أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 6 من 6 الأولىالأولى 123456
النتائج 51 إلى 56 من 56

الموضوع: تجدُّدُ موسيقا الشِّعْرِ العربيِّ الحديث

  1. #51
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ماجد قاروط مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الدكتور الحبيب مصطفى عراقي :
    لا أجد إلا أن أقول : إننا أمام كلام علمي واضح الملامح و الاستنتاجات و الخلاصات و التوثيقات ، وكم أسعدني ذلك التصور الجميل المشرق لطبيعة الموسيقى في الشعر وتطورها الجمالي ، و هو أسعدني لا لأنه يلبي الكثير من طموحاتي النقدية و الشعرية و الجمالية فحسب ، بل لأنه يتبع منهجاً علمياً تاريخياً تحليليا صارم التوثيق ، على الرغم من وجود بعض النقاط التي وقفتُ عليها و أراها قابلة للحوار و التداول- إن شاء الله -من وجهة نظري الخاصة ، و التي سأعود إليها بعد قراءات متعددة للوقفات النقدية السابقة .
    بارك الله بك ، و بارك لك في علمك
    =====

    أخي الكريم الأديب السامق الناقد القدير الدكتور ماجد قاروط


    تحية منداة بنور الفجر لهذا الحضور النضير الذي أسعد القلب

    وأهلا وسهلا بحوارك المرتقب يا أخي
    ومعذرة للتأخر


    ودمت بكل الخير والسعادة والفضل


    محبك: مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  2. #52
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين حاطوم مشاهدة المشاركة
    أخي الشاعر الباحث الدكتور مصطفى عراقي

    قرأت مقالك بتأن وروية ، ولعله من اجود الابحاث الحديثة في ما سميته " تجدد موسيقى الشعر " ولأن بحثك أتى بثوب الاستعراض والتدريس فلقد أعفيت القاريء من طرح رأيك الخاص في محاولة لتعريف ماهية الشعر ! خاصة ونحن نعرف
    ان الوزن لا يجعل من الشعر شعراً
    انما الشعر هو الذي جعل من الوزن وزناً
    واقصد بأن الشعر هو قبلي والوزن بعدي !!
    وهناك نقطة اخرى هي اباحة قوانين النثر لصالح اصحاب الفكر التقليدي في موسيقى الشعر ، قكل شعر لا يتناسب وبحور الخليل وبحر الاخفش يعد نثراً حتى ولو كانت الكتابة لا تتناسب وقوانين كتابة النثر !!
    صحيح انك استشهدت بتعريقات كالايقاع الداخلي وغيرها من أجل شرعنة " عنوان المحاضرة وبث روح الهدنة بين فصائل الشعر " ولكنني تمنيت عليك البت في النظرة الشمولية للشعر كروح حية يحل عليها النشوء والارتقاء كالانسان تماما !! وظلم بعض الشعراء الذين لهم طابعهم ويصماتهم الشعرية المميزة حين تموقعون قصائدهم غير الموزونة في جعبة فنون النثر وكأن الاوزان استوفت كل النغمات التي يمكن للعقل والذائقة العربية ان تتذوقها !!
    ساكتفي بهذا القدر وارجو الا يفهم عتبي الا احتراما وحبا وتقديرا

    اخوك
    معين حاطوم


    أخي الفاضل الشاعر المبدع الأستاذ : معين

    أشكر لك يا أخي كرم الحضور وجمال الاهتمام وأحب أن تعيد قراءة هذه المقتيسات من الدراسة



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    [right]


    والموسيقا عنصر من عناصر الشعر مهم ، لكنه ليس العنصر الوحيد ؛ الموسيقا ، والعروض


    ===



    وموسيقا الشعر - بداهة - أسبق من علم العروض ، وقد عبر عن هذا صلاح الدين الصفدي قائلا:
    "إن العروض كان في الوجود بالقوَّة إلى أن أظهره الخليل بن أحمد، كما قال القائل:
    قد كان شعر الوَرَى صحيحاً من قبل أن يُخْلَقَ الخليلُ
    فالعروض ما زال موجوداً، أخرجه الخليل إلى الوجود أم لا.

