أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: كتاب لؤي صافي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر: ولكن 'إعمال العقل' لا بواكي له!

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي كتاب لؤي صافي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر: ولكن 'إعمال العقل' لا بواكي له!

    كتاب لؤي صافي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر: ولكن 'إعمال العقل' لا بواكي له!

    د .أحمد خيري العمري

    جريدة القدس العربي
    26/09/2008



    بعض الكتب، تكون مثل منجم مطمور في جبل، يمر الناس أمامه، دون أن يلتفتوا إليه، ثم يحدث لاحقاً، وربما بعد قرون، وبعد مرور أجيال كانت تمر أمامه دون اهتمام، أن يكتشف هذا المنجم، ويستثمر، وإذا ما فيه من معادن، تصير ركناً من أركان النهوض بأمة، كانت قبل غير ذلك غير مدركة لما يحتويه الجبل.
    بعض الكتب تنتظر دورها ليحدث ذلك. يكتبها مؤلفها، بل ينزفها نزفاً من أعصابه ورؤيته المغايرة (والرؤية المغايرة باهظة الثمن دوما، لأن الخروج عن القطيع له ضريبته)، بعضها يظل مهملاً في أدراج الناشرين ومشاغلهم وانشغالهم بنشر كل ما هو سائد ورائج ابتداءً من كتب التراث بغثها وسمينها إلى كتب التنجيم والطبخ مروراً بكتب الجن.
    بعضها يتمكن من أن يجد ناشراً واعياً يحتضنه، لكن الخروج من المطبعة ليس نهاية المطاف، إذ بعدها سيصطدم هذا الكتاب بكل شروط الانحطاط التي جاء الكتاب ليغيرها أصلا.
    سيصطدم هذا الكتاب باللامبالاة، بالصمت، الذي هو أشد من أسوأ نقد، سيصطدم أولاً بقارئ لا يقرأ، وإذا قرأ فإنه لا يحاول إعمال عقله كثيراً، وإذا فعل، ووجد أن ما قرأه يختلف عن السائد، فإنه إما سيرفضه جملة وتفصيلاً، أو سيضعه موضع الشك باعتبار أن كل ما هو جديد يجب أن يكون مشكوكاً بأمره، وبعد هذا أو ذاك، سيصطدم الكتاب أيضاً بحواجز (الشللية) التي هي ظاهرة أساسية من ظواهر (مواتنا الثقافي) ـ المسمى خطأ بحياتنا الثقافية- وهكذا فإذا لم يكن الكاتب وكتابه محسوبين على تيار معين، إذا كان ينادي بما هو خارج كل هذه التيارات، باتجاه تيار آخر، فإن أحداً لن يلتفت إليه، أو سيلتفت باستخفاف وبلا مبالاة.

    الإهمال جائزة الكتاب الجاد

    بسبب من كل هذا، كان لا بد أن تمر عشر سنوات، على صدور كتاب (إعمال العقل) للؤي صافي، دون أن ينال عشر ما يستحق من اهتمام..
    عشر سنوات، بطبعتين، لم تنفد الثانية منهما، كان رجع الصدى هو الرد الأكثر رواجاً له. سمعت، شخصياً، الكثير من الثناء الشفاهي عن الكتاب، سمعت حتى تفسيرات لعدم نجاحه ((تتراوح بين سوء الحظ وصعوبة اللغة ومسائل فنية أخرى))، لكني أعتقد شخصياً أن عدم نجاح الكتاب (تجارياً) وحتى عدم حصوله على اهتمام نقدي كافٍ من النخب، هو الشيء الوحيد المتوقع والطبيعي في كل الظروف السائدة. ألن يكون غريباً جداً، أن يتصدر كتاب جاد مثل هذا قائمة المبيعات، ألن يكون غريباً لو أنه صدر بعشر طبعات مثلاً؟ أليس مستحيلا أن نراه-مثلا- على الرصيف بطبعة مزورة؟
    مع سيادة العقل اللاعقلاني، والعقل الخرافي، والعقل الآبائي التمجيدي والعقل العاطل عن العمل، لا يمكن لكتاب يتحدث عن (إعمال العقل) إلا أن يلاقي ما لاقى، وإلا كان ذلك قدحا في مصداقية الكتاب. بعبارة أخرى، إن من أسباب عدم رواج الكتاب، كل ما ذكره الكاتب وشخصه من أمراض في العقل المسلم، أي أن عدم رواجه ـ حالياً على الأقل ـ يمنحه المصداقية.
    كتاب لؤي صافي هذا، يمثل ـ برأيي ـ إضافة جديدة ومميزة لكل ما كتب عن العقل المسلم، لدينا في الغالب ثلاثة مواقف من العقل في أدبياتنا؛ الأول تمجــــيدي إنشائي يبدأ بإحصاء مشتقات الفعل 'عقــــــل' في القرآن الكريم وينتهي بذكر فضل علماء المسلمين على العالم، ولا يذكر من قريب أو بعيد لم توقـــــف الاستمرار بهذا الفضل، والثاني موقف مـــــتوجس من العقل يضعه في موضع المشتبه به الدائم كنوع من ارث لذلك الـــــنزاع بين الفلاسفة والمتكلــــمين حول أولوية العقل والنقل، والثالث موقف يتجه إلى إقامة مجلس عزاء للعقل المسلم باعتباره قد مات وانتهى أمره، ويجب أن نستورد العقل الغربي الوضعي بدلاً منه.

    الغزالي وتراجع العلوم الطبيعية

    لؤي صافي يتجه إلى تأسيس مختلف عن كل هذا، بعيداً عن الثناء والتوجس والندب، يضع يده على عمق التناقض الموجود في الخطاب التقليدي والذي يجعل من الامام الغزالي- مثلا- في كتابه 'المستصفى من علم الاصول 'يؤكد على أهمية العقل
    واعتباره (الحاكم الذي لا يعزل ولا يبدل، شاهد الشرع المزكى المعدل) لكنه مع ذلك يقول لاحقا عندما يقسم العلوم، في نفس الكتاب (ومنها عقلي محض لا يحث الشرع عليه ولا يندب اليه كالحساب والهندسة والنجوم وأمثاله من العلوم فهي بين ظنون كاذبة لائقة وان بعض الظن اثم وبين علوم صادقة لا منفعة لها ونعوذ بالله من علم لا ينفع)- ص85- وبين هذا وذاك يأتي نقض الضرورة السببية ونفي وجود خواص للمادة ـ على يد الغزالي ايضا - في خضم نزاعه مع الفلاسفة (تضييعا للعقل وتمييعا لثوابته وبالتالي تضييع للعلوم الطبيعية والاجتماعية فلا قوام لهذه العلوم بعد انكار ملازمة الاشياء لخواصها ولزوم الاسباب لمسبباتها ص 228)، ويقدم رؤية نقدية قرآنية لما يقول الغزالي ص 226- ص227، معتبرا أنه (سواء اعتبرنا الغزالي رائدا في رفض الضرورة السببية أو ناقلا لموقف المتكلمين في هذه المسألة، فقد ساهم هذا الموقف في تراجع العلوم الطبيعية عند المسلمين ص 220).
    ولكن لؤي صافي يمضي أعمق من الوقوف المجرد عند التشخيص، الى وضع أسس جديدة لنظرية جديدة في (عقل) يستمد منطلقاته وضوابطه ومحدداته من القرآن الكريم. إنه ينزع عن العقل مطلقاته الميتافيزيقية ومحدداته الوضعية ـ فالعقل ((ليس سوى نسق من المبادئ المنطقية-مثل مبدأ الاتساق والسببية- والعمليات الإجرائية -مثل التحليل والتركيب والتجريد والتجسيد، وهو لذلك يستمد مضامينه المعيارية ومحتواه المعرفي من خلال تمثله الثقافي والتربوي وخبرته المعرفية والميدانية (ص 96 ـ 97)).. ولذلك فالعقل الذي يستند على معايير قرآنية، و((يستند على التصور الكلي للقرآن ص 93)) في آلياته ونسقه سيتكامل مع الوحي ـ أو النقل ـ بدلاً من أسطورة التناقض المزعوم، وحتى ((سؤال أيهما يأتي اولا، العقل أم النقل؟)) سيكون سؤالاً افتراضياً لا محل له من الاعراب، لأن العقل هنا سيتشكل حسب محددات الوحي وضوابطه، ولن يكون عقلاً افتراضياً (قد تشكله، مثلاً، محددات الحداثة الغربية) لذا فإن إمكانية التعارض، أو أمر الأولوية برمته، غير وارد في هذه النظرية. طبعاً صنع العقل بمحددات الوحي، يضع لؤي صافي فوراً ونظريته، في مواجهة (النصوص) ـ وتعارضاتها وتناقضاتها المزعومة، ولؤي هنا واضح، فهو يعتمد على ما يسميه 'الرؤية القرآنية' ((التي تتحدد في القواعد العامة والمقاصد الكلية المستمدة من الكتاب، والمنتظمة وفق أنساق تحقق ترابطها الداخلي وترتبها ضمن هرم قيمي يميز أوليها من ثانويها ص 127..)).
    ورؤية لؤي صافي القرآنية هذه لا تهدف أبداً الى عزل السنة أو إقصائها، كما يستهدف أدعياء التجديد الديني ممن يسمون أنفسهم القرآنيين (الذين وفروا الكثير على منتقديهم عندما قاموا بتسمية مؤتمر لهم عقد مؤخرا في امريكا بمؤتمر الهراطقة المسلمين!!) ـ بل تهدف إلى تفعيل السنة عبر وضعها في موضعها الذي يجب أن تكون فيه (تبعاً للقرآن).

