أنا عَرَبِيٌّ ... على رفِّ الوجع!

أنا عَرَبِيٌّ ... على رفِّ الوجع!
عبد اللطيف السباعي

أنا عَرَبِيٌّ لمْ تزَلْ شُرُفاتِي تنوحُ على ما اغْتِيلَ منْ حُرُماتي رَفَلْتُ بِسِرْبالِ الأنينِ كأنَّني على رفِّ أوْجاعي رَكَنْتُ حَياتي إذا اجْتاحَني لَغْوُ الطريقِ صَدَدْتُهُ فما افْتَرَّ منِّي مَبْسَمٌ لِنِكاتِ كتمْتُ تباريحي وأخْفَيْتُ لونَها عليها اسْتَدَلَّ الناسُ بالنظراتِ إلامَ أبُثُّ القافياتِ مواجعي وقدْ خَرِسَتْ في العالمينَ لغاتي؟ تُقطِّبُ منِّي هامةُ الوعْيِ كلَّما ببَعْضِ تهاويمي اخْتلَيْتُ بذاتي فَترْمي أبابيلُ العراقِ قصيدتي بأختامِ سِجِّيلٍ تَفُضُّ دَواتي ويصْهَلُ جُرْحي.. ليْتنِي ما رَشَشْتُهُ بماءٍ جرى منْ دِجلةٍ وفراتِ بلابلُ روحي في دِمَشْقَ حَبيسةٌ بأقفاصِ وقتٍ داكنِ الغُرُفاتِ هناكَ يَئِنُّ السَّرْوُ في كُلِّ غُوطةٍ ويَغْتسِلُ الصفصافُ بالعَبَراتِ وفي كلِّ عُشٍّ للنوارسِ مأتمٌ وتختلطُ النجوى بها بشَكاةِ تَرَى الفجْرَ فيها يَسْتجيرُ بِيُتْمِهِ ويحْملُ تصْريحًا لهُ بوفاةِ فهلْ نَشَرَتْ شَالَ البَنَفْسَجِ رَبْوةٌ على لحْدِ عُصفورٍ بها ورُفاتِ؟ وغَزَّةُ إكْليلٌ برَأسِ يَراعتي تضَرَّجَ بالإشفاقِ والزفَرَاتِ تخَطَّفَهُ بُومٌ "تصَهْيَنَ" صوتُهُ إذا نعَقَ اسْتعْدَى وُحُوشَ فلاةِ وهذا الهوى أخْتامُهُ قاهِرِيَّةٌ يقولُ لبحْرِ التوْقِ ريحَكَ هاتِ! أَقِلْ في عُبابِ الشوقِ صوْبَكَ عَثرَتي أنِلْ زوْرقي المنْفِيّ مَوْجَ نجاةِ طرابْلُسُ شَلاَّلُ الحنينِ ومُزْنُهُ يَعُمُّ بزَخَّاتِ الشرودِ سِمَاتي نأى سَعَفُ الآفاقِ بي فوَجَدْتُني أمُتُّ إلى نَخْلاتِها بِصِلاتِ هنالِكَ أبْناءٌ ليَعْقوبَ أثْخَنوا أخاهمْ بسَهْمٍ نافذِ الطعَناتِ لَجُبُّ النوى أوْلى بأكْفانِ جُرْحِهِ لوِ اخْتصَّ فِعْلٌ باحْتِدامِ نِيَاتِ وصنعاءُ تعدو أرْجُوانِيَّةَ الخُطا كمُهْرَةِ خَيَّالٍ بأرْضِ شَتاتِ تُراوغُ شَيْطانًا يُلاحِقُ ظلَّها يُمَزِّقُ ضَبْحًا وَاهِنَ النبَراتِ ولي في قِبابِ القيْروانِ حَمامةٌ تضِجُّ سُعالا أحمَرَ الصَّرَخاتِ لَكَمْ بتُّ جَرَّاها طريحَ هواجسي كأنِّي بذكْراها أحِيكُ سُباتي أنا عَرَبِيٌّ أضْمَرَ العالمُ اسْمَهُ دليلا - إذا يمْشي - على العَثَراتِ فلا نهْجُهُ في حاجةٍ لدلالةٍ ولا وجْهُهُ في حاجةٍ لصِفاتِ

آيت اورير – المغرب
12/10/2014

أيقونة التنسيق لدي لا تعمل..

