الإعلام العلمي العربي..الواقع والتطلعات

صدر العدد الجديد من مجلة التقدم العلمي، وهي مجلة علمية فصلية تصدر كل ثلاث شهور، تصدر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وهذا هو العدد (67)-ديسمبر 2009-ذو الحجة 1430هـ. تقع المجلة في 104 صفحة من القطع الكبير، وهي مجلة مصورة ملونة مطبوعة طباعة فاخرة على ورق مصقول.
الإعلام العلمي ضرورة عصرية، وصناعة تتطلب مستلزمات كثيرة، وهو داعم للإعلام التقليدي، وغن كان لكليهما خط واحد مستقل عن الآخر، وإن كانا متناغمين، فإن بينهما فاصلاً ولهما منهجين مختلفين، وإن انتسبا إلى نمط تواصلي واحد.. فلكل منهما لغة وخصائص وأهداف.. وعالم اليوم هو عالم التخصص، وكلما انفرد علم بذاته حقق تميزاً وإبداعاً..
مجلة التقدم العلمي تطرح قضايا عديدة تدخل في عمق الإعلام العلمي، يناقشها نخبة من الاختصاصيين في هذا المجال، ومن معظم البلاد العربية.
تتعدد محاور الملف من حيث الإعلام الورقي والإلكتروني والإذاعي والتلفزيوني، وواقع الإعلام العلمي العربي.
الملف يطرح قضايا، وينشر أرقاماً بعضها يُذكر للمرة الأولى، ويسعى إلى لفت الأنظار حول هذه القضية المهمة للقارئ المعاصر، فالعلم طريق الحضارة، ونشر هذا العلم عبر وسائل الإعلام المختلفة يسهم في مستقبل هذه الحضارة.
تنقسم المجلة إلى ثلاث أجزاء، الأول هي أخبار المؤسسة وتشمل: المؤسسة تحتفي بثلاثة مخترعين جدد (ص6)- معرض الطيران في المركز العلمي (ص10)- مكتب البرامج الدولية ينظم محاضرة عن التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة بالخليج (ص12).
ننتقل الآن إلى القسم الثاني وهو ملف العدد ومن المقالات التي جاءت فيه: الإعلام العلمي..مفهومه وأهدافه ووظائفه (ص14، بقلم:د.عبدالله القفاري)- واقع الإعلام العلمي العربي والتحديات الراهنة (ص19، بقلم: د. وحيد محمد مفضل)- الترجمة وإشكالية المصطلح العلمي في الإعلام العربي (ص26، بقلم: أ.د.عدنان الحموي)- البرامج العلمية في الإذاعة والتلفزيون (ص34، بقلم:د.سمير محمود)- الصحافة العلمية في أزمة (ص44، بقلم: د.نادية العوضي)- الوكالة العربية للأخبار العلمية (ص48، بقلم: فداء ياسر الجندي)- قوة وسائل الإعلام (ص104، بقلم: د.أنس الرشيد).
يتناول القسم الثالث من المجلة مجموعة متنوعة من المقالات العلمية الشيقة والمفيدة، ومنها على سبيل المثال: استعداد ذوي الاحتياجات الخاصة لحالات الطوارئ (ص77، بقلم: م. محمد الطاحوس)- حوار مع د. سيرف "أبو الإنترنت" في ذكراها الـ 40 (ص80، حوار: د.خالد عزب)- الاحتباس الحراري بين التقارير الدولية ومؤتمر كوبنهاجن (ص82، بقلم: سمية حمود)- لا تعالج نفسك بنفسك! (ص86، بقلم: د. خولة عودة)- التلوث البحري في الوطن العربي وآثاره على المدن الساحلية (ص90، بقلم: بسام نبيل خماش).
أبرز ملف العدد أهمية الإعلام العلمي ودوره الفاعل وتأثيره الكبير، واظهر أن هذا النوع من الإعلام يجب أن ينال قسطاً وافراً من الاهتمام وعلى أعلى مستويات، فالحضارة الإنسانية لا تبني إلا بالعلم، والعلم يرسم حاضر المجتمعات ومستقبلها، وأي تطور هما كان بسيطاً يحسب للمجتمع الذي يطرح هذا التطور، وأي نزاع بين العلم والعمل من أجل هذا العلم لا يؤدي إلى خير المجتمع ورقيه.
عالج الملف هموماً يجب التخلص منها ودفنها، ودعا إلى رعاية تطلعات يستطيب التحدث عنها، وسلط الضوء على تجارب فاعلة. ومن خلال ثنايا الملف يتضح أن الهموم مشتركة، وأن الأرضية العربية تتطلب مزيداً من التنقيب في منارات هذا النمط الإعلامي بحثاً عن اللآليء والدرر.
ومن أجل ذلك قدمت مجلة التقدم العلمي هذا الملف الملتهب، مع ما يثار عن أزمات مالية أدت إلى التضحية بالجانب العلمي في بعض وسائل الإعلام.. بالرغم من أهميته وحيويته للمجتمعات المختلفة.
وعالجت المجلة في طرحها كثيراً من المسائل ذات الصلة، لتؤكد أن القضية لا تقل أهمية عن القضايا الساخنة التي يعيشها عالم اليوم، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية العالمية.

للتواصل مع المجلة:
جميع المراسلات ترسل باسم رئيس تحرير مجلة التقدم العلمي: د.عادل سالم العبدالجادر، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ص.ب: 25263 الرمز البريدي 13113 الصفاة-الكويت.

قراءة وعرض:
م. محمود سلامة الهايشة – كاتب وباحث مصري.