المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى
.
.
مِن أدب المؤمن مع اسم الجليل ؛ أن يُوَقِّر الجليل في خلوته ،
والمؤمن الصادق يشعر دائماً أن الله معه ..
وهذا هو الإحسان
( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ )
إلى الأخت نادية محمد الجابي حفظها الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد دخلت في موضوع من أجل وأعظم العلوم لأنه يتعلق بأسماء الله الحسنى، أسمى وأعظم كائن في الوجود . والتفكر في أسماء الله تعالى طريق العلماء ، ولا تصح العبادات وترتقي إلا بمعرفة الذي نعبده، وقد بدأ التنزيل بدعوة الإنسان إلى التمعن في قراءة هذه الأسماء من خلال الخلق بقوله : " اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق ".
ولذلك أنا أجلك وأشدُّ على يديك في إتمام هذا البحث الجميل الراقي الذي يعرِّفنا بمن أوجدنا، وكيف نشكره ونحن لا نعرفه ، وسيدنا علي يقول : اصل الدين معرفته سبحانه وتعالى .
وأود أن أشاركك هذا الأجر إن سمحت لي بهذين الإسمين الجليلين من الناحية اللغوية والنفسية :
الجليل في اللغة : ذو الجَلال والإِكرام، وهو الله جَلَّ جَلال ، وجَلالُ الله: عظمتُه، ولا يكون الجَلال الحقيقي إِلا لله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث الشريف: أَلِظُّوا بيا ذا الجَلال والإِكرام . فهو الجَلِيلُ المُطْلَق ويرجع ذلك الجلال إِلى كمال الصفات، كما أَن الكبير راجع إِلى كمال الذات، والعظيم راجع إِلى كمال الذات والصفات.
والاستنتاج المعنوي النفسي لهذا الاسم : جلال الجليل هو وقع شعور الهيبة والبهاء الجلالي لهذه الذات الجليلة العظيمة على النفس بعد تأمل البصيرة في مخلوقاته، ولذلك لا يمكن أن تقع هذه الهيبة في نفس إنسان إلا بعد أن يتفكر ويتأمل (يقرأ) في خلق الله وأفعاله ويرى فيها الكمال ، فالجلال هيبة المشهود في الدنيا بالبصيرة تأملاً ، وفي الآخرة بالرؤية المباشرة ولو لطرف منه سبحانه وتعالى، وعندئذ تقع الهيبة الحقيقية في نفس كل مؤمن على قدر رؤيته.
العظيم في اللغة : اسم مِنْ أسماء الله عزَّ وجلَّ ، ويُسبِّح العبدُ رَبَّه فيقول: سبحان رَبِّي العظيم؛ والعَظِيمُ: الذي جاوَزَ قدْرُهُ وجلَّ عن حدودِ العُقول حتى لا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ.
والعِظَمُ في صِفاتِ الأَجْسام: كِبَرُ الطُّولِ والعرضِ والعمْق، والله تعالى جلَّ عن ذلك. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: أمَّا الرُّكوعُ فعظِّمُوا فيه الربَّ أي اجْعلُوه في أنْفُسِكم ذا عَظمةٍ، وعَظمةُ اللهِ سبحانه لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجبُ على العبادِ أن يَعْلَمُوا أنه عظيمٌ كما وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذلك بلا كَيفِيَّةٍ ولا تَحْديدٍ.
والاستنتاج المعنوي النفسي لهذا الاسم : الشعور بالعجز عن وصف العظمة الهائلة في الذات التي لا يمكن تصورها فهي تحيط ولا تحاط ، جلت وعظمت أسماؤه سبحانه وتعالى.
أكرر شكري لك على هذا الموضوع الممتاز وبارك فيك وجزاك خيراً وجعله في صحيفة أعمالك.