أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: "أسلمة" القيم الأمريكية : توفيق أم تلفيق؟

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي "أسلمة" القيم الأمريكية : توفيق أم تلفيق؟

    "أسلمة" القيم الأمريكية : توفيق أم تلفيق؟

    د.أحمد خيري العمري


    ليس الانبهار بالغرب- في حياتنا الثقافية- مرضا يخص "المتفرنجين" وحدهم ، بل هو منتشر كالوباء في كافة فئات وأصناف المثقفين، كما في كافة طبقات المجتمع..

    ولهذا فهو يصيب المتدينين أيضاً.. وأعني بهم المتدينين حقاً، أولئك الذين يحرصون على أداء الشعائر ويشعرون بالغيرة على دينهم، مقارنة بأدعياء التجديد الديني ، ممن نعرف جيداً أن علاقتهم بالصلاة أفضل قليلاً من علاقتهم بالسنسكريتية !

    هناك صنف آخر، متدينون حقاً، لا شك في صدق نواياهم، لا دليل أبداً يمكن أن يسند "نظرية المؤامرة" (المشهرة دوماً) ضدهم–، إنهم (متدينون) بكل ما في الكلمة من تفاصيل شعائرية وحرص عليها – لكنهم مصابون أيضاً بذلك المرض: الغرب، انه أيضاً في قلوبهم..

    * * *

    ولكي نكون منصفين فعلينا أن نبحث عن التفسير لهذا المرض..التفسير الذي لا يبرر المرض طبعا و لكنه "يفسره".. فمقابل الفشل المزمن الذي تعيشه أمتنا منذ قرون متطاولة، هناك نجاح (بمقاييس معينة) للغرب بذرى متصاعدة ومتلاحقة..ومقابل تاريخ نفخر به ونبتعد عنه كل يوم، هناك حاضر يفخر به الغرب ويقوده دوماً إلى مستقبل يحاول أن يكون أفضل (بمقاييسه طبعا ).. مقابل تفرقنا وعدم انضباطنا وعطالتنا وكسلنا والقمامة في شوارع عواصمنا، هناك إنجازاتهم وانضباطهم واحترامهم للوقت، والنظافة في شوارعهم.. باختصار.. كل واقعنا يضعف المناعة أمام دخول ذلك المرض.. المرض بالغرب..

    ولكن، لأن هؤلاء متدينون حقاً، ورؤوسهم ليست "حصان طروادة" لإدخال الغرب ( على الاقل ليست تلك نية هذه الرؤوس)، فإن موقفهم مختلف تماماً – بين حرصهم على دينهم وتمسكهم به، وانبهارهم بالغرب وبريقه، ينشأ عندهم سلوك فكري مختلف، يجمع بين الموقفين، ويحتوي على نية توفيقية ، تنتهي غالبا بالتلفيق...

    * * *

    و الحقيقة ان المرض ليس حديثا جدا ..بل لقد دمغ ما يسمى "مرحلة النهضة و التنوير" ( النهضة التي لم تحدث ! ، و التنوير الذي فسر النور بأنه نور الحضارة الغربية حصرا !)..و كان دعاة هذه النهضة و اصلاحيوها هم اول من حمل المرض ، أو انهم على الاقل اول من قام بالتنظير للمرض و الترويج له ، و لا يزال انبهار الطهطاوي بمحاسن "باريز" شاهدا في لاوعي هذه النهضة.. و كذلك عبارة محمد عبده الشهيرة التي تكاد تمثل "المفتاح" في منهجية التوفيق التلفيقي :" وجدت في الغرب اسلاما و لم أجد مسلمين....و في بلادنا وجدت مسلمين و لم اجد اسلاما...الخ".

