أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الحقيقة المرّة

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    المشاركات : 142
    المواضيع : 13
    الردود : 142
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي الحقيقة المرّة

    الحقيقة المرّة


    في واحد من بيوت فلسطين تسكن " الحجة آمنة " ؛ امرأة فلسطينية شهدت أمرّ المراحل في التاريخ الفلسطيني ، خرجت مع والدتها وشقيقها تحت نيران الإرهاب الصهيوني عام 1948م وأما والدها المناضل الشاب فقد اغتيل على يد عناصر صهيونية قبيل حرب 1948 .
    الحجة آمنة تسكن اليوم في بيت ابنها " عبد الرحمن " ، شاب حظي من الدنيا بست وثلاثين عاما وخمسة أطفال . والحجة آمنة أطلقت على ابنها الأول اسم " عبد الرحمن" تيمنا باسم شقيقها الوحيد الذي اختفى في الأيام الأولى من هجرة عام 1948م.
    وصدقوا في المثل العربي :" تكاد المرأة تلد أباها أوأخاها" . فهذا "عبد الرحمن" – الابن - قبل أيام كان من أهم المقاومين في جنين .
    "الحجة آمنة " امرأة عابدة راضية محتسبة ، لا تخرج من بيتها إلا للضرورة ؛ ولا تشارك النساء الثرثرة إن اجتمعن ؛ لذا لم تعتد على تواجد النساء في غير ما لزوم في بيتها ؛ إلا أن البيت يعج بالنساء والرجال منذ أسبوع ، كلام وثرثرة يملأ فناء البيت ؛ لكن الجميع يسكت عند خروج الحجة آمنة من غرفتها .
    منذ يومين لم تخرج "الحجة آمنة" من غرفتها ؛ أعتقد البعض أن الحاجة المؤمنة ضاقت نفسها من ثرثرت النساء ، ومبررات الزيارة غير المقنعة ، أما الحاجة فكانت تقول لمن يأتيها بالطعام إلى غرفتها إن ضغط الدم عندها مرتفع و السكري كذلك وقدميها ثقلت فلا تريد الخروج ..
    الحجة آمنة الليلة كما في ليالي كثيرة تعاودها الذكريات ، بيت جميل جديد واسع من أجمل بيوت البلدة حوله سور من الحجر عريض وأمامه بوابة كبيرة ، وأمام البيت شارع يوصل إلى مدينة "اللد" ، ومن الجهة الأخرى تقع بيادر البلد ؛ الأطفال يلعبون بكرة قدم ثم يتسابقون نحو "زير " الماء .. وشقيقها"عبد الرحمن" يركض بين صحبه طفلا متميزا يليق بأب متميز .. ثم تأتيها الذكريات بمشاهد أخرى سيارة تقترب من سور المنزل وفيها جثث العديد من الشبان وتعرف هي وجه أبيها فتركض وهي تصرخ نحو والدتها .... مشهد آخر وهي تعارك الشوك بقدميها خلف أمها وشقيقها " عبد الرحمن " وأناس يتجهون نحو الجبال وتتذكر حديث الكبار أنهم خرجوا ليوم أو يومين حتى يهدأ الحال ويعودوا فالمدافع والقناصة الصهاينة يضربون بيوت البلدة وسكانها من المستوطنتين المقامتين فوق الأراضي المرتفعة من البلدة .. وتذكر الحجة آمنة جيدا المغارة التي حاولت أمها تنظيفها لتنام وطفليها فيها لكن ما أن دخلوها حتى خرجوا مسرعين هاربين إلى الخارج من الحشرات الغريبة التي ملأت المغارة ؛ مما اضطرهم للنوم تحت الشجر ... وعندما بدأ الناس يتسللون للعودة خفية إلى بيوتهم لإحضار شيء من حاجياتهم ؛ تذكر آمنة كيف أن أمها أعطت مفتاح البيت " لعبد الرحمن" ليذهب مع الرجال الذين نووا التسلل للبلدة تلك الليلة لإحضار حاجيات أساسية لهم من بيوتهم .. أما المشهد الذي لاحق الحاجة آمنة طوال حياتها وحضرها هذه الأيام فهو سماعها لقول رجال ونساء لم يلحظوا وجود الطفلة آمنة قريبة منهم : أن لا يجب أن تخبر أم "عبد الرحمن " بموت ابنها فهي أرملة رجل عظيم وليس لها بعد الله إلا هذا الذي ذهب ، فأجمعوا القول على أن لا يخبروها بالحقيقة المرّة وأن يتركوها على أمل عودة ابنها ، فلا يجب أن يقال لها أن الصهاينة اجتمعوا على كلّ من تسلل تلك الليلة فقتلوهم وقطعوا من أغصان الزيتون فأشعلوا النار وحرقوا العائدين إلى بيوتهم ثم علقوا بعض الجثث المحروقة فوق الشجر ؛ قالوا : نقول لها أنه ربما أعتقل كالمعتقلين من أهل البلد أو ربما أخذه الصهاينة لهم لصغر سنه ووسامته وفطنته كما أُخذ غيره من أبناء القرى المجاورة "...
    وهنا رفعت الحجة آمنة رأسها إلى السماء فضغطت على عينيها لتحبس الدمع فيها لكنه انهمر وانهمر وهي تذكر كيف عادت ترجف نحو أمها لكنها لم تستطع أن تنطق بالحقيقة المرّة التي سمعتها .. وظلت آمنة تحبس الحقيقة المرّة عن والدتها التي بقيت على أمل اللقاء بابنها "عبد الرحمن" حتى آخر رمق في حياتها فأوصت وهي على فراش الموت بقطعة أرض من أرضهم في البلد لآمنة وجعلت بيت العائلة لعبد الرحمن ....
    الليلة نادت الحجة آمنة على حفيدها صلاح الابن الأكبر "لعبد الرحمن" .
    صلاح يقترب من جدته وهو على غير حال الأطفال ؛ الحزن والدمع وثورة المظلوم تختنق خلف صمته ، بالكاد يرفع وجهه باتجاه جدته ، كأنما يخشى النظر في عيني جدته الحبيبة .. كأنما يخفي سرا كالذي أخفته منذ نصف قرن ..
    "الحجة آمنة " تبتسم بسمة الرضا واحتساب "العبدين" في سبيل الله وتضم حفيدها ؛ بعد أن أفسحت له جزءا من فراشها كما أحب دوما وتكمل الجدة وصف المنزل الكبير والسور والبيادر ولعبة الكرة وزير الماء العذب وتصف الجدة بالدقة لأن صلاح يسألها عن التفاصيل كشكل البلاط ونوعه وعن معنى البلكون والعلية والخابية وما يزرع في البيادر و يسأل عن قصص جده البطل ..
    وقبل أن ينام تستدرك الجدة الليل فتقول لحفيدها : لك يا حبيبي البيت الكبير ولأختك قطعة أرض أمام البيادر و .........


