أحدث المشاركات
صفحة 152 من 152 الأولىالأولى ... 72122142143144145146147148149150151152
النتائج 1,511 إلى 1,515 من 1515

الموضوع: مرايا - صفحة للجميع

  1. #1511
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    الديناصور المتبلد




    لغرض سلالي في اليمن ، تم استخدام أسطورة ملكة سبأ ، التي هي أشبه بفعل متعد ، لا يشبع و لا يقاوَم ..وفي ارتباط بلقيس بالماء إلى الأبد رسالة ضمنية اخرى قوية!!




    ___اليمن / الديناصور المُتَبَلَّد ____




    التفاصيل أدناه ، والموضوع جدير بالقراءة



    • دور اليمن في ولادة الحضارة هو موضوع كتاب جديد و
    كبير بالإنجليزية ، للكاتب الكندي الشهير لاري فروليك ،
    بعنوان "عشرة آلاف عقرب / البحث عن ذهب ملكة سبأ"


    ___________
    □ترجمة و تحرير /
    محمد نعمان الحكيمي
    writerhakimi@gmail.com
    ___________



    تحية كبيرة للمبدعة العالمية
    ================
    كتب هذا المؤلف ، و هو صحفي ثقافي كندي ، عدة
    كتب عن التاريخ الاجتماعي الغربي ، و حاز على جائزة أفضل كاتب صحفي جديد بعد نشر هذا الكتاب ، و حيا في كتابه هذا مدينة مأرب اليمنية على ابتكاراتها
    الثقافية والتقنية المبكرة ، فقد ساهمت مأرب الأولى
    في تاريخ العالم بنظامها المعماري الفريد، ومحو الأمية
    المبكرة، وأساليب الفن.
    و البلدة القديمة كانت أيضا معلما تكنولوجيا، بسد
    حجري يشغل واديا ضخما .
    باريس كوخ رعاة ، و لندن ممراغة مواشي
    =================
    يقول فروليك : سد مأرب كان أعجوبة في الهندسة ؛
    سد ضخم من الحجر ، غذى حضارة بأكملها لأكثر من
    1500 سنة، حضارة الثقافة العالية، والتعليم، ومحو
    الأمية ، ذلك عندما كانت باريس مجرد كوخ رعاة ، ولندن
    ممراغة ماشية ، كان السد متطورا بشكل لا يصدق ،
    وليس مجرد هرم حجري للموتى ، بل آلة حجرية معقدة
    للأحياء !
    _رفاقه العقارب_
    =========
    صحفيان من يمن تايمز (محمد نعمان الحكيمي و فاروق
    الكمالي ) ساعدا فروليك في أبحاثه الصحفية في اليمن
    . وقدما له ملاحظات ميدانية ، و نبذة عن الفلكلور
    الشعبي و المقولات المتداولة المحيطة ب ( بلقيس ) ،
    الذي هو الاسم اليمني التقليدي لملكة سبأ .
    -مأرب عاصمة_
    =========
    بعد أبحاثه الموسعة في ثلاث قارات ، في اليمن وبلدان
    أخرى في الشرق الأوسط ، يصنف الكتاب مدينة مأرب
    اليمنية ، عاصمة العصر الحديدي الثقافية ، باعتبارها
    واحدة من عجائب الدنيا الأثرية في العالم.
    الذهب ليس هنا يا صديقي
    ===============
    فروليك التقى خلال جولته الدكتور يوسف عبد الله مدير
    المتحف الوطني في صنعاء . وهو خبير دولي في علم
    الآثار في جنوب الجزيرة العربية ، أكد أن قصة ملكة سبأ
    أسطورية ، استخدمت لغرض إثبات صحة وجود سلالة
    ملكية لا أكثر !
    عبد الله نصح فروليك بمواصلة أبحاثه عن سبأ و ملكتها
    و ذهبها عبر البحر الأحمر في شمال إثيوبيا.
    و إلى آكسوم
    =======
    يصف الكتاب أيضا نتائج تحقيقات المؤلف في
    العاصمة الإثيوبية الملكية القديمة في أكسوم، التي
    كانت في الأصل مستعمرة أسسها المستوطنون
    اليمنيون قبل 600 عام قبل الميلاد في أكسوم، وهي
    الآن بلدة نائية بالقرب من الحدود المتنازع عليها مع
    إريتريا.
    نفس الحجر
    ========
    ما وجده المؤلف هناك كان عبارة عن حجر مرمري قديم
    ، ستيلا، و منحوتات مماثلة للتحف السبئية التي في
    المتحف الوطني صنعاء . كما اكتشف فروليك كذلك أن
    لغة منحوتات المعبد في أكسوم هي بالخط العربي
    الجنوبي الشهير ، و هو ما يثبت العلاقة القديمة بينهما
    فعلا !
    الجدلية الثقافية
    ===========
    ويصف العلاقة المعقدة بين إثيوبيا واليمن بأنها "مماثلة
    لأحصنة طروادة والإغريق، وهي جدلية ثقافية تولدت
    منها لغات جديدة ، وحضارات ، وتكنولوجيات جديدة "
    هجومان على سبأ
    =============
    هجوم الإثيوبينن الذين كانوا يركبون الفيلة الحربيين في
    عام
    570 أثر بقوة في إضعاف مملكة سبأ. وجاءت الضربة
    الأخيرة بعدها من غزو فارسي عام 575
    ميلادي . تم تدمير سد مأرب تماما .
    أصالة الشيخ زايد
    ============
    بعد تدمير السد ، أقيم سد جديد في مكانه في
    الثمانينات بمساعدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،
    رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، الذي تنحدر
    أسرته من سبأ ، مثله في ذلك مثل الكثيرين في اليمن
    حاليا، الذين ينحدرون من السلالة السبئية ذاتها .
    مأرب في التوراة
    =============
    من إثيوبيا، إلى تركيا و هنا اختتم المؤلف دراسته في
    مدينة أفسس المدمرة في تركيا. أفسس بدت مثل
    مأرب ، و قد ذكرت مرارا وتكرارا في الكتاب المقدس
    باعتبارها واحدة من المدن الكبرى في العالم القديم .
    أفسس هي أيضا موقع عبادة وثنية مخصصة ل (
    أرتميس ) آلهة القمر اليونانية. يرى الكاتب : في عصور
    ما قبل التاريخ كانت هناك ديانة غامضة سيطرت على
    الشرق الأوسط بأسره، و هي عبادة وثنية أقدم بكثير من
    فكرة اليونان عن "آلهة النجم السينمائي" التي أدت
    "مسلسلات طويلة سماوية" في المرحلة المتأخرة من
    العصر الكلاسيكي . وقد سيطر على هذه الخرافة
    الأسطورية إله غريب متعدد الجنسيات يسمى ( ألمقه )
    في جنوب شبه الجزيرة العربية ؛ و كان اسمه لدى
    الإغريق اللاهوت ( سيبيل ) .
    يسترسل فروليك : كان هذا الكائن الأعلى هو اتحاد
    جميع الأضداد ، الذكر و الأنثى، الشمس والقمر ، الزمن
    والأبدية !
    مدينة التكنولوجيا الفائقة
    =============
    في تركيا، اكتشف فروليك مقابر رخامية منحوت عليها
    رمز قرص شمسي فوق قمر هلالي ، وهو أيضا رمز
    أساسي لمعابد مأرب القديمة . ويرجع سبب هذه
    الثقافة الوثنية الواسعة إلى أن مجتمعات الشرق
    الأوسط اضطرت للتعامل مع التغيرات المناخية الهامة
    في عصر ما بعد العصر الجليدي ، حوالي 5000 قبل
    الميلاد . في البدء ، غمرت المياه العالم بذوبان الجليد،
    ثم بدأت تجف.
    أجبر هذا المناخ المتغير الناس على تطوير مشاريع رائدة
    في الهندسة المائية ، كما في مصر وبلاد الرافدين و
    مأرب.
    يعود المؤلف ليؤكد : كانت مأرب مدينة التكنولوجيا
    الفائقة في العصر الحديدي المبكر ، مثل وادي
    السيليكون، ولكن على أساس التحكم في المياه بدلا من
    الكهرباء .
    سيبيلي
    =====
    في نهاية الكتاب ، ينطلق فروليك من تنظير لغوي جديد
    يربط اسم سبأ مع ( سيبيل )، و يفترض أن هذا الاسم
    كان الاسم الأصلي للآلهة العظيمة المشتركة لكل من
    قدماء ( الهنود / الأوروبيين ) ، و قدماء الساميين .
    يرى فروليك أن سيبيلي ( سبأ ) تحكم في المياه التي
    تعطي الحياة . و يصل للقول : و هذا هو السبب في أن
    ملكة سبأ ترتبط إلى الأبد بالماء . " المياه هي الرسالة
    الأساسية الضمنية وراء قصة سليمان و سبأ في القرآن