    ====


    ثم إن تحقيق عنصر الوزن لا يشفع للشعر حين يفتقد العناصر الفنية الأخرى، يقول القرطاجني : وأردأ الشعرما كان قبيح المحاكاة والهيئة ، واضح الكذب خليا من الغرابة ، وما أجدر ما كان بهذه الصفة ألا يسمى شعرا وإن كان موزونا مقفى".


    ===


    وعندما تحدث العلماء عن عمود الشعر العربي جعلوا الوزن في المرتبة الأخيرة بعد تحقق شروط الشعر الأساسية ، كما يتجلى في تعريف المرزوقي :
    "هو شرف المعنى وصحتة ، وجزالة اللفظ واستقامته،والإصابة في الوصف (وهو التصوير) ، والتحام أجزاء النظم والتئامها ، على تخير من لذيذ الوزن ".
    قال:" وإنما قلنا على تخير من لذيذ الوزن لأن لذيذه يطرب الطبع لإيقاعه ويمازجه بصفائه ، كما يطرب الفهم لصواب تركيبه واعتدال نظومه ولذلك قال حسان:
    تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ إِنَّ الغِناءَ لِهَذا الشِعرِ مِضمارُ

    ==


    وبهذا تكتشف خطأ من ظن أن عمود الشعر يعني الوزن فقط. فالوزن كما رأيت شرط واحد من شروط كثيرة يتحقق بها عمود الشعر العربي .


    ولهذا أرى أن يكفَّ دعاة القطيعة مع التراث ، عن اختزال التراث الشعري العربي في هذا تعريف للشعر بأنه (كلام موزون مقفى دال معنى) فحسب، بالرغم من أنه تعريف غير مسلم به لدى العلماء العرب أنفسهم، وحتى الذين تبنوه إنما كان ذلك على مستوى التعليم والتقعيد ، حتى يشمل جيد الشعر وورديئه ،






    ( .

    أما أننني أعفيت القارئ من تعريفي الخاص للشعر فأقول إن البحث العلمي ليس مجالا للتعريف الخاص ولكنني إنني ناقشت تعريف الشعر وبينت أنه لا يقتصر على الوزن - رغم أهميته- وأن تعريف العلماء له بأنه الكلام الموزون المقفى الدال على المعنى
    إنما يتعلق بالحد الأدنى من الشعر وبينت أن العلماء أضافوا عناصر أخرى مثل التخييل والتصوير أكثر أهمية من الوزن بل منهم من جعل الوزن في المرتبة الأخيرة.
    وأن الشعر جنس من التصوير كما بينت الصلة بينه وبين الشعور حتى على مستوى المعنى اللغوي.



    أما تفضلك بأن الشعر أسبق من العروض فهي مسألة بديهية أشار إليها البحث بوضوح ولعلك قرأت فيه بيت الشعر

    قد كان شعر الورى صحيحا * من قبل أن يخلق الخليل


    أما أغرب ما وجدته في مشاركتك اتهام علماء العروض بعدم التجديد رغم ما بينت في البحث من مذهب الخليل بن أحمد الذي وضحه الزمخشري بأنه يجوز اختراع بحور جديدة لم يؤلف عليها العرب وأنهم انتصروا للإبداع والتجديد بأسلوب واضح لا لبس فيه، ومع ذلك يحلو للبعض اتهامهم بالتقليدية والجمود

    وأذكرك بهذا:



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    [right]