    نظرية المؤامرة- رغم رواجها- ليست حتمية على الاطلاق ، بل الأكثر ترجيحا هو نفسية المغلوب أمام الغالب..وواقع الانهيار و التمزق و ازدهار الخرافة أمام واقع الانجاز و الانتصار و الازدهار العلمي ..كان "الانبهار بالغرب " جزءا من "قدر المرحلة"..و لم يكن من الممكن او من المفكر فيه الابحار بعيدا عن منطق الحضارة الغربية وشروطها في تلك المرحلة..لكن المشكلة كانت في أن الانبهار بدل ان يكون مرحلة عابرة صار حالة مزمنة..و بدلا من ان يتعرض للترشيد و العلاج تعرض للتأصيل و التنظير..و هكذا فان ما كان مقبولا كقدر مرحلة مبكرة من الاحتكاك بالغرب ، صار مع استمراره امرا غير مقبول بالمرة و يحمل دلالة مرضية عميقة...

    باختصار شديد، يعتبر هؤلاء المتدينين أن كل ما هو إيجابي في الغرب، متوافق مع قيم الإسلام الأصلية، وكل ما هو سلبي في الغرب يمكن التخلص منه في استلهام التجربة الغربية – وطبعاً تعريف السلب والإيجاب يعود للقيم و المواصفات الإسلامية، والسلبيات غالباً هنا تتمحور حول العلاقات الجنسية المفتوحة في الغرب، وانهيار الأسرة، ..الخ.

    إنهم يعاملون (الغرب) ليس ككتلة واحدة تطورت وفق منظومتها الداخلية لتصل إلى ما وصلت إليه – بل يتصورون أن الغرب يمكن أن يتجزأ، وأن "المساوئ" يمكن أن تعزل عن "الإيجابيات" ، أي كما لو أنها ليست ناتج "ثانوي" حتمي من تفاعل أكبر منه هو جوهر ومحور الحضارة الغربية..

    هذا التسطيح في النظر للغرب، يزيد من الانبهار به، لأنه يوهمهم أن استلهام التجربة الغربية – مع حذف ما يعتبرونه سلبياتها- أمر سهل جداً، ووهمهم يقودهم إلى ما هو أكثر من ذلك: إذ يتوهمون أن الغرب يمكن أن يشهر إسلامه بسهولة؛ لأنه مسلم فعلاً !– (لولا بعض هذه الأمور..).. وكل ذلك، كتحصيل حاصل، يقودهم إلى "أسلمة القيم الغربية"..بالذات في نسختها الأمريكية ، يحدث ذلك دون وعي أحياناً، وبوعي تام في أحيان أخرى.. ويعني ذلك أنهم يتفحصون القيم الغربية(بنسختها الامريكية خصوصا ) ، ويبحثون في التراث عما يتوافق معها، ولأنهم يبحثون بطريقة تتساوى فيها المنامات مع حكايا الصالحين مع الأحاديث – الآحاد والصحيحة مع الضعيفة مع المتواترة – مع الآيات القرآنية الكريمة، فإن لديهم هامش واسع لكي يجدوا ما يرومون إيجاده..و لو بأجتزاء النصوص من سياقها و من فضائها المعرفي (.. وكذلك سيجد صاحب أي تراث، بوذي أو هندوسي أو مجوسي، لو أراد أن يبحث بطريقتهم تلك).. والنتيجة التي نصل إليها في النهاية: (أرأيتم؟.. لم يتفوقوا علينا إلا بما نملكه أصلاً.. لقد طبقوا ما هو موجود عندنا..بعد ان تركناه نحن..علينا فقط أن نعود فقط الى تراثنا ، و قرائته من جديد حسب المنظور الغربي ).

    * * *

    ولو أن القيم الأمريكية المحركة لسلوك الشارع الأمريكي، أحصيت عبر الأمثال الشعبية السائدة هناك (كما فعل Stan Nussbaum صاحب كتاب "الفباء الثقافة الامريكية" ABCs of American culture- ) لوجدنا أن "هؤلاء" سيتدافعون لبحث مرادفات لها في النصوص والحوادث التي حصلت في عهد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام – ولأن كل التجارب البشرية قد تمتلك عرضاً بعض التشابه، حتى وإن اختلفت في نقطتي الانطلاق والهدف – فإنهم سيجدون ما يبحثون عنه، دون التفات كبير للاختلاف المهم: نقطة الانطلاق، ونقطة الهدف من هذا الانطلاق..و هكذا فأن قيم الفردية و الاستهلاك و النجاح بمعناه المادي المجرد – و كلها أركان أساسية في هيكل القيم الامريكية ، ستتم أسلمتها عبر أختيار نصوص مجتزاة من سياقها ، يتم حشرها في معرض محاولة التوفيق بين القيم الامريكية و الاسلام..