    الكريم، و يضيف : التحكم في المياه يصنع حضارتنا !
    مائدة التوراة في الشيباني
    =================
    فروليك قال انه استمتع بزيارته الى اليمن ، و أن الناس
    في اليمن مضيافون و كرماء للغاية ، وعلاوة على ذلك،
    الطعام اليمني لذيذ، وأنا لم آكل أبدا بشكل جيد - العسل
    البري والخبز الطازج والخروف المشوي و الحلبة و الموز
    الصغير الشهي .
    يعتقد : لعل هذا هو الطعام الذي يسمونه في الكتاب
    المقدس بالوليمة !
    لماذا 10000 عقربا
    =============
    عشرة آلاف عقرب يأخذ عنوانه من جزيرة سقطرى
    اليمنية، و هي موطن أم أربعة و أربعين الآكلة للحم ،
    التي يقال أن لسعتها مميتة أكثر من لسعات عشرة
    آلاف عقرب
    .
    بل إن عنوان الكتاب هذا مستوحى من الخيال
    الرومانسي للشعراء مثل محمد نعمان الحكيمي ، الذي
    تم تضمين هذا الكتاب نصوصا من شعره الحائز على
    جوائز شعرية .
    هكذا أخذه فضوله الى حيث لا رجعة
    ===========
    ابتدأت قصة بحثه
    في بداية ربيع 1996 حين كان طاقم بحث تابع لشركة
    تنقيب عن المعادن ( كندية ) يقوم بجولاته اليومية
    مستطلعا مناطق تسكنها قبائل تتبع محافظة الجوف في
    شمال اليمن. ذات يوم تعثر الفريق الذي كان يعمل
    بترخيص من الحكومة بحفر غريبة في تلك المنطقة .
    بإلقاء نظرة ، كانت الحفر تقود الى مناجم قديمة لم يجرؤ
    أحد من الطاقم أن يزحف إلى الداخل نظرا لوجود ثعابين
    كثيرة و عقارب سامة.اكتفى الطاقم بالتحري من الأعلى ،
    ثم فجأة وجد أحدهم حجرة مرمر نقش عليها بعض
    الحروف القديمة المثيرة لفضول الطاقم . كان بعضهم
    قد رأى مثلها في المتحف الوطني في صنعاء .
    تعرفوا على الخط و استطاعوا معرفة انه يعود الى ملكة
    سبأ ثم أيقنوا تماما بعد ان رأوا أدوات مبعثرة هنا و
    هناك ان أولئك الذين كانوا في تلك المنطقة كانوا
    يقومون بنفس العمل الذي هم يقومون به الآن ( البحث
    عن الذهب ) !
    السبيكة مع القوافل
    =============
    انتشرت صورة قطعة المرمر تلك عبر الصحف العالمية و
    كانت هذه الصورة هي من دفعت شركة عامة بريطانية
    كولومبية ( كانتيكس ) الى ارسال متخصص في علم
    جيولوجيا الأرض مع زوجته المتخصصة في علم الآثار .
    توصلا إلى ان هذا المنجم يعود للعصر الذهبي و ان
    الذين عملوا فيه يحتمل انهم كانوا عبيدا و أسرى حروب
    ، و أن سبيكة الذهب التي وجدوها ربما تم تصديرها عن
    طريق القوافل القديمة التي تبعد بعض الأميال القليلة
    عن المكان ذاته .
    أكثر من هذا ، لم يضيفوا أو يقولوا شيئا !
    حتى التفكير ممنوع !
    ==============
    لم يجرؤ الرجل و لا زوجته ان يدخلوا الى المنجم و لم يكن
    لديهم إذن بالتنقيب و الحفر .
    لم يفعل أحد شيئا غير محاولة الاستغراق في التفكير ،
    فاليمن لم تكن بتلك الدولة التي تمكن باحثا فضوليا
    معتوها من ان يتأمل من مكان آمن داخل ناقلة سياح
    مكيفة . لم تكن هناك حافلات سياح أصلا .
    أخي المتحمس ينسحب
    ===============
    اقترح علي أخي ان نذهب بأنفسنا لليمن . و نرى ذهب
    ملكة سبأ . ثم ما ان انا تحمست للفكرة بعدها اذا بأخي
    يعتذر ، معللا اعتذاره بضغط العمل الثقيل الذي في
    يديه . كنت وحيدا بعدها في هذا المشروع ، لو أنا فعلا
    أريد ان اتابع تنفيذ الفكرة .
    بعد الصيام سأرى
    ============
    قمت ببعض القراءات للتعرف على اليمن و أسطورة
    سبأ . قرأت في التوراة و القرآن و في إصدارات كثيرة عن
    الموضوع .
    اليمن طقسها حار في الصيف . و بدا أنها مكان خطير
    على امتداد العام . اختطافات سياسية و تفجيرات هنا و
    هناك تقريبا كل يوم . كان أنسب وقت للسفر إليها هو
    بعد رمضان ( شهر صوم المسلمين ) الذي كان يأتي في
    ديسمبر غالبا .
    لكأنما المجرم هو ذات السابق
    ================
    كنت أطالع صحيفة يمن تايمز الناطقة بالإنجليزية على
    الانترنت . الاختطافات و التفجيرات مستمرة و كانوا
    يقبضون على المتسببين في الجرائم تلك ، الذين بدا لي
    أنهم نفس الأشخاص الذين قاموا بالجرائم التي قبلها ،
    بالضبط .
    فضول أحمق في موطن قبائل
    ================
    هنا حيث أودى بي فضولي الأخرق واللعين الى مكان لا
    عودة منه..بدأت أفكر بالحجر المرمري الذي وجده الفريق
    الكندي في صحراء الجوف ، ثم أفكر ببلاد كتلك ، ( قبائل
    ) !!
    الحجر يختفي
    =========
    تم تسليم الحجر للمتحف من قبل الباحثين ، ثم إذا بهم
    يعلنوا أنه فقد ، و لا أثر له في المتحف !
    لم تظل سوى صورته في المتحف ، و ترجمة ركيكة و
    ملخبطة ( بعد كل ثلاث كلمات علامة استفهام ؟؟؟؟ و
    تجويفات [ ] ، [ ] ، [ ]
    و حتى الإله مقطوع
    =========
    كانت تلك رحلتي وهذا هو الذي توصلت إليه ( صورة
    لحجر مرمر ، نقش عليه هراء غير مقروء ، تم إهداؤه إلى
    إله ما ، و حتى اسم الإله مقطوع !!
    الديناصور
    ============
    من الجو ، اليمن تشبه ديناصورا متبلدا تعقص في
    حضن رملي حار منذ ملايين القرون .
    حنك هذا الديناصور مفتوح بشكل واسع باتجاه الربع
    الخالي ( الصحراء الكبرى ) المتثائبة باتجاه اليحر ، بقدمها
    ذي المخالب الذي تم دسه بقوة قبالة البحر الأحمر
    الأفقي في الجنوب .
    عالم ذكوري وموائد سماوية
    =============
    اليمن عالم ذكوري مخصص للذكور و لا ريب .النساء
    لهن عالمهن المنعزل الخاص بهن فقط. .
    كل الرجال في اليمن يأكلون و يضحكون في البوفيات
    من حولنا.
    الطعام هنا طبيعي و متميز. واضح أني لن آكل مثله
    ثانية بعد سفري . عدت حيا بسبب هذا الطعام ، فلطالما
    بدني تخلل في المواد الحافظة الكيميائية.
    لم أصل إلى اكتفاء من تناول العسل اليمني .
    صالح في كل مكان
    ============
    كنا نطالع خريطة عن الموقع الذي سنتوجه لزيارته ، تحت
    عيون الرئيس صالح ( صورته أعلى الحائط ) المتابعة
    بدقة و عناية تحركات إصبع صديقي على الورق .
    البلد الذي لم يكتشف بعد
    =================
    كثيرا ما ظللت أفكر باليمن كمكان روحي و أفكر بالحياة
    التي يعيشها هذا الوطن . كثير من الذي في اليمن لم
    يكن ظاهرا حتى أجده ، سواء في الأرض القديمة ، أو في
    السماء السوداء التي من فوقي .
    الخيمة المتنقلة
    ============
    أشفق كثيرا فروليك على بنوتات يمنيات صغيرات
    في الثامنة من العمر يدحرجن اسطوانات
    بلاستيكية لجلب الماء ، حين غدا من الصعب عليه أن
    يتخيلهن سجينات
    لدى إمبراطور !
    و تعجب للشرشف الذي تلبسه اليمنيات ، شبهه بـ"درع
    لشارع.. أوخيمة متنقلة ، و ليس ملابس !
    رغبة جنسية محمومة
    ===============
    يتساءل الكاتب : هل عيون اليمنيات اللواتي في اللثمة
    أرقتني الليلة !؟ أم إنه القات الذي يمضغونه و الذي لا
    يجعل من ماضغه شريرا . صباح اليوم التالي يجيب عن
    تساؤله وراء اضطرابه البارحة شخص يمني اسمه
    محسن :