    العروض، وتجدد موسيقا الشعر:
    رأى علماؤنا أوزان الشعر متجددةً متطورةً ، يقول الزمخشري :
    " أُقدّمُ - بين يدي الخوض فيما أنا بصدده- مقدّمةً. وهي أنَّ بناء الشعر العربي على الوزن المُخترعِ، الخارج عن بحور شعر العرب، لا يَقدحُ في كونه شعراً عندَ بعضهم. وبعضُهم أبى ذلك، وزعم أنه لا يكون شعراً حتى يُحامَى فيه وزن من أوزانهم".(18)
    فالباب مفتوح إذن لاختراع أوزان جديدة، خارجة عن البحور الشعرية المعروفة.في رأي فريق من علماء العروض، على رأسهم الخليل بن أحمد.
    أما أصحاب المذهب الثاني فعبر عنهم السكاكي قائلا :
    "ومذهب الإمام أبي إسحاق الزجاج في الشعر هو : أن لا بد من أن يكون الوزن من الأوزان التي عليها أشعار العرب وإلا فلا يكون شعرا".
    ويتعقبه السكاكي قائلا: ولا أدري أحدا تبعه في مذهبه هذا". (19)
    فدل ذلك على كثرة أنصار المذهب الأول الذي يفتح باب التجديد في الأوزان، بل والزيادة عليها باختراع أوزان جديدة.
    وينتصر الزمخشري للمذهب الأول فيقول:
    "والذي ينصر المذهب الأول (وهو مذهب الخليل نفسه كما في حاشية الكتاب) هو أن حَدَّ الشعر لفظٌ، موزونٌ، مقفّى، يدلّ على معنى.(20) فاللفظ وحده هو الذي يقع فيه الاختلاف بين العرب والعجم. فإنَّ العربيّ يأتي به عربيّاً، والعجميّ يأتي به عجميّاً. وأما الثلاثة الأُخر فالأمر فيها على التَّساوي بين الأمم قاطبة؛ ألا ترى أنا لو علمنا قصيدة على قافية، لم يُقَفّ بِها أحدٌ من شعراء العرب، ساغ ذلك مساغاً لا مجالَ فيه للإِنكار.
    فالذي يميز الشعر العربي عن غيره عنصر واحد من عناصره ألا وهو اللفظ أما العناصر الأخرى( المعنى والوزن والقافية) فمشتركة في الجوهر.
    لهذا " فليس غرض العروضي من هذا المذهب أن يحصر الأوزان التي إذا بُني الشعر على غيرها لم يكن شعراً عربيّاً، وأنَّ ما يرجع إلى حديث الوزن مقصور على هذه البحور الستةَ عشرَ لا يتجاوزها. إنما الغرض حصر الأوزان التي قالت العرب عليها أشعارهَا. فليس تجاوز مقولاتها بمحظور في القياس، على ما ذكرت".( 21)
    .





    ودمت بكل الخير والسعادة والودّ

  3. #53
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجدة ماجد صبّاح مشاهدة المشاركة
    بارك الله لك بهذا العلم يا دكتور وإن كنت لم أقرأ الموضوع...

    تدري لم؟؟؟

    لأنني للتو فقط أغلقت صفحات الأدب تمهيدا لاختبار الغد ... وإن لم انه بعد "مدرسة التفعيلة"

    ...
    لكن عندي سؤال لو تكرمتم... هل هناك فرق بين شعر التفعيلة والشعر الحر؟؟


    =========

    وفقك الله يا أديبتنا الماجدة


    وشعر التفعيلة هو الشعر الحر ولكن عدل الدارسون عن مصطلح الشعر الحر لأن الأخير أليق بقصيدة النثر، وقد ظلم هذا المصطلح(الشعر الحر) قصيدة التفعيلة ، حيث ظن البعض أنه حر أي متحرر من الوزن والقافية

    مع أن شعر التفعيلة موزن على بحور الخليل ولكنه يختلف فقط في عدم التقيد بعدد محدد للتفعيلات في السطر الواحد.