قصيدة رائعة شجيَّة لشاعرٍ مبدعٍ
أينما تولِّ وجهك في الخريطة تَرَ اللون الأحمر برائحة الخيانةِ!
نسأل الله أن يفرِّج عنَّا ما نحن فيه:
كتمْتُ تباريحي وأخْفَيْتُ لونَها= عليها اسْتَدَلَّ الناسُ بالنظراتِ
المكلوم – كما الصبُّ – تفضحه عيونه!
أنا عَرَبِيٌّ أضْمَرَ العالمُ اسْمَهُ = دليلا - إذا يمْشي - على العَثَراتِ
فلا نهْجُهُ في حاجةٍ لدلالةٍ = ولا وجْهُهُ في حاجةٍ لصِفاتِ
أوجزتَ وأبدعت!

إذا اجْتاحَني لَغْوُ الطريقِ صَدَدْتُهُ = فما افْتَرَّ منِّي مَبْسَمٌ لِنِكاتِ
(نكات) - في هذا السياق - أُرجِّح أنها مولَّدة أو مما دخله التطوُّر الدلالي؛ قال الزبيدي: «ونقل شيخنا عن الفناري في حاشية التلويح: النكتة هي اللطيفة المؤثرة في القلب». على أنَّ الصدَّ الواعي للغو الطريق يدلُّ على التطبع بما لم تجُدْ به النَّفس طبعًا، فكأنَّ كلَّ هذا النَّزفِ لم يكن كافيًا للإعراضِ الطبعيّ عن اللغو، وهذا ما يجعل الصورة في البيت كلّه – في تقديري الشخصيّ – ضعيفة.
مع خالص تقديري ومودتي

إلامَ أبُثُّ القافياتِ مواجعي = وقدْ خَرِسَتْ في العالمينَ لغاتي؟
تُقطِّبُ منِّي هامةُ الوعْيِ كلَّما = ببَعْضِ تهاويمي اخْتلَيْتُ بذاتي

ساظل اردها وارددها ....بالله عليك قل لي من تكون ؟؟؟؟؟

لم اقدر على مقاومة كلمات شعرك فهي تقع من النفس بمكان تحاصر ال\هن وتشرد الفكر

معنى ومبنى لا عدمنا شعرك ولا فض فوك اخي تقبل تحاياي

عبد اللطيف السباعي

أنا عَرَبِيٌّ لمْ تزَلْ شُرُفاتِي تنوحُ على ما اغْتِيلَ منْ حُرُماتي رَفَلْتُ بِسِرْبالِ الأنينِ كأنَّني على رفِّ أوْجاعي رَكَنْتُ حَياتي إذا اجْتاحَني لَغْوُ الطريقِ صَدَدْتُهُ فما افْتَرَّ منِّي مَبْسَمٌ لِنِكاتِ كتمْتُ تباريحي وأخْفَيْتُ لونَها عليها اسْتَدَلَّ الناسُ بالنظراتِ إلامَ أبُثُّ القافياتِ مواجعي وقدْ خَرِسَتْ في العالمينَ لغاتي؟ تُقطِّبُ منِّي هامةُ الوعْيِ كلَّما ببَعْضِ تهاويمي اخْتلَيْتُ بذاتي فَترْمي أبابيلُ العراقِ قصيدتي بأختامِ سِجِّيلٍ تَفُضُّ دَواتي ويصْهَلُ جُرْحي.. ليْتنِي ما رَشَشْتُهُ بماءٍ جرى منْ دِجلةٍ وفراتِ بلابلُ روحي في دِمَشْقَ حَبيسةٌ بأقفاصِ وقتٍ داكنِ الغُرُفاتِ هناكَ يَئِنُّ السَّرْوُ في كُلِّ غُوطةٍ ويَغْتسِلُ الصفصافُ بالعَبَراتِ وفي كلِّ عُشٍّ للنوارسِ مأتمٌ وتختلطُ النجوى بها بشَكاةِ تَرَى الفجْرَ فيها يَسْتجيرُ بِيُتْمِهِ ويحْملُ تصْريحًا لهُ بوفاةِ فهلْ نَشَرَتْ شَالَ البَنَفْسَجِ رَبْوةٌ على لحْدِ عُصفورٍ بها ورُفاتِ؟ وغَزَّةُ إكْليلٌ برَأسِ يَراعتي تضَرَّجَ بالإشفاقِ والزفَرَاتِ تخَطَّفَهُ بُومٌ "تصَهْيَنَ" صوتُهُ إذا نعَقَ اسْتعْدَى وُحُوشَ فلاةِ وهذا الهوى أخْتامُهُ قاهِرِيَّةٌ يقولُ لبحْرِ التوْقِ ريحَكَ هاتِ! أَقِلْ في عُبابِ الشوقِ صوْبَكَ عَثرَتي أنِلْ زوْرقي المنْفِيّ مَوْجَ نجاةِ طرابْلُسُ شَلاَّلُ الحنينِ ومُزْنُهُ يَعُمُّ بزَخَّاتِ الشرودِ سِمَاتي نأى سَعَفُ الآفاقِ بي فوَجَدْتُني أمُتُّ إلى نَخْلاتِها بِصِلاتِ هنالِكَ أبْناءٌ ليَعْقوبَ أثْخَنوا أخاهمْ بسَهْمٍ نافذِ الطعَناتِ لَجُبُّ النوى أوْلى بأكْفانِ جُرْحِهِ لوِ اخْتصَّ فِعْلٌ باحْتِدامِ نِيَاتِ وصنعاءُ تعدو أرْجُوانِيَّةَ الخُطا كمُهْرَةِ خَيَّالٍ بأرْضِ شَتاتِ تُراوغُ شَيْطانًا يُلاحِقُ ظلَّها يُمَزِّقُ ضَبْحًا وَاهِنَ النبَراتِ ولي في قِبابِ القيْروانِ حَمامةٌ تضِجُّ سُعالا أحمَرَ الصَّرَخاتِ لَكَمْ بتُّ جَرَّاها طريحَ هواجسي كأنِّي بذكْراها أحِيكُ سُباتي أنا عَرَبِيٌّ أضْمَرَ العالمُ اسْمَهُ دليلا - إذا يمْشي - على العَثَراتِ فلا نهْجُهُ في حاجةٍ لدلالةٍ ولا وجْهُهُ في حاجةٍ لصِفاتِ