    القرآن أحوج الى السنة؟

    يقول المؤلف: ((على الرغم من إصرار منهجيات الفقه الأصولية على إعطـــــــــاء الكتاب اليد العليا (جعل السنة تبعاً له)، إلا أن الممارسة العمــــــلية خلال القرون المتأخرة قد قلبت سلم الأولويات رأساً على عقـب، فجعلت الرأي السائد المقبول عــــــــــند الجمهور حَكَماً على اختيار نصوص السنة وتحديد دلالاتها والسنة المخيرة حَكَماً على عملية اختيار نصوص الكتاب وتحديد حكمها، حتى إننا نجد من الفقهاء من يقول صراحة: (الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب، والسنة قاضية على الكتاب ص 127))،
    يوضح لؤي صافي، كيف تغيرت الآلية الفقهية من اعتبار السنة تبعاً للقرآن في عهد الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وحتى عهد مالك بن أنس، إلى ان اعتبار السنة مثيلا للكتاب، معتبراً (أن البدايات الأولى لهذه العملية كانت في الجهد الذي بذله الإمام الشافعي في التصدي لأصحاب الرأي الذين رفضوا تخصيص آيات الكتاب وتقييدها بأحاديث الآحاد ص 132..) .
    يعتبر الكاتب أن منهجية الشافعي استندت على أركان ثلاثة لا تزال قائمة في آليات التفكير واصول الفقه السائدة:
    1- التأكيد على أن الحديث المرفوع إلى رسول الله هو 'الحكمة' التي ذكرها القرآن الكريم.
    2- منع نسخ السنة بالقرآن.
    3- التسوية بين حجية الكتاب وحجية السنة .. (ص 132)، وهي الأركان التي مهدت لما يسميه المؤلف المنهجية النصوصية التي أعادت تعريف العلاقة بين الكتاب والسنة.. (ص 133)..
    في قراءته لهذه الأركان، يقدم الكتاب تعريفاً جديداً للحكمة ((هي مجموعة المبادئ المحددة للرؤية القرآنية التي تجلت في ممارسات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومواقفه العملية،ص 133)) ((ونرى لذلك امتناع تحديد الحكمة بآحاد النصوص المروية عن الرسول الكريم،ص 133)) ـ أي إنه لا يلغي ربط الحكمة بالسنة النبوية، ولكنه يلغي ارتباطها بآحاد النصوص المتفرقة المجتزأة من سياقها الذي لم ينقل مع النص، ويقوي، من جهة أخرى، ارتباطها بالرؤية القرآنية.
    المساواة بين الكتاب والسنة

    أما بالنسبة لمنع نسخ السنة بالقرآن، فيقدم الكتاب رؤية شديدة التماسك، أخـــــذاً بنظر الاعتبـــــار اتفاق العلماء على أن الحــــديث هو' كلام رسول الله المنقول إلينا بالمعنى ( = ليس بالحرف الدقيـق المباشر، الامر الذي يرتهن بفهم ناقل الخبر دون ان يكون ذلك قدحا في مصداقية نقله للخبر)....وإن منع نســـخ النص النبوي بالقرآن إنكار لهيمنة الكتاب عليه وتجاهل لأولوية مرجعية الكتاب ص 136 '. كما أنه يقدم نقداً متميزاً لرؤية ابن حزم الظاهري التي تساوي بين الكتاب والسنة اعتماداً على آية {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} (النجم 3 ـ 4). فالقرآن الكريم وحده يحتمل الوصف بأنه وحي يوحى لأنه كلام الله تنزل به جبريل الأمين لفظاً ومعنى، وهو هنا لا يقدم على محاولة نسف السنة كما يفعل الهراطقة إياهم، ((أما حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فيحتمل أوصافاً ثلاثة:
    1- وحي معنوي ألقي في روعه فأداه كما وعاه.
    2- إلهام من الله إلى الحق والصواب.
    3- اجتهاد في النوازل والأحداث تأويلاً لكتاب الله، وتطبيقاً لأحكامه ص 137..))
    أي إن لؤي صافي ليس بصدد التشكيك بحجية السنة وإمكان اعتماد الحديث لتقييد مطلق القرآن وتخصيص عامه..(( فأهمية السنة لتوضح معاني الكتاب وبيان تطبيقاته وتقييد مطلقه أمر نقره ولا نشكك فيه بل نعتقد ضلال من أراد فصل الكتاب عن السنة ص 142)) ـ ولكن ((جهدنا يتعلق بوضع العلاقة بين الكتاب والسنة موضعها الطبيعي بحيث يكون الكتاب هو الأصل الثابت وتكون السنة تابعة في مقاصدها وأحكامها لمقاصد القرآن وأحكامه)) (ص 142). ويقدم الكتاب، مثالاً على ما يمكن أن ينتج عن تخصيص آية قرآنية كريمة (آية القصاص) بحديث آحاد (له سياقه الخاص ولا نعرف تحديدا توقيت حدوثه كي نعلم ترتيب هذا الحدوث بالنسبة للآية الكريمة) مما قد يتعارض مع المبادئ القرآنية.

    منهجية القواعد القياسية

    الأمر المهم والمميز في كل ما سبق، إن لؤي صافي يتجاوز توجيه الانتقادات إلى المنهجية النصوصية التقليدية، إلى تقديم بديل حيوي وفاعل قادر على إنتاج منهجية علمية ترمي إلى (الانتقال من النظر الجزئي إلى النصوص المنفردة، إلى النظر الكلي من خلال اعتبار كافة النصوص المتعلقة بالموضوع المدروس) (ص 195)، وهذه المنهجية هي ما أسماها المؤلف (منهجية القواعد القياسية)، التي أفرد لها فصلاً من كتابه، والتي تنطلق من مقدمة تعتمد على أن ((النتيجة المتحصلة من مقدمات جزئية محتملة (= من نصوص منفردة ) هي نتيجة ظنية محتملة لا محالة، والنصوص المفردة، سواء أكانت آيات من كتاب الله تعالى أم أحاديث من سنة رسول الله تفيد الظن، وبالتالي فإن الاستدلال الذي ينبني على نظر في نص منفرد أو استدلال ضعيف ص 192)).
    منهجية القواعد القياسية هذه، التي تعتمد على رؤية النصوص القرآنية مجموعة وإيجاد قواعد مستخرجة منها، ومن ثم عرض هذه القواعد على نصوص الحديث النبوية، والتي سيتم فهمها بشكل قرآني يجعلها أكثر تماسكاً دون الانزلاق إلى مطب رفض حديثٍ ما لمجرد عدم موافقته لحكم قرآني ((نظراً لجهل السياق الكلي لكثير من الأحاديث واستحالة الجزم بكون الحديث معلوم الدلالة أو مرتبطاً بظرف أو فرد، فإذا توافقت دلالات الحديث ومعانيه مع دلالات الكتاب وأمكن حمله على البيان أو التقييد أو التخصيص، قبل الحديث بنصه. أما إذا تعارض نص الحديث ونص الكتاب وتناقضت دلالاتهما، وجب تأويل الحديث أو تخصيصه وتقييد دلالته بنص الكتاب، وأمكن في كلا الحالين القطع بأن المعنى المستنبط من نصوص الكتاب والسنة متوافقة مع مقاصد الوحي وتوجيهات الشارع (ص 204). أي إن 'منهجية القواعد القياسية' لا تعمد إلى رفض حديثٍ ما، كما يستسهل أدعياء التجديد لغرض نسف السنة كلها، ولكنها تضعها ضمن ضوابط تزيد من فاعليتها.

