أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: جارنا أبو مازن بياع الأواعي؟؟

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    المشاركات : 142
    المواضيع : 13
    الردود : 142
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي جارنا أبو مازن بياع الأواعي؟؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي جارنا أبو مازن بياع الأواعي؟؟

    حوالي 500 شيكل وعدنا بها نحن المعلمون والمعلمات إن قبلنا العمل في مكاتب الاقتراع يوم اجراء الانتخابات الرئاسية؛ كثير منا اعتبر المبلغ قليل خاصة وقد جربنا في الانتخابات السابقة هذا النوع من العمل فوجدناه شاق للغاية؛ كثيرون منا شكك في نزاهة المشرفين الماليين على الانتخابات. بالنسبة لي كنت بحاجة إلى المبلغ قل أم كثر، فأنا أم وراتبي الشهري بالكاد أتدبر به حاجات بيتي وأولادي، لقد كبرت وحلت فيّ متاعب السنين لكن حاجتي للعمل تزداد؛ ولذا قبلت العمل وسجلت اسمي فورا، كثير من المعلمين والمعلمات رفضوا هذا العمل لدرجة وصلنا تهديد فعلي من مسؤولي التربية والتعليم بأننا سنجبر على العمل وقد جمعت أسماء من لم يسجل في انتظار أن يرسل اجباريا إلى قاعات الانتخابات في حال النقص في عدد الموظفين، الذي رفضوا العمل طلبوا أن تقوم السلطة بتشغيل آخرين من المتعلمين العاطلين عن العمل بدل منهم وهم بالالاف، الجواب جاء بأن قطاع المعلمين هم المعنيين أولا بسبب دقتهم ونزاهتهم؛ استمر التهكم من قبل المعلمين على هذه التبريرات وهو أمر تعودنا عليه ويظهر أنه سلوك يعكس اختلال الثقة المزمن بين الموظفين الصغار والمسؤولين الكبار في بلادنا، هذا الاختلال في الثقة انعكس أيضا في العلاقة بيننا وبين المدربين في الدورات التي حضرناها ولمدة يومين مرهقين للاطلاع على أسس قبول وتسجيل الناخبين، لقد كانت أجواء دورات التدريب مزعجة وغير ودية بسبب بعض من المتدربين والمدربين الذين كالوا لبعض الاتهامات والملاحظات السيئة، أما نحن الذين جئنا لأجل المبلغ المدفوع لاحقا فبقينا ملتزمين بالنظام، لم تكن لدي ثقة بنزاهة الانتخابات وتوقعت جازمة حدوث تزوير ولكني قلت في نفسي "من ناحيتي سأكون أمينة وملتزمة بالقانون؛ وأما ما يفعلون من تزوير بعيد عن عيوننا فهو أمر لا يقع ضمن طاقتي فحسبي الله ونعم الوكيل".
    كانت أجواء الانتخابات السابقة أكثر مدعاة للتفاؤل من الحالية، أرهقنا العمل وخاصة عملية الفرز لكننا عملنا بشيء من الراحة، هذه المرة جاءت الانتخابات فاترة باردة كأنها عبء علينا لا ساعة اجتهاد وترقب حقيقي، كلما تحدثت مع أحد قال بأن النتيجة محسوبة لصالح أبو مازن، هذا الرجل الذي يستقبل في العالم كرئيس دولة قبل انتخابه بوقت، لا شك أن الظروف التي انتهى فيها الرئيس أبو عمار كانت مؤلمة لمعظمنا بغض النظر عن موقفنا منه، وتوالت بعد ذلك الأمور سيئة ومحبطة؛ قد يكون الشيء الوحيد الذي أثار أجواء خاصة خلال هذه المرحلة هو دخول مروان البرغوثي كمرشح، أثار هذا الترشيح قدرا من الأمل في نفوس ذوي الأسرى وآخرين، غير أن البلبلة التي خلفها تكرر الترشيح وتكرر الانسحاب من قبل مروان قد خلفت أجواء أكثر قتامة وقلق في نفوسنا، وبينما كان لمصطفى البرغوثي مستوى جيد من التقدير لدى الكثيرين لكن ذلك لم يخرج الناس من حالة الاحباط الممزوجة باللامبالاة من النتيجة المتوقعة سلفا.
