[QUOTE=البحترى]الأستاذ الكبير والأديب الجليل نزار الزين
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أستميحك العذر للجرأة التى واتتنى والتى دفعتنى دفعاً أن أعقب على نصك وأنت من أنت فى الفكر والأدب
أولاً:
أعتقد أنه كان من الأوقع أن يكون عنوان النص (حوار طويل جداً) فبالرغم من قصر المكالمة التليفونيه موضوع النص إلا أنها تحدثت عن حياة بكاملها مرت بها أسرة وصارت إلى ما صارت إليه.
ثانيا:
لم يُجب النص صراحة على السؤال الملح وهو من المسئول ؟ ومن المخطئ ؟ واكتفى بسرد المأساة وإن كان السياق يشير لخطأ الأم وخطأ الإبنه والأب الضحية. فإن كنت تقصد أن الأب ضحية فلا وألف لا ولى فى ذلك رأى وإن كنت تقصد أن نفكر معاً عن المخطئ الحقيقى فلى أيضاً رأى.
ثالثاً:
أرى أن المسئول المطلق هو الأب الذى قبل أن تكون حياته فى مجتمع غريب عنه ، مجتمع يفرض قانونه وأعرافه وتقاليده فرضاً على كل من يعيش فيه ولا يحترم أى معتقدات أو ديانات أخرى. إنه بقبوله أن يكون جزءا من هذا المجتمع الظالم الذى لا يتيح له فرض قانونه هو على أسرته ليس له أن يأسى بعد ذلك على النتائج والإنفراط الذى حدث لأسرته وتعاملها مع المجتمع الذى تعيش فيه بقوانينه. وكل ما فعله الأب أن انسحب ناسياً هؤلاء الذين كان مسئولاً عنهم وتركهم لما هم فيه، إنها تراكمات قراره الأول بالإنضمام لهذا المجتمع.
رابعاً:
تلك هى مشكلة كل العرب الذين قبلوا أن يعيشوا بصفة دائمة فى هذه المجتمعات الغريبة المعادية لدينهم ولا تقل لى سيدى أن ظروف الحياة قد أجبرتهم على ذلك لأسباب شتى وإلا فانه يتعين عليهم قبول ضريبة ذلك.
وأنا سيدى ذهبت فى بداية حياتى لأمريكا وكنت فى أثرى ولاياتها كاليفورنيا ، وبالرغم من الفرص الكبيرة التى سنحت لى إلا أنى لم أمكث هناك أكثر من شهور قليلة بعدما تبين لى الوجه الحقيقي لهذا المجتمع ورفضت أن أبنى حياتى هناك بحسم وعدت لبلدى والحمد الله أننى عدت وإلا تلقيت مثل هذه المكالمة الهاتفية موضوع نصك والتى تهون من أجلها الحياة.
أظننى أطلت ولكنها وجهة نظر أرجو أن يتسع لها صدر الأستاذ الكبير
ولك التبجيل والاحترام[/QUOTE]
---------------------------------
أخي الفاضل البحتري
قبل كل شيء أشكرك شكرا جزيلا ، لإدلائك بدلوك في هذا النقاش المثمر ، و اؤكد لك ، أنني معك في وجهة نظرك و لم أقل ما يخالف ذلك ، فالأب هو المخطئ أولا و آخرا .
المعادلة هي : إذا تقبلنا هذا المجتمع الذي تفصلنا عنه هوة ثقافية كبيرة ، فعلينا أن نكون حذرين في تربية أبنائنا و متابعين بلا هوادة ، و إذا لم نتقبله فالأحرى أن نعود إلى وطننا رغم كل ظروفه المنفرة - كما فعلتَ- أو أن نتقوقع و عائلتنا ، و للعزلة مثالبها كما تعلم .
شكرا لحضورك الواعي و لك ألف تحية و تقدير
نزار ب. الزين