    آيات القتال

    الكتاب لا يكتفي بالتنظير لذلك، بل يقدم أمثلة عملية في موضوع في غاية الأهمية والحساسية، وهو موضوع القتال، يجمع كل آيات القتال، وكل أحاديث القتال (التي ستبدو متعارضة للوهلة الأولى)، ثم يطبق منهجية القواعد الأساسية، ليصل إلى مجموعة من القواعد والأحكام القرآنية التي يمكن من خلالها إعادة قراءة التعارض الظاهر مع بعض الأحاديث ـ والوصول إلى حكم متوازن ومتكامل لا يتعارض مع مجموع النصوص، بعيداً عن الانتقائية التي يمارسها كل من شاء أن يستبدل بدليل منفرد (سواء كان هؤلاء دعاة العنف الذين لا يرون غير آية القتال، أو دعاة اللاعنف الذين لا يرون غير آية اللا إكراه)..
    والحق أن (منهجية القواعد القياسية) ـ بأركانها الستة التي لا مجال للخوض فيها والتي قد تحتاج إلى المزيد من التأصيل والتمكين والتمحيص ـ هي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر وهي تحتاج حتماً إلى المزيد من الأمثلة والمقارنات لكي تنمو وتتأصل وتبرهن على مصداقيتها وتكاملها مع الرؤية القرآنية التي تشكل البنية الأساسية للعقل المسلم.
    في الوقت نفسه، فإن وجود هذه الضوابط في (منهجية القواعد القياسية) هي بمثابة الفيصل الحاد بين هذه الرؤية التجديدية، وبين رؤية أدعياء التجديد الديني الذين يمررون رؤيتهم الليبرالية تارة تحت ستار (المقاصد) المطاطة، وطوراً تحت شعار (تاريخية النص)، وتارة أخرى تحت (قراءة ألسنية ) تعيد نسف كل شيء من أجل تركيبه من جديد على حسب النموذج الغربي.
    ولو أن لؤي صافي كان من هؤلاء، لو أن كتابه كان يندرج ضمن هذه المحاولات لتنادى هؤلاء من كل مكان لإسناده والترويج له، ولجاءه الدعم من تلك المؤسسات الغربية التي لم تعد تخفي دعمها لهذه التيارات ولم تعد تكترث أصلا لأخفاء الامــر او تحديد الاشخاص الذين تدعمهم 'بالإسم'.
    لكن هذا التجــــــــديد الحقيقي، المنضبـــــط، الملتزم برؤية قرآنـــية، لا يجد من يروج له، ولا يبكي عليه.. ولذا تجده بعد عشر سنوات من صدوره، شبه مهمل، شبه منسي.. لكن هذا كله، يجب أن لا يستمر...وعسى ان يكون هذه المقال قرعا على جدار الصمت .. الصمت الاسوأ من اسوأ نقد.
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    بالنسبة للكتاب فهو كغيره من الكتب التأسيسية ... لا يعلم أ/رها إلا الراسخون في الصدق مع الذات


    انظر مثلاً لكتاب صغير في حجمه كبير في فؤائده مثل كتاب

    منطق بن خلدون

    لعالم الاجتماع العراقي المرحوم علي الوردي

    ستدرك أننا - نخب وجمهور - غير معنيين بمن لا يحلق في فضاءنا

    غير معنيين بمن يستشرف غدنا

    غير معنيين بمن اكتشف أين هي أقدامنا من قبل أن يرسم لنا خطوات المسير إلى الغد ..

    \

    بالنسبة للكاتب الصافي حماه الله وسدد خطاه

    لابد أن يتحصن بمؤسسة عقلانية متوازنة وغير متجهة إلى طرف مؤذي

    أقترح عليه

    مؤسسة الفكر العالمي \ كالفورنيا \ طه جابر العلواني وجماعته

    لأنهم يحملون بذور النهضة الفكرية .. وتجديدها

    \

    بالنسبة للدكتور الحبيب : الأستاذ العمري

    انتظر كتابك الجديد ياأخي الحبيب عن مسألة الاختراق الثقافي التي كلمنا عنها الجابري حماه الله

    ولن أمل الانتظار ... فمثلك من تجود به السماء علينا ... ونحن اخوان الرسول

    \

    جزيتم الجنة

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأخ الحبيب خليل حلاوجي
    سبق وأن قلت لك رأيي في ما هو مطروح أمامنا الآن ، وقد بحثت عن كتاب السيد لؤي صافي فلم أعثر عليه، فإن كنت تعلم له رابطًا فأدرجه هنا ولك كل الشكر.
    بخصوص مقال الدكتور أحمد العمري فإنني أقول ما يلي :
    نحن نعلم أنْ الأمور فيما يخص حال هذه الأمة لا تحتاج إلى تنظير ؛ بل إلى حلول ، فالتنظير حاصل وموجود على كل الساحات ، ولا يخفي أحد رغبته في التغيير والنهوض بهذه الأمة ، ومنهم الدكتور أحمد العمري ، ولا نشك مطلقًا في حُسن نيته في تجاوز هذه المحنة الكبيرة ، ولا نشك أيضًا في حرصك أيها الأخ الحبيب ونقدّر تمامًا كل المجهودات التي تبذلها في سعيك الحثيث لتنوير العقل العربي المسلم ، ونعلم أيضًا مدى حرصك على إتباع منهجًا وسطًا يقرب ولا يبعّد من الهدف الذي نتشارك جميعًا في حمل مسئوليته ؛ كل على قدر طاقته وجهده .
    ما نريده أخي الحبيب هو أنْ نكون حريصين ومحافظين على منهج الوسطية في التعامل فيما بيننا ، وعلى النصح لبعضنا البعض ، وعلى عدم تحميل أزماتنا ومشاكلنا وربطها في أعناق الآخرين ، أولئك الذي لم يعد باستطاعتهم الدفاع عن أنفسهم ، ولم تشفع لهم كتاباتهم في تقدير ظروفهم وإنصافهم في عصرنا هذا المرهون بالتبعية والانجرار وراء أفكار مستوردة ، لا تصلح لبيئة لم تخلق لها ، فهي كمن يحاول أن يزرع جملًا في وسط المحيط المتجمد الشمالي ، ويطالبه في نفس الوقت بالمسير ويدفعه دفعًا بالسياط ، ألا ترى معي أن هناك من هو أقدر من الجمل على أداء تلك المهمة ؟ فلماذا نضع القوانين العكسية في وجه المنطق ، ثمّ ندّعي العلم في مواجهة التخلف ، أنت تعلم كما الآخرين في هذا العالم العربي الإسلامي أننا نقف على مفترق طرق ، فكل الجهات موصدة في وجه الفكر السليم والمنطقي ، و منهم كتّاب مثل الأستاذ لؤي صافي – رغم أننا لم تقرأ كتابه لكن تخيلنا هذه الثورة الصامتة في حروفه - ، وتعلم أيضًا أخي الحبيب أنّ الإسلام لم يحكم بعد الخلافة الراشدية ، لم يحكم وإنْ كان لم يغب عن الساحة ؛ ولم يتركها للآخرين ليلهو ويلعبوا بها كما يشاءون ، وتعلم أيضًا أن هناك فترات كان فيها دور للعلماء أصحاب الكلمة التي لا تخاف في الله لومة لائم ، حين كان يدخل الواحد منهم على الملك الجبار في الأرض فيقول رأيه وأجره على الله تعالى ، أمّا الآن فهذا ليس متوفرًا ، وقلة فقط تصدت لمثل هذه المهمة الجليلة ، ومعظم المسلمون اليوم بوصلتهم تائه ، لا جاذبية تحكمها ، ولا منطق يسودها ، والكل يغني على ليلاه ، ولهذا أسباب لا تخفى على لبيب مثلك ، لهذا فأنا أدعو للترفق بهم ، وأن نحاول على قدر الجهد والطاقة أن ننصحهم ، وأن لا نحملهم أكثر من طاقتهم ، فالحراب كثيرة ، والطعنات أكثر من أن تعد وتحصى ، حتى لقمة العيش باتت تنازعهم يومهم ، وكل الأبواب مغلقة في وجوهم ، غير باب واحد ما زال وسيظل مفتوحًا ؛ هو باب الله تعالى الذي لا يرد سائلًا ولا يحجب من دونه تائبًا .
    و تعلم أيضًا أن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام بحاجة إلى أتباعه ؛ بل العكس هو الصحيح ، فلطالما كان أتباع الإسلام هم من يحتاجون إليه ، وهو من يحركهم حين تكون النوايا صادقة ، والعزيمة مستنفرة ، والإخلاص سيد الموقف ، وكتعقيب على كلام أخونا الدكتور أحمد العمري ، والذي أرى فيه مفكرًا ملتزمًا بقضايا أمته – رغم أنني لم أقرأ كل مقالاته – فقد كنت أرجو أن يكون لكلامه المشوق حول كتاب الدكتور لؤي صافي وجهة نظر أكثر عمقًا وتحيلًا ، واستنتاجًا واستنباطًا للمحاور التي يدور حولها الكتاب المذكور ، فقد لمحت من خلال عرضه أنّه قارن بين شخصية إسلامية رأيت فيها وكأنه يؤيد ما جاء في كتاب صافي ما يدعمها ، فقد كان نقدًا ما ذهب إليه وهذا من حقه ، ومن حق القارئ أيضًا أن يعرف أكثر بما أنه طرح الموضوع محل النقاش ، فليس كل واحد منا لديه القدرة على اقتناء هذا الكتاب – لا أقصد القدرة المادية – علمًا أن هذه الشخصية ليست هي الإسلام ، وإن كان مجتهدًا وهو فرد منها .
    ما نريده حقًا هو أن يحاول كل واحد منا أن يُعرّف الآخر بكل حديث جدّ وطرأ على ساحة الفكر والمعرفة ، وأن يحاول على قدر جهده أن يحلل مضمون خطاب الآخر ؛ وأن يذكر فيه نقاط الضعف والقوة ، وصدقني حينما أقول لك أن بعض الشيوعيين الذين عاصرتهم كانوا لا يألون جهدًا في التعريف بماركس وإنجلز ولينين ، وحتى تروتسكي وغرامشي ، وكانوا لا يملّون من ذكرهم ، وذكر أفكارهم وتحليلها كي يقتنع بها الآخر ، أمّا ما يحصل معنا اليوم ومع الأسف الشديد ؛ فهو ذكر العيوب والنقائص التي أفاضت أو كادت أن تفيض الكأس ، لينفجر بها طوفان الفوضى من النفور الحاد في لغة هذا أو ذاك ، وهذا كله يترافق مع ظهور أشخاص نثروا أفكارهم الغريبة عن المجتمع ، ويريدون لها أن تتسيد الموقف في غياب البديل الحقيقي الذي ينتمي لهذه الأمة ، ولعلّ البعض منهم – وأنا هنا أتكلم عن أولئك الذين يسمون أنفسهم أصحاب المشاريع الفكرية الكبرى – يقول أنه من هذه الأمة ، لكنه في الوقت نفسه يتزعم الموقف الذي ينادي بنزع كل ما هو مقدس من عقيدتها ، ولعلّه أيضًا تأثر بالفكر الحداثي ومصدره الطالح ، ولعلّه أيضًا قرأ سبينوزا ذلك الرجل الذي قصم ظهر الدين وكان فكره هاديًا لفصله عن الدولة في عصره ، وهذا ربما كان حق مشروع له لما كان للدين – الكنيسة – من سيطرة مطلقة على العقل في تلك الفترة ، ولعلّ من قرأه يزعم بتناسخ الأدوار بين تلك الفترة وفترتنا الحالية أو حتى كل الفترات السابقة ، فزعم أن المسجد ومن خلفه الدين – رغم كل الجهل والتخلف الذي هو موجود فعلًا – يقوم بدور تلك الكنيسة ؛ فاقتبس منه تبعًا لذلك تلك العبارة الشهيرة التي تقول .". ينبغي تفضيل العقل ؛ إن لم يكن على الكتاب المقدس فعلى الأقل على ما نفهمه منه "ومن هنا بدأت الحداثة ، ومن هنا بدأت الكارثة ولا نعلم متى ستنتهي .
    أشكر لك طرحك لهذا الموضوع الهام ، وحسن أخلاقك ونبل أهدافك أيها الكريم .
    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    الأستاذ الحبيب : راضي الضميري .