    حزب اسلامي "صغير" حرم كل أشكال التعامل مع الانتخابات الرئاسية؛ بينما أعربت الأحزاب الأوسع عن رفضها لظروف الانتخابات هذه دون أن تحرمها، الأمر الذي ترك لي الخيار لأعمل بها وأن أنتخب إن أحببت ذلك. وفي الساعة السادسة كنت هناك في مركز الاقتراع؛ فتحت الصناديق الساعة السابعة صباحا ورسميا كان مقرر الاقفال الساعة السابعة مساء، لككنا فوجئنا بعملية التمديد حتى التاسعة ثم ساعة. منذ بدأ العمل الانتخابي صباحا حتى الساعة السابعة مساء كان أعداد المقترعين قلة ربما 30-40 % فقط من المسجلين لدينا، كان معظمهم من كبار السن أو ربات البيوت وأعداد كبيرة من الأميين وقليل ما رأيت شخصا مثقفا أو ذا شخصية لها مكانتها وقد جاء ينتخب، يمكنني القول أن نسبة متقاربة كانت بين كبار المرشحين ( مصطفى والأشقر وأبو مازن وقليلا تيسير خالد) حتى السابعة مساء، فقد كانت ورقة الانتخاب التي يلقيها الناخب تسقط في الصندوق أمامي وكنت أستطيع تمييز اختيار الناخب لأن اشارت الانتخاب في مربع المرشح كانت تظهر.
    الموظفون في مركز الانتخاب الذي عملت به كانوا في منتهى النزاهة والدقة وسرني أنهم منحونا فترة الظهر وقتا للصلاة وقمنا بأدائها جماعة. كان كل شيء منظم ودقيق وتحت السيطرة حتى تفاجأنا بعملية التمديد لوقت الانتخاب بعد الساعة السابعة مساء، فقد شهدنا عندها أعداد كبيرة من القادمين للانتخاب بشكل مثير للدهشة، شبان وأطفال يصيحون في الخارج:"انتخبوا أبو مازن انتخبوا رقم 2 والتوصيلة ببلاش" كانت سيارات تنقل الناخبين من وإلى بيوتهم، وهناك من يقوم بتوزيع الكولا خارج مركزنا للذين ينتخبون أبو مازن، شباب تكرر ظهورهم اعتقد أنهم انتخبوا أكثر من مرة بعد تبديل ملابسهم، أما بالنسبة للحبر على الاصبع فقد عرفت من خلال الشبان الذين كانوا يحدثون بعضهم البعض في مكتبنا بأن مسح الحبر مباشرة بعد وضعه يزيل أثره تماما عكس الذين يتركونه قليلا فهو يجف ويستمر طويلا، ومن خلال ذلك جربت بنفسي فقد وضعت الحبر على اصبعي وأزلته مباشرة وبالفعل زال. لقد احتج المراقبون في مكتبنا على هذا الوضع وكتبوا ملاحظاتهم وانتقاداتهم ووضعوها داخل الصندوق الانتخابي ورفعت للمجلس التشريعي. ترددت أنا وزميلتي في المشاركة بأصواتنا، وفي آخر النهار قمنا بالانتخاب، زميلتي ظلت تكرر أنها غير مقتنعة بكل المرشحين؛ ولكن زوجها أكد عليها وبشدة أن تشارك؛ وفي النهاية صوتت للمرشح الذي اختاره زوجها "احتراما لطلب زوجها والحاحه الشديد"، بالنسبة لي لا أخفي أني تعبت من الحال التي وصلنا إليها، سنوات وأنا أضطر للمرور عبر الحواجز، وأيام لا تحصى يعلم الله قسوتها وأنا قلقة على أبنائي، جالتنا الماديّة تزداد صعوبة