أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: بيني وبين طرفة بن العبد

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين الطلاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجبيل - المملكة العربية السعودية
    المشاركات : 424
    المواضيع : 89
    الردود : 424
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي بيني وبين طرفة بن العبد

    بيني وبين طرفة بن العبد[1]( الجزء 1 )
    ــــــــــــــــــــ
    مقدمة :
    ما تنظرون بحقّ وردة[2] فيكــــمُ **** صَغُرَ البنون ورهط وردة غُيَّبُ .
    قد يبعثُ الأمرَ العظيم صغيــــرهُ **** حتى تظلّ له الدماء تَصبّــبُ .
    والظلم فرّق بين حيّيْ[3] وائــــلٍ **** بكرٌ تُساقيها المنايا تغْلــــبُ .
    قد يوردُ الظلمُ المبيّن آجنــــاً[4] **** مِلْحا ، يُخالطُ بالذّعاف[5] ويقشبُ[6] .
    وقِرافُ[7] من لا يستفيق ، دعـارة[8] **** يُعْدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ .
    والإثم داءٌ ، ليس يرجى بُـــرؤهُ **** والبِرُّ بُرءٌ ، ليس فيه معطــبُ .
    والصدق يألفه الكريم المُرتجـــى **** والكذب يألفه الدّنيء الأخيــبُ .
    ولقد بدا لي أنه سيغولنـــــي[9] **** ما غال عاداً والقرون فأشعبـوا[10] .
    أدّوا الحقوقَ تَفِرْ[11] لكم أعراضكـم **** إنّ الكريم إذا يُحرّبُ[12] يغضــبُ .
    ــــــــــــــــ
    إنه الغُلام القتيل ، طرفة بن العبد ، أحد أربعة من العمالقة الذين ماتوا ، فباغتهم الحتف وهم غلمة لم يتذوقوا بعد معسول الحياة الذي هو في حقيقته سُمّ قاتل ، والتي هي في حقيقتها خضراء الدّمَن[13] .
    وُلِد على الأغلب في العام 543 م وقُتل في العام 569 م. ، على يد عامل البحرين الذليل ( المُكَعْبَر ) وكان تابعا مٌنقادا كالتيس لملك الحيرة ( عمرو بن هند ) الذي كان بدوره منقادا لأكاسرة الفرس ، غير أنه أبدى مواقفا مشرِّفة في أواخر حكمه وذلك غيرة منه على نساء العرب ، حين أراد سيّده الكسرى الزواج من عربية ، فأبى الملك وقال مقولته الشهيرة ( ألم يكفه ما في فارس وسواد العراق حتى يطلب ما عندنا ) ،،، مما أدى إلى إباحة دمه من قبل الكسرى فهرب .
    هروب وتنازل :
    أما الهروب : فهو من الموت !!! ليت شِعري كيف آثر حبّ الحياة وضَنّ بها على الغلام طرفة بن العبد .
    وأما التنازل : فهو غيرته على نساء العرب ، وأنه ترك الملك وآثر الفرار على الرغم من قدرته على تنفيذ رغبة الكسرى والإبقاء على المنصب .