    نعم أقف عند سطورك المضيئة هذه ... مستبشعاً جرم الداعين إلى جلد الذات من المتعلقين بأوهام حبال نظرية المؤامرة .

    ولكن : أخي الحبيب.
    لابد من إعادة قراءة تراثنا الفكري بعقلية آنية تعيش لحظتنا الراهنة .. لابد

    وهذه القراءة تتطلب منا - بحق - الفصل مابين هو مقدس وما سواه في هذا الخطاب . هذا من ناحية

    ومن ناحية أخرى .
    لابد أن نستخدم الماضي لغاية وحيدة هي المستقبل
    وهي وصية القرآن المجيد - لاحظ مضمون المجد - قال تعالى (( ولتنظر نفس ماذا تكسب غدا ))

    الكسب المعرفي هنا في الآية لن يتم إلا من خلال الوقوف عند اللحظة الراهنة .

    جل الذين يكتبون عن واقعنا يغفلون عن تجسير الفجوة بين ماضينا وغدنا عن طريق نقد وتمحيص النص التراثي متحصنين بالقدسية التي يحملها القرآن المجيد وما صح عن سيدنا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام من سنته الشريفة.

    والصافي والعمري كغيرهم أرادا الوقوف لهذه المهمة .. فاشترطا الدخول من داخل المنظومة الفكرية الإسلامية وحدها مستعينين بالأدوات المعرفية للآخرين ... وهنا تبدو للمتلقين لخطابهما الإشكال الأصعب .

    إذ تعود المتلقي على صيغتين من النقد
    1\ معارضة من خارج حدود الملة ... ذات بعد عدواني
    2\ متشنجة من داخل حدود الملة ... ذات بعد فوضوي

    أما الفضاء الثالث فقد يبدو جديداً لكنه بدأ يشق طريقه ... إنه العين الناقدة للخطاب المقدس ذاته فحديث مثل حديث (( خير القرون قرني .. )) لجدير بأن يقف عنده قلم مثل قلم العمري ليتناوله بالتحليل والتقصي وهي جرأة تحسب له .. كما فعلت أنا في تفسير نظرية الأطوار القرآنية مستنداً لفهم جديد لآية سيدنا نوح (( وقد خلقكم أطوارا .. )) وهي منشورة هنا في الواحة بعنوان : القرآن كما قرأته \ 1

    إذن :

    نحن بحاجة إلى متلقي واعي ...لنحفز فيه الهمة لمؤازرتنا ونحن نهدم بعض الأسس الخاطئة لمسلمات مشوشة تعيق فهمنا الجلي للخطاب المقدس ..

    طبعاً

    ماذكرته عن سطحية أو عن مشغولية العقل المتلقي لخطابنا بالشواغل اليومية لايعفينا من إكمال مهمتنا رغم أن رأسم مال خطابنا التصحيحي هو هذا المتلقي بكل فوازع وقوارع ومآسي لحظته الرهنة وتحدياتها.


    نعم

    يبدو الأمر مربكاً ... لكن .. لا مناص من ذلك

    \

    تقبل بالغ تقديري ..

