أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ــ سلمى ــ

  1. #1
    الصورة الرمزية فدوى يومة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : المملكة المغربية ـ طنجة ـ
    العمر : 43
    المشاركات : 883
    المواضيع : 29
    الردود : 883
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي ــ سلمى ــ

    كلما نظرت لعيني سلمى أبصرني ،وكلما أبصرتني تخفض نظرها كي لا يعلق وجهي بعينها ،لأنها ستسأل عنه إذ ما بحث والدها في عينها عن أشخاص تخبئهم هناك ..يفصل بين غرفتي وغرفة سلمى، جدار أحسه سيتهدم بين الحين والحين ،غير انه لا يفعل. عندما تصرخ اسمعها ،وعندما تتوجع اسمعها، وعندما تسأل أجيب بدلا عنها ،أخاف عليها كما كنت أخاف علي حين الغضب والسرور ،فصعب أن تعيش في منزل جدرانه آيلة للسقوط في كل حين ..تجبر سلمى على الحديث ،على الصمت ،على الابتسام ،على الدراسة ،على اللعب، فكل شيء بحياتها في كتاب مسطر بوقت معلوم، ولأنها تكره أن تكون كغيرها من الفتيات اللواتي وهبن نصف طفولتهن لآباء يجبرهن على الكبر في لمح البصر، فهي دوما في صراع بينها وبين والدها ووالدتها وأختها الصغرى..
    في لحظات فرارها المتكررة من سجن والدها لها ،تقف عند سور حديقتنا المطلة على فراغ يجمعنا وهم ،تحاول أن تقفز على سور الحديقة قبل أن تطالها يد والدها أو والدتها ،غير أنها تسقط ،فتقوم من جديد وتحاول، وعند كل محاولة لها لمحو ذلك الفراغ الذي يفصل بيننا، تكبر مساحة البعد ،و عوضا أن أحاول مساعدتها كي تمحو ذلك الفراغ، أطلب منها الانصراف قبل أن يبصرها والدها، فيرسم على جسدها علامات ستذكرها أن تبتعد عن سور الحديقة لأيام عدة قبل أن تحاول مجددا العبور...
    سألتني يوما ويدها على سور الحديقة
    إن كنت بخير.
    فأجبتها بنعم.
    وسألتها عنها
    أجابتني بخير ،وصمتت تم ضحكت وهي تقول بصوت مازح:
    تعرفين أين اختفى ضرسي ؟
    قلت لها بهمس:
    أخذته الملائكة !!
    أجابتني بصوت هامس، كي لا يصل صوتها لوالدتها :
    نعم ،هو الآن في الجنة ،وتابعت القول هل تشبه الجنة حديقة منزلنا؟
    أجبتها :
    لا ،لن تشبه الجنة حديقة منزلنا ،فهي أجمل بكثير منها ،في الجنة لن تجدي سورا يفصل بيننا
    قالت بصوت هامس :
    كم أكره أن تكوني هناك وأنا هنا.
    أجبتها بهمس :
    وأنا أيضا أكره ذلك ،لكننا مازلنا نستطيع الحديث .
    أرخت بصرها نحو الفراغ وهي تقول:
    نعم ،لكننا لم نعد نلعب كما كنا ،لم اعد استطيع أن أقول لك صباح الخير دون أن أرقب إن كان يرقبني أحد.. وقبل أن تنهي كلامها نادتها والدتها بغضب كي تعود للبيت ففرت هاربة ،وكأن جيشا يطاردها ...
    في لحظات الصمت المتخيل في عالمها ،ترسم عالما من قوس قزح، وتسكن اللون الأخضر فيه، قالت لي مرة أنها تكره اللون الأحمر، سألتها لماذا؟أجابتني بحزن :يخيفني عندما يقطر من جسدي..
    عندما يصل صراخها إلي ،أتخيلها تسبح في قطرات من دماء، ويختفي قوس قزح من السماء، فتمطر دموعا تغرق البيت ،فأبكي وتبكي ويستمر الغرق...وعندما تصمت سلمى، لا أستطيع أن أصمت ،أتخيلها تعاند لأجل البقاء، أتخيل جسدها منهار على الأرض، تطلب السماح على ذنب ارتكبته في لحظة طفولة اجتاحتها فجأة،
    كـ غناءها ليلا عند النوم بصوت مسموع ،أو لعبها الغمضية مع أطفال الحي ،أو الرقص على أنغام الموسيقى، أو عدم كتابتها لفرضها المنزلي أتناء العطلة الصيفية ،أو الخروج من منزلهم كي ترقب ذلك الفراغ الذي يفصل بيننا ...عندما تسترجع أنفاسها ،يصلني صوتها وهي تطلب السماح، فتدخل في صمت يدوم لأيام عدة، قبل أن تعاود الكلام من جديد، فيغتصب الصمت مجددا عالم الضجيج لديها إثر خطأ طفلة ارتكبته بدون قصد ...
    عالم سلمى موجع، وبرغم الوجع فيه، فهي مازالت تبتسم ،مازالت تقاوم صمتها كي تتحدث بلا خوف ،ترقب المغيب وتغني بصوت هامس كي لا يصل صوتها لوالدها أو والدتها ،وعندما تتعب من الغناء تلعب الغميضة مع الدمى، تطلب من أختها أن تمارس طقوس طفولتها بلا خوف، غير أن أختها ترفض سماع كلامها،
    لذلك تعيش وأختها في عالمين مختلفين، فضلت أختها الصمت ،وتعلم أسلوب حياة الكبار، فهي تنام بموعد، وتستيقظ بموعد، تأكل حين يطلب منها ذلك ،وتلعب عندما يوافق والدها على لعبها ،تعودت أن تفعل كل شيء عندما يسمح لها بفعله فأصبحت فارغة ...
    حياة الأطفال موجعة، وحياة الكبار موجعة بالمثل، أن تكون صغيرا معناه أن تتخلى عن لحظات طفولتك، عن ذكريات سوف تطعمك حين تقنط منك وتحاصرك أمطار اليأس، وأن تكون كبيرا معناه أن تعلم الصغار كيف يكبرون في لمح بصر ..
    وبين ان تكون صغيرا وان تكون كبيرا ،يوجد أشباه سلمى ،أطفال قلم الرصاص الذين يعيشون دوما بممحاة تمحي حياتهم، غير أنهم يعودون من جديد ليسطروا ملامحهم على أوراق دفتر سوف تذكر الجميع بهم، كما أذكر سلمى واذكرني من خلال سلمى..
    اللهم انفحنى منك بنفحة خير تغننى بها عمن سواك

