برشين قرية وادعة في أعالي الجبال....سوريا....
قبلَ الممالك والأيّام والدّوَلِ..................كنتِ المَليكةَ ياأيقونةَ الجبَلِ
لمّا الزّمانُ انتهى منْ رسْمِ جَنّتهِ..........بَرْشينُ لوحتهُ كانتْ منَ الأزَلِ
هُنا شَدا الطيرُ ألحاناً وأغنيةً..............فعلمَ الناسَ قَولَ الحُبِّ والغَزَلِ
ترى التِّلالَ بِدَفقِ الهَطلِ سابِحةً...........كأنّها منْ جِناحِ النّسرِ والحَجَلِ
يُقَبِّلُ الغَيمُ طوْداً ثمَّ يحضُنهُ............فتَختفي الشَّمسُ بينَ الهمسِ والقُبَلِ
تُلاعِبُ الرِّيحُ وجْهَ الماءِ مُسرِعةً......فيَرجِفُ البَدرُ مِنْ بردٍ ومنْ وَجَلِ
هّذي الورودُ التي في الدَّارِ أعرِفُها....مررتُ من قُربِها يوماً على عجَلِ
قطفتُ منْ زهرِها عِطراً وأغنيةً......قَدّاحُها فاحَ في حرفي وفي جُملي
بَرشينُ صامدةٌ والرِّيحُ عاصِفةٌ..........والنَّاسُ صابرةٌ والدَّمعُ في المُقلِ
كأنّها بطريقِ المَوتِ واقِفَةٌ..................كالسنديا نة لاتَخشى منَ الأجَلِ
مازلتِ يابَلدي في البالِ أغنيةً................للحقِّ ألحانُها للصِّدقِ والمُثُلِ
ياقادمينَ إلى بَرْشينَ منْ سَفَرٍ.............حطّوا الرِّحالَ هنا أيقونةُ الجبَلِ