  6. #6
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأستاذ الحبيب خليل حلاوجي
    أتفق معك في إعادة قراءة التراث ، وهنا يجب أن نفرق بين ما هو مقدس وما سواه في هذا الخطاب ، لكن ألا يجب أن نتفق أولًا ؛ أو نعرّف على الأقل ما هو المقدس وما هو غير المقدس ؟ إذا كان المقصود بالمقدس هم كل من ساهم في صنع هذا التراث فهذا ليس بمقدس ، فلا قدسية لشخص بعينه دون سواه ، ونحن عندما نتكلم عن التراث فعلينا أن نفصل هذا الخطاب عن كاتبه مع عدم التقليل أيضًا من شأن من قام به وبطريقة يمجّها العقل السليم ويستحي منها الأدب ، وأمّا إذا كان المقصود بالمقدس هو الكتاب أو السنّة ، فهذا لا تعارض بينه وبين ما يخرج به القارئ لهذا التراث ، فلا يعارض العقل الصريح النقل الصحيح ، وينبغي إثبات ذلك في حالة وجود تعارض ، كما إن أي قراءة متأنية واعية لها منهجها السليم الذي ينبغي أن يتحكم بالعقل وأهواءه ؛ فهذا نتفق معه ، كما نتفق مع كل ما ذكرته ، لكن ألا ترى معي أن معظم من تصدوا لهذا الأمر قد خرجوا بقراءات تناصب العداء لهذا التراث ، بل ألغوا منه كل ما هو من شأنه أن يكون ركيزة لعميلة التقدم المنشودة . لو تابعنا كتابات من تصدى لمثل هذه الأمور ألا تجد فيها رائحة الاستهزاء و مشاعر النفور من كل ما جاد به هذا التراث ؟
    نعم هناك حاجة ملحة للخوض في مثل هذه الأمور ، رغم أنني لم أطّلع على كل ما كتبته – وسأراجعه في أقرب وقت ممكن – لكن ما أريد أن أشير إليه ربما ينطبق عليه المثال التالي : هناك من خرج يريد بلدًا بعينه قاصدًا لنقل المسجد الأموي في دمشق أو الأزهر في مصر ، فإذا به وقبل أن ينتهي من زيارته يزور شارع الهرم أو الملهى الفلاني ، فينتهي به الأمر إلى نسيان الموضوع الذي جاء من أجله ؛ ليغرق بالتالي في شهواته وأهواءه فيخلط بين هذا وذاك ، وتغدو معها زيارته وكأنها فتحًا جديدًا لمشاريع لم يكن يخطط لها أصلًا ؛ إنما هي النفس الأمارة بالسوء وطغيانها على العقل الصحيح ؛ هكذا أفهم معظم كتابات من تصدى لفهم القرآن الكريم ؛ بدأ محاولته في تفسير ومحاولة معرفة الظروف الموضوعية المنشودة للالتقاء بين الحاضر والماضي ، فإذا به يخرج بقراءة تدين الماضي والحاضر معًا ، ويتلاعب بنصوص القرآن تبعًا لهواه ولما فهمه عقله .
    سواء كان الصافي أو العمري أو أنت أو أي أخ فاضل ، فلا يوجد هناك ما يمنع من القراءة والتفسير ومحاولة الإتيان بمفهوم جديد ، لكن الشرط الأساس يبقى قائمًا "فهم النصّ القرآني له شروطه وآلياته " ولا يجب التساهل في هذه الشروط مهما علا شأن القارئ ، وينبغي أن يفهم أيضًا أن مصاعب وأزمات هذه الأمة ليست منبعها الفهم الخاطئ للإسلام بقدر ما هي التراخي أو التراجع عن التمسك بما جاء به الإسلام ، وكل ما نراه الآن من خروج عن تعاليم الإسلام يدينه العقل والمنطق لبعض الجماعات هنا أو هناك ؛ فهذا لا يعني أن فهمهم للإسلام كان صحيحًا ، ولا يحتج بهم على الإسلام ، فالإسلام لم يكن يومًا فردًا أو جماعة بعينها تمثله ، إنما هو دين للجميع ، والحكم عليه يكون من خلال الفهم الصريح للعقل الذي لا يناقض ما جاء به ، ولو نظرت إلى كل الكتب التي صنفها المفكرين الحداثيين لوجدت أنها تبتعد في معظمها الفهم الصحيح للإسلام ، بل تراهم لا يستشهدون بأهل السنّة في كتاباتهم ، بل يعتمدون على مصادر تاريخية فيها انحراف واضح أو ميول واضح لفئة أو طائفة معينة بذاتها ، ولوجدت بعض هؤلاء المفكرين يقولون فيما معناه " وتقول مصادرنا التاريخية " بدون أن يعرفوا ما هي تلك المصادر ، وأيضًا يستدلون بأحاديث ضعيفة أو موضوعة ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الكتب التي تختص بمثل هذه الأمور لمعرفة الصحيح من الضعيف من الموضوع ، وإذا ما استدلوا بحديث صحيح أو آية قرآنية فهم يؤوّلونها تبعًا لأغراضهم ومشاريعهم .
    وسأقوم قريبًا جدًا – إن شاء الله تعالى إن سمحت لي الظروف – بعرض بعض كتب محمد أركون والطيب تيزيني و محمد عابد الجابري تحديدًا ، ومن أهمها كتابه الأخير " مدخل إلى القرآن الكريم " لنعرف ويعرف غيرنا إلى أي مدى سمحت لهم أنفسهم في اختراق وتفكيك نصوص القرآن زورًا وبهتاناً ، وكيف أملت وسولت لهم فلسفتهم الحداثية الخوض في أمور التراث والدين بغير وجه حق ، ولنعلم بعدها أنهم إنما كانوا خدمًا للمشاريع الاستشراقية وتلاميذ أوفياء لها .
    لا أنكر أو أقلل من أهمية ما كتبته أو ما قرأته – رغم أنني لم أقرأه بعد كما هو الحال مع الصافي – لكنني ما زلت عند رأيي القائل بأن أهل مكة أدرى بشعابها ، ولكل علم شعب خاص به ، وهذا ما أدعو إليه .
    تقديري واحترامي .