    فالمثل الذي اختير ليكون بمثابة الوصية الأولى من الوصايا العشر الامريكية وهو "لا تستطيع أن تجادل النجاح" You can't argue with success – والذي يجسد "حلم النجاح الأمريكي"، سيتحول عند هؤلاء و فوراً إلى المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وإن اليد العليا خير من اليد السفلى، والوصية – المثل الثاني "عش ودع غيرك يعيش " and let Live Liveوالتي تكرس بوضوح نمط الحياة و قيمة الفردية شديدة الاهمية و التجذر في المجتمع الامريكي ، سيتم تحويلها إلى أن "المؤمن هين لين، كيس فطن سهل التعامل مع الآخرين، يبتسم في وجوه الآخرين لأن تبسمه صدقة. والوصية الثالثة "الوقت يطير عندما تمرح"Time flies when you are having fun.. سيقولون عنها "إن لبدنك عليك حقاً، وإن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام سابق زوجته عائشة، وإنه كان يداعب الصغار والعجائز، حتى الوصية الرابعة "تسوق حتى الموت" Shop till you drop ، التي تمثل نمط الحياة الاستهلاكي على الطريقة الأمريكية ( الضروري و الحتمي لدوران عجلة الانتاج و صب الارباح في جيوب الرأسماليين)، سيتم استيعابها بالقول إن الإسلام ليس ضدّ الرفاهية، وأنه عليه الصلاة والسلام كان يمتلك بردة خضراء جميلة، وأن فلاناً من الصحابة ترك كذا وكيت من الأموال عند وفاته، أما وصية "فقط اعملها Just do it" والتي صارت بمثابة إعلاناً عن نمط الحياة الراكض اللاهث، فإنهم سيربطون بينها وبين "إذا عزمت فتوكل على الله".. أو "اعقلها وتوكل" – كذلك سيربطون حتماً بين تقديس الوقت عندنا وكيف أن الله سبحانه وتعالى أقسم به في سورة العصر، وبين ( Time is money ).. أو الوقت الثمين..

    وهكذا فإن عملية التوفيق التلفيقي تجري بشكل آلي ولا واعي تقريباً، ودون انتباه إلى القيم المختلفة التي تجعل كل هذه الوصايا مختلفة عن الوصايا الإسلامية حتى لو حصل تشابه عرضي بينها.. كل وصية من هذه الوصايا تعبر عن قيم أمريكية ليس من السهل أسلمتها – إلا إذا كانت هذه الأسلمة هي محض صبغة وقناع زائفين لقيم أمريكية يراد تسويقها بأي شكل.. و لو كان الثمن لي عنق النصوص الدينية...

    وهكذا كان الإنجاز الأكبر لهؤلاء - الذين نشدد على أنهم متدينون حقاً – هو أنهم أسلموا بعض القيم الأمريكية (خاصة: الفردية، والاستهلاك)، وضعوا عليها بعض الشعارات والأقوال.. إنها قيم يروج لها بكل الأحوال، مع الإعلام ونمط الحياة وكل شيء.. كل ما في الأمر، أن هؤلاء يحاولون جلب الراحة لضمائرنا عبر القول أننا سنكون مأجورين لو تبنيناها ..!!



    7-8-2008

    القدس العربي
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    قد لا أوافق الإستاذ والصديق الحبيب .. العمري

    أنا أود أن أحصل على نسخة من جيل يعرف القيم ..

    ولا يهمني مصدرها ...

    واقعنا الموجع والمفزع ... يقر ... أن ثمة جيلاً يعيش بيننا وهو يشوه ويشوش علينا أصول منهاجنا القرآني المهيمن فيستبدل هذا الجيل المعاني بالكلمات ...