    إنه القات يا صديقي، يخلق شعورا بالحرمان العاطفي و
    الرغبة الجنسية المتهيجة المحمومة للممارسة و لفترة
    طويلة ؟!".
    شعب لا يلعب
    =========
    لاحظ فروليك أن اليمنيين لا يلعبون حتى ( بطه ) ، فهم
    يقضون وقتا طويلا داخل البيوت ..إما ليمضغوا القات
    أو ليكونوا هم الممضوغين !
    الصمت الحجري
    ==========
    يقول : ترى كثيرا من اليمنيين بعد انتهاء فترة القات
    يحملقون بصمت حجري و اهتمام بالغ و بأوجه مكفهرة
    في أشياء ما ..أشياء لا يراها إلا هم ..
    عجائب و لكن بلا كهرباء
    ================
    نحن مركز الآلة ، أما الناس هنا فهم ليسوا مثلنا .
    مدينتهم ( العاصمة ) بلا كهرباء .. النساء هنا لا شك
    ذكوريات ..العمال في المطعم ينبحون على بعضهم مثل
    كلاب ضلت طريقها في الغابة . هناك من كان يتعرق
    مثل خنزير رغم النسمات الباردة . و هناك من ظل
    قميصه طيلة اليوم مغلق بالأزرار حد أعلى العنق .
    فرصة للمهووسين بالحريم
    =================
    مضغت القات ..لم اتحول الى شرير .. مضغت قلوب
    الأغصان و بكميات ليست قليلة .
    كان المكان مناسبا لأي مهووس بالحريم و الأحاديث
    الليلية الطويلة .
    حين يفكر اليمني
    ============
    استغربت لحال اليمنيين و هم يفكرون .إنهم حين
    يفكرون يعملون أجسامهم كاملة للوصول إلى نهاية !
    خدي الأيسر يتكيف و يدمن
    =================
    خدود اليمنيين من يسار الوجه غالبا منتفخة و
    ابتساماتهم خضراء ..إنه القات ..انسجمت مع القات
    أحيانا كثيرة ، كيفت ..و شيئا فشيئا تلاشى رعبي من
    القات ، و إذا بي أتحول إلى هاو .
    الأشياء تفك الارتباط و تتطاير
    ===============
    كم مرة شعرت بعد مضغ القات بأن كل ما حولي تدهور ،
    كم شعرت أن الأشياء تنفصل عن بعضها تتطاير بدون
    مسميات ، و كم أحسست ليلا برغبة جنسية محمومة
    إلى امرأة ، رغم أن غيابي عن كندا لم يبلغ الأسبوع بعد .
    أثناء القات كنت دوما سعيدا ، و كنت أطن مثل نحلة
    عسل ..كنت آخر !
    لا إناث في اليمن
    ===========
    كان من الصعب علي أن أغض البصر عندما شاهدت
    نساء إثيوبيات جميلات بوجوه مشرقة في صنعاء .
    كانت تلك النسوة هن الوحيدات الإناث اللواتي رأيتهن
    في اليمن !
    إيمان الآلة بالله
    ===========
    في بلد فيه مؤمنون كاليمن ، يبدو من الصعب ألا تؤمن
    بالله . كلما اتجهت نحو الغرب يغدو من المستحيل ألا
    تؤمن بالآلة ، تلك التي لا تؤمن إلا بنفسها .
    باب الشتاء
    ==========
    من صنعاء اتجه جنوبا نحو تعز لمقابلة الشاعر محمد
    نعمان الحكيمي و الحديث إليه عن الفلكلور الشعبي و
    الأدب المحلي بعد أن قرأ له موادا صحفية نشرت في
    يمن تايمز .
    استمع إلى نصوص كتبها الحكيمي بالإنجليزية فاعترف
    بما للشعر العربي من تأثير على الغربيين لدرجة لا يمكن
    تجاهلها - حد وصفه - و استوقفته الموسيقى المتأصلة
    في شعره و أثرها ، و بلاغة التركيب الإنشائي و البعد
    المتخفي وراء اعتيادية الشاعر ، ذلك البعد الذي يعتقد
    فروليك أن الحداثيين بذلوا جهدا كبيرا لتناسيه . ثم أكد
    فروليك أن الشعر العربي هو الوحيد الذي استطاع أن
    يحرز أعلى المراتب.
    و أردف : المثقفون العرب لا يزالون يؤمنون بالقيم
    العربية ، و يؤمنون بالله . معتبرا الإيمان ينبوع الحب . "
    نحن في الغرب لنا إيمان بالآلة لكن ليس بالحب الذي
    كنا عليه ، كان ذلك عندما برهنت الآلة قوتها في الحرب
    العالمية الاولى 1914. نحن الذين كان لهم تجربة كاملة
    بضراوة تلك الآلة في جحيم الحرب العالمية الأولى و
    الثانية ، التي ملأت النفوس بالرعب و الهلع .
    يصف الشاعر : كان الحكيمي طويلا بالنسبة إلى يمني ،
    و له عينان حالمتان كثيرتا الرؤى تتلألآن خلف نظارة
    شمسية كهرمانية ..انقض الحكيمي على مقعده
    باسترخاء الطاووس .
    سأل فروليك الشاعر عن الأدباء الأجانب الذين يعرفهم .
    يقول فروليك : أجاب الحكيمي عن أسئلتي دون تلكؤ ، و
    تحدث عن إعجابه بتشارلز ديكينز و جورج أورويل
    باعتبارهم أقلام سطرت الكثير عن قضايا الناس بوجدان
    اجتماعي !.
    ثم طلب إلى الشاعر ان يسمعه بعضا من نصوصه
    بالانجليزية ، يقول : و اذا بي أهيم على الفور لسماع
    نصوصه ، فللحقيقة ، زحزحني إلقاؤه من مكاني ، و
    سرت في جسمي رعشة ، و ظل مستخدماً صوته كما لو
    كان "راكمانينوف" أو "سايي" في استخدامهما للبيانو .
    وبعد كل سطرين يستبدل الانسجام المتدفق المطور
    بتماهٍ متزن وغير متوقع..كما يغريك كلامه المطيل
    للادغامات الخفية في الكلمات الانجليزية.
    و أضاف : شعر الحكيمي كالشعر العربي ، يثير الإحساس
    السمعي على الخيال البصري..واضعاً مفرقاً للطريق الذي
    سلكناه مع "وورد سوورث" و "كيتس" في قصيدته
    (الحكيمي) بالانجليزية "الشتاء ووخز الضمير " !
    عدت أسأل الشاعر عن دواعي الشعر و الحاجة إليه في
    هذا العصر .. فكانت إجابته مثار إعجاب ، و لو كنت
    سألت وورد اسوورث نفسه ذلك السؤال لما أجاب
    بأفضل مما قاله الحكيمي ، الذي أجاب : لو لم تكن لنا
    من حاجة للشعر سوى خدمة الشعر نفسه ، فلتكن !!
    و يعلل فروليك اختيار الحكيمي للعنوان ( الشتاء و وخز
    الضمير ) : أراد أن يجسد وضعه العربي المر ، المتمثل
    بالتداعيات المحبطة و المستطيرة التي تحيط به كعربي !
    الكتاب حفل باقتباس لشعر الحكيمي و دراسة عنه ، و
    عنون الكاتب الفصل السابع من الكتاب بعنوان قصيدة
    بالانجليزية للحكيمي عنوانها (الشتاء و وخز الضمير ).
    كما يعرض هذا الكتاب لملامح عن الخيال الشعري
    العربي من خلال الشاعر محمد نعمان الحكيمي.
    في تعز
    ======
    يتماهى فروليك : تعز هي مركز النشاط الثقافي في
    اليمن ، و هي محضن للأدباء و الكتاب ، و ما ليس لها
    من تبعية إلا لله و شعرائه !
    ليسوا معقدين و لا غامضين كأصحاب الشمال
    =================
    وصلنا تعز وقت الغداء .. كانت تعز تكتظ بالناس . كان
    الناس هناك متغيري الخصائص ، وأشكالهم غير
    متجانسة مع الذين صادفتهم في شمال اليمن . كانوا
    على عكس التعقيدات الغامضة لليمنيين في شمال
    اليمن.
    ينامون كعلامات استفهام
    ================
    التقيت في تعز الأديب و المؤرخ اليمني محمد المجاهد
    ، و أثرنا جدلا حول الهدهد و قصته مع سليمان و ملكة
    سبأ . كان نقاشنا في مكتب مظلم هو فرع في تعز
    لصحيفة يمن تايمز . في السلالم المظلمة التي نزلنا منها
    بعد لقاء المجاهد كان هناك بشر نائمون في السلالم ، و
    كان وضعيات نومهم كعلامات استفهام !
    قتلى على امتداد الطريق
    ================
    كانت الطريق التي عدنا منها الى صنعاء أطول مسافة و
    أشق وعورة . اتجهنا غربا نحو الساحل الغربي و الحديدة
    ثم صعدنا مناخة باتجاه صنعاء..ظللت أحصي عشرات
    الكلاب الميتة على جانبي الطريق ، قتل اكثرها
    بالسيارات ليلا حد صديقي محسن.