    ودمت بكل الخير والسعادة والتوفيق

  4. #54
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة


    أستاذي الكريم الدكتور مصطفى العراقي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    استوقفتني دراستك هذه طويلاً , و قرأتها مرات كثيرة و تمعنت فيها , فكانت غنية و ثرّة , وهي رائعة من ناحية سوق الافكار ومعالجتها , و عرضها وتفصيلها , وقد زادت من معرفتي بالطارئ على جسد الشعر العربي , وأغنت من معلوماتي عن الشعر الحديث .
    وهناك نقاط كثيرة مضيئة و رائعة , و لكنْ هناك ايضا –اذا سمحتَ لي- بعض نقاط رأيت أن أناقشك فيها , مع أن الموضوع قد مضى عليه زمن طويل.
    من السياق العام للدراسة ,كما هو شأن كل الدراسات النقدية في الوقت الحاضر , يتوهم القارئ أن هذا الطارئ على الشعر العربي الذي هو شعر التفعيلة و الشعر الحر وما شاكلهما , هو أمر مسلّمٌ به ومقبول , و أننا لبسناه و طعمناه و شربناه و رضينا به,
    و الواقع غير ذلك تماما , لان هذه النماذج الشعرية الدخيلة على الشعر العربي , و التي تشكل جزءا كبيرا من صورة الحداثة القميئة , هي واقع مفروض على الشعر العربي و ليست واقعا مسلّما به, و الفرق بين هذا وذاك كبير جدا , فالاحتلال الفكري هو كأي احتلال على الارض لا بد أن يزول و يحول , و لا بد للأمور أن تعود الى نصابها و لو طال الزمن , و الشعر العربي منذ بدء الفتوحات الاسلامية تعرض لكثير من التغييرات و لكنه ظل محافظا على شكله التقليدي الاصيل على مدى العصور و الازمان الى أن وصل الى ذلك اليوم الاسود من عام 1947 في العراق حيث ألبسته نازك الملائكة و السياب بدل العمامة قبعة و بدل العباءة سروالاً , و قد قوبل هذا المظهر الجديد عند كثير من الناس في ذلك الوقت بالاستهجان , و لكن بسبب التأثر بالواقع الذي كان يفرضه الاحتلال و الانتداب ثم الوصاية بعد الاستقلال و التبعية في كثير من الامور, فقد تم تسويق هذا الشكل المسخ عن طريق بعض وسائل الاعلام غير المسؤولة و التي ربما لم تدرك في حينها أنها تسوّق لأحد أكبر المعاول الهدامة للتراث العربي و التي أفرزت فيما بعد الصنم الاكبر أدونيس الذي يحاول بمعوله ليس تحطيم التراث الشعري العربي فحسب بل و التراث الاسلامي و العربي ككل.
    فبعد أن كان امرؤ القيس و المتنبي ومجنون ليلى والفرزدق هم مثلا الرموز التي يفطم عليها رضيع الشعر , أصبح شارل بودلير بعبثيته و انحلاله الاخلاقي و عقده و خروجه حتى على النص الفرنسي التقليدي و تقمص شعره للبالاد المستورد , هو المثل الاعلى للأقلام الضعيفة التي تحاول اثبات نفسها في ساحة الشعر العربي بشكل خاص و الثقافة العربية بشكل عام , ومعلوم أن نازك الملائكة اخترعت هذا النوع من الشعر باعترافها , لعجزها عن تصوير مأساة الكوليرا التي تفشت في مصر في حينها و حصدت مئات الآلاف من القتلى , إذن و باعتراف المخترع نشأ هذا النوع من المسخ الشعري بسبب عجز الشاعرة و ليس بسبب عجز الشعر , كان العجزهو الدافع يا سيدي و ليس الحاجة او الابداع.
    ما أريد أن أقوله يا أستاذي الفاضل أن الواقع المفروض شيء و الواقع المسلّم به شيء آخر..
    حاولت فرنسا على مدى عشرات السنين أن " تفرنس " الجزائر , و أن تحل الفرنسية تماما محل العربية وكانت تعاقب بالقتل في أحيان كثيرة من ينطق بالعربية , فماذا كانت النتيجة ؟
    كانت النتيجة أن فرنسا خرجت أخيراً من الجزائر تجر ذيول خيبتها و عاد الشعب الجزائري العظيم الى عربيته و عروبته ’ برغم الاثار السلبية الخطيرة التي ما زال يعاني منها الى الآن جراء القهر و الاستبداد الفرنسي , المقصود أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان واقعاً مفروضا و ليس واقعا مسلماً و مرحباً به.
    بمعنى , أن الغزو الثقافي الغربي واضح و جليّ في الوطن العربي و في العالم أجمع, و هو احتلال فكري مفروض , و لكنه كأيّ احتلال سيزول يوما من الايام و سوف تشرق الثقافة العربية من جديد لتأخذ موقعها الحضاري و مكانتها المرموقة السامقة و عرشها الازلي المرتبط ارتباطا لا فكاك منه بالاسلام , و سوف تنفض عنها كل ما علق بها من الدرن و الاوساخ.
    نعود الى دراستك الكريمة .. و لن أطيل عليك , بل سأتناول منها ثلاث نقاط هي في غاية الروعة :
    اولا – قولك : الموسيقى الشعرية = الوزن + الايقاع , قول يختصر الكثير من الكلام و فيه من الدقة ما لا يوصف ,وهذه المعادلة هي فعلا المقعد الدراسي الاول و الرئيس الذي يجب أن ينطلق منه المعنيُّ الى رحاب الشعر , و الاساس الذي يجب أن تقوم عليه كل المحاولات و الابداعات الشعرية العربية و غيرالعربية.
    ثانيا : قولك : "الكشف عن فاعلية هذه الموسيقى في بناء القصيدة, وتشكيلها تشكيلاً فنيا خاصّاً, بما يجعل الموسيقى مدخلاً للولوج الى فهم البنية و الدلالة" , هو قول فيه ايضا من الدقة ما لا يوصف , و هو أساس ثان و رئيس للموسيقى في استكشاف البنية و الدلالة , وهو مدخل كبير لمعرفة حالة الشاعر النفسية و الوجدانية أيضا فالتردد النفسي و الوجداني للشاعر حين يستعمل البحر الطويل مثلا , ليس هو نفسه , عند استعماله للبحر المتدارك :
    فالدلالة الوجدانية في تركيب هذا البيت
    و ليلٍ كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهمـــوم ليبتلي
    ليست كالدلالة الوجدانية في هذا البيت :
    يا ليلُ , الصبُّ متى غدُه أقيــــامُ الساعة موعدُه