  7. #7
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأستاذ الحبيب خليل حلاوجي
    كنت قد وعدت بقراءة ما كتبته في هذه الواحة الغراء ، ولا أخفيك فإنني لا أملك الوقت الكافي بسبب الظروف التي أمر بها لكنني سأحاول على قدر المستطاع ، وهنا أريد أن أوضح أمرًا آخر وهو أنني أطلب من نفسي و منك ومن الآخرين الابتعاد عن كل المجاملات والخوض في كل ما يطرح بجدية تامة ، وقد بدأت فعلًا في القراءة ، وأول ما قرأته هو نصّ بعنوان " القرآن كما قرأته على هذا الرابط https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=22596 وهذا الرابط https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=23195 . وهنا لدي ملاحظات منها:
    1-أمّا فيما يخص مقالتك الأولى " القرآن كما قرأته " فالحق أقول لك إنني لا أوافق على كل ما جاء بها ، وقد شرح الأخوة عمار الخطيب والدكتور سمير العمري وغيرهم وبينوا وجه الاعتراض على كل ما تفضلت به وأؤيد كل ما قالوه ، وأزيد على ذلك أن معظم ما جاء في مقالتك – لو نظرنا إليها بدون أي شرح مستفيض منك فيما بعد – لقلت أنها لا علاقة البتة فيما بينها وبين قراءتك للقرآن الكريم ، وذلك بسبب اعتمادك على افتراضات لا دليل عليها ، إنما هي وجهات نظر لعلماء ولم تأتي فيها بجديد ، إنما كان دورك هو إبراز هذه الافتراضات وضمها لآيات كريمة ، وما هكذا تأتي القراءة الصحيحة للقرآن الكريم ولمن يريد أن يبيّن للناس مدى تعملقه وتوسعه في هذه القراءة ، فهناك فرق بين أن يخرج إنسان ما قرأ القرآن برؤية جديدة كانت غائبة عن الأذهان ، وبين أن يعتمد على أقوال ووجهات نظر الآخرين بالكلية وهي مجرد افتراضات ، وهنا لا تصبح قراءة بقدر ما هي محاولة للاستدلال – أو لنقل خواطر غير مثبتة - - على أمر يجده إنسان ما يشكل معجزة موافقة لما جاء به القرآن الكريم .وأيضًا فواضح في بعض ردودك أنك اعتمدت على ما جاء في كتاب الدكتور عبد الصبور شاهين – خصوصًا وأنه ذكر بالاسم - أو غيره ربما ، بخصوص أكل البشر للبشر وأمور أخرى تتعلق بالإنسان الأول والحفريات ..الخ ، فقد ذكر هذا الدكتور عبد الصبور في كتابه أبي آدم واستفاض في شرح هذه المسألة للتدليل على صحة وجهة نظره ، ولو عزلنا كل ما قاله الآخرين الذين استشهدت بقراءاتهم ؛ لانتفى بذلك عنوان المقالة ، ولما أصبحت قراءة . وهناك أمر آخر وهو أنني أحترم فيك التزامك بردودك وعدم محاولتك إبراز أدلة لا تقنع وهذا يحسب لك .
    2-أمّا بخصوص القراءة الثانية " القرآن كما قرأته 2 " فقد ورد فيها جملة من الأمور من بينها الحديث عن صلة القربى وعدم نفعها لأصحابها في حالة مخالفتهم لأمر الله تعالى ..الخ ، وقد ذكرت فيها مجموعة من الآيات / منها الآية رقم 124 في سورة البقرة والتي تقول " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّيجَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِيالظَّالِمِينَ " سورة البقرة آية 124 وذكرت تعليقًا عليها يقول بالحرف .." انظر كيف وقع سيدنا إبراهيم في لحظة الدهشة فتمنى الخير الذي وهبه إليه رب العزةلذريته وانظر إلى التصحيح القرآني كيف وضع الدستور المجدي " وهنا كنت أود لو أنك لم تذكر موضوع الدهشة على لسان سيدنا إبراهيم و كلمة أنظر ؛ لأنها توجه الانتباه إلى أنّ هناك أمرًا قد وقع لا محالة ولا شك فيه ، و لأن هذا الأمر ليس واضحًا من مدلول الآية الكريمة هذا أولًا ، وثانيًا : لأنه تأويل عمّا في علم الغيب ، وكان يكفي لو استدللت بأحاديث صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لتوضيح هذه المسألة منها على سبيل المثال الحديث الذي رواه مسلم يقول فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه " ومن فوائد الحديث كما هو واضح إنّ الإنسان لن ينفعه حسبه ونسبه عند الله ، إنما هو العمل الذي يأتي به ، فهو المقياس لقبول أو عدم قبوله ، وعند البخاري ومسلم قال " يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا ، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا ، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا ، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئًا " وهكذا نرى أنّ هذه الأحاديث قد أغنت الهدف الذي نريد توصيله للقارئ ، وأيضًا وكما قرأت في مقالة الدكتور أحمد العمري فقد ذكر أن القرآن أحوج للسنة ، وأراك تؤيد ما جاء في المقالة بدليل اعتمادك لها وجعلها مستندًا بارزًا يثبت غياب العقل عن الساحة الفكرية والاجتهادية في هذا الزمن الذي نعيشه ، فلماذا لا نعتمد السنة الثابتة الصحيحة لتوضيح وجهات نظرنا في أثناء تفسيرنا للقرآن ، فحديث واحد في موضوع ما قد يفسر ما جاءت به الآية الكريمة ، وقد يغني عن الشرح الطويل والمستفيض ، وقد لا نعتمد حينها على مقولة " ويخبرنا القرآن كذا وكذا ، أو والقرآن لم يخبرنا كذا أو كذا كما يفعل البعض ممن يسمون أنفسهم مفكّرين ؛ وهذا ليس تقليل من شأن القرآن الكريم ، إطلاقًا ؛ بل هو تدعيم لما يقوله ويقرره قرآننا الكريم .
    3-إن القراءة الثانية تبدو أفضل من الأولى لعدة اعتبارات من أهمها : وضوح الهدف والرؤية التي تريد إيصالها إلى القارئ الكريم ، رغم أنها تضمنت تلك الفقرة التي أشرت إليها والتي لم يكن من داعٍ لها ؛ لأنها خرجت عن الإطار العقلي والمنطقي وأوّلت ما لم يأتي به – أولم يشي به - النصّ القرآني .
    4-مسألة مهمة وردت في النصّ ألا وهي قولك " يعتقد الكثير من الناس أن أنبياء الله تعالى قد عصمهم الله عن الخطأ ... والصحيحأنهم بشر مثلنا يخطئون ويصيبون فيصحح لهم الله تعالى لنتعلم من خلالهم الكثير منالمتون القيمية بشكلها العملي وهي طريقة قرآنية جديرة بالتوقف عندها " ولكنك لم توضح ماهية هذه الأخطاء وحدودها التي عصمهم الله منها ولم يعصمهم بالتالي منها ، - رغم ذكرك للخطأ والباطل فيما بعد وهذا لا يكفي - وهذا الإطلاق على العموم يجعل من المتلقي وكأنه يزكي نفسه أو أخطاءه أحيانًا ولا يعيرها أي اهتمام حين يخطئ ، وكثيرًا ما نسمع تلك المقولة على لسان العامة وغيرهم ممن يسمون أنفسهم مثقفين ومفكرين " الأنبياء غلطوا - وأحيانًا- حتى الأنبياء أخطئوا يا أخي " وهذا يعود طبعًا لمدى علم وثقافة وتقوى زيد أو عبيد حول تلك المسألة حين يقول ذلك . لذا فمن الضروري أن يعلم الإنسان أن الأنبياء معصومين عن الخطأ في التبليغ عن ربهم ، هذا أولًا ؛ وثانيًا : فإن الأخطاء الصغيرة والتي هي من صغائر الذنوب مما ليس في فعلها خسة ولا دناءة فإنها إن صدرت عنهم فإنها تتبع فورًا بتوجيه رباني ، ويتبعها النبي بالتوبة والإنابة ، وهذا لا ينقص من قدرهم ، بل لو لا هذا الأمر لأصبح الأنبياء ملائكة ، وهذا محال أن يكون الملاك نبي أو رسول ، لذلك كان من الأفضل أن يتم هذا التوجيه ليعرف النّاس ما هي هذه الأخطاء التي يتم الحديث عنها بخصوص الأنبياء . ولو لاحظت التعقيبات على موضوعك لثبت لك خطورة هذا الأمر .
    5-لاحظت مدى تأثرك بالدكتور خالص الجلبي وتأثرك به لدرجة كبيرة لدرجة أنك تسميه شيخك – ومعه أيضًا الدكتور أحمد العمري وهذا حق لك – لذلك فلا مجال للعجب أو الاستغراب إذا ما وجدنا من يتأثر بابن تيمية مثلًا – أو البخاري ومسلم وغيرهم - وبعلمه الذي يشهد على مدى تفوقه وذكاءه وفقهه ويقول شيخي ويتمسك فعلًا بهذه المقولة إلى حين خروج مقولة أخرى تدحض أو تفند بعض ما قاله هذا الشيخ أو ذاك ، فإن كنا نُعجب بفلان أو علان في وقتنا الحاضر فلا ينفي هذا إعجابنا بالسلف ، ولو راجعنا فقط ما كتبه ابن تيمية في كتابه " درء تعارض العقل والنقل " فصدقني لكسر أقلام كل هؤلاء المتفلسفة الذين يروجون لفكر أقل ما يقال عنه أنه خارج عن القانون والسنّة الإلهية في هذا الكون، وبناءً على ما تقدم فإن من يعتبر التشبه بالسلف والأخذ بأقوالهم الصحيحة الموافقة للكتاب والسنّة بأنه نقل مريض لعصر مريض تصبح حجته ضعيفة بخصوص من يتمسك بآرائهم ؛ وفي ظل عدم وجود آراء أو اجتهادات أخرى توضح أخطائهم أو تستدعي تبديلها على الأقل – وهنا فأنا لا أعنيك بحديثي - ؛ لأننا حين نقرأ منك ومن غيرك حاجتنا الضرورية والملحة لإعادة قراءة التراث ، فمن حقنا أن نعلم ما هي تلك الأدوات التي سنقرأ بها التراث ؛ وما مدى سلطة العقل على النصّ موضع القراءة ، وأن نحدد ونضع شروطًا لما هو مقدس وما هو غير مقدس ، وبالتالي نبحر في سفينة التطوير ، لأننا إذا ما قارنا القراءات الجديدة والمعاصرة للقرآن والتي نراها الآن ، فمن حقنا بل من واجبنا أن نتمسك بعلم من سبقنا في بعض المسائل التي لم تكن غائبة عن فهمهم ووعيهم ؛ والتي تصدى لها آخرون وجاءت مخالفة ؛ بل جاءت - هذه القراءات المعاصرة - ضعيفة وركيكة وخالية من الأدلة العقلية والنقلية ، ولا تتناسب ومقام الآيات التي تخضع للتفسير والتأويل ، بل كلها افتراضات وفلسفة لا تسمن ولا تغني من جوع .
    6-إن إعادة قراءة التراث تستوجب أن نحدد الخلل في كل الكتب السابقة ، وأن نمحصها وندققها ، ولا يكفي حقيقة أن نستشهد بمقالة للدكتور خالص الجلبي والذي أوردته في نصك الأول " القرآن كما قرأته "، لأن المعلومة التي أوردها في مقاله – أي الدكتور خالص الجلبي – كانت قد نشرت بتاريخ 29 يونيو 2005 تحت عنوان " البنية الموضوعية للقرآن " في جريدة الاتحاد الإماراتية " هي أنّ هناك عشرين ألفًا من كتب التفسير ..الخ " - طبعًا مع ذكره للأستاذ الأمريكي جيفري لانج وهو ما ذكرته أنت أيضًا - وذكر أيضًا ابن كثير و وقوله " كما لا يمكن فهم الآيات بتفسير ابن كثير " – وللحق فالرجل احترم ابن كثير في مقاله – وهنا يحق لنا أن نسأل هذا السؤال وسبق أن سألته لك عن الدكتور أحمد العمري حين أدرج مقالته عن كتاب لؤي صافي : متى عثر الدكتور أحمد العمري على كتاب الصافي ؟ وهل عثوره عليه بعد وقت طويل من إنزاله للسوق - وهو المهتم بمثل هذه الأمور - يعتبر حجة على من لم يعثر عليه وبالتالي يعتبر مستندًا فكرًا مهمًا ؟ ولماذا لم يتابع الكتاب فور نزوله وقد صدرت منه طبعتان إلى الآن ؟ ولماذا هو " ولكن إعمال العقل لا بواكي له " ولماذا لم يشرحه بشكل مستفيض وهو يعلم أنّ النسخ منه محدودة في الطبعة الثانية ولم تبلغ كل من يهتم بمثل هذه الأمور حتى نقر له أو لمن وضع هذا العنوان بأن ما جاء به صحيح ويستحق القبول والعمل به .ولماذا أيضًا الدكتور خالص الجلبي وهو يحترم ابن كثير جدًا لم ينزل تفسيرًا مماثلًا لتفسير ابن كثير كي نرى التطور الذي كان غائبًا عن أذهان النّاس طيلة 1400 عام ، وبالتالي تستفيد الأمة ويستفيد هو ؛ ويكون عمله في ميزان حسناته . ولماذا الاحتجاج على من علم من سبقنا في ظل غياب الدليل الفعال والمقنع والمطابق أو لنقل القريب من الكتاب والسنّة ، وكنت أيضًا قد طلبت منك أخي الكريم أدراج رابط لكتاب الصافي ولكنك لم تجبني ، وهنا لدي سؤال : هل قرأت الكتاب كله أم أنك حكمت على ما فيه من خلال ما قاله الدكتور أحمد العمري ؟ رغم أنني لم أرى أي تعقيب مستفيض منك لكتاب الدكتور الصافي ، ولم تورد أمثلة لما جاء به ، فهل يكفي الاستدلال بمقالة على كتاب لم نسمع أو نقرأ منه شيئًا غير ما أورده الدكتور أحمد العمري ، لنقول أنه كتاب القرن مثلًُا ، وهل يكفي هذا للحكم عليه ؟
    7-ورد في ردك رقم 17 مقولة " ما عبدتك خوفًا من نارك ولا طمعًا في جنتك إنما وجدتك أهلًا للعبادة " ونسبتها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهذا ليس صحيحًا ، بل هي مقولة لا تصح أن يقول بها أي إنسان فضلًا على أن يقولها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد نسبت هذه المقولة إلى رابعة العدوية ، وبعضهم نسبها إلى أولئك الذين يدعون أنفسهم متصوفين ، ويأتون بالبدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، ومن الشيعة من يتمسك بهذه المقولة وهي غير صحيحة على الإطلاق لفظًا ومدلولًا قال تعالى "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ "الأعراف الآية 56 وقال تعالى " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" سورة السجدة الآية 16 ، وهذا يدل على بطلان تلك المقولة ، لأن الأصل أن نحسن الظن بالله تعالى ، وأن ندعوه طمعًا فيما عنده ، وخوفًا مما أعده للمخالفين لأمره ، والله تعالى أعلم .
    8-أتمنى عليك أن تعمد إلى تخريج أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتنسبها إلى الرواي حتى يتأكد القارئ من صحتها . وحتى نستطيع الرجوع إلى المصدر في حالة وجود أي التباس أو خطأ .
    وأخيرًا فإنّ أي نصّ برأيي يجب أن يكون متماسك الأركان ، ذو بنية قوية لا يدخله الشك أو النقص في معلوماته ، حتى يستطيع القارئ أن يحكم عليه بحيادية تامة ، ومن ثمّ يقرر مدى أهميته ومفعوله في المساعدة على تطوير آليات الفقه والاجتهاد في هذا العصر ، كما أنه من المفيد أن نذكر أن ليس كل من ألف كتاب أو كتب مقال هو مفكّر ويستحق براءة اختراع على عمله ، ومن الضروري أن نذكر أيضًا أنّ باب الاجتهاد مفتوح ولم يقفل – على حد زعم البعض ممن يسمون أنفسهم مفكرين – وأنّ هذا الباب مفتوح ولن يقفل ما دامت السموات والأرض ، وعلى من يريد أن يأتي ببديل فليتفضل وكلنا آذان صاغية ، ومشكلات الأمة أكبر من أن يوفيها حقها مقال أو كتاب ، ولن يستطيع رجل بعينه أن يصحح هذا الخلل الذي اعترى جسد هذه الأمة ، والتنظير والنقد المتواصل لا يفيد بل يؤخر ويعدم أي مستقبل لأي حوار ، والقرآن له لغته وله أسلوبه وله طرقه في الاجتهاد والاستنباط ، ولا يكفي الرفض أو الاحتجاج أو عدم قبول تفسير ابن كثير أو الطبري أو غيره ، ومن يجد في نفسه الكفاءة فهذا هو الميدان مفتوح للجميع .
    لعلّي أطلت في الحديث ، وقد لا يسمح لك الوقت بقراءة كل ذلك ، كما لم يسمح لي بالتعقيب أكثر على ما ورد في نصوصك المذكورة أعلاه ، لكنني أعدك برجوع آخر؛ نضع فيها النقاط على الحروف ، ونوضح من خلالها كل الأمور ، في محاولة منا لتفعيل وتنشيط أفكار كل الأخوة الذين تصدوا أو سيتصدوا مستقبلًا لمثل هذه الأمور .
    تقديري واحترامي