    البلد الأكثر غموضا
    =============
    التاريخ الثقافي لليمن ذو أهمية عالمية. . إنها البلد الذي
    عاش فيه الشاعر الفرنسي العظيم رامبو. .و اليمن هي
    أكثر دولة غامضة من بين بلدان الوطن العربي بالنسبة
    للغربيين
    يمن القرن 25
    =========
    يقول فروليك : يبدو لي أن اليمن ربما لم يرد لها أن
    تكون لهذا القرن أو الذي قبله ، لكن ربما للقرن الخامس
    والعشرين ، حين يكون الإنسان قد استطاع فعلاً أن
    يتغلب على الآلة !
    كاحل إثيوبيا و الذباب
    ===============
    في رحلتي إلى أثيوبيا لم أجد أيضا الملكة و لا ذهبها .
    وجدت في الجنوب فتيات بخصور رشيقة وأعقاب أقدام
    نحيلة ، يمكنك أن تعض نهشا على كاحل إحداهن مثل
    عود ثقاب !
    في إثيوبيا ظللت أدفع عني الذباب حين آكل . بعد أن
    دخلت ذبابة ذات ليلة من فمي و استقرت في بطني و
    أنا في مقهى.
    لغتان و جوع !
    =========
    هنا كل إثيوبي تقريبا لديه اكثر من لغة ، و البلد يعاني
    الجوع .
    ثنائية التركيات
    ==========
    في تركيا المجتمع كله تقريبا غني . و النساء ثنائيات
    التفرع : إما عاديات بإفراط أو شهوانيات بإفراط !
    في ثلاث قارات لمجابهة لغز
    ================
    رحلة بحث أخذته عبر ثلاث دول ( في 3 قارات ) و اذا به
    في آخر المطاف يصطدم بلغز الحضارة نفسها . الرحلة
    المعوقة هذه انتهت في 1999
    كذبة بيضاء
    =========
    كل الأساطير القديمة في الأخير لم تلتق . كانت قصة
    ملكة سبأ فراغا عظيما فاغرا فاه !
    تلك هي القصة كذبة بيضاء ، هراء ، اعتقاد أحمق !
    لم يجد في رحلته تلك أجوبة ، بل أسئلة أكثر !!
    الخلفية السريالية
    =============
    قابل في رحلته طائفة من المجانين ، و الحالمين
    المفلسين ، و السياح ، و مختصا اجتماعيا يابانيا
    متخصصا في معالجة التلاميذ الذين يطعنون معلميهم .
    كل هؤلاء كانت لهم قصصا معه مشرقة و حية ، كونت
    عنده ستارة خلفية سريالية عن الملكة الأسطورية !
    نهم الفعل المتعدي
    =============
    يصل الباحث إلى قناعة أن : " الملكة الأسطورية ،
    مثلها مثل الفعل المتعدي ، لا تشبع ، و لا تقاوم " !
    الغموض العجوز متعدد الأسماء
    ===============
    عمر قصة بلقيس 3000 سنة ، و هي في إثيوبيا تعرف
    توقيرا باسم ( ماكيدا ) و في تركيا ب ( سلطانة سبأ ) ، و
    في اليمن ( بلقيس ) .
    أنا صاحب الأخطاء
    ===========
    في بداية هذا الكتاب نجد اعتذارا من الكاتب للقاريء إن وجدت أخطاء في رسم حروف بعض الأعلام المكانية و
    الإنسانية ، كون اللغة العربية ليس لها حروف متحركة (
    كما يعتقد) ، و يستسمح القراء : الأخطاء إن وجدت
    فهي من إبداعي وحدي !
    اعترافات بالجميل
    ============
    تم أهداء هذا الكتاب الى آدم ، و في آخر صفحاته سطر
    المؤلف امتنانا كبيرا لكل من :
    الدكتور يوسف عبدالله مدير المتحف الوطني في
    صنعاء الذي هو أول من لمح لسر ملكة سبأ )
    ثم للشاعر محمد الحكيمي من تعز ، و لصحيفة يمن
    تايمز . و الى آخرين في صنعاء و لندن و كندا و اثيوبيا و
    تركيا !
    الكتاب
    ====
    جاء الكتاب في 25 بابا و عدد صفحاته 300 صفحة من
    القطع الكبير .
    الناشر : دار مسليلاند و استيوارت
    كندا 2002
    المؤلف
    =====
    Larry Frolick
    باحث و صحافي كندي حائز على جوائز بارزة..
    و يحمل درجات علمية في الأنثروبولوجيا و في القانون
    الدولي أيضا . عمل محاميا و محررا ثقافيا في أشهر
    مجلات كندا ، و من مؤلفاته :
    - الطلاق و الثقافة في البحث عن الحياة ..و هو كتاب عن
    التغيير الاجتماعي في المجتمعات الصناعية
    - ثقافة الديجيتال ..عن علاقتنا بالالات الحديثة
    - معجم الألماس الذي يعادل مليون دولار
    =============
    *عناوين فرعية*
    =============
    ● يصنف الكتاب مأرب ، عاصمة العصر الحديدي
    الثقافية ، باعتبارها واحدة من عجائب الدنيا الأثرية في
    العالم
    ● عمر قصة بلقيس 3000 سنة ، و هي في إثيوبيا
    تعرف توقيرا باسم ( ماكيدا ) و في تركيا بسلطانة سبأ ،
    و في اليمن بلقيس
    ● سد مأرب كان أعجوبة من الهندسة : سد ضخم من
    الحجر الذي غذى حضارة بأكملها لأكثر من 1500 سنة،
    حضارة الثقافة العالية، والتعلم، ومحو الأمية
    ●كان هذا حال مأرب عندما كانت باريس مجرد كوخ
    راعاة ولندن ممراغة ماشية ، كان السد متطورا بشكل لا
    يصدق، وليس مجرد هرم حجري للموتى، بل آلة حجرية
    معقدة للأحياء
    ● يرى أن قصة ملكة سبأ أسطورية ، استخدمت لغرض
    إثبات صحة وجود سلالة ملكية
    ● يصف العلاقة المعقدة بين إثيوبيا واليمن بأنها
    "مماثلة لأحصنة طروادة والإغريق، وهي جدلية ثقافية
    تولدت منها لغات جديدة، وحضارات جديدة،
    وتكنولوجيات جديدة
    ● أقيم سد جديد في مكانه في الثمانينات بمساعدة
    الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات
    العربية المتحدة ، الذي تنحدر أسرته من سبأ ، مثله في
    ذلك مثل الكثيرين في اليمن حاليا، الذين ينحدرون من
    السلالة السبئة
    ● أفسس التركية بدت مثل مأرب، ذكرت مرارا وتكرارا
    في الكتاب المقدس باعتبارها واحدة من المدن الكبرى
    في العالم القديم. أفسس هو أيضا موقع عبادة وثنية
    مخصصة ل أرتميس، آلهة القمر اليونانية
    ● في تركيا، اكتشف فروليك مقابر رخامية منحوت
    عليها رمز قرص شمسي فوق قمر هلالي، وهو أيضا رمز
    أساسي لمعابد مأرب القديمة
    ● في نهاية الكتاب، ينطلق فروليك، ، من تنظير لغوي
    جديد يربط اسم سبأ مع سيبيل، و تفترض أن هذا الاسم
    كان الاسم الأصلي للآلهة العظيمة المشتركة لكل من
    قدماء ( الهنود -الأوروبيين ) ، و قدماء الساميين
    ● يرى فروليك : سيبيلي-سبأ تحكم في المياه التي
    تعطي الحياة . و يؤكد : وهذا هو السبب في أن ملكة
    سبأ ترتبط إلى الأبد بالماء. "المياه هي الرسالة الأساسية
    الضمنية وراء قصة سليمان و سبأ في القرآن الكريم، و
    يضيف : التحكم في المياه يصنع حضارتنا
    ● الكتاب يأخذ عنوانه من جزيرة سقطرى اليمنية، و هي
    موطن أم أربعة و أربعين الآكلة للحم ، التي يقال أن
    لدغتها مميتة أكثر من لدغات عشرة آلاف عقرب
    ● هنا حيث أودى بي فضولي الأخرق واللعين الى مكان
    لا عودة منه
    ● تم تسليم الحجر المرمري للمتحف . ثم إذا بمن في
    المتحف قد أعلنوا أنه فقد و لا أثر له .لم تظل سوى
    صورته في المتحف و ترجمة ركيكة و ملخبطة
    لصورة لحجر مرمر عليه تم نقش هراء غير مقروء ، تم
    إهداؤه إلى إله ، حتى اسم الإله مقطوع !!
    ● كثير من الذي في اليمن لم يكن ظاهرا حتى أجده ، لا
    في الأرض القديمة و لا في السماء السوداء الفلكية التي
    فوقي
    ● قصة ملكة بلقيس الأسطورية ، مثلها مثل الفعل
    المتعدي ، لا تشبع و لا تقاوم !
    ● اصطدمت في الأخير بغموض الحضارة نفسها ، و لم
    تكن ما توصلت إليه أجوبة ، بل أسئلة أكثر عن هذا اللغز