    جيل لا يعرف مضمون الشورى ويتحدث عن عودة الخلافة

    جيل لايعرف مضمون الستر ويكلمنا عن الحجاب

    جيل لايعرف مضمون الحياة في سبيل الله ... ويكلمنا عن الجهاد موتاً في سبيله جل في علاه

    جيل لايفرق بين شرعة القرآن وشرعة السلطان .. ويحدثنا عن الإمام العادل

    \

    مايهم حقاً ... في البداية : إزالة اللبس المخيف بين تنظيرات مسطرة في تراثنا الذي يبغي البعض بعثه
    وبيناسقاطات هذه التنظيرات ... وهي تحصل بواقع عكسي

    \

    لقلبك د. العمري ... مودة خالصة ... من قلب عراقي جريح.

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29
    بعد سقوط الخلافة دخلت الأمة مرحلة التفكك لحظة الصدمة و حالة الازمة
    تخلفنا أمام تقدم الآخر الذي مثل في الغرب
    مواجهة مع الذات
    ولدت عدة تساؤلات من قبيل
    - لمذا هذا التأخر في صفوفنا?
    - ما السبيل للخروج من عنق زجاجة التخلف?

    تناولت دراسات ورؤى عديدة أزمة الواقع العربي المتخلف
    و تم تحليل الأزمة بالدراسات النقدية وفق رؤى و مناهج مختلفة
    إلا أنها لم تغادر دائرة الأزمة لتناقش في فضاء الحلول و المنهج و تروم بناء مشروع حضاري
    أي عملية التركيب لما تفكك من بناء ووحدة الأمة
    الكثير من الرؤى للحلول كانت توفيقية أو تلفيقية
    لكن الأسلمة الحقيقية فوق التلفيق و التوفيق وهذا ما أشار إليه المفكر ابو القاسم حاج حمد رحمه الله :

    الأسلمة مشروع مبني أساسا على عالمية الهدى
    الأزمة اليوم عالمية و هي تباعا تتطلب عالمية التغيير مشروع الأسلمة خطاب للعالم بالهدى و النور يعالج مشكلة المنهج و يعمل على حل إشكالية العلوم الاجتماعية و الانسانية المعاصرة و إخراج الانسان المعاصر أينما كان من مأزق النهايات الفلسفية الخانقة
    تطور خطاب الأسلمة تجاوز التوفيق و التلفيق يتجاوز النهايات المأساوية لفكر المقاربات الديني الذي ساد بداية مرحلة عصر النهضة تحت ظغط الحضارة الأوربية و كذا فكر المقارنات
    أسلمة هذا الزاحف الغربي احتواؤه بدل أن يحتوينا

    لأول مرة في تاريخنا المعاصر يقذف الفكر الاسلامي بنفسه في عمق الأزمة الحضارية
    فهو كما يقول أبو القاسم حاج حمد

    ( فك الارتباط بين الانجاز العلمي الحضاري البشري و الاحالات الفلسفية الوضعية بأشكالها المختلفة , و إعادة توظيف هذه العلوم ضمن ناظم منهجي و معرفي ديني -غير وضعي.
    فهو استيعاب و تجاوز يؤدي لمفهوم مختلف,...)

    قريبا في الواحة ننتقل من الأزمة إلى المخرج من التفكيك إلى التركيب خليل تسعدني دائما بما يستهويني لك مني سلام
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 673
    المواضيع : 177
    الردود : 673
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    لأمر ما تستدعى ذاكرتى حديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم:" لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال : فمن!؟ "، رواه البخاري أو ذلك الحديث المروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم ؟ فقال : ومن الناس إلا أولئك؟ "رواه البخاري.