الأستاذ عبد اللطيف السباعي ..
قصيدة جميلة وقد جلت فينا بين مواطن الألم
"هناك يئن السرو في كل غوطة ..ويغتسل الصفصاف بالعبراتِ" صورة معبرة على ما تحمله من جمال نازعه الألم ..
تحياتي لكم وبوركتم .

ملاحظة : اظنك ان عليك استعمال متصفح الاكسبلورر ليستوي التنسيق مثلما هو موضح في الموضوع " تنسيق القصائد " المثبت أعلاه .

الله الله!

قصيدة مترفة بالحسن الأدبي ومترغة بالحزن النفسي رصدا لأمة تمزق وطنها وتسافهت أحلامها وتشظت مشاعرها.

أحسنت أيها الشاعر المبدع بهذه الخريدة الرائعة شعرا وشعورا وإنك من الشعراء الكبار في هذا الزمان فأهلا ومرحبا بك في واحة الخير واحة الشعر وصرح الأدب لأرقى والأصدق.

للتثبيت تقديرا

ودام ألقك الباهر!

تقديري

قصيدة رائعة شجيَّة لشاعرٍ مبدعٍ
أينما تولِّ وجهك في الخريطة تَرَ اللون الأحمر برائحة الخيانةِ!
نسأل الله أن يفرِّج عنَّا ما نحن فيه:
كتمْتُ تباريحي وأخْفَيْتُ لونَها= عليها اسْتَدَلَّ الناسُ بالنظراتِ
المكلوم – كما الصبُّ – تفضحه عيونه!
أنا عَرَبِيٌّ أضْمَرَ العالمُ اسْمَهُ = دليلا - إذا يمْشي - على العَثَراتِ
فلا نهْجُهُ في حاجةٍ لدلالةٍ = ولا وجْهُهُ في حاجةٍ لصِفاتِ
أوجزتَ وأبدعت!