    وفيما يتعلق بمقتل طرفة فقد اتبع الملك أسلوب اليربوع ( الجربوع بلغة العامة ) في النفاق في قتل الغلام ،،، حيث عُرف عند العرب أن اليربوع داهية !!! أدهى من الساسة والعسكر ،،، حيث يجعل في جُحره طريقين ، الأولى تعرف بـ . ( القاصعاء ) ، وهي الطريق التي يتخذها لدخوله وخروجه عادة .
    والأخرى تُعرف بـ . ( النافقاء ) ، وهي طريق مخفية غير معروفة ، يسدها بحجر !!! حتى إذ أحس بالخطر أو السطو على جحره من خلال القاصعاء ،،، عمد إلى النافقاء فضرب الحجر برأسه فتنفتح فينتفقها ثم يخرج بسلام دون أن يراه أحدا .
    ومن اليربوع ومن نافقائه أخذ العرب كلمة منافق !!! أي يخفي بسره ما لا يبديه للناس ، وتوالت الإشتقاقات على مرّ العصور فصارت الأنفاق في الطرقات ومخارج الطوارئ في المباني والعمارات ،،، والتي يعود فضل علومها إلى المعلم الأكبر المهندس معالي الجنرال : يربوع .
    وحيث أن الملك كان قد عرف أن طرفة بن العبد كان قائد فيلق من فيالق بكر[14] في حرب البسوس الشهيرة ، بسبب مقتل ناقة بالأصل ثم مقتل كليب ، فقد فكر مليا أن قتل هذا الغلام يُحسب له ألف حساب .
    كيف لا وهو أي طرفة يشغل منصبين من المناصب التي يفخر بها العرب :
    الأول : أنه أحد جنرالات الجيش ، حيث قام بتقليده ذاك المنصب الحارث بن عباد البكري في موقعة ( تَحْلاق اللِّمَمْ ) وكان النصر حليف البكريين في هذه الموقعة .
    الثاني : أنه كان أحد وزراء الإعلام البكريين ، حيث كان شاعرا مفوّها حصيفا أريبا حكيما ، يبتدع الحكمة تلو الحكمة ، ويتلو القصيدة تتبعها أخرى ،،، وصّافا للموقف بشعره كأنك عُدت إلى الحدث تراه عيانا .
    من هنا راغ الملك وذهب ينتفق نافقاءً كاليربوع علّه يقتل من خلال نفاقه البطل الصغير طرفة بن العبد .
    فكتب الملك إلى طرفة وإلى خاله : جرير بن عبد المسيح ، المعروف بالمُتَلَمِّسْ ، وأوهمهما بعطاء مكذوب يجدانه عند المُكَعبر القائم بأعمال الملك في البحرين[15] .
    فسارا ،،، ولما بلغا مجمع بينهما وجدا أعرابيا كان يَخْرَأ[16] ويأكل ويَقْصع القُمّل ، في جلسة واحدة !!! .
    فتعجبا وضحكا منه وقالا له :
    لم نر أحمق منك ،،، كيف تأكل وتقصع القمّل وتتغوّط !؟ .
    بقي الأعرابي كما هو لم يتحرك وأمعن النظر فرأى الخطابات المختومة بأيديهما ، ثم قال :
    بل أنا لم أر أحمق منكما !!! .
    أما أنا ،،، فإني أُدخلُ طيّبا ،،، وأخرجُ خبيثا ،،، وأقتلُ عدوّا !!! .
    أما أنتما ،،، فتحملان حتفكما بأيديكما !!! .
    ( ملاحظة : الأعرابي لا يعلم الغيب ولا هو بساحر ، ولكن بفطرته ونقاء هوائه وسمائه وسعة إدراكه ،،، أدرك حين رأى الخطابين المختومين المحمولين ، أنه مجرد بريد من فلان إلى فلان ، وأن حامل الشيء دون أن يعرف ما هو حماقة لأنه ربما يكون فيه الحتف والهلاك كما فيه غير ذلك الخير ،،، وأدرك بفراسته أن الرجلين لا يعرفان القراءة )