  2. #2
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    الأخت الفاضلة : فدوى

    استفزني العنوان ، لعشقي لسلمى التي لم أقابلها يوماً ، ففي كل مفرداتي كانت سلمى هي مثال الأنثى ، ومثال البراءة ، ومثال الحب ..
    ودخلت فوجدت سلمى التي تتحدثين عنها مثلما تعني لي دائماً .. البراءة والأنثى والحب ..
    همسة صغيرة :
    لست خبيراً لغوياً لكني أرى بعض الأخطاء الواضحة
    كلما نضرت لعيني سلمى أبصرني ،وكلما أبصرتني تخفض نضرها كي لا يعلق وجهي بعينها
    كلما نظرت وليس نضر .. وجهي بعينيها ..
    كما أن الخط واللون أتعباني ..

    كوني بخير دائماً وتقبلي مروري
    أموتُ أقاومْ

  3. #3
    الصورة الرمزية فدوى يومة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : المملكة المغربية ـ طنجة ـ
    العمر : 43
    المشاركات : 883
    المواضيع : 29
    الردود : 883
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    الأخت الفاضلة : فدوى

    استفزني العنوان ، لعشقي لسلمى التي لم أقابلها يوماً ، ففي كل مفرداتي كانت سلمى هي مثال الأنثى ، ومثال البراءة ، ومثال الحب ..
    ودخلت فوجدت سلمى التي تتحدثين عنها مثلما تعني لي دائماً .. البراءة والأنثى والحب ..
    همسة صغيرة :
    لست خبيراً لغوياً لكني أرى بعض الأخطاء الواضحة
    كلما نضرت لعيني سلمى أبصرني ،وكلما أبصرتني تخفض نضرها كي لا يعلق وجهي بعينها
    كلما نظرت وليس نضر .. وجهي بعينيها ..
    كما أن الخط واللون أتعباني ..

    كوني بخير دائماً وتقبلي مروري
    الفاضل أحمد
    أيضا عشقت سلمى قبل أن اقابلها وعندما قابلتها إزداد عشقي لها ...
    يخيل إلي أنهن يتشابهن في الملامح ..
    صدقت أيها الفاضل بخصوص الأخطاء المتواجدة في النص فقد كنت في عجلة من أمري وكأن سلمى بداخلي رفضت المكوت بداخلي أكثر فألصقتها بالسطر دون مراعات للأخطاء المتواجدة فيه.
    أمابخصوص حجم النص ولونه فقد اتعبني بالمثل حين عدت إليه وقد طلبت من أحد المشرفين المساعدة لتغييره
    أشكر وجودك فيه وعشقك لسلمى
    كن بخير وسعادة دوما

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    نص بفكرة عميقة في إنسانيتها ، عالجتها الكاتبة بإحساس ارتقى بالحرف
    غير أنها لم تكتمل فيها أدوات القصة فجاءت متأرجحة في انتمائها

    ولعل بضع مراجعة من الكاتبة كانت لتعفي النص مما شابه منعثرة

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.81

    افتراضي

    قصة إنسانية جميلة مشحونة بالمعاني النقية

    أؤيد ما قالت أستاذتي حول افتقارها لبعض عناصر القصة

    شكرا لك أختي

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.00

    افتراضي

    سلمى كل طفل تاهت طفولته في ملعب الكبار
    طرح طيب احتاج بعض عناية ومراجعة
    دمت بخير
    تقديري

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    عنوان دفعني للولوج هنا لما يتضمن من نقاء وبراءة ووجدت المادة ثرة بذلك وأكثر رغم الافتقار لبعض عناصر القصة إلا أن النص كان شائقا ماتعا بيراع مبدعة
    بوركت واليراع الفريدة أيتها الرائعة
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    من حق الطفل أن يضحك وأن يمرح وأن يلعب ويعيش كما يعيش العصفور تماما
    بعض الآباء عذاب واصب وعقوبة من الله على أطفالهم
    فلما تقتل البسمة على شفاه الأطفال
    ولماذا نحرم الطفل من حقه الطبيعي في اللعب والبهجة
    لماذا نسلبهم طفولتهم؟؟
    نص يقدم فكرا إنسانيا بحس عميق وبسرد شائق
    تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9

المواضيع المتشابهه

  1. من أجل .... سلمى
    بواسطة ابن حيزان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-03-2009, 08:24 PM
  2. إلى بُنيتي سلمى .. هذا أبوك !!
    بواسطة سلطان السبهان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 08-03-2006, 11:05 PM
  3. سلمى وغياث
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-09-2003, 01:58 AM
  4. سلمى.. !
    بواسطة الأندلسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 29-04-2003, 10:42 PM
  5. عشاق سلمى
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-04-2003, 06:38 PM