    أرجو أن يتفهم المزن أمية الرمل

  2. #1512
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إضـــــــــــبـــــــــــ ارة الــــــــغـــــــريـــــ ــب
    ____________
    أقــبــلـت يـــــا ربـــــي بــقـلـبـي الــنــائـي
    و تلوتُ يـــا مـــلـك الـملـــــوك نــــدائــــي
    هــــــذي مُــذَكِّــرَتــي إلـــيــكَ ، مَــفَــادُهـا
    مـــا لــيـس يَـخْـفَـى عــنـكَ مـــن أشــيـاءِ
    أُلْــقِــيْ عــلـيـكَ هَــجِـيْـرَ قـلـبـيْ ، راجــيـاً
    غـــيــثــاً ، يُـــطــبــب مــــــاؤه إعــيــائــي
    مــارســتُ أكــثــرَ مِــــنْ جَــفـاءٍ ، ســيـدي
    حـــتـــى وَصَـــلْـــتُ لِــحَــسْــرَةٍ شَـــعــواءِ
    و شَـــــرَدْتُ مــتـشـحـاً بِــظَـنِّـي بــالـهُـوى
    جـــهــلاً ، و أرْكَــــبُ بـالـظـنـون ســمـائـي
    إِضْــبــارَتــي مَــمْــلُــوْءَةٌ سُــــــوْءاً ، أنــــــا
    أرجــــــوكَ لا تَــفْــتَــحْ مِـــلَـــفَ شَــقــائـي
    هَــبْـنِـيْ مِــــنَ الأنــــوارِ مــــا يَــقـوَى بِـــهِ
    فِــــكْـــرِي ، فـــــــلا يَـــنْــجَــرّ لــلــظَـلْـمـاءِ
    ###
    إنِّـــــي هُـــنــا أشـــكــو اعـــتِــلالاً نـــــادِراً
    و مُــــحَـــيّـــرَاً لـــلـــطِـــبِّ و الـــعــلــمــاءِ
    طُــفْــتُ الــبــلادَ عــلـى امــتـداد شَـتَـاتِـها
    و رجــــعـــتُ مـــكــســوراً بِـــــــدُونِ دَواءِ
    حــاولــتُ أَبْــعَــثُ كــــلَّ أوراقــــي عــلـى
    ( جُــوْجَــلْ دِرَايْــــفَ ) لأبـــدع الـحـكـماء
    و جــوابُــهُــمْ جـــــاءَ اعـــتِــذاراً مُــفْــزِعـاً
    : الـــطــب يــعــجـز دون هـــــذا الــــدَّاءِ !
    صَــعْــبٌ أنــــا فــــي كُـــلِّ شـــيءٍ ، نـــادِرٌ
    حـــتــى بِــوَعْـكـاتـي ، و شََـــكْــلِ بَــلائــي
    وَصَــلَـتْ إلـــى ( كَــنَـدَا ) وَثَـائِـقُ حـالـتي
    و إلــــــى ضِـــفــافِ الـــقَــارَةِ الــشـمـطـاءِ
    فـــــإذا بـــهــا عـــــادَتْ بِــحُــلْـمٍ مُـــرْهَــقٍ
    يَــســتَـغْـوِرُ الأوْجـــــاعَ فـــــي أنــحــائـي
    في ( مِصْرَ ) عايَنَنِي الطبيبُ ، و قال لي :
    عُــــدْ يــــا حَـبِـيْـبِـي ، و الــعـلاجُ دُعَــائـي
    فـي ( الـهند ) قـالوا لـي : "ذِرِزْ نُوْ آبْلِتِي "
    فـــي ( الأردن ) اعــتـذروا بِـبَـعْـضِ هُــرَاءِ
    ( أَلْـمَـانِـيَـا ) اقْــتَـرَحَـتْ : تَــوَجَّـهْ عــاجِـلاً
    لِـطَـبِـيْـبِ ( بَــارِيْــسَ ) الــوحِـيْـدِ الــرَّائـي
    راسَـــلْــتُــهُ ، ألــــقـــى إِلَـــــــيَّ بِــسِــعْــرِهِ
    نَــقْــدَاً بِـقِـيْـمَـةِ ( جَــامِــعِ الـعِـيْـسَـائي ) !
    ###
    (شَـــرَيَــانُ مُـــخِّــيْ الــقـاعِـدِيْ) مُــتَـمَـدِدٌ
    مُــــتَـــعَـــرِّجٌ ، مــــتـــوَّســـعُ الأمـــــــــداء
    مَـــــن لــلـغـريـب ؟ فــأولـيـاء الــضـيـم لا
    يـــتــورعــون عــــــن اســـتـــلاب بـــهـــاءِ
    نــــبـــأ اعْــتِــلالــي جـــاءهـــم ، لــكــنـهـم
    وقـــفـــوا عـــلـــى تــبـعـيـتـي و ولائـــــي
    أنـــــا لـــيــس لــــي أَيُّ انــتـمـاءاتٍ لَــهُــمْ
    أنــــــا كــالــضـيـاء قــصــيــدة الأرجــــــاء
    ###
    أرجوك أَكْـــرِمْـــنِـــي بِــــأَشْــرَفِ نَــظْـرَةٍ
    يـــــــــا بـــــــــاذلاً عَــيْــنَــيْــهِ لــلــفُــقَــرَاءِ
    أنــا فــي مـقَـامِكَ يــا كـريـم ، و أَنْــتَ مـا
    أَرْجَـــعْـــتَ مُــحْـتَـاجَـاً إلـــــى الأَنْـــــدَاءِ !
    مــــحــــمـــد نــــعــــمـــان الــحــكــيــمــي
    مكة
    9 أغسطس 2023

  3. #1513
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    الجمعة ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
    الأديبة السورية " ماجدولين الرفاعي " لـ الأسرة والتنمية :
    تدهشني امرأة لا تصلح للحب !
    * التقاها / محمد نعمان الحكيمي
    تكبير النصتصغير النصنص فقط
    أديبة عربية بوفرة قصصية وشعرية لا أضيف جديداً إن قلت أنها جديرة بالقراءة والاستمتاع..مدهشة هذه المرأة الأديبة في تجديدها اللفظي والمضموني..والأسلوبي أيضاً.

    كما تبدو ماجدولين وافرة الود ..والجمال، كذلك هو أدبها المتضوع ألقاً سورياً على الشبكة العنكبوتية ..ابتداءً بمجلتها الالكترونية وموقعها الخاص..وانتهاءً بالمشاركات الفاعلة على المستوى الدولي..

    فلعلنا نبدأ الولوج إلى عوالمها - استئناساً - من هنا.. فإلى الحوار

    – يتوقع القاريء اليمني من خلال الصورة التي على الغلاف الأمامي أن نقدم له دهشة شعرية في هذا الحوار.. فهل لديك ما يدهش؟

    ـ أنا مدهشة ومميزة باختيار المفردات التي تصدم الجمهور أو المتلقي كون المفردة التي اخلقها أغمسها بمغنطة معنوية كبيرة.. لذلك تجدني ارصف صفوف المفردات بتقنية تشرع للنص نوافذه فتنطلق المعاني وتترك خلفها الدهشة.

    – أفهم من ذلك أنك مدهشة حينما تقولين .
    – مفرداتي سواء في القصة أو الشعر اجعلها توحي ولا تقول..

    – بوضوح أكثر؟
    – فقط من خلال دمج المفردات بصيغة لغوية جديدة ..

    – طَيِّبْ..هل تظنين أن القاريء الآن يعيش الدهشة..مثلي(مبتسماً)؟
    – أدعو القارئ لقراءة قصيدة (امرأة لا تصلح للحب) مثلا ليشاركنا الدهشة والإمتاع فهي تصف حالة واقعية معاشة بقالب جديد .

    – هيا خربطي"خارطة الأشياء"..دعينا نحلق مع متاحك الخاص الثقافي الجديد..ممكن ؟
    – الكاتب الذي يغوص في متاهات الكتابة لايحتاج إلى خربطة خارطة الأشياء لأنها في ذهنه وتصوره.. وكل شيء مقلوب رأسا على عقب وهو يحاول أن ينظم الأشياء كونه يختلف في رؤيته عن الآخرين .

    – النمطية أتعبتنا وضقنا ذرعاً بها..هل لها من داعي الآن؟
    – كوني صاحبة تجربة في أدب بدأنا به حديثا وأطلقنا عليه اسم "الواقعية الرقمية " فأنت ترى أن القصائد لبست حلة عصرية جديدة تدهش القاريء بعوالمها الرقمية وخروجها عن النمطية في التراكيب والمعنى فنحن في عصر جديد يحتاج إلى اختراع كلمات طازجة تعبر عن واقعنا وتفتح آفاق المستقبل .
    يشغلني الرجل

    – أيهما يشغلك أكثر، الرجل أم المرأة ؟؟
    – يشغلني المجتمع بكافة أفراده رجلاً وامرأة طفلاً وشيخاً فأنا ابنة مجتمع يحتاج لمثقفيه لكن لكي أكون صادقة يشغلني الرجل أكثر لأنني أحاول الغوص في أعماقه لاكتشاف تناقضاته الكثيرة واستنباط حلول مستقبلية للرقي بالعلاقة بينه وبين المرأة.
    الرجل نصف المرأة الآخر وهي نصفه الأجمل

    – الرَّجُل هكذا كارثة!
    – الرجل رقيق أحيانا وظالم في أحيان أخرى .. كالطبيعة تماما يتقلب من حال إلى حال وأنت تدرك حجم مأساة المرأة في مجتمعاتنا الشرقية ومدى القهر الذي تعيشه والأغرب أنه يمارس عليها من قبل الرجل الذي تعشقه فهو الأب والأخ والزوج والحبيب.. فالرجل نصف المرأة..
    – كلام خطير يا دُولِين!!
    – بل هو كذلك ..نصف المرأة الآخر والذي عليه أن يقتنع بأنها نصفه الأجمل ،

    – ما تحتاج ماجدولين لكي تكتب؟
    – احتاج دوما للصدق مع ذاتي ومع الآخرين لأكتب مايعبر عني وعنهم ، عن همومي وهمومهم .