ولولا فضل الله وراتبي الشهري لما استطعنا تدبر أساسيات حياتنا.. أوافق زميلتي أن ما وصلنا إليه من ضيق هم أوصلونا إليه حتى نكره ذاتنا ونقبل ولو حكمنا "القرد" المهم أن ننعم ببعض الأمان والاستقرار، أمسكت بالورقة وانتخبت الرقم "الثاني" قلت في نفسي إذا كان يملك القدرة وكانوا راضين عنه فلا بأس عله يفعل .. مع أني أعتقد أنه لن يحدث ما أتمنى، هو أمل في نفسي جعلني أشارك لكني لست واثقة، فهؤلاء "كلما عاهدوا عهدا نقضوه بأيديهم"..
    استمر الفرز في مركزنا حتى الثانية عشر ليلا؛ ثم أخذت الصناديق من قبل شخص مسؤول إلى المجلس التشريعي، لم يحدث أي خطأ من قبل الموظفين في مكان عملي. بعد ذلك خرجت عائدة إلى بيتي، كان الوقت متأخرا لكني لم أخف في الطريق لأن احتفال بنجاح أبو مازن كان في أوجه والاضاءة قوية وناس كثر في الشوارع. لم يأتي زوجي لاصطحابي إلى البيت؛ هو دائما يتركني لتدبر حياتي وحياة أولادي وينشغل هو مع أمثاله في المقهى، كان وقتها كعادته منشغلا بتحليل نتائج الانتخابات، وكنت منشغلة بأولادي وأدري أنهم ينتظرون عودتي بشيء من القلق. أسرعت فلما أصبحت في بيتي وجلست أستريح بدأت أضحك وأولادي يلتفون حولي وقد توقعوا أن هناك كثير من المواقف المضحكة التي حدثت معي خلال هذا اليوم الطويل؛ فبدأت أخبرهم عن النساء كبيرات السن اللواتي أحضرهن شبان في آخر النهار وخلال فترة التمديد والواحدة منهن كأنما حملها الشبان من فراش الموت، حتى أن احداهن لا تدري شيء عما يحدث؛ قالوا لها: انتخبي أبو مازن – وطبعا يمسكها شاب وينتخب بالنيابة عنها باعتبارها أميّة- وهي تظن أنهم يتحدثون عن جار لها اسمه أبو مازن ؛ فتمتمت وهي تنتخب:"جارنا أبو مازن بياع الأواعي".

    عن مقابلة أجرتها ربيحة علان مع امرأة من رام الله يوم الثلاثاء 1-2-2005م
    ربيحة علان علان
    10-2-2005م
    مخيم الجلزون- رام الله
    Rabeeha_jineen@yahoo.com
    www.arabiancreativity.com/rabeeha.htm

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    أختنا العزيزة

    بارك الله فيك ، فلكم يشدني ما تكتبين !
    لك قلم يرسم الواقع بصورة ناصعة لا رتوش فيها ، و اضحة المعالم ، مؤثرة غاية التأثير .

    في انتظار ما تكتبين دوما .

  3. #3

المواضيع المتشابهه

  1. قصتي مع بياع الذهب !
    بواسطة طارق السكري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-10-2020, 06:12 PM
  2. بياع كلام ..
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-03-2014, 08:07 PM
  3. صفحةٌ من طفولتي ( جَارُنا العجوزُ )
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 13-01-2012, 03:48 PM
  4. رويدك مازن أخا كريما ..تعزية للأخ الشاعر د مازن لبابيدي بوفاة والده
    بواسطة جهاد إبراهيم درويش في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-10-2010, 11:48 PM
  5. بياع الورد...
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 22-11-2006, 12:54 AM