أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: غادر الحياة...فودَّعته الحياة...

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    المشاركات : 15
    المواضيع : 8
    الردود : 15
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي غادر الحياة...فودَّعته الحياة...

    غادر الحياة...فودَّعته الحياة...
    مـروان ارزيـقـات
    يقفُ الرّجلُ على مشارفِ الحياة مودِّعاً ، يحملُ في يده بقايا الأملِ الذي رغب في تحقيقه ، تفيضُ عيناه بالدّموعِ المتساقطةِ على وجهه ، ينظرُ بانكسارٍ إلى تفاصيلِ جسدِ الحياة ، يحدِّقُ إلى جمال الثَّوبِ الذي ترتديه ، يدقّقُ النّظرَ في عيْنيها الجميلتينِ الساحرتيْن ، هزَّةٌ عنيفةٌ تجتاحُ روحَه ، يودِّعُ الحياةَ قائلاً : أيّتها الحياة التي عشتُها ولم أعرف ملامحَها ، إليكِ يا من ملأتِ القلبَ حزناً وألماً ، أعلنُ استقالتي من الحياة ...

    يديرُ الرّجلُ المثقلُ بالأوجاعِ ظهرَه ؛ ليبدأ الرّحيلَ في طريقِ اللاعودة ، يسمعُ صوتَ الحياة يستوقفُه : انتظرْ يا سيّدي... ما بالكَ سريع الانفعال ، وهل تعتقدُ أنّني أقبلُ استقالتَك بهذه السّهولة ؟؟ لقد عهدتّكَ يا نبضي وفيّاً صادقاً ، فلا أستطيعُ الاستمْرار والبقاءَ دونكَ سيّدي ...

    غريبةٌ أنتِ أيّتُها الحياة !! إنْ أقبلَ إليكِ الإنسانُ الوفيُّ أعرضّتِ عنه ، وإنْ أعطاكِ قلْبَه متأمّلاً رددّته متألّماً ، يأتيكِ بيديْ المملوءتيْن حبّاً تأخذينَ كلَّ شيء ويعودُ صفراً...

    تنهَّدَ الرّجلُ وفي همٍّ كبير ، كيفَ لي البقاءُ وأنت من أغلقَ الأبوابَ في وجهي ، وسكبْتِ الخيْبةَ في قلبي ، وأحرقْتِ كلماتي ، وصادرتِ لغتي...؟؟

    إنّها الحياةُ تريده ولا يريدُها ، تعترفُ به في آخر لحظة ، تمدُّ يدَها لهذا الرّجلِ على استحياء ، تعطيه الذّكريات ، لتكونَ له زاداً في عالمٍ آخر ، ولكنْ ما نفْعُ الذّكرياتِ والحقيقةُ تطمسُ حلاوتََها لمْ يعدْ هناكَ جدوى من هذا الحوار ، يلملمُ الرّجلُ بقاياه وأنفاسَه ، يسلّمُ على الحياةِ يهديها قلبَه نابضاً بكلِّ معاني الحبِّ والوفاء ، يرتفعُ ببصرِه إلى الفضاء ، وبدأ يمشي الهُويْنى...

    وهكذا غادرَ الرَّجلُ الحياةَ معتذراً فغادرَتْه الحياة...

  2. #2
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان ارزيقات مشاهدة المشاركة
    غادر الحياة...فودَّعته الحياة...
    مـروان ارزيـقـات
    يقفُ الرّجلُ على مشارفِ الحياة مودِّعاً ، يحملُ في يده بقايا الأملِ الذي رغب في تحقيقه ، تفيضُ عيناه بالدّموعِ المتساقطةِ على وجهه ، ينظرُ بانكسارٍ إلى تفاصيلِ جسدِ الحياة ، يحدِّقُ إلى جمال الثَّوبِ الذي ترتديه ، يدقّقُ النّظرَ في عيْنيها الجميلتينِ الساحرتيْن ، هزَّةٌ عنيفةٌ تجتاحُ روحَه ، يودِّعُ الحياةَ قائلاً : أيّتها الحياة التي عشتُها ولم أعرف ملامحَها ، إليكِ يا من ملأتِ القلبَ حزناً وألماً ، أعلنُ استقالتي من الحياة ...

    يديرُ الرّجلُ المثقلُ بالأوجاعِ ظهرَه ؛ ليبدأ الرّحيلَ في طريقِ اللاعودة ، يسمعُ صوتَ الحياة يستوقفُه : انتظرْ يا سيّدي... ما بالكَ سريع الانفعال ، وهل تعتقدُ أنّني أقبلُ استقالتَك بهذه السّهولة ؟؟ لقد عهدتّكَ يا نبضي وفيّاً صادقاً ، فلا أستطيعُ الاستمْرار والبقاءَ دونكَ سيّدي ...

    غريبةٌ أنتِ أيّتُها الحياة !! إنْ أقبلَ إليكِ الإنسانُ الوفيُّ أعرضّتِ عنه ، وإنْ أعطاكِ قلْبَه متأمّلاً رددّته متألّماً ، يأتيكِ بيديْ المملوءتيْن حبّاً تأخذينَ كلَّ شيء ويعودُ صفراً...

    تنهَّدَ الرّجلُ وفي همٍّ كبير ، كيفَ لي البقاءُ وأنت من أغلقَ الأبوابَ في وجهي ، وسكبْتِ الخيْبةَ في قلبي ، وأحرقْتِ كلماتي ، وصادرتِ لغتي...؟؟

    إنّها الحياةُ تريده ولا يريدُها ، تعترفُ به في آخر لحظة ، تمدُّ يدَها لهذا الرّجلِ على استحياء ، تعطيه الذّكريات ، لتكونَ له زاداً في عالمٍ آخر ، ولكنْ ما نفْعُ الذّكرياتِ والحقيقةُ تطمسُ حلاوتََها لمْ يعدْ هناكَ جدوى من هذا الحوار ، يلملمُ الرّجلُ بقاياه وأنفاسَه ، يسلّمُ على الحياةِ يهديها قلبَه نابضاً بكلِّ معاني الحبِّ والوفاء ، يرتفعُ ببصرِه إلى الفضاء ، وبدأ يمشي الهُويْنى...

    وهكذا غادرَ الرَّجلُ الحياةَ معتذراً فغادرَتْه الحياة...
    أخي المبدع مروان
    جميل حرفك وواسع عندك الخيال
    تقبل مروري وإعجابي

المواضيع المتشابهه

  1. علمتني الحياة أني مجرد صفر في عظمة الحياة -إضاءات-
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-04-2023, 12:23 PM
  2. محب غادر المعبد...
    بواسطة اليامي الهمداني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 04-08-2015, 02:55 PM
  3. غادر كآبتي وحزني وعبثي
    بواسطة معاذ طه في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 20-07-2014, 01:41 AM
  4. ... يا من غادر السفينة ...
    بواسطة صالح العَمْري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-11-2007, 12:27 AM
  5. هل غادر الزعماء بعد توهم ِ
    بواسطة خالد عمر بن سميدع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-04-2004, 10:03 PM