  8. #8
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    أخي الحبيب :

    لا تعلم مدى فرحتي بكلماتك الصادقة التي خرجت من قلب نقي تقي ...

    فوالله الذي لا إله غيره .. إني لممتن لك وأنت تحفر بإبرة الثبات جب جهلي لعلك تعثر على قطرة الغيث .


    أعترف لك أيها النجيب - وكأي إنسان - أني أقرأ القرآن محاولاً العثور على إجابات تؤرق ساعات واقعنا المفزعة .. وهي قراءة العليل للشفاء .

    نعم : أوافقك في جوهر ماتذهب إليه .. بيد أني ألازم الخالص قلبه حالص جلبي أيما ملازمة وهو بصدد توثيق نفسيره للقرآن وهو مشروع الآن الذي يأخذ جل وقته
    وأنا أسير بخطى التلميذ الصغير على خطاه ...

    نعم : هو شيخي الذي قال لي لاتصدق كل ما أقول حتى تتيقن من صحة قولي .. ومن أحبني فليخالفني فيما أقول

    وأنا معه في الكثير وأنا معترضاً على رؤاه في الكثير .. ومع العلم أن ليس هذا المكان المخصص لمثل قولي هذا إلا أني وددت أن أشير لك أخي الحبيب .. أن بن كثير وبن تيمية ومن خلفهما رجال آخرون كخالص وغيره .. هم آباؤنا الفكريون .. فكل يؤخذ منه ويرد عليه كما هو حاصل.

    أخي الحبيب :

    لضيق وقتي كما تعلم أعتذر لك هنا عن تأخري في قراءة ردك النبيل ، لكن كن متأكداً أني سأبدأ بمراجعة ماقلته شاكراً لك جهدك

    ولعل الله جعلك لي مصححاً للكثير من زللي فأشكره وهو المنعم وأشكرك وأنت الأخ المعلم .

    جزيت الجنة

    ولي عودة بإذن الله.