    والحق أن كثيرا من الأمم أريد لها أن تسير فى الأرض سير البلهاء الذين لا يحسنون التمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم حيث تأخذهم مدنية الغرب فتسحرهم ببريقها ومن ثم يصيرون صرعى أفكارها دون تمييز بين غث وسمين...يقول تعالى (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين، هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (آل عمران:137-138، ويبدو أن أحد أهم مشاكل المسلمين والعرب لا سيما فى مراحل الضعف الحضارى تأتى من شيوع التقليد، وغياب الوعي الجماعي، وانطفاء الفاعلية، في محاولة بعضهم التفكير بدخول جحور الضباب - حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه- التي تعيشها الحضارات الأخرى، واختزال التاريخ الحضاري، بعصر واحد، والانبهار بالطفرات الحضارية، أو الخداع الحضاري، واستبدال الذي هو أدني ، بالذي هو خير، والعجز عن إدراك الإمكان الحضاري، الذي تمتلكه الأمة المسلمة، لو تمثلت إسلامها، واستشرفت ماضيها، وأبصرت مستقبلها حقيقة
    سيد يوسف

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    هذا الجيل لا يأتي دون مقدمات ، وهذه المقدمات لاتأتي دون تغير شامل ، لأن الممر الذي يتخذه الاصولية الاسلامية في التهجم على الغرب ليس بالحل الذي يجدي، فما يغمر العالم الاسلامي من العجز ليس من صنع الغرب ،وان كان الغرب يحاول باستمرار ان يؤسسه وسيطل بقاءه، انما هو نابع اساسا من الجمود الاسلامي السائد منذ قرون طويلة ، ومن الحالة الانفصامية التي يحياها المسلم يوميا بين تشريع ونظريات لا تتوافق العصر ،وبين عصر يتجاوز الافاق باستمرار مفتتحا المزيد من الفتوحات العلمية والمعرفية، واذا ما شدنا الاسلام في جوهره الى امره ، فانه في الواقع يصطدم باخر يقيده ، ولايجعل له منفذا لحركة قد تخلق نبعا صافيا ، لذا ان خلق اي جيل جديد ،يعي الجوهر ، يحتاج الى اولويات نعدها من الداخل ، ولعلك ايها الامين الخليل اعلم مني بما يقوله شيخك الجليل خالص الجلبي في مسألة التغيير ، وفيما ذكره عن اسباب سقوط الخلافة العباسية اصلا ، البؤرة والافة كانت داخلية اكثر .

    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    هذا الجيل لا يأتي دون مقدمات ، وهذه المقدمات لاتأتي دون تغير شامل ، لأن الممر الذي يتخذه الاصولية الاسلامية في التهجم على الغرب ليس بالحل الذي يجدي، فما يغمر العالم الاسلامي من العجز ليس من صنع الغرب ،وان كان الغرب يحاول باستمرار ان يؤسسه وسيطل بقاءه، انما هو نابع اساسا من الجمود الاسلامي السائد منذ قرون طويلة ، ومن الحالة الانفصامية التي يحياها المسلم يوميا بين تشريع ونظريات لا تتوافق العصر ،وبين عصر يتجاوز الافاق باستمرار مفتتحا المزيد من الفتوحات العلمية والمعرفية، واذا ما شدنا الاسلام في جوهره الى امره ، فانه في الواقع يصطدم باخر يقيده ، ولايجعل له منفذا لحركة قد تخلق نبعا صافيا ، لذا ان خلق اي جيل جديد ،يعي الجوهر ، يحتاج الى اولويات نعدها من الداخل ، ولعلك ايها الامين الخليل اعلم مني بما يقوله شيخك الجليل خالص الجلبي في مسألة التغيير ، وفيما ذكره عن اسباب سقوط الخلافة العباسية اصلا ، البؤرة والافة كانت داخلية اكثر .
    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

    الازمة بنيوية
    وهي بهذا تتطلب حلا جذريا بنيويا لا ترقيعيا مؤقتا

    أي تفكيك البنية الحالية المتسمة بالتخلف و الجهل المركب
    وإعادت التشكيل ضمن ما يعيد البناء الحضاري
    وهذا هو الدور الكبير المنتظر من النخب في قيادتها للشعوب

  7. #7
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    أخي عبد الصمد والحبيب جوتيار :


    العلة عندي هي في انفصام القيم عن متبنيها ...


    نحن نشهد واقعاً اجتماعياً ينذر بالخطر ... فيصبح فينا المؤمن مؤمنا ويمسي كافراً كما أبلغ بذلك حبيبنا رسول الله أي أننا نمتلك سقفاً زمنياً للتبدل القيمي أمده 12 ساعة

    ومن أجل ذلك

    علينا وضع برنامج نعيد من خلاله الإنسانية التي فقدناها ...