    – ولماذا الرومانسية يا بنت الرفاعي؟
    – وهل يمكننا العيش دون رومانسية؟! فهي بهار الحياة..ياسمينها وعطرها .
    الرومانسية نبض الحياة وخاصة للشعراء فهي تلون قصائدهم بألوان الطيف.
    الحياة دون رومانسية تجعل من الإنسان روبوت

    – وتصرين ..؟!
    ـ "عِيني"، الحياة دون رومانسية تجعل من الإنسان روبوت يقوم بمهامه ثم يتوقف حيث أرادت له الطبيعة أن يتوقف.
    نحن بشر قلوبنا عامرة بالحب وبالجمال وبالإحساس بكل ماهو رائع وجميل.
    يخدعني النص فاخجل من كوني أوجدته

    – هل يصدقك النص في كل الأحوال؟

    – طبيعة الحياة لاشيء مطلق في الغالب.. يصدقني ولكن في أحيان قليلة يخدعني النص فاخجل من كوني أوجدته ..وفي الحقيقة أحيانا كثيرة أتوحد مع قصيدتي فاشعر أنها تشبهني تماما.
    نحن في عصر يحتاج إلى اختراع كلمات طازجة

    – هل تكتمل ملامح كتابتك للمرأة والطفل كما لو كنت امرأةً (أُم)؟؟
    – اكتب للمرأة والطفل وللحب والحياة ..
    اكتب للطبيعة ليس لكوني امرأة إنما لكوني كاتبة في زمن يحتاج لكل كلمة تحرض على ولادة الخير والحق والحرية والمساواة في زمن بدأ الإنسان يتلمس طريقه للخروج من ظلام القهر نحو حدائق الضوء.
    "الواقعية الرقمية "

    – أنتِ كاتبة تتجاهل النقد والنقاد .. صح ؟!

    – وهل يكتب كل هؤلاء للنقاد؟ صحيح أن النقد هام جدا للكاتب ولكن عندما يكتب الشاعر أو القاص فآخر مايفكر به هو النقاد طبعا مع احترامنا التام للنقاد إنما الكتابة موجهة لجمهور يتعطش للكلمة التي تلامس وجدانه
    الكلمة التي يتمنى قولها لكنه لايحسن صياغتها
    الكلمة التي تقف في حنجرته ويود لو يصرخ بها الأدباء, صوت الأمة وضميرها.

    – هل تشعرين بتهميش كأنثى وشاعرة؟
    – ثقتي بنفسي عالية ولا اشعر بتهميش كوني امرأة أو شاعرة إنما اشعر هذا الشعور أحيانا في المجتمعات التي تمارس المحسوبيات والواسطات بها، هذا المجتمع يبجل أسياده وأذنابهم ويغض الطرف عن مستوى مايقدم هذا المجتمع يبجل أسياده وأذنابهم

    – ماهو أفضل متاح يمكن أن يتطور أدبنا من خلاله؟
    – دخول الانترنت إلى عالم الأدب والنشر والحياة بشكل عام طور معارفنا وفتح أمامنا مساحات واسعة للرؤية وبات القاريء هو الناقد من خلال ماينشر على الانترنت من الغث والسمين وبات يفكر ويدقق أيهما يختار؟! ثم إن الانترنت جعل من العالم قرية صغيرة نستطيع من خلال هذه القرية أن نجتمع بجميع أدباء العالم

    – هل تقرئين لشاعرات من اليمن؟؟لا أريد أن أقول: هل تعرفين؟
    – احيي جميع الشاعرات اليمنيات.. وبصراحة لربما قرأت لهن دون معرفتي بجنسياتهن أو مكان ولادتهن وأكثر اسم في ذهني الآن هو اسم الشاعرة هدى بلان والتي كتبت عنها مقالة يوما عندما استلمت منصب رئيسة اتحاد الكتاب في اليمن وأجدد من هذا المنبر تحيتي لها .

    – بوحي لي قليلا عن الشعر حين يضيء بأمزجة الحب!
    – يتحول إلى قنديل تتراقص ناره في ليل دافئ
    يصبح ساقية بماء رقراق تجري بين الصخور فتجعلها رقيقة جذابة يتحول الشعر إلى حدائق بنفسجية ، وحين يضيء الشعر بأمزجة الحب تنطلق الموسيقى لتعزف لحن السعادة والتحليق في سماءات الحرف .

    – لو قيل بعد نشر هذا الحوار: لماذا ماجدولين؟ ماذا أقول ؟؟!
    – هذا السؤال سيتوجه لك وليس لي وعليك إيجاد رد مناسب، تعال أسألك
    لماذا ماجدولين؟؟:

    نصوص

    - حوار على المسنجر
    تنشر الشاعرة الموهوبة أعمالها على الشبكة العنكبوتية مرفقة بصورة لها تبدو فيها رائعة الجمال بابتسامة أخاذة وشعر مسترسل على أكتافها وثوب يظهر بعض من عنق عاجي ملامحها توحي بأنها امرأة واثقة من نفسها تعرف كيف تخط طريق ذهابها إلى أبعد مدى ولا تنس طريق العودة تفتح مسنجرها بشكل اعتيادي أثناء كتابتها أو تصفحها المواقع الرقمية المنتشرة هنا وهناك
    تنطل من أسفل الشاشة أيقونة تحمل وردة ويتبعها بكلمة مساء الخير
    تفتح صفحة الحوار فتجد التحية من شخص سمى نفسه باسم وجد أنه يمثله وليكن العراب
    – العراب :مساء الخير سيدتي الأديبة
    – لشاعرة:أهلا أهلا من معي لطفا؟؟؟
    – العراب:أنا الأديب (...) احببت التعرف إليك قرأت لك الكثير,
    – الشاعرة:اااه!!! اهلاً بك واشكر اهتمامك بما اكتب
    – العراب:اسمحي لي يا سيدتي أن أبدي إعجابي بأناقة حروفك وأشعارك الرائعة الجميلة
    – الشاعرة:العفو, يخجلني مدحك لي فأنا لازلت في بداية الطريق
    – العراب:لا تتواضعي سيدتي أنت عماد الأدب ,,لو تواجد مثلك اثنتين لازدهر الأدب في بلادي
    – الشاعرة: أقدرك يا صديقي وأحيي رأيك وصراحة لم أصل لما أنا عليه إلا بعد جهد ومثابرة وعمل دؤوب
    – العراب : نعم اقدر ذلك وأنا سعيد لأن الظروف أتاحت لي فرصة التعرف إليك
    – الشاعرة:وأنا أيضا هلا حدثتني عنك.
    – العراب : دعك مني الآن لا يتسع الوقت لأحصي لك مؤلفاتي وكتبي ومجالات عملي وعدد اللقاءات التي أجريت معي والأمسيات التي أقمت والمهرجانات التي دعيت إليها والشهادات التقديرية التي حزت عليها ووو صحف عدة كتبت عني وعن إبداعي
    – الشاعرة:أنت مبدع يا سيدي وافتخر بمحادثتك
    – العراب:دعيني الآن من الحديث الممل في الأدب واخبريني كم عمر هذا الجمال الصارخ؟؟
    – الشاعرة:في الثلاثين يا سيدي .
    – العراب: تبدين في العشرين فقط وبكل الأحوال أنت رائعة الجمال
    – الشاعرة:أشكرك يا سيدي هذا من ذوقك ولكن ما رأيك بالمشهد الثقافي في الوطن العربي؟؟
    – العراب:ثقافي؟؟ هل أنا مجنون لأناقش الثقافة وأنا في حضرة أجمل امرأة!! اخبريني ماذا تلبسين الآن؟؟؟؟
    – الشاعرة:لم أفهمك سيدي !! ما معنى ماذا ألبس ؟ وماذا يهمك في ذلك ؟
    – العراب:هو فضول لا أكثر أريد أن اعرف هذا الجسد الجميل أي لون يناسبه ليزيد ه فتنة واشتعالا ؟
    – الشاعرة:يبدو أنني اخطأت في حواري معك اعتذر وانسحب .
    – العراب:ما بك يا عزيزتي نحن نتكلم لم أنت معقدة؟
    – الشاعرة : لست معقدة لكنك تفتح حوارا غير محترم .
    – العراب : على رسلك سيدتي يبدو أن المدح غرك هل صدقت أنك أديبة؟
    – الشاعرة نعم أنا أديبة رغما عنك .
    – العراب :
    تضحكني كلماتك أنت تتصورين أن بعض خربشات على الجدران تسمى أدبا !! اسمعي أنا أصلاً لا أومن بكتابة المرأة مطلقا .
    – الشاعرة:عن إذنك اشعر بالغثيان من أحاديثك
    – العراب : اذهبي واعدي الطعام وانسي أمر الأدب والشعر ياااااااااااااااااا شاعرة

    * التقاها / محمد نعمان الحكيمي

  4. #1514
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    الشاعر جميل الكامل :ليس بين الساكن الأشياء .. والأشياء بين !