  9. #9
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأخ الحبيب
    بداية أشكرك على ردك الجميل واللطيف والذي يدل على طيبة قلبك وسعة صدرك وكل عام وأنت بخير ، ولديّ ملاحظات أختصرها - لضيق الوقت - في نقاط وهي :
    1-إن قراءتي لأي موضوع ليس الهدف منها تتبع العورات والثغرات ، بقدر ما هي محاولة متواضعة لوضع النقاط على الحروف ، وتوضيح الأمور ؛ وهذه المحاولات خاضعة للبحث والتدقيق والمراجعة شأنها شأن أي عمل فكري أو أدبي ...الخ .
    2-إن إشارتك إلى مسألة الأخذ وعدم الأخذ من أي عالم أو مؤلف هو كلام صحيح ، فكل يأخذ منه ويترك ما عدا الكتاب والسنّة الصحيحة فهي لا تنتهي صلاحيتها ؛ وهذا ما أشار إليه الإمام مالك وكل المجتهدين الكبار ، فكل إنسان جاء في كلامه ما يخالف قول الله تعالى وسنّة نبيه متروك جملة وتفصيلا . لكن هذا لا يمنع أنْ نأخذ ممن ليس مسلمًا بالأصل وما يتوافق مع عقيدتنا ، فكل العلوم هي ملك الإنسانية جمعاء ، ولا مانع من الاستفادة من علوم الآخرين ، فأوروبا استفادت من علوم العرب المسلمين – وهذا ما ينفيه البعض مع الأسف – لذلك فالباب مفتوح أمام الجميع .
    3-إنّ الحديث حول الدكتور خالص جلبي هو في الواقع حديث ذو شجون ؛ ومن يقرأ له يكتشف مدى التناقض والتخبط في أفكاره ، فقد قرأت له كثيرًا ، وخصوصًا مقالاته والتي تملأ الصحف والمجلات الالكترونية ، ولا أخفيك – وأنا أعلم مدى تقديرك ومتابعتك لأفكاره والاستدلال بها – أنني وجدت بعض المقالات الجدية - وهي قليلة جدًا – وأغلب مقالاته الأخرى عليها ملاحظات بقدر حروفها وكلماتها ؛ و أفكاره بشكل عام فيها سموم فكرية وتضليل وهي لا تعد ولا تحصى ، وأنا أعتقد جازمًا أنّه أخذ حجمًا أكبر من حجمه الطبيعي ، فأغلب مقالاته التي يكتبها فيها تهجم واضح على الأمّة العربية والإسلامية بشكل عام ، ويتكلم عنها بشيء من السخرية والتعالي والتكبّر ، كما أنّ فيها مغالطات فكرية واضحة وحقائق تاريخية مزيّفة الهدف منها الإساءة إليها بشكل لا يدخله الشك أو الاحتمال ، بل إنّ بعض المقالات أورد فيها أفكارًا لا يقبل بها كل من عنده مسكة عقل ، بل جاءت مخالفة للكتاب والسنّة ومحرّفة لها .
    4-لا أخفيك أنني أحيانًا آخذ الأمور عند مناقشة فكر زيد أو عبيد بشيء من الهدوء والتروي ، وبعيدًا عن الانفعالات ؛ لكنني مع هذا الشيخ الدكتور بالذات ونظرًا لأخطائه المنهجية الكثيرة فإنني أشعر أنّ من واجبي ؛ بل من واجب أي إنسان أنْ يتصدى له وبكل ما أوتيَّ من قوة – مع ملاحظة أنّ مخالفتي له لا علاقة لها بالحب أو الكره - ولذا فأنا بصدد الكتابة عن أفكاره وتوضيحها للنّاس بُغية كشف زيفها وضلالها . وقريبًا جدًا سأنشر خلاصة ما توصلت إليه و في هذه الواحة .
    5-لقد قرأت لخالص جلبي وعلمت أنّه بصدد وضع تفسير للقرآن الكريم – وقد تأخر صدوره بسبب موت زوجته وهي أخت جودت سعيد وهو شيخه وملهمه الأول في كل ما كتب وسيكتب - ولا أخفيك أنني متشوق أكثر من أي إنسان على وجه الأرض لرؤية هذا الكتاب ، علمًا أنني ومن خلال المقالات الكثيرة جدًا التي اطّلعت عليها فإنها لن تخرج عن بعض التفسيرات التي ينثرها هنا وهناك وفيها مغالطات كثيرة ، وقد يقول قائل كيف تتنبأ بأمر لم يخرج إلى النور بعد ، وعلى هذا أقول : لو طالع إنسان ما كل مقالاته لوجد أنّها تحمل نفس السّمات والأفكار ، وهي في معظمها لا جديد فيها – باستثناء آخر الاكتشافات العلمية التي تظهر بين الحين والآخر والتي يستشهد بها للتدليل على مدى تخلفنا ومدى عبقريته – بل إنّ معظم مقالاته تجدها مقتبسة من كتابة " النقد الذاتي " و" سيكولوجية العنف واستراتيجيه الحل السلمي " وتحمل نفس الأفكار ، وبكلمة واحدة فإنّ هذا الطبيب الفيلسوف كما يسمي نفسه ويسميه الآخرين يكتب لينتقد ، وقد استبدل مشرطه من الجراحة إلى جسم هذه الأمّة تقطيعًا وتنكيلًا ليظهر في النهاية أنّها أمّة متخلفة وجاهلة و قد تفسخت وتحللت ، وهذا ما سنرد عليه في حينه من خلال مناقشة فكره .
    كل عام وأنت بخير
    تقديري واحترامي

  10. #10
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    أخي الحبيب :
    كل لحظة وكل عام وأنت إلى الجنة أقرب
    وعيدك مسرات وبركات
    سأنتظر بشوق عظيم ماخطه يراعك عن خالص

    وصدقني : هو كذلك مثلي سيفرح بكل حرف تكتبه ويتمناه ..

    أخي الحبيب : لاعلاقة لفكر خالص بآركون والجابري بل هو كما ذكرت تلميذ لجودت والأثنين تلاميذ لمالك بن نبي ومحمد إقبال ..

    أما بخصوص قراءة التراث فإني :
    1\

    أعتقد أن ثمة زمناً مقدساً يبدأ باللحظة الأولى لاتصال جبريل عليه السلام مع الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وينتهي بموت الحبيب اللحظة التي بكتها بحرقة أمنا ( أم سلمة) .

    وماعداه
    لاقدسية لأي زمن ..
    وأما الحديث الصحيح ( خير القرون قرني ) فقد ورد عند الترمذي برواية خير الناس قرني وهنا يتضح الفارق الشاسع بين المفهومين .

    ومن هنا
    يتوجب علينا الفصل ونحن نستخدم التراث لخدمة غدنا ( ولتنظر نفس ماذا تكسب غدا)

    2\

    أخطر مشكلة تواجهني في مهمتي : هي اللغة القرآنية التي شاء الله تعالى أن تكون صنفين
    آيات محكمة
    آيات متشابهة

    والخلط في تراثنا بين هذين الصنفين يكاد يشعرني بحجم المهمة بل وخطورتها ذلك أن من أراد معرفة المعاني القرآنية بالألفاظ ضاع وهلك بحسب عبارة الغزالي أبو حامد.
    ولقد جعلت (التاريخ المعرفي) يمشي جنباً إلى جنب إلى علوم الآلة وهما عكازان أسير بهما في محاولتي لإعادة قراءة القرآن المجيد.

    3\

    عقولنا وهي كما سماها علي الوردي ... مهزلة العقل البشري ... إذ هي متحيزة لنا ، لاتكاد تسعفنا في الوصول للحقيقة القرآنية إلا وفق ضابطين :
    سلامة النية
    والهمة ولنسمها صحة العمل بلغة الفقهاء.


    \4\

    الفرق شاسع بين الفقه الإسلامي والفكر الإسلامي

    وطرائق الفقهاء هي غير طرائق المفكرين

    وأهل الفكر عندنا لايزالون يتبنون المنطق الأرسطي الذي عفا عنه الزمن . والذي أحاول تبيان خطله عند من يستخدمه في لحظتنا الراهنة كآلية فكرية .


    5\

    لاتعول كثيراًعلى ماستقرأه مما كتبته أنا فمشروعي لايزال في طور التوثيق وما كتبته لم أنشر أغلبه مخافة إساءة الفهم

    ولأجل ذلك أخي الحبيب فقد شاهدت ارتباكاً في المقالتين ( القرآن كما قرأته ) إذ هما ضمن 440 مقالة كتبتها لم تنشر بعد .. منتظراً الوقت المناسب لظرف العراق المناسب لنشرها وأصل أسم الكتاب هو ( إعادة قراءة القرآن) وهو لا يزال مسودات أضيف عليها وأمحو الكثير منها ..
    ولقد عرضت بعضاً منها على استاذي المؤرخ والمفكر الموصلي د. عماد الدين خليل فأشاد بالجهد وباركه ناقداً ومحفزاً ومباركاً

    \

    عموماً

    ثق أخي الحبيب أننا نسير فوق الجسر ذاته لنصل لرضا الله جل في علاه


    أعدك أن أعود لكلماتك التي تبهرني بسعة اطلاعك وتحريك الحقيقة ..


    أشكرك أخي الحبيب النجيب .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إعمال الفكر والتأمل
    بواسطة هائل سعيد الصرمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-07-2016, 05:44 AM
  2. ولكن حمزة لا بواكيَ له
    بواسطة عمر ابو غريبة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 24-02-2014, 12:01 AM
  3. الجذور العربية لعلم اللغة المقارن
    بواسطة أ د خديجة إيكر في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 20-04-2013, 02:57 AM
  4. ولكنْ لاَ رأيَ لمنْ لا يُطَاع
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-11-2011, 12:48 PM
  5. حوار الانتظار مع لؤي.. -قصيدة
    بواسطة ياسر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-05-2010, 01:36 PM