إذا اجْتاحَني لَغْوُ الطريقِ صَدَدْتُهُ = فما افْتَرَّ منِّي مَبْسَمٌ لِنِكاتِ
(نكات) - في هذا السياق - أُرجِّح أنها مولَّدة أو مما دخله التطوُّر الدلالي؛ قال الزبيدي: «ونقل شيخنا عن الفناري في حاشية التلويح: النكتة هي اللطيفة المؤثرة في القلب». على أنَّ الصدَّ الواعي للغو الطريق يدلُّ على التطبع بما لم تجُدْ به النَّفس طبعًا، فكأنَّ كلَّ هذا النَّزفِ لم يكن كافيًا للإعراضِ الطبعيّ عن اللغو، وهذا ما يجعل الصورة في البيت كلّه – في تقديري الشخصيّ – ضعيفة.
مع خالص تقديري ومودتي

شكرا لك أستاذ روزن على هذا المرور النير وهذه القراءة المتبصرة الحصيفة...
قد أخالفك الرأي بشأن استخدام لفظ "نكات" في النص.. وهذه المخالفة ليس مردها أن ما قلته بشأن الأصل اللغوي للفظ غير صحيح بل لأننا نود أن يكون الشعر العربي المعاصر معبرا حقيقيا عن العصر الذي نعيش فيه على مستوى أدق التفاصيل حتى لو تعلق الأمر باستخدام لفظ أصبح وارد الاستعمال بكثرة في مجتمعنا العربي..
تقبل تحياتي العطرة ومودتي لخالصة.

إلامَ أبُثُّ القافياتِ مواجعي = وقدْ خَرِسَتْ في العالمينَ لغاتي؟
تُقطِّبُ منِّي هامةُ الوعْيِ كلَّما = ببَعْضِ تهاويمي اخْتلَيْتُ بذاتي

ساظل اردها وارددها ....بالله عليك قل لي من تكون ؟؟؟؟؟

لم اقدر على مقاومة كلمات شعرك فهي تقع من النفس بمكان تحاصر ال\هن وتشرد الفكر

معنى ومبنى لا عدمنا شعرك ولا فض فوك اخي تقبل تحاياي

أخي العزيز حيدرة..
أبهجتَ الروح بما نثرتَ من رياحين الثناء حول النص أيها الصديق..
تحياتي العطرات النديات

أنـــــــــــا عَـــــرَبِــــــيٌّ أضْـــــمَــــــرَ الـــعــــالــــمُ اسْــــــمَــــــهُدلـيــ لا - إذا يـمْـشـي - عـلــى الـعَـثَـراتِ
فــــــــــلا نـــهْــــجُــــهُ فـــــــــــي حـــــاجــــــةٍ لـــــدلالــــــةٍولا وجْـــــهُـــــهُ فــــــــــي حـــــاجـــــةٍ لـــصِــــفــــاتِ



يبدو انني هرمت وخرفت
قراتها قبل ذلك مرة او مرتين وظننتني علقت بما يفيد
هذه معلقة رائعة مررت بها بكف شعرك على زفرات اوجاعنا اخي العربي المبهر
الشاعر النحرير عبد اللطيف السباعي
تحياتي وتقديري لالقك وروعتك
دمت مبدعا ابدا

أيقونة التنسيق لدي لا تعمل
ــــــــــ

أتشرف بتنسيقها ؛
لَكَمْ بتُّ جَرَّاها طريحَ هواجسي = كأنِّي بذكْراها أحِيكُ سُباتي
أنا عَرَبِيٌّ أضْمَرَ العالمُ اسْمَهُ = دليلا - إذا يمْشي - على العَثَراتِ
فلا نهْجُهُ في حاجةٍ لدلالةٍ = ولا وجْهُهُ في حاجةٍ لصِفاتِ

لك الله أيها الشاعر الكبير والعربيّ الأبيّ ، ولله درّ هذا الحرف الذي
طوّف بنا على الوطن الكبير وجسّد ببيانه الألم على امتداد خارطته
الشاسعة ، نسأل الله العون والفرج.

دمت متألقًا أخي.

محبتي وتقديري.

كتمْتُ تباريحي وأخْفَيْـتُ لونَهـا
عليها اسْتَدَلَّ النـاسُ بالنظـراتِ
إلامَ أبُـثُّ القافيـاتِ مواجعـي
وقدْ خَرِسَتْ في العالميـنَ لغاتـي؟
تُقطِّبُ منِّي هامةُ الوعْـيِ كلَّمـا
ببَعْضِ تهاويمـي اخْتلَيْـتُ بذاتـي

حق لها الإقتباس كاملة ..فما أجملها..!
الشاعر الأبي المبدع عبد اللطيف السباعي
لله درك
سعدت بقراءة تلك القصيدة الراقية البديعة
فلا فض فوك ودمت مبدعا
تقديري