    ثالثاً – إنكارك على وصف الشعر الاصيل بالتقليدي و العمودي و شعر البيت و ما الى هنالك , و الحق كل الحق معك , فقد أنصفت الشعر الاصيل بتسميته بهذا الاسم ,و لكن الناس و انا منهم درجوا على تسميته بالاصيل و العمودي و التقليدي لتمييزه عن الخبث الذي لحق به , و لو شئت رأيي في هذا الموضوع , لسميته " الشعر" فقط .
    اما ما عداه فأسميه كله " شعرا حداثيا " تتفرع عنه بقية الفروع السرطانية .

    شكرا لك على إثرائك معلوماتي البسيطة , و تقبّل مني ما كتبتُه حباً و أخوّة , و تقبّل مني أيضا فائق الاحترام و التقدير .

    محمد البياسي

    أخي الغالي الشاعر المبدع الأستاذ : محمد البياسي

    أهلا بك وسهلا أيها الخلوق الصدوق
    وجزاك الله خير الجزاء على حضورك السمح وهذه القراءة الواعية الدقيقة

    وأنا أقدر غيرتك على الشعر الأصيل ولكنني أختلف مع ما فهمته من كلامك من رفض شعر التفعيلة مثلا

    فأنا أر ى إنه من الظلم ألا نعترف بقصائد مثل التي ذكرتها لمحمود حسن إسماعيل
    يا أول نور سكب الله النور الأعظم بين يدي

    أو قصيدة "لا تصالح" لأمل دنقل

    أترى
    حين أفقأ عينيك ثم أثبت حوهرتين مكانهما هل ترى
    هي أشياء لا تشترى

    فماذا نسمي هذه النصوص إن لم نسمها شعرا
    وأدعوك لقراءة طرف من نماذج شعر التفعيلة الرائعة

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...t=27217&page=2

    ولعلك لاحظت أن علماءنا الأوائل أجازوا استخدام بحور مخترعة فكيف لا نقبل هذه القصائد الجارية على بحور الخليل بتصرف في التزام عدد التفعيلات.




