|
تشظّيتُ أشلاءً وما ردّني القصفُ |
وها قدمي تجري وها تصفعُ الكَفُّ |
وفي كلِّ شِلوٍ لم تزلْ ثَمَّ طلْقةٌ |
ترصَّدُ جنديًّا ليصطادَه الحتفُ |
وكلُّ اصبعٍ مقطوعةٍ قد تشبّثتْ |
بقنبلةٍ موقوتةٍ جَنَّها النزفُ |
دمي حِممٌ موّارةٌ تقذفُ اللظى |
على وجهِ ثعبانٍ فيبغتُه القذفُ |
يؤزُّ الشياطينَ الشواظُ بعُقرِهم |
فلا صامدًا يُوقى وليس يقي جُرفُ |
هم العَصفُ مأكولاً وقد مَجَّه الردى |
كأن قِطاعَ العزِّ حدّدهُ العصفُ |
فعَرّي جراحي كي تضيءَ عُروقُها |
فتائلَ؛شُحُّ النفطِ عَوّضَهُ الرعفُ |
هنا شهدائي بالملابسِ كُفّنوا |
وموتاكمُ الأكفانُ من فوقِهم لُحْفُ |
فإنْ مَسّنا قَرحٌ فقد مسَّ مثلُه |
عدوّي فلا تطلوا الجراحَ ولا تُخفوا |
على أننا نرجو من اللهِ فضلَه |
وفضلةُ دنياكم رجاكم فلا حيفُ |
نقاتلُ فوق الأرضِ للموتِ شُرّعًا |
وأنتم ببطنِ الأرضِ يسكنُكم خوفُ |
نلاحقُ موتًا تهربونَ أمامَه |
وإما تحصنتم فما ضَمّنا سقفُ |
أقِلّوا بني أمي عليّ ملامَكم |
وإذْ لم تمدّوا الكفَّ لي عن دمي كُفّوا |
ذروني ومعراجَ الشهادةِ أرتقي |
ولُوذوا بصمتٍ كالمشانقِ يلتفُّ |
تخذتُ من الأنفالِ بوصلةَ السُّرى |
فيا ليتكم سِرتم بما قالت الصفُّ |