    وهذا الفكر لدى الأعرابي رغم قيامه بالأكل وكذا وكذا بآن واحد يدل على الحكمة والفراسة وبعد النظر حيث نطق بحكمة بليغة : أدخل طيبا ، وأخرج خبيثا ، وأقتل عدوا ،،، الله ،،، الله ،،، لقد أوجز الرجل وأوفى ، قال فأسمع ، وأرسل فأقنع ، تخلّص من حرجِه وموقفه بذكاء حاد وبصيرة وأخرس من أمامه ( طرفة والمتلمس ) ،،، ثم كَرّ عليهما : أنهما يحملان الحتف وبأيديهما ، مما أدخلهما في صمت تام حيث لا تسمع منهما إلا همسا[17] .
    فقالا للأعرابي بعد أن انتهى : أتقرأ ؟
    قال : نعم .
    فناوله المتلمس كتابه فقرأه ، فقال الأعرابي :
    من منكما المتلمس ؟
    قال المتلمس : أنا .
    قال : أنج نجاتك ،،، فقد أُمِر بقتلكَ !!! .
    بُهِر المتلمس ثم نظر إلى ابن أخته الغلام وقال :
    والله لإن في كتابك ما في كتابي ، فادفع بكتابك إلى الأعرابي ليقرأه .
    فأبى طرفة ذلك ،،، وقال : لإن تجرأ عليك وأمر بقتلك ، فلا أظنه يتجرّأ عليّ ، بل أمر لي بعطاء ،،، وركب رأسه مفاخرا ، وهذه حماقة وهيجان شباب يؤخذ عليه ،،، ومن أخرى أن فضّ الخطاب يعتبر خيانة وسوء ظن ، وهذه محمدة من محامد العرب التي يفخرون بها ، فيحمد عليها .
    فسار وحيدا حتى حطّ رحله ببلاط المكعبر ، فدفع إليه بالخطاب فقرأه بينه وبين طرفة ، ثم قال بعد أن أثنى على طرفة وعلى العلاقات الثنائية بين الطرفين وأنه أي طرفة بطلا فارسا وشاعرا لبيبا : ،،،،،،، أنه تلقى أمراً مباشرا بقتله !!! .
    ثم أشار على طرفة بالفرار والنجاة قبل أن يقرأ الخطاب علنا أمام مجلس وزراءه ، ماذا وإلا ليس من التنفيذ بُدّ .
    مرة أخرى يركب طرفة بن العبد رأسه ، ويأبى الفرار ،،،،،،،،،،، .
    ـــــــــــــ
    آخ خ خ خ خ ، لقد وضعتُ أصبعي بين أسناني وكدت أقطعه يا طرفة .
    لماذا يا حبيب قلبي ؟
    لماذا يا حبيبي وحبيب أمي وحبيب ولدي ؟
    لماذا يا حبيبي وحبيب عماد ؟
    لماذا يا حبيبي وحبيب مينا ؟
    لماذا يا حبيبي وحبيب ماري ؟
    لماذا يا حبيبي وحبيب نفين ؟
    ألا تدري أن لقاءنا معك بات وشيكا بعد هذه المقدمة ، حيث سنجلس تحت سماء صافية ، بليلة طلقة ، وقمر زاهر منير ؟
    ــــــــــــــ
    ثم قرأ المكعبر الخطاب ، وبدأ يستعرض صنوف الولاء للملك وشموخ القدرة على فعل الشيء ،،، مع أنه مفوّض بصلاحيات أخرى ، حيث غلب على الساسة حسن التصرف ، والتسديد والمقاربة ، ثم الخروج من المأزق وحقن الدماء ،،، غير أنه لم يفعل .