    هويتنا الإنسانية اليوم في خطر ... أيها السادة

  8. #8
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    العلة عندي هي في انفصام القيم عن متبنيها ...
    نحن نشهد واقعاً اجتماعياً ينذر بالخطر ... فيصبح فينا المؤمن مؤمنا ويمسي كافراً كما أبلغ بذلك حبيبنا رسول الله أي أننا نمتلك سقفاً زمنياً للتبدل القيمي أمده 12 ساعة
    ومن أجل ذلك
    علينا وضع برنامج نعيد من خلاله الإنسانية التي فقدناها ...
    هويتنا الإنسانية اليوم في خطر ... أيها السادة
    اصبت ايها الحبيب الاديب ..
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد يوسف مشاهدة المشاركة
    ويبدو أن أحد أهم مشاكل المسلمين والعرب لا سيما فى مراحل الضعف الحضارى تأتى من شيوع التقليد، وغياب الوعي الجماعي، وانطفاء الفاعلية، في محاولة بعضهم التفكير بدخول جحور الضباب - حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه- التي تعيشها الحضارات الأخرى، واختزال التاريخ الحضاري، بعصر واحد، والانبهار بالطفرات الحضارية، أو الخداع الحضاري، واستبدال الذي هو أدني ، بالذي هو خير، والعجز عن إدراك الإمكان الحضاري، الذي تمتلكه الأمة المسلمة، لو تمثلت إسلامها، واستشرفت ماضيها، وأبصرت مستقبلها حقيقة

    نعم أخي الحبيب :

    ولكننا اليوم لا نمتلك الخطاب التجديدي ... الأجدى

    لقد سرق الآخرون ... غدنا

    ولا نزال نحن نبكي ثارات أمسنا .


    وتلك هي مصيبتنا ..

    \

    بالغ تقديري لمرورك العطر

  10. #10
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    القيم الإنسانية النبيلة مشتركة بين كل بني الإنسانية ..
    لذا يمكن أن يهتدي إليها أي شخص أو مجموعة إنسانية ..
    الإسلام الدين الوحيد القائم الذي تمم مكارم الخلاق ..
    مجد الفضيلة ..واسقط الرذيلة ..
    الغرب عبر حركته الاستشراقية التي قضت قون تبحث عن سر تفوق المسلمين ..
    لأغراض دينية ..أي إيجاد طريقة لحفظ دياناتهم لمواجهة المد الإسلامي..
    علمية بحتة ترجمت آلاف الكتب ..
    استعمارية ..أي كيفية تشتيت البنية المسلمة..
    اكيد ادركوا سر العلوم الإسلامية الإنسانية ..
    القائمة على القيم ..اعتنقوها ..بعد نبوغهم الثقافي والعلمي ..
    وبها نظموا حياتهم ..
    لذا لانأخذ أصولنا من غيرنا ..هي اصلا موجودة في مصدرينا ..
    كل من تحدث عنهم المقال ..مجرد منبهرين ..على غير دراية ثقافية غسلامية ..
    ليسوا النخبة المثقفة ..
    هؤلاء هم عامة الناس ..سواء علمانيين متأثرين أو إسلاميين متطفلين..
    شكرا استاذي خليل على هكذا قضايا ..
    خالص تحياتي ..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نحو أسلمة الأدب والنقد
    بواسطة عطية العمري في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 01-07-2018, 11:58 PM
  2. ابجدية النور /20 مفهوم أسلمة المعرفة
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 29-09-2012, 07:12 PM
  3. زمانيَ أشكو أمِ النائباتْ..؟! // أمِ النفسُ أشكو.. فقد أسرَفَتْ
    بواسطة زياد بن خالد الناهض في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 30-09-2011, 12:13 AM
  4. مجرد""""كلمة"""""ترفع فيك أو تحطمك........!
    بواسطة أحمد محمد الفوال في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 12:27 PM
  5. الشاعريحيى توفيق في قبضة علي الزهراني " السعلي " 00!!
    بواسطة علي الزهراني في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-05-2008, 06:17 AM