    بوركت يا أخي العزيز

    ودمت بكل الخير والسعادة والودّ

  5. #55
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نافع سلامة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    استاذنا ودكتورنا الجميل مصطفى عراقي
    لست أدري ماذا أقول ... لربما لج وحاق بي ما تفضل به شاعرنا الكبير الاستاذ / محمد ابراهيم الحريري ...
    لكن لماذا يرفضون قصيدة النثر و ينفون شاعريتها هل لأنها خلعت عن جسدها قميص الوزن أم أنها جنس مستورد ؟ لا أريد أن أدخل في لعبة الاستدلال الدائري وفلسفة لهوتية للشعر وماهيته وكيانه لكن دعني أفعل هذا و ليجب على سؤالي من شاء ... متى بدا الشعر في الوجود ؟ هل مع القيس أم مع المزامير أم مع بكائيات قابيل أم مع الإلياذة ؟ لماذا لا نسلم أن الشعر حالة قبل أن يكون موسيقا أو إيقاعا وطالما هو كذلك فلا ضير في أي قالب خرجت هذه الحالة لطالما هذا ما توافق معها ... إن الإمام مالك عليه رضوان الله كتب ما لم يكتبه شاعرا كتلة واحدة ( ألفية من الوزن الخليلي ما بها هنة و لا وخزة من كسر و مع ذلك هل يستطيع أي نافٍ لشاعرية قصيدة النثر أن يقول بشاعرية هذه الألفية ؟) إنه و بالنسبة لي لمن الفداحة أن يكون الشاعر نزقا واحدا وهيكلا أو بنيانا لا يتغير فلماذا لا نؤمن أن الشاعر هو جميع هذه القوالب بأشكالها و خصائصا ... واخيرا إن الناكرين على قصيدة النثر شاعريتها كونها مستورد غربي لن يستطيعون بأي حال من الأحوال انكار أنها صارت تولد من رحم العربية لتخاطب العربية ثم إذا كان كرههم للغرب هو ما يدفعهم لذلك فحري بهم أن يقاطعوا كل ما هو مادي مستورد من الغرب ايضا فالمبادئ لا تتجزأ ....
    استمتعت بكَ كثيرا كثيرا
    فدمت راقيا سيدي





    الأخ المفضال الأديب المبدع الأستاذ نافع سلامة

    أتفهم حماسك لقصيدة النثر ولكنني أحب أن أوضح أن قصيدة النثر لاتنتمي إلى الشعر لأنها تفتقد عنصرا مهما هو الوزن

    نعم قلنا إن الوزن ليس هو الشرط الوحيد في جعل الشعر شعرا بل يجب أن تتآزر معه شروط كثيرة مثل الشعور والتخييل والتصوير ولهذا لم يق أحد إن ألفية ابن مالك (وليس الإمام مالك) شعر بل هي نظم تعليمي لأنها خالية من الشعور والتصوير.

    ولكن يظل الوزن شرطا فارقا بين الشعر والنثر.

    وحتى لو توافر عنصر الإيقاع فيما يسمى قصيدة النثر فهو لا يكفي حيث رأيت أن الموسيقى الشعرية هي مجموع الإيقاع+ الوزن


    ثم إن التجربة من أساسها قائمة على خطأ بالغ في عدم احترام وتقدير النثر الفني ومحاولة التشبث بجعله شعرا
    مع أن النثر الراقي ربما فاق بعض القصائد في بعض الأحيان


    والاختلاف لا يفسد للود قضية يا أخي


    ودمت بكل الخير والسعادة والودّ

  6. #56
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى بطحيش مشاهدة المشاركة
    د.مصطفى عراقي

    بحث قيم تنبع قيمته من كثافة المادة العلمية وتنوعها وتنوع مصادر البحث واسلوب الكاتب في استعراض هذه المادة وبشكل خاص ترقيم فقرات وافكار البحث مما يجعله مادة فهرسية عالية المستوى

    اخذت على البحث الخلط بين الموسيقا والايقاع في عدة اماكن واختلاط مفهوم الموسيقا ودلالية المفرده بين فقرة واخرى
    وبين فترة واخرى

    انما القيمة للبحث تطغى على هذه النقاط
    اسمح لي ان استخدم مادة البحث بنسبتها الى اصحابها الاصليين في مبحث مكمل

    تحية لك
    أ بطحيش
    مداخلة جميلة ولكن اتهامك للبحث بالخلط بين الموسيقا والإيقاع باطل