    إنه يا مكعبر السوء ما زال غلاما صغيرا ومن عجب أوتي حكمة لا تتأتى للشيوخ إلا ما ندر كأمثال زُهير ،،، فأوقفتَ بثها ونثرها بين ظهراني العرب ، كما بترتَ ديوان العرب فعاد ناقصا ، وأبكيت لغتهم فعادت حزينة .
    وإنه أيها الدسم الأحمس[18] ، كان بطلا شجاعا يهرس رأس الأفعى هرسا ، وكان قائدا عظيما قاد فيلقه بيوم تحلاق اللمم وعاد بالنصر ،،، ولو قُدِّر لبكر أن يلي طرفة قيادة حروب البسوس لحسمها في أشهر معدودات ، لا سنوات طوال .
    ـــــــــــــــــ
    يُروى يا مكعبر أن أسدا فرّاسا هرّاسا كان يجوب الغابة وكان جائعا ، فبينا هو كذلك إذ رأى حمارا كبيرا فهابه ، فقال لنفسه لأعرفنّ كُنه هذا الوحش الكبير .
    فقال : انتسب يا هذا ؟
    قال : أنا الحمار بن الحمار .
    لم تتضح الهوية بعد لدى الأسد .
    فقال الأسد : ماذا تفعل هنا ؟
    قال : أجوب الغابة أسترزق ، فإن وجدتُ ربعا من القوم جلست أستمع ، فإن قال أحدهم طُرْفة من الطرائف ضحكوا ، وأنا لا أدري علام يضحكون ، فأرجع لبيتي أتدبر طُرفتهم فأضحك بعد أسبوع .
    فضحك الأسد وقال : أما من طرفة تُسمعنيها ؟
    قال الحمار : بلى ،،، كنتُ ذات يوم أسمر مع زوجتي السيدة آتُن ، وهي ترضع ولدي الصغير تَوْلَب[19] ، وكانت حمارة باذخة الجمال أُحْسد عليها ، فلما نام الصغير جاء ولدي الأكبر الجحش وذلك بعد أن فرغ من اللعب مع أقرانه ، فجلس بيننا ثم نظر إلى أمه وقال لها :
    أماه ،،، متى أتزوّج ؟
    فنهقتْ ضاحكة وقالت له : عندما تكبر يا بُني وتصير حمارا كأبيك .
    فضحك الأسد وقال : عرفت معنى اسمك مذ قلت لي أنك ضحكت بعد سبعة أيام من سماعك الطرفة ،،، ولكن قل لي :
    هاتان الأذنان الكبيرتان ما تفعل بهما ؟
    قال : أهش بهما الذباب .
    قال الأسد لنفسه : أمنت شر أذنيه ،،، ثم قال :
    وهذه الحوافر الكبيرة ما تفعل بها ؟
    قال : هي للمشي على الحجارة ووعورة الطريق .
    قال الأسد لنفسه : أمنت شر حوافره ،،، ثم قال :
    وتلك الأسنان الكبيرة المصطفة ؟
    قال : هي لأكل الحنظل والأعشاب .
    فقال لنفسه : أمنت شر أسنانه ،،، ثم قال :
    وهذا الكَرِش الكبير المستدير والبطن الضخم ؟
    ضحك الحمار وقال : ضَرِطٌ ذلك ،،، لا لشيء غير أنه يثقلني إذا كان ممتلئاً بالطعام .
    فكشّر الأسد عن أنيابه بزئير ضرب ما بين شاطئي[20] الغابة وقال :
    من يمنعني من أكلك أيها الدسم الأحمس ؟
    فخاف الحمار وقال : من أنت ؟
    قال : ويحك ،،، أنا الأسد ،،، أنا الملك .
    قال الحمار وهو يرتعد خوفا : يا صاحب الجلالة ، يا سيدي ومولاي ،،، ألا تستوزرني فأصير في جندك وحرسك وعسكرك ؟
