سُحُورْ ... سُحُورْ ... سُحُورْ ، وَيَخْتَرِقُ الصَّوْتُ الرَّخِيمُ فَضَاءاتِ البَراءَةِ الَّتي
لمْ تكنْ تعْرفُ حينَها كُنْهَ النِّداءِ وما لفَّهُ مِن إرهاصاتِ عيونِ النَّقاءِ .
سُحُورْ ... سُحُورْ ... سُحُورْ
سَاءَلْتُ أُمّيَ يَوْمَها ، وعهْدَما كانت تَهِمُّ بإعدادِ ما تَيسَّر مِن مَوائدِ غابر الزَّمَنِ
الجَّميلِ : ما هذا أُمَّاهُ ؟
فأجْمَلتْ دون تفصيلٍ لوحيدِها الجَّوابَ الشافي !
سُحُورْ ... سُحُورْ ... سُحُورْ
حتّى إذا طالتْ أيادي أدْعياءِ لا دُعاةِ الحَضَارَةِ ، حَضَارَةِ الخانعينَ الغافلينَ ،
وَهُمْ يَدورونَ يُفَرْفِرونَ ، على الأشْلاءِ والأذقانِ يضْحكونَ ، وإنْ هُمْ إلّا يَخْرُصُونَ ،
إذا بي أرى المسحَّراتي الجَديدَ يمْتطي طائِرةَ " الهليكوبتر " كيما يُوقِظَنا إلى بَرَكةِ السُّحورِ
بالبراميلِ المُتَفجِّرَةِ !!! .
سُحُورٌ ... فُطُورٌ ... سُحُورٌ !!
هنا انتبهتُ من غفوتي مُتســــــــــــــائِلاً :
وكيفَ يا تُرى يجْتمعُ الوَقْتانِ في نِداءٍ واحِدٍ ؟!
فأينَ هيَ أمّي كيْ تُجيبَني ؟
حتّى إذا غادَرَ المِسَحَّراتي الجَديدَ أجواءَ الفلّوجةِ ، نظرتُ إلى " فائق " ولدي الصغير ،
وهوَ يَغطّ في نوْمٍ عَميقٍ ، وإذا بهِ يَعملُ أصواتًا ، وحركاتٍ بيديْه ( دِجْ ، دِجْ دِجْ / دُمْ ، دُمْ دُمْ ) !!.
......................................
رمضان 1435هــ