    في امرأته يبحث عن نصف امرأة ، ووحده يدفن في الطين مرتين :

    حوار/ محمد نعمان الحكيمي


    في استلهام مضن التأمل فيما يشبه السحر والشعر ، ازعم أنني استطعت أن استقرئ أشجان مفردة من مفردات التراب وولي صعلوك تبرأ من مرض مزمن اسمه الطين وراح يشرب قهوة عينيه ويقرأ في السحب ما كتبه الشعراء .. المجانين
    المرأة عنده نصف دائرة حط الذباب على نصفها فسلبها ما لا قدرة لها على استنقاذه .
    جميل الكامل قصائد على قبعات السحر ، تعود بكل مقاماتها من يابس لا يلين .. وكلما مسه الوجع الموسمي أوقد من نار صلصاله جذوتين وراح يحلل طينته ويصلي على مائه الأزلي .. وكم تعلم عن أمه كيف يغدو الصمت شعراً والحروف ضوءاً ووحياً
    ذرونا نستلهم بعض تجليات هذا الكائن الرائع ولو من بعيد !
    إن حبي لأصالة الإبداع والتميز فيه في ظل كل هذا الغثاء الحداثي الذي يتشابه فيه الشعراء شكلاً ومضموناً ... صورةً وأسلوباً ناهيك عن المدعين الكذابين الذين يضعون على قصائدهم الماكياج والروائح القادمة من الشرق والغرب بدون وجه حق ، هو ما دعاني لأطربكم بهذا الحوار الذي استدرجت فيه الشاعر في جلسة قات أثناء زيارة خاطفة له لمدينة تعز .
    جميل .. ما الذي يبعث عن الجمال فيك ؟
    { الآخر .. الذي لا أدخر جهداً في إدراك جماله أو تجميله حتى أصبح سر الجمال في أعماقي.
    وهل هذا هو مفهوم الجمال عموماً ؟
    { متى ما انطلق الإنسان من مبدأ تقديم الآخر على نفسه سيدرك أن إشباع الآخر يسد جوعه .. وتجميله يخلع عليه من الجمال ما لم يكن ليصل إليه لو لم يلج من بوابة الآخر .
    أنا مفردة من مفردات التراب
    قل شيئاً ؟
    { حينما تمسي وتصبح رغم طول الفتق
    تسأل عن خيطك .. في يديك لتطمئن على وصولك
    لا تسألني رتقاً .. متى ستصل إليك
    تدري لماذا لا تسل أحداً !!
    لأنك قد وصلت إليك .. قبلك
    إنما ما زلت مشغولاً عليك
    “ بيت من تدور “ .. عفواً .. هل تشعر أنك تبحث عن أنت .. وأنت تبحث عنك , لا عن أنت عنك ؟!
    { أهاااااا .. أنا أبحث عن نصف امرأة مفقودة بالفعل يا عزيزي .
    “ منيه “ ؟! .. أقصد : من هي المفقودة ؟!
    { كما أن اليوم ليل ونهار كذلك الإنسان حكمة الخالق أن يحط الذباب على نصفها ليسلبه ما لا قدرة لنا على استنقاذه .. ومن حينها والرجل يبحث عن نصفه الآخر ( المرأة ) والمرأة تبحث عن نصفها الآخر الرجل عله قد يساعدها في البحث عن جزئها المفقود . وبالتقائها بالرجل نسيت أو تناست جزءها المفقود ليظل الرجل يبحث عنه . إذ أن ما يلصق بالمرأة من نقص تجاوزها ليصيح نقصاً في الرجل .. فهو لا ينفك عن البحث في كل نساء العالم عن بعض زوجته المفقود .
    وهل هذا إلا هراء ؟!
    الهراء حالة صحية .. يجعلك تبحث عن الكلمة ؟!
    ولم الكلمة ؟
    { لأنها مقدسة وينبغي إعادة النظر فيها .
    حدث عن قداستها .. إن شئت ؟
    { بقدر إيمان الكاتب والشاعر بقداسته تضفي على ما يكتبه ويقوله .
    لماذا يكتب الشعراء ؟!
    { لأن نصف الفال هو الحزن .
    ولماذا تبكي الآن ؟
    { أنا أبكي دوماً .. وخاصة حين يترك الناس العصافير في العش ولا أحد يكترث لها ..
    أنا أبكي لأن الدموع زيت الكلمات .. والدموع هبات يوزعها الله سراً على الأقوياء .
    أنا مدين لكل من حرمني لأنه حررني من التبعية
    وكيف يكون الاكتراث للعصافير ؟
    { أقول لك : الله يفتح الكون بمعزوفة موسيقية .. بمعرض تشكيلي بديع في حين يكون الناس غافلين عنه .
    هل اعتبره تقرباً إلى الله ؟
    { لم لا .. فأنا أتقرب إلى الله بأحزاني .. كلما أصدرت حزناً وجدتني أضيء
    قلت كثيراً : أيها الادم القفل .. وحطمت يائي
    قل شيئاً من حزنك المقدس ؟
    { “ ذروني لأبكي .. فإن الدموع تطهر قلبي وتطفئ جمر الأسى في عيوني
    ذروني .. فإن التراب متى مسه الضر مدت لرقباه كف السماء وإن من الدمع رقيه وإن العيون التي تصعد الدمع .. تُصعد من مقلتيها دعاء والبكاء صلاة .
    ما يجعلك متيقناً ؟
    { كل ما يريده الشخص يصل إليه ، فهو نفخة من روح الله .
    وهل لا تمل ؟
    { مللت كثيراً من الناس .. وحطمت “ يائي “ وقلت كثيراً : “ أيها الادم القفل .
    قلت كل ما نريده نصل إليه ، ولكن يحدث أن تفوتنا الغايات أو تخطئنا تغيب أو تغيّب لا ادري؟
    ...... يصمت .. وينظر لا تشبه الإجابة المفترضة
    هل تشعر أنك محاصر ؟
    { لست محاصراً بل مستمتع بكل الأشياء هذه التي ترى من حولنا .
    قل شيئاً آخر ؟
    { سأل المصباح ضوءه : أين تذهب عندما أنطفئ ؟
    أجاب المصباح : أكون قوةَ في مصباح ٍ آخر
    للدموع زيت الكلمات والحزن هو نصف الفأل
    وهل هذا سحر ؟
    { بل قصائد على قبعات السحر .
    ومن علمك أن تصنعها على القبعات السحرية ؟
    { أمي التي كلما أطفأتني في الدرب ريح أشعلتني .
    لتورثها من ؟
    {أورثها هذا الذي أحاطت به المادة من جميع الجهات فتمعدن إلى الإنسان .. غريباً والعالم ينتظر الإذن بالدخول عليه .
    ساحر أنت أم شاعر ..

  5. #1515
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    اديب اليمن وشاعرها الكبير أحمد الجابري في ذمة الله

    أحمد الجابري.. الشاعر الذي وهب قلبه لمن يسوى ومايسواش

    *كَتَب/ محمد نعمان الحكيمي*

    من تعز المدينة، توجهنا جنوباً صوب «صومعة» الجابري - «في الثمانينات من عمره»- الكائنة في «الراهدة» بعد جهد جهيد وتعب ليس بلذيذ..فوجئت إنه يعيش في تلك المنطقة لا لشيء لكن لأني كنت قد رسمت في ذاكرتي ــ بمعلومة ما ـ أن الجابري عدني وإن كان إبداعه الغنائي قد كتب باللهجة التعزية أو غيرها من لهجات مناطق اليمن.

    عود الناد

    وحينما اقتربنا من صومعته كان لابد أن يكون لنا مانفتدي به لنلج ذلك المكان المتوهج بشجن الجابري ـ حزناً ونوحاً وطرباً وبوحاً، فكان الشاعر المبدع نجيب القرن هو أغلى ماتقربنا بوهجه لدى عتبات ذلك الكوكب المسكون ـ غالباً ـ بالتهادي النبيل مع البؤس والآه.

    تعويذة المساء
    ثم كان لابد لنا من كاهن ــ ولاشك ـ كي يلج بنا تلك الطقوس المثقلة بالتجريب فكانت تعويذات الشاعر عبدالاله الشميري هي السفر الذي تلي استئناساً ونحن نستشرف «المدينة» الجابرية «ذلك المساء».

