(11)
عمر أمّنا خديجة رضي الله عنها عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
الروايات :
ـ ابن سعد في طبقاته ( ج1 ، ص103 ) :
( قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد ... وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة ) .
ـ ابن الأثير في ( أسد الغابة ، ج1 ، ص30 ) :
( ولما تزوج خديجة كان عمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ خمساً وعشرين سنة وكانت هي ابنة أربعين سنة وقيل : غير ذلك ) .
ـ ابن كثير في ( البداية والنهاية ، ج2 ، ص295 ، ج5 ، ص293 ) :
( أن عمرو بن أسد زوّج خديجة من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمره خمساً وعشرين سنة وقريش تبني الكعبة وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أنه كان عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حين تزوج خديجة خمساً وعشرين سنة وكان عمرها إذ ذاك خمساً وثلاثين وقيل خمساً وعشرين سنة ) .
( وعن حكيم بن حزام قال كان عمر رسول الله يوم تزوج خديجة خمساً وعشرين سنة وعمرها أربعون سنة وعن ابن عباس كان عمرها ثمانياً وعشرين سنة رواهما ابن عساكر ) .
ـ البيهقي في ( دلائل النبوة ، ج1 ، ص453 ) :
( ثم بلغت خديجة خمساً وستين سنة ، ويقال خمسين سنة وهو أصح ) .
ـ الحاكم النيسابوري في ( المستدرك على الصحيحين ، ج3 ، ص200 ) عن ابن إسحاق :
( وكان لها ـ أي خديجة ـ يوم تزوجها ثمان وعشرون سنة ) .
نقد الروايات :
ـ رواية الواقدي كما في طبقات ابن سعد :
الواقدي ضعيف .
قال البخاري في ( التاريخ الكبير ، ج1 ، ص178 ) :
( محمد بن عمر الواقدي مدني قاضي بغداد عن معمر ومالك سكتوا عنه تركه أحمد وابن نمير مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقليل ) .
وقال الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ، ج9 ، ص469 ) :
( وقد تقرر أن الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات، والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج، أما في الفرائض، فلا ينبغي أن يذكر ) .
وصحيح أننا ها هنا بصدد مسألة تاريخية وليست حديثية ، وأنه يُحتاج إلى الواقدي في التاريخ ، إلا أنه خُولف .
ـ رواية ابن الأثير :
وإن صرح ابن الأثير بأن عمرها رضي الله عنها كان أربعين سنة ، إلا أنه ذكر أن هناك أقوالاً أخرى مخالفة لذلك .
ـ رواية ابن كثير :
أن عمرها رضي الله عنها :
خمسٌ وثلاثون .
وقيل : خمسٌ وعشرون .
عن ابن عباس : ثمان وعشرون .
نرى أن هناك اختلافاً بيّناً في تحديد عمرها رضي الله عنها .
ـ رواية البيهقي :
الأول : عمرها يوم توفيت رضي الله عنها خمسٌ وستين سنة ، يعني تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها أربعين سنة .
الثاني : عمرها يوم توفيت خمسين سنة ، يعني تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها خمسٌ وعشرين سنة .
ويرجح البيهقي الاحتمال الثاني ويقول إنه الأصح .
ـ رواية الحاكم النيسابوري :
كان عمرها رضي الله عنها ثماني وعشرين سنة .
لكن هذه الرواية ضعيفة ، قال عنها الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في تحقيقه للمستدرك ( ج3 ، ص217 ) : معضل .
يقول الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه ( السيرة النبوية الصحيحة ، ج1 ، ص113 ) :
( وقد أنجبت خديجة من رسول الله ذكرين وأربع إناث مما يرجح رواية ابن إسحاق فالغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل الخمسين ... ورغم أن هذه المعلومات لم تثبت حديثياً إلا أنها مشتهرة عند الإخباريين ) .
لكننا رأينا أن رواية ابن إسحاق التي نقلها الحاكم ضعيفة .
وأنا أميل إلى أن عمر أمّنا خديجة رضي الله عنها عند زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم كان أقل من أربعين سنة ، فلعله كان ثمانيَ وعشرين أو خمس وعشرين سنة كما رجحه البيهقي .
والله أعلم