    قال الأسد هازئا متعجبا : أستوزر أحمق لا يُقلّب قداح الرأي ، ولا يحيل ولا يجيل ، إمّعة يطأطئ رأسه تابعا مُنقادا ،،، لو قيل له امتنع عن امرأتك لفعل !!! ؟؟؟ .
    لا والله ،،، لأُصَيِّرنّ أم تَوْلَبِكَ أيِّمَاً[21].
    ثم هجم عليه وافترسه .
    ـــــــــــــــ
    لا عُذرا إليك يا مكعبر ،،، غير أن الأسطورة تحدثت عن ( تقليب قداح الرأي ، إنفاذ الأمور إيرادا وإصدارا ، حسن التصرف في السياسة ) وهذه كلها لم تكن فيك .
    كما تحدثت عن ( الإمّعة ، التابع المنقاد ، طأطأة الرأس ، سفك الدم ) وهذه كلها كانت فيك .
    ماذا يا مكعبر ؟ هل هجا الغلامُ الملكَ ؟ عجبا لك ! .
    أنظر ،،، تبعية الملك وإلى الأسباب السياسية التي جعلته ملكا للضغط على العرب ولحماية فارس ،،، وكم نفسا أزهقها في سبيل فارس ،،، الملك يا مكعبر ، من كان ملكا بحق كابرا عن كابر ، ومن خلال شعبه يحبهم ويحبونه .
    ثم إن طرفة على رفعة مقامه وسمو مكانته ، تلقى إهانة من الملك بمكوثه طويلا أمام قصره فلم يؤذن له ، ثم يمّم شطر شقيقه قابوس بن هند فلم يكن ذا إلا أخا ذا ،،، وذلك قبل أن يهجوه .
    ثم إن طرفة اعتذر من الملك ،،، أما كان أجدر بأن تحقن الدم وتنصر لغة العرب بالإبقاء على حياة الغلام ؟ .
    ولكن سرعان ما قلتَ لطرفة اختر ميتة أقتلكَ بها ! .
    قال طرفة : اسقني الخمر حتى إذا ثملتُ فافصد أكحلي .
    ثم مسكتَ قبضة السكين وحززت بها لحم الغلام ، فسال دمه ولا زال يسيل حتى برد .
    قتلت أخا لك كريما عزيزا ، قتلت بطلا شجاعا ، قتلت قائدا عظيما ، قتلت شاعرا مُفلقا ، قتلت ناطقا حكيما ، قتلت فتى صغيرا .
    وكل ذلك نزولا عند رغبة الملك السفاح الذليل البخيل غير معروف الأب عمرو بن هند ؟
    ألم يقل فيه طرفة وهو الصادق :
    أنتَ ابن هند فأخبر من أبوك إذا **** لا يُصيح المُلك إلا كلّ بــذّاخ
    أما الملوك فأنت اليوم ألأمهــم **** لؤما وأبيضهم سربال طبّــاخ
    ما في المعالي لكم ظلٌ ولا وَرَق **** وفي المخازي لكم أسناخُ أسناخ
    ـــــــــــــــ
    نعم يا طرفة ،،، كان بخيلا بدليل أن سربال طباخه أبيضا لقلة الطبخ فلم يتّسخ .
    ـــــــــــــــ
    قالت الخِرْنِق[22] بنت العبد أخت طرفة ترثيه :
    عددنا له ستاً وعشرين حجةً **** فلما توفاها استوى سيدا ضخما
    فُجِعنا به لما رجونا إيابــه **** على خير حال لا وليدا ولا قحما
    ــــــــــــــ
    وهذا يدل على أن طرفة عاش ستا وعشرين سنة .
    كانت هذه مقدمة يسيرة أستهل بها اللقاء .
    ___ انتهى الجزء الأول ______
    حسين الطلاع
    15/10/2009 م
    المملكة العربية السعودية _ الجبيل