    المبخرة والموائد
    لم أشعر بنزر من دعة، حتى رأيت المبدع الشاب حمود الجائفي يقف كمبخرة بين يدي تلك التعاويذ نافحاً بما تضوعت به أناشيده ومواجيده فراح يقدم «موائد إبصاره» وفرائد أشعاره وأسراره، على سفر أبيض وهو قلب الزميل الرائع. محمد أمين الذي أضاء تلك المواجد الشاخصة والمقامات الوجدانية الخالصة.

    الحب أولاً
    ظننته ـ أي الأديب أحمد الجابري ــ مهتماً بالسياسة في كتاباته وقراءاته لكنه كان متيحاً شغافه وفكره للحب والوجدان، واعتبر «القصيدة الذاتية في المرتبة الأولى، ثم تأتي السياسية إن كان ولابد».

    ولأن هذا اهتمامه الأول، فقد أبدع كما عرفنا في كتابة الشعر الغنائي اليمني بمعظم اللهجات تقريباً نظراً لامتلاكه الأدوات الفنية وإتقانه معظم اللهجات ممازاد من مقدرته على تطويعها والتهادي البديع مع أسارير وتباريح شجونها وألوان بوحها ولحونها.

    فانهمك في كتابة الرباعيات بشكل مؤرق له:

    من قال إن الشعر سهل طيع
    وهو العصي اذا استحال المطلع
    ينسل من كبد إذا ماعاقه عجز
    تململ واعتراه التوجع

    هذا المقطع حفظته منه وهو يستعرض ما كتبه حول «مشكلة المطلع» عند الشاعر مؤكداً: «إذا جاء المطلع فقد جاءت القصيدة كاملة بعده بسهولة».

    حتى إذا خمدت بنار جذوة
    استيقظت فيه فكان المقطع
    وغدا القصيد وقد تكامل نظمه
    نغماً توهج ليس فيه تقطع
    في عيون الفضول ووجدان أيوب


    كنت مشدوداً إلى وعيه المذهل بالنص والفنون المتعلقة بكتابته، ولم يشغلني بعده شيء مثل شغلي بشكر الرجل إلمامه ومعرفته الشاملة تقريباً بالأدب والفنون، وإكبار ذلك الجبين الذي لم يطمح «أن يأخذ أجراً من أحد بما قدمه ويقدمه» كما قال الفنان أيوب طارش لي وزميلي محمد أمين أثناء حوار أجريناه معه بخصوص الجابري «تجدونه ضمن هذا الملف».

    الفنان أيوب طارش يقول أيضاً: إن الفضول لم يحدث أن قرأنا حواراً معه في صحيفة أو سمعناه في مذياع، فكان هو الآخر لا يستهويه هذا الأمر، بل وحصل أنه رفض مراراً ذلك.

    وأضاف المبدع الأكبر الفنان أيوب طارش: الجابري إضافة إلى أنه أديب، فهو مؤدب بالأصل، وقد كتب القصيدة الغنائية اليمنية قبل الفضول بأعوام لكنه لم يحظ بالدراسات والاهتمام بالقدر الذي يليق به الآن أو قبل وهو جدير فعلاً وقصائده كانت تلامس وجداني للوهلة الأولى فأجد لها اللحن المناسب وأبدأ بالعزف والغناء، ويكفي أن الفضول نفسه كان قد وصف الجابري بالشاعر الرقيق.

    مشروع جديد في علم العروض

    لا أتذكر أنني قد جلست إلى أديب بحجم هذا المبدع في اللغة والبلاغة والعروض..وكيف لا وهو الذي لديه تحت الطبع مشروع جديد يقدم فيه أسلوباً رياضياً لم يسبقه ـ حد قوله ـ إليه أحد في دراسة علم العروض .

    التوافيق والتباديل

    اقتنعت بما عرضه على اعتبار أن الرياضيات والموسيقى واللغة أساس العروض وحين بدأ بـ «التوافيق والتباديل» وهي مصطلحات رياضية أجلت محاولاتي لاستيعاب ماكان يتحدث عنه إلى أن أقرأ في الرياضيات ما لم أقرأه بعد الأول الثانوي آنذاك.

    الوهج غير المتقطع

    شغلني الوهج الذي «ليس فيه تقطع» عن كل تقطيع آخر قام به حينها فهو يقول في كتابه الجديد تحت الطبع «كرم على درب» يقول:

    وغدا القصيد وقد تكامل نظمه
    نغماً، توهج ليس فيه تقطع

    وهكذا فإن الشعر إن لم يكن نظماً راقصاً متوهجاً فهو ليس بشعر، وإنما هو نظم.

    نظم + نغم + وهج /توهج + غير متقطع = شعر بديع خالص وكفى.

    وقصد بـ «غير متقطع» أي أنه في جلسة واحدة، ودفقة واحدة فقط.

    هيمان ليست وهجاً

    يرى الجابري أن قصيدة «هيمان» للشاعر الفضول لايمكن أن تكون وهجاً ونغماً واحداً غير متقطع، فهو يرى أن مقطع البداية في القصيدة والمقطع الذي في آخرها ليسا من نتاج اللحظة التي كتب فيها هذا المقطع البديع وسط النص:


    وحيث مر الغيم
    والسيل سال..
    سال..
    سال..

    فهذا المقطع من وجهة نظره ـ هو الذي جاء متوهجاً وغير متقطع، وماأتى بعده أو قبله إنما هو مقاطع ضعيفة لاترقى قط للإبداع المتوهج، وهكذا فهي ليست من ذات لحظة الإبداع المتوهجة وغير المتقطعة، وهو ما يخالف ما قاله الفنان أيوب بهذا الخصوص حيث أكد أنه لو أضفت أي مقطع من شعر الفضول لأي أغنية أو قصيدة أخرى، فينسجم معه إلى حد ما.


    انماز الفضول بالفصاحة

    يثني الجابري على الفضول رفيق دربه في الحرف والحرفة، فقد أشاد بما كانت له من دراية كبيرة بالمتنبي والشعر العربي القديم.
    واعتبر تميز الفضول عن بقية شعراء الأغنية اليمنية الآخرين ناتجاً من أنه شاعر فصيح في الأساس.


    النزف الروحي
    ومثل نزار وغيره من شعراء الدنيا فهو يصر على أن القصيدة يجب أن تنشد وترتل حتى يكتمل إبداعها فإن لم، فتظل ناقصة الإبداع خاصة إذا لم تتل بفم الشاعر نفسه.

    حداثة أم غثاثة:؟

    رغم ما للجابري من نتاج، إلا أنه مقل في النشر، وهو ينصح دوماً الشباب بعدم التسرع في النشر ..وبالنسبة عن رأيه في حداثة هذا الجيل إبداعياً، اكتفى بالقول: هذي حداثة والا غثاثة؟!


    الإبداع بالضوء

    بدا لي أن أستاذنا الكبير أحمد الجابري متفرغ للقراءة أكثر..وهو من الشعراء الذين لايكتبون إلا لوجود داع، شرط أن يكون هو نفسه صادقاً تماماً مع الحث أو الداعي مؤمناً بما فيه من تفاصيل.

    والشعرــ وفقاً لتعريفه الخاص ـ لايكتب بالحبر إنما ينقش بالضوء ويولد بالمعاناة وينتهي بالوضوح والتدفق النغمي غير المتقطع.
    اللغة والصياغة والموسيقى

    ويؤكد «ضروري أن يكون للقصيدة هذه الأشياء: اللغة الشعرية ـ الصياغة والبناء ـ والموسيقى» فإذا توافرت في النص فقد آن الأوان للنشر والزهو بالقصيد.
    ويشترط أديبنا الجابري ألا يكون النص غامضاً طالم أن الشاعر ليس من شأنه التصوف..فإن كان متصوفاً عذرناه، كونه يعيش في غياب وهي سمة من سمات المتصوفة الذين قد يرون ببصائرهم أكثر من أبصارهم فغموض هؤلاء ــ حد زعمه ـ لا بأس عليه طالما كان الغموض له حد وطالما أنه سينتهي بالوضوح الفني لا الوضوح المباشر.
    وأنا مع لا غموض في الشعر ولاعبثية في اللغة ياأبنائي..هكذا يوصي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    من كلماته
    https://youtu.be/_X5i8UpLf0w?feature=shared

صفحة 152 من 152 الأولىالأولى ... 72122142143144145146147148149150151152

المواضيع المتشابهه

  1. عالمنا بعدساتنا و أقلامنا " صفحة للجميع "
    بواسطة محمد نعمان الحكيمي في المنتدى بَرْقُ الخَاطِرِ وَبَوحُ الذَّاتِ
    مشاركات: 67
    آخر مشاركة: 13-08-2023, 12:47 AM
  2. كسر الجمود ــ صفحة تشاركية للجميع
    بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 86
    آخر مشاركة: 23-05-2021, 10:16 PM
  3. مختارات نثرية مميزة ( صفحة للجميع )
    بواسطة هَنا نور في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-09-2016, 12:56 PM
  4. قناديل - صفحة للجميع
    بواسطة محمد نعمان الحكيمي في المنتدى بَرْقُ الخَاطِرِ وَبَوحُ الذَّاتِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 11-11-2014, 05:28 PM
  5. انكسارات في مرايا الروح
    بواسطة عمر حماد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 04-05-2006, 10:30 PM