    ولو قرأت هذا لاكتشفت بنفسك


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    [center]
    وقد استعملت مصطلحات الموسيقا والوزن، والإيقاع وقد وصلت إلى معادلة يمكن تصويرها على النحو التالي:
    الموسيقا الشعرية = الوزن + الإيقاع
    فالوزن وحده يعني النظم ، وهو إذا خلا من الإيقاع يقع في التنافر، والإيقاع وحده لا يحقق الموسيقا الشعرية بل هو عنصر من عناصرها ، يحقق الانسجام الذي يكون في الشعر كما يكون في النثر. هو خصيصة من خصائص الكلمة الفصيحة في النثر والشعر جميعا، كما يقول ابن أبي الإصبع : " وهو أن يأتي الكلام متحدرا كتحدر الماء المنسجم، سهولة سبك وعذوبة ألفاظ، حتى يكون للجملة من المنثور والبيت من الموزون وقع في النفوس وتأثير في القلوب ما ليس لغيره"(تحرير التحبير : 480)
    right]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة




    ===

    ويرد الدكتور سعد مصلوح على من يزعم أن الوزن العروضي خال من الإيقاع فيقول:"البحر نوع من الإيقاع لا مشاحة في ذلك ..فهو بنية إيقاعية على كل حال".
    ثم يصور العلاقة بين الوزن والإيقاع، قائلا:""إن الوزن نوع والإيقاع جنس فكل وزن إيقاع ولا عكس".(===


    إن موسيقى الشعر تتعلق بالوزن والإيقاع معا ، فهي حصيلة التناسب بينهما ، وقد التفت إلى هذا المعنى تعريف الموسوعة العربية العالمية لموسيقا الشعر بأنها:
    "تَعْنِي مراعاة التناسب في أبيات القصيدة بين الإيقاع والوزن، بحيث تتساوى الأبيات في عدد المتحركات والسواكن المتوالية، مساواة تحقق في القصيدة ما عرف بوحدة النغم ، وهذه الموسيقى اتخذت معايير متعددة . منها ما يتصل بعروض الشعر وميزانه، ومنها ما يتصل بقافيته ورويه ، وهذا يحقق إيقاع الشعر وموسيقاه".(17)
    وقد وفق هذا التعريف لموسيقا الشعر في الربط بين الوزن والإيقاع، .


    ولو كنت قرأت الحث وفيه :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة


    ثانيا : الإيقاع:
    تعريف الإيقاع:( rhythm)
    "الإيقاع أقدم الأنواع الموسيقية . وهو العنصر الذي ينظم حركة الموسيقا وتدفقها خلال الزمن."(79)
    فالإيقاع جزء من الموسيقا وعنصر من عناصرها.
    .

    لعرفت الأمر .

    أما الاتهام بالخلط بين الموسيقا ودلالية المفردة فأكثر بطلانا

    فلم أقل البحث هذا الكلام أصلا لا بالعبارة ولا بالإشارة

    إن دلالية الكلمة المفردة إماان تكون معجمية فتعرف من القاموس

    أو سياقية تفهم من السياق

    أو مجازية فتعرف من الخبرة اللغوية

    ولا دخل للموسيقا بدلالية المفردة


    ولكنك يبدو أنك خلطت بين قيمة الموسيقا الشعرية في فهم التجربة الشعرية في القصيدة كلها بصفتها عنصرا من عناصر البناء والتشكيل كما نجد في مشروع أخينا الفاضل العلم الجليل خشان في محاولة إدراك العلاقة بين الموسيقا والشعور المسيطر على القصيدة وليس"دلالية المفردة"

    على أن العالم الجليل ابن جني ربط بين جرْس الكلمة ومعناها في بعض الكلمات ليس من جهة "دلالية المفردة " ! وإنما من جهة التأثير النفسي

    وشكرا

صفحة 6 من 6 الأولىالأولى 123456

المواضيع المتشابهه

  1. وددت لو..!!" مساحة تجدد الأماني"
    بواسطة أحلام المغربي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 07-02-2024, 07:01 PM
  2. جدلية الأصالة و المعاصرة في الشعر العربي الحديث..
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 28-02-2015, 03:20 AM
  3. الصورة الفنية في الشعر العربي الحديث
    بواسطة عبدالقادر حوسو في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-06-2011, 11:11 PM
  4. قراءات في قصة " موسيقا الحجرة " للأديبة جيهان عبد العزيز , في فرع الكويت
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-09-2007, 08:23 PM
  5. العلمانية في الشعر العربي الحديث
    بواسطة الصمصام في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-08-2003, 06:26 AM