    [1] : طرفة بن العبد وهو لقبه ، أما اسمه الصحيح فهو ( عمرو بن العبد بن سفيان البكري ) ،،، أما طرفة فهو من الطرفاء وهي شجرة الأثل المعروفة ، وهي شجرة شديدة الشبه بشجر الصنوبر .

    [2] : وردة إسم أم طرفة بن العبد

    [3] : حيّي وائل : قبيلتي بكر وتغلب .

    [4] : الآجن : المياه التي تغيرت بالرواسب والأملاح فصارت فاسدة .

    [5] : الذعاف هو السم القاتل الفوري الذي لا يمهل المصاب فرصة زيارة الطبيب .

    [6] : يقشب هي نفسها يُخلط .

    [7] : قراف : قصد منها المخالطة أي مخاطة الفساق .

    [8] : الدعارة هي الفسوق ،،، تستعار حاليا في الفسوق المتعلق بالشرف والحياء ، وهي في الأصل ليست كذلك ، حيث وردت في وصف العود الخبيث النتن الرائحة الذي يملأ المكان دخانا إذا أحرق بـ ( عود داعر ) أي خبيت لا يتواني عن بعثه الدخان الذي يعمي العيون .

    [9] : سيغولني : من الغَوْل وهو الموت .

    [10] : أشعبوا : ماتوا ،،، وهي مشتقة من ( شَعُوْب ) أي الموت الشديد .

    [11] : تفر : أي تسلم الأعراض وتُصان .

    [12] : يحرّب أي يُنهب ويُسلب .

    [13] : الدّمن : فضلات الحيوانات وروثها .

    [14] : راجع حرب البسوس .

    [15] : كلمة البحرين قديما تطلق على الساحل الشرقي لجزيرة العرب وليست جزيرة أو مملكة البحرين الحالية بالضرورة ، أي أن إقليم البحرين في العهد الغابريمتد من أقصى قطر إلى الأحساء والدمام والجبيل وحتى الخفجي بما في ذلك جزيرة البحرين الحالية .

    [16] : هي الكلمة الأصل والأفصح والأصح لغة ، أما التغوّط والحدث الأصغر والأكبر وقضاء الحاجة وما إلى ذلك من مسميات فهي كنايات فقط تُعزى لأدب الخطاب ، أو تعزى للحدث الدال على الشيء تأدبا فقط ،،، وأرجو المعذرة لذكرها فما ذكرتها إلا لتوضيح فصاحتها .

    [17] : الهمس : هو صوت بلع الريق في الحلق من الفجاءة والقلق والخزف والرعب ،،، وليس الهمس هو الوشوشة في الأذن كما يظن البعض ،،، ولا أدلّ على ذلك من قوله تعالى : وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ،،، أي بلع الريق خوفا ورعبا لا يتكلمون .

    [18] : الدسم الأحمس هو الممتلئ مع تكوير البطن ولا خير فيه .

    [19] : تولب هو ولد الحمار ما دام يرضع ، فإن فُطِم صار جحشاً .

    [20] : الشاطئ هو حد وطرف الشيء وليس مقتصرا على البحر فقط .

    [21] : الأيِّم هي الأرملة .

    [22] : الخرنق بكسر الخاء وتسكين الراء وكسر النون هو اسم أخت طرفة ،،، ومعناه الأرنب الصغير اللطيف الجميل ، أو هو ولد الأرنب .

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الاستاذ الفاضل حسين الطلاع

    لله درك..

    رحلة في شعاب اللغة والشعر..والكلمة السامقة فصاحة ..إلى مصاف السحر..


    سلمت..وسلم مدادك..

    احترامي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    طرح مميز أخي حسين ورحلة عميقة في دهاليز اللغة بفصاحتها وجزالتها بما يمكن أن يثري المحفظة اللغوية للقارئ ويعيده لمراحل في التاريخ غابرة.

    ولعلني أعجبني دقة الطرخ من حيث اللغة من شاكلة فنهقت ضاحكة ، وأعجبني أكثر حالات موفقة من الإسقاطات والرمزية.

    دمت بخير.

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    نص فصيح العبارة بديع الصورة قوي في طرحه وإسقاطاته اللغوية المميزة
    قرأتك هنا أديبا عربي الروح والنبض
    عميق الإحساس بأمته ولغته

    دمت مبدعا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    نص جميل الطرح
    بوركت
    وكل التقدير

  6. #6

  7. #7
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    قضيت هنا نزهة في بستان الكلم واللغة والفصاحة والشعر
    فسبحت أرواحنا ترتشف رحيق الأصالة
    وقد سافرت بنا صوب أصقاع الجمال
    وانتشينا حقا بروعة جمال اللغة وجزالتها
    دام هذا القلم المنير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. مع طرفة العبد في تمرّده
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 10-08-2013, 08:47 PM
  2. فراق بيني وبين نفسي
    بواسطة أحمد الردادي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 08-02-2006, 02:00 PM
  3. الحجب العشرة بين العبد وبين الله
    بواسطة اسكندرية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-06-2004, 12:46 AM