رسالة من طالب مصاب باضطراب "فرط الحركة ونقص الانتباه " إلى معلمه

أستاذي أنا أحبك فساعدني

أستاذي العزيز أنا أحبك وأعلم أنك تحبني
تريدني أن أكون متفوقاً ؟ أنا أيضاً أريد ذلك لكني لا أستطيع إلا بمساعدتك .
تحدثني مباشرةً فلا أتجاوب معك، أعلم أن ذلك يضايقك فتنعتني بالصمم ، ولكني لست أصماً، إنما أنا لست منتبهاً.
لا أواظب على حل الواجبات المدرسية وإذا بدأتها فلا أكملها، تتضايق مني وتنعتني بالإهمال ، ولكني لست مهملاً، إنما أشعر بالملل والضجر فأنشغل بأشياء أخرى ، وأيضاً لا أكملها.
أتجنب الاشتراك في الأنشطة المدرسية و تعتقد أنني كسول، ولكني فقط لا أستطيع الارتباط بالأعمال التي تتطلب انتباهاً ذهنياً مستمراً .
يتكرر ضياع أدواتي المدرسية وكتبي أو نسيانها بالمنزل فتتهمني بالإهمال وعدم المبالاة ، ولكني لست كذلك ، فقط أنا كثير النسيان.
أثناء شرحك للدروس ، إذا بدر من زملائي بالفصل أو من أي أحد خارج الفصل أي صوت أو تصرف أنشغل معه ويتشتت ذهني ولا أنتبه للشرح ، وهذا يضايقك ولكن الله يعلم أن هذا يحدث رغماً عن إرادتي فأنا لا أقصد ذلك .
تراني كثير الحركة ولا أستقر بمكاني ، وإذا غبتَ عن الفصل لدقائق ثم عدت، تجدني أتسلق الأثاث وقد أؤذي نفسي ، فتعاقبني ولكن ماذا أفعل فأنا أشعر بنشاطٍ زائد وطاقة أريد أن أفرغها لا أستطيع ، فهم يبعدونني ويقولون إنني أفسد عليهم تقول عني إنني لست اجتماعياً ولا أحب زملائي والعكس هو الصحيح فأنا أحبهم و أريد أن ألعب معهم ، ولكني اللعب حيث لا أتدخل في اللعب في الوقت المناسب ، و ربما اندفعت فآذيت أحدهم و هذا بالطبع دون قصدٍ مني تعتقد أنني لست مهذباً ، و لا أعرف آداب الحديث أو التعامل مع الآخرين لأنني أتكلم كثيراً ، و أقاطع الآخرين ولا أنتظر دوري في الحديث أو في الإجابة ، وكثيراً ما وجهني والداي إلى ذلك ونصحاني بالصبر والهدوء ، ولكني لا أستطيع وكأن هناك من يدفعني دفعاً للكلام أو التصرف بسرعة .
تبذل معي وزملائي جهداً كبيراً في الشرح أثناء الحصص الدراسية ويستوعب زملائي الدروس ويجيبون على الأسئلة ، أما أنا فلا أستطيع فتنعتني بالغباء ، ولكن عفواً يا أستاذي أنا لست غبياً ، فقط أنا لم أنتبه جيداً وتشتت ذهني أثناء الشرح وفاتتني بعض النقاط فلم أنتبه إليها ولم أعرف مفاتيح الإجابة .
أعلم أن كل ذلك يضايقك ، ويدفعك إلى عقابي ، وإحراجي أمام زملائي ، ولكن يا أستاذي أنا لست مستحقاً لعقابك ولكني مستحق لعطفك علي ومساعدتك لي بعد أن تفهمني وتدرك أن تصرفي واندفاعي يحدث رغماً عني فأنا أحتاج للعون والعلاج وليس للعقاب .

أستاذي : أنا أحبك فساعدني