    ربيحة علان علان
    رام الله – فلسطين

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    المشاركات : 684
    المواضيع : 55
    الردود : 684
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    سرد رائع
    ولغة سلسة

    و

    وقصة مؤلمة

    بارك الله بك أختي الكريمة "ربيحة"

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    المشاركات : 142
    المواضيع : 13
    الردود : 142
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    بارك الله بك أخي د. محمد الشناوي
    أسعدني أن وجدت كلماتك .. لك دوما كل السلام والتقدير
    أختك : ربيحة

  4. #4
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    صدقيني أختي ربيحة بأن الذكريات المرة والحلم الماثل رغم الحقيقة لا يعيد حقاً ولا يغير واقعاً.

    إننا بحاجة لنتوقف عن الحلم الجميل لنبدأ الحلم المؤلم والكابوس المخيف الذي لا تنام معه العيون ولا تستكين القلوب. نحتاج إلى أن نسأل الحاجة آمنة لم تركوا الأرض وإن هاجمهم الموت؟؟ لنصدق أنفسنا وننظر بعيون مجردة. وقبل أن نسوق المبررات والأعذار التي لا بد سأشارك الجميع بها ولا أزال ، أريد أن أوضح مثلاً حياً على ما أقصد في رفح وفي جنين وفي بيت حانون. لقد دمروهم تدميراً وأحرقوا الشجر والحجر ولكن صمود الشعب رغم الموت الأحمر أبقى البيت والبيدر والوطن لهم.


    أعتذر عن المرارة ولكن يجب أن نعيد حساباتنا ونغير نهجنا ونعد العدة فلا يرد الحق إلا القوة.


    تحياتي واعجابي بما يخط يراعك.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    بمشاعر متوثبة وقلم متأهب تابعت القصة
    وبتأييد مطلق قرأت رد الدكتور العمري
    تنطق كلماته بغصة لاجيء حرمه تقاعص من فرّوا، أو تخاذلهم عن دفاع مفروض، من حق ككل الناس ... بوطن.

    أليس صحيحا أن وجود المرابطين هناك حتى اللحظة، يتماوج أوسمة شموخ على صدور جدودهم، ودليل إدانة بحق جدودي.

    دمت بألق

  6. #6
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الأستاذة ربيحة علان

    رغم مرارة الحقيقة ..لكن يجب إستقاء الحكمة والدروس المستبطة في حالات الوهن وحالة العزم..

    لايمكن لحق أن يسترجع ..إلا بنفس الطريقة التي سُلب بها ..

    سلمت ..وسلم مدادك

    محبتي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

المواضيع المتشابهه

  1. الحقيقة المرة
    بواسطة زيد خالد علي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 10-04-2016, 01:28 AM
  2. الحقيقة المُرَّة
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-09-2015, 12:36 PM
  3. الحقيقة المرة..!
    بواسطة ثائر الحيالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 03-04-2008, 10:55 AM
  4. الفجائعية المرة في نص ( القادم لن يأتي ) الدارسان : حسين علي الهنداوي - حاتم قاسم
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-09-2006, 12:33 AM