|
رَسَمَ الزَّمَانُ بِصَفحَةِ الأعْيَادِ |
سَهمَاً تَغَلغَلَ فِي ضلُوْعِ بِلادِي |
حَيْثُ انْتَهَى فَصْلُ المَحَبَّةِ لِلوَرَى |
وَتَغَيَّرَتْ أَلوَانُ فَجْرِ مُرَادِي |
وِانْشَقَّ بَدْرُ الأَمْسِ فَوْقَ خُرَافَةٍ |
وَتَنَفَّسَ المِصْبَاحُ وَهْمَ الوَادِ |
وَهْمٌ تَشَبَّثَ بِالأَنِينِ عَنِ النَّوَى |
كَالتِّيْهِ يمضي فِي حُقُولِ حَصَادِي |
هَذا عَزَاءُ البَوْحِ يَحْمِلُ هَامَتِي |
للدَّاجِيَاتِ وَمَوطِنِ الأمْجَادِ |
كَفَنِي قَصِيدَةُ شَاعِرٍ أَمسَى يُلَقِّحُ |
بِالحُرُوفِ سَنَابِلَ الأَجْدَادِ |
هَجَرَتْ طُيُوْرُ الأَمْسِ قَلعَةَ ذَاتِي |
وَهَمَتْ عَلَيَّ وَتِيْرَةُ الحَسَرَاتِ |
هَلْ تَمَّ أَوْجَاعٌ تُرَاوِدُ مُهْجَتِي |
وَتَنُثُّ دَمْعَ القُهْرِ فِي طُرُقَاتِي |
جَاءَتْ حُرُوْفُ المَوْتِ نَحْوَ قَصِيْدَتِي |
رَمَدًا غَبِيًّا عَاثَ فِي الصَّفَحَاتِ |
لا شَئَ يُغْنِي مَنْ تَوَسَّدَ بِالدُّنَى |
مِنْ خَيْبَةٍ أَوْ طَعْنَةِ الغَفَلاتِ |
أُسْتُرْ ضُلُوْعَكَ إِنَّهَا فَضَحَتْ ثَرَ |
اءَ الخُلْقِ مِنْ إِغْفَاءَةِ السَّهَوَاتِ |
وَحْيُ المَسَافَةِ بَيْنَنَا كَمَجَرَّةٍ |
فِيْهَا الوِقَارُ يُرَتِّلُ الصَّلَوَاتِ |
إِنَّ الَّذِيْنَ تَمَرَّدَتْ أَغْصَانُهُمْ |
وَضَعُوا شِبَاكَ الغَدْرِ فِي الشَّهَوَاتِ |
العُمْرُ أَقْبَلَ مُرْغَمًا وَمُسَالِمًا |
يَرْنُو بِمَصْلٍ تَحْتَقِنْهُ رِئَاتِي |
هَذَا الأَنِيْنُ سَلَبْتُهُ بِجَوَارِحِي |
وَنَفَخْتُ فِيْهِ عَوَاصِفَ الصَّرَخَاتِ |
مَا دَامَتِ الأَيَّامُ تَنْصِبُ عَرْشَهَا |
فَوْقَ الرِّيَاءِ وَشِيْمَةِ اللِّذَّاتِ |
إِنِّي لِعُنْقُوْدِ البَلاغَةِ أَنْحَنِي |
وَبِحَبْلِ أَحْزَانِي أَشُدُّ ثَبَاتِي |
فَأَنَا الشُّحُوْبُ عَلَى الفَنَاءِ مُعَلَّقًا |
غَابَتْ شُمُوْسِي وِارْتَقَتْ غَيْمَاتِي |
يَمْتَدُّ بِي وَهْمُ المَسَافَةِ كُلَّمَا |
يَمْتَدُّ سَاقِي ظُلْمَةَ العَتَبَاتِ |
سَافَرْتُ فِي لُغَةِ الأَنِيْنِ مُصَاحِبًا |
وَجَعًا يُذِيْبُ صَلابَةَ الكَلِمَاتِ |
لا أَرْتَجِي بَعْضَ المُرُوْءَةِ عُنْوَةً |
فَبِكُلِّ أَرْجَاءِ المَدَى رَايَاتِي |
تَهْجُو وُجُوهَ اللَّيْلِ قَافِيَتِي وَقَدْ |
خَفَّ اتِّزَانُ الشِّعْرِ بَعْدَ لُغَاتِي |
جَفَّتْ دُمُوْعُ الغَيْمِ وِانْتُهِكَ الكَرَى |
وَفَصَاحَتِي نَزَعَتْ وَمِيْضَ مَمَاتِي |