف بها في البلاد/ ص 7.‏
    وتبرز قصدية "الصعود إلى دم الحلاّج" باعتبارها أولى القصائد والتي ارتبطت بقصة الحلاّج كدلالة رمزية موظفة لخدمة النص من الفكرة التي استثارت مشاعر الشاعر الإنسانية تخرج مصوغة من دم الحلاّج كاشفة عن مكامن توضّع التلوث الإنساني الاجتماعي من خلال التاريخ في صراعه المرير ضد الغرباء وعصا الانقياد لتكون الرؤية الحسية الشعرية متصاعدة على عمودها الشاقولي إلى ما لا نهاية.‏
    وإنه وإن ترك الصعود إلى الحبيب الروحي السماوي حتّى مرحلة الغياب، فإنه لم يترك قمر البهاء هكذا في سحره السرمديّ. بل غاص في خدره حتّى التوضؤ وقد مازج بين نشيد اللقاء: "أقبل البدر علينا/ حتّى روحانية تواصله مع الله: /يا ربَّاه/ فؤادي يعاقر آلامه/ في مقام الهوى. ص11.‏
    كأنه يستعرض واقعاً ذاتياً متدفقاً في مخزونه الديني كدلالة متشوقة إلى الحب والعدالة والطهارة والضياء.‏
    ويلاحظ هذا التناص مع الشعر التراثي والذي ظهر بشكل معاصر، كما أنه لم يغفل التناصّ مع اللغة القرآنية: /قمر يتوضأ بالنور الأخضر/ ويرتّل: إنّا أعطيناك الكوثر.‏
    أما في قصيدة (الشيخ الأكبر) فإن الخطاب الشعري بفنيّته الواعية لكل تقنيات المعاصرة والذي اعتمد على التفعيلة يسوق إليك المضمون بمأثوره عبر وحدة الزمان والمكان اللامتخيلة والمتجذّرة في الأعماق من خلال بحثه اللائب عن الانتماء الروحي في أصالة الشخصية المتفردة غير المتبرجزة أو المتسلطة: /وفي دمه/ توق لعناق الحرية/ ويلوب.. يلوب بلا جدوى/ بحثاً عن زمن أنضر/ زمن للشيخ الأكبر. ص 13.‏
    هو يستلهم القصيدة من وجدانه الشاعر بنزيف الألم من ممارسات بعض السلطات القمعية كنموذج حيّ في اختياره لشخصيات دينية، قام باستدعائها في شعره.‏
    وقد بدا واضحاً تمازج الإيقاع من خلال (استخدامه إيقاعين مختلفين في قصيدة واحدة)، فالمقطع الأول له إيقاع والمقطع الثاني له إيقاع مختلف؛ وهذا التنوع له مسوغاته لأن المقطع الأول يقدم الحالة النفسية انطلاقاً من شخصية الحلاّج التي تتوق إلى الانعتاق والحرية، وهي تبحث عن زمن آخر، أما المقطع الثاني بإيقاعه المختلف عن الأول فإنه يتناسب مع تجليات ذلك التوق، الذي يبدأ باجتراح الغناء بكل لغات الأرض، ومن ثمّ توقه لترجمة أشواقه التي تذكرنا بديوانه: (ترجمان الأشواق).‏
    ولدى إهدائه قصيدة (نهلة من ماء العرفان) للشاعر عبد القادر الحصني، ترى ما يحمله الشاعر من صفات حميدة في عرفانه بالجميل، فالسُّكر هو إسقاط روحي نفسي شاعري بمدلوله الوظيفي الروحي يعطي أبعاداً من المغريات تجعلها قريبة إلى النفس معتّقة بصفاء الحب الروحي: /أنهل من ماء العرفان وأسكر/ ومن الكأس يفوح العنبر/ ويدي حين تعانق كأس الماء/ تعانقها النشوة..‏
    النقاء واضح بدلالته الحسية المعنوية فكأس الماء تتحول لفرط الحب والشعور بالوفاء إلى خمرة لا تنام عليها الكلمات بل تنفجر نشوة تعانق مشاعر الشاعر الداخلية لتخرج بهذه الصورة الغنائية الجميلة، وقد بدت القصيدة كأنها مشغولة بصوتين متناوبين: صوت الشاعر عبد القادر الحصني، والذي ظهر من خلال خمسة مقبوسات تتخلل صوت الشاعر في القصيدة ليكون تناصّه مع المنجز الشعري المعاصر واضحاً.‏
    وكأنه ملتصق بالعرفان كمصطلح صوفي لا يستطيع عنه فكاكاً، نراه يتابع في قصيدته (شمس العرفان) تواصله مع الشجون والأحلام مع الأحلام والهذيان، مع العرفان والإيمان، ليكون إيقاعه الشعري متناغماً مع الصورة الحسية والمعنوية بتقانة فنية تحمل في (تناصها) ارتقاءً غير مباشر نحو تربية الوجدان الروحي بسماته الفاضلة وذلك من خلال إيقاظ الأحاسيس الداخلية نحو المشاعر الإنسانية.‏
    وفي قصيدته (تحولات بيد القمح) تأتلق الصورة الحسية مع اشتقاقها الطبيعي بحركاتها المستلهمة من الحدث البيئي الذي تتجلى فيه حياة الفلاح، متمثلة بقوله: /بورك فأسك/ تهوي على الأرض. ص24.‏
    وقولـه: /والحلم يأخذ شكل الرغيف/ المغمس بالدم/ تحمله للعيال الجياع../ بكلتا يديك المشققتين. ص26؛ فالصورة الحسية الإنسانية المعذبة والتي التهبت جوانحها بعصارة الكدّ والجهد، لم تخرج عن دائرة هذا الصراع إلاَّ ببذل الدماء رخيصة طيّعة ليطّهر وجه التراث لأن ما يقصده واضح الملامح الدنيوية: /وتعلم أنّ البيادر/ يسطو عليها/ دهاة اللصوص/ وأن سنابل قمحك تُشحن في الليل/ ثمّ تعود إليهم../ على شكل سيارة فارهة. فهو ينفلت من مباشرته إلى رؤيا إبداعية مركزة على إيماءات معبرة، لم ترتكز بعزفها الدلالي على حياة الفلاح والأرض، بل تعدتها إلى الوجه الآخر من الحياة، والتي لم تخرج عن ثنائية البياض والسواد.‏
    وإلى جانب كلّ هذا فإن تعامل في تناصّه مع الشعر التراثي، كما في قصيدة (قمر البهاء)، الّتي ظهرت بشكل معاصر؛ إضافة إلى تناصّه مع اللغة القرآنية: /قمر يتوضأ بالنور الأخضر/ ويرتل: إنّا أعطيناك الكوثر.‏
    وهكذا يستمر تداوله الشاقولي معرّياً الواقع بتناصّه مع الواقع الثقافي المعاصر، كما في قصيدة (حدث في مثل هذا اليوم).‏
    ولأنه تعامل مع نصوصه بحرية فإننا نلاحظ الإيقاع الموسيقي المتنوع بشكل ملحوظ، فهناك الشكل العمودي، كما في قصيدة (شمس العرفان)، والشكل التفعيلي، كما في قصيدة (الصعود إلى دم الحلاّج) إضافة إلى المزج بين العمودي والتفعيلة، وهذا ما وجدناه في قصيدة (قمر البهاء).‏
    أما عن قصيدته (الانتظار) وهي –كما قال- (ترجمة غير أمينة لقصيدة عزيز نيسن) فعبارة (غير أمينة) توضح ما قصده الشاعر في ترجمته الخاصة بفكره وشعريته، هو في مكوناته الإبداعية الزاخمة بالتراثي المزاوج بين الأمس والحاضر.‏
    ويتجلى هذا في ومضاته الّتي جاءت إما نثرية كما في (السيد بالون)، (السقوط) أو ذات إيقاع كما في (طقوس الحرب)، (زوادة) المتصارعة فيما بينها بالقفلة الداهشة المتسارعة بسخرية جادة، كما في قصيدة (الجسد المعاق): /الموت والحياة يتجاوران/ في ذلك الجسد/ الّذي أصابه شلل نصفيّ/ وفي كلّ يوم يقول الجسد: نصفي حيٌّ/ فتغمر الحياة نصفه الميت/ وذات يوم قال الجسد: نصفي ميت/ فتقدّم الموت/ وأودى بما تبقى من حياة/ في ذلك الجسد.‏
    وهو يقدم محاوراته بمنظوم إيقاعي أو غير إيقاعي تبعاً لمخزونه المعرفي والشعري، من خلال رؤيا منسكبة بدلالتها الموظفة راصداً بهذا مشاعر الشاعر الإنسانية، نحو الحلم والواقع الاجتماعي المعيش، متحداً مع ذاته المتيقظة الواعية لكل مسارب القمع والاضطهاد
    اشكرك سهى على هذه التقدمة
    العزيزة الصديقة المتألقة دوماً اراك تتبلورين أينما كنت
    وفقت في تقدمة الصديق الاخ الاديب الناقد فواز حجوبهذا التناص والموسيقا
    والتفنيدية في الجملة الشعرية
    وحاملها المتناغم من حيث المضامين
    والحركة المستديرة في شموليتها الجامعةلكل
    مستغرقات الذات الناهضة
    وذكر في مفهوم التناص تقريب للكبير عبد القادر حصني ونوه عن الفكرة المراد بها
    واشارة للتناص بدلالات النص
    وكان هناك الاشارة إلى قصائد ديوان الصعود إلى الحلاج
    واستجرار الشواهد والتفسيرية لبعض القصائد
    الاستاذ فو از ناقد و له بصمته ورصيده اللغوي و الشعري
    سلمت سهى
    ودمت متألقة
    تحاياي
    انظروا فتنتي تترامى صارت الشمس عنقاء كوني
    انظروها كغيمة ورد وسألوا عاهل الشهد أيني

المواضيع المتشابهه

  1. الموت علي أنغام الموسيقي..
    بواسطة عبدالغني خلف الله في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 18-07-2021, 08:10 PM
  2. الفرق بين الوزن والإيقاع
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 23-06-2016, 09:20 PM
  3. حواجز الوزن والإيقاع
    بواسطة لحسن عسيلة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 25-01-2014, 01:15 AM
  4. غالب الغول/ مفهوم الإيقاع الشعري الموسيقي
    بواسطة غالب احمد الغول في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-06-2011, 08:36 PM
  5. الخط دا خطي... و الكلمة دي ليّا(( البحث الموسيقي))
    بواسطة ليلى الزنايدي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